يبدأ اليوم الدراسي متطلبا بذل الجهد نحو الوصول للمعلومة و المعرفة … ساعات دراسية طويلة، ومتطلبات مختلفة لينتهي اليوم، ويبدأ مشوار آخر تقف فيه أمهات لتنفيذ متطلبات وواجبات مدرسية لتطول ساعات المذاكرة التي باتت تزيد عن 5 ساعات في اليوم. فالأم هي المربية والمعلمة أيضا، ومن الأمهات من يلجأ إلى تكوين صف دراسي في المنزل حيث السبورات ومقاعد الدراسة ؛ ليشعر الطفل بالتعايش مع هذا الزحام المعرفي، والكم اللامحدود من الأنشطة الدراسية والأعمال المنزلية يوميا. في هذا التقرير ترصد مواطن أهم التحديات التي تواجه أمهات الأطفال في المراحل التعليمية الأولى من الدراسة، حيث تشير عدد من هذه الأمهات إلى ” عدم استطاعتهن تلبية اشتراطات السياسة التعليمية الصارمة والغير منهجية، والتي تتبعها المؤسسات التعليمية ممثلة في وزارة التربية والتعليم لطلاب هذه المراحل”.
أولياء الأمور: النظام غير واضح وننزعج من كثرة الواجبات اليومية
تشير قليلة أمبوسعيدية إلى أن النظام التعليمي المرتبط بهذه المرحلة غير واضح وغير منظم رغم حساسية هذه المرحلة، ولا يمكن لولي الأمر الحصول على رد مقنع لأي استفسار يقدمه. وتشير إلى أن الطلبات اليومية للأنشطة الدراسية تزعجها؛ لعدم وجود الوقت الكافي لانجاز هذه المشاريع، وهي مشاريع يومية ترهق الوالدّين الذّين لديهما التزامات أخرى خلال اليوم – حسب تعبيرها-. وتقول: اليوم يتدخل الوالدّين في كل صغيرة وكبيرة، وهناك شعور واضح أن المنهج الدراسي لهذه الصفوف عام جدا؛ بينما أعتقد أنه من المناسب الاهتمام بالقراءة والكتابة وبعض التعاليم الدينية”.
وتقول ليلى المقبالية : أنزعج من كثرة الواجبات اليوميات التي يتسلمها طفلي وأتسائل عن الدور الذي تقوم به المعلمة طيلة النهار في المدرسة، إذا كان هذا الكم الهائل من الواجبات سيتم تنفيذه في المنزل. لا أملك الوقت لاستذكار ما درسه إبني فأغلب وقته يمضي لحل الواجبات، وأبقى متعبة في نهاية كل يوم دراسي. بينما تقول سعاد المقبالية: في بعض الأحيان أسأم من كون الواجبات المنزلية لكل مادة ينبغي أن يتم انجازها في أكثر من صفحة، وهو ما يُشعر الطفل بالملل ويدفعني للغضب والانفعال.
نازك العصفور: اقترح استحداث فكرة دفتر نمو للطفل
وتوضح نازك العصفور أهم المسببات لصعوبة فهم الوالدّين للرؤية التعليمية في هذه المرحلة المهمة من التعليم قائلة: لابد أن يسبق الدراسة اجتماع مهم مع أولياء الأمور لاستيضاح هذه الأمور. هي عملية سنوية ينبغي أن تقوم بها المدرسة ويُجمع الوالدّين على الموافقة عليها. وتقول: أقترح استحداث فكرة دفتر نمو للطفل ليكون بمثابة الرسائل التي تربط بين المعلم وولي الأمر، ويتم تداول كافة الملاحظات المرتبطة بتفوق الطفل، وآلية تعزيزه أو حتى نقاط الضعف.
سعاد المقبالية : الأهم رفع معنويات الأم نحو الاهتمام بدراسة الطفل
وتصف سعاد المقبالية النظام التعليمي للأطفال في هذه المرحلة “بالغير واضح والمكثف بعيدا عن رؤية مفهومة تقدمها المدرسة”. وتقول : إذا لم تتابع أداء طفلك باستمرار؛ فإن مستواه دراسيا سيتأثر، ولن تشعر بذلك إلا في فترة متأخرة؛ فالتقرير المدرسي يُقدم إلينا عبر فترات متباعدة.
وتقترح المقبالية أن تنظم عملية التواصل مع الأمهات بصورة مستمرة، وأن تقدم للأمهات المحاضرات التي تساعدهن على تطوير مستوى أطفالهن سلوكيا وتعليميا، والأهم رفع معنوياتهن للاهتمام بالدراسة في البيت والمدرسة على حد سواء.
ليلى الحارثية: رؤية الوزارة غير واضحة وهناك تجاهل لمقترحات أولياء الأمور
وتقول ليلى الحارثية – أخصائية مجال تربوي بوزارة التربية والتعليم ومعلمة- : بشكل عام وللأسف الشديد لا يوجد لدى الوزارة ثمة رؤى لتقليل التكاليف والالتزامات المنزلية على عاتق الطفل، مما يخلق جيلا يمقت التعليم ويتذمر منه، وذلك خطأ كبير يشوب انطلاقة هؤلاء الصغار نحو مشوار العلم والمعرفة. وهناك أمر آخر يجدر الاشارة إليه “يكمن في تجاهل الآراء والمقترحات التي تصل من جانب عدد من أولياء الأمور المتأثرين سلبا بهذه الخطط التعليمية” . هناك سوء إدارة وسوء تنسيق واضح حتى من البيئة المدرسية، فالمرجو كان أن يتم التنسيق بين المعلمين لتخصيص مساحة من الوقت الدراسي لتخفيف ثقل الوجبات والالتزامات على الطلاب ولكن لم يعطى للأمر اهتماما.
جدير بالذكر أنه خلال العام المنصرم، نفذ عدد من المعلمين اضرابا عن العمل، استمر قرابة الأسبوعين ونصف؛ للمطالبة بعدد من الإصلاحات في أنظمة التعليم وسياسات العمل والأداء التربوي التي تنتهجها الوزارة. وأعلنت لاحقا الدكتورة مديحة الشيبانية وزيرة التربية والتعليم في حوار تلفزيوني مطول عن نية الوزارة اجراء اصلاحات على أنظمة التعليم وأساليبه، لاسيما التعليم في المدارس الحكومية.
متابعة: سمية اليعقوبية