بعد سنوات من الألم والحزن والمأساة تأمل أم عمر أن تصنع الأمل لتعيش حياتها بعدما توفي زوجها وصُدمت بإصابة ابنها بمرض التوحد . تنظر اليوم أم عمر إلى مستقبل أولادها الاثنين، حيث تريد لهم مستقبلا خاليا من الألم والحزن واليأس من الحياة، حيث انتقلت من بيت زوجها الذي كان يعيش مع أهله إلى شقة حملت معها ذكرياتها وأيام مضت.
تبتسم أم عمر رغم ما واجهته من تحديات وصعوبات بعدما علمت بأمر ابنها المصاب بالتوحد، وتقول “ابني هو سندي بعد زوجي وسأوفر له كل ما يحتاجه ليشفى”.
تستذكر أم عمر لحظة سماعها خبر انتقال رفيق دربها إلى الحياة الأخرى “اتصل بي زوجي وقال لي بعدما أعود من السفر قد أحضرت لك مفاجأة لكنه لم يرض أن يخبرني بها رغم إلحاحي الشديد، ولعل المفاجأة التي هزتني وابكتني كان خبر وفاته”.
تبقي أم عمر محاولتها المستمرة لإخفاء مشاعرها التي تكشفها ملامح وجهها وبحة صوتها عندما تبدأ بالحديث عن زوجها الذي توفى اثر حادث سير أثناء اتجاهه إلى بلدة سياحية في رحلة علمية قدمتها له جهة العمل وتقول:
“عندما توفي زوجي كانت مأساة بالنسبة لي ،فهو عمادي وسندي وكان كثيرا ما يشجعني على اكمال دراستي حيث انهيت الماجستير بعد وفاته؛ أما هو فكان يحضر للدكتوراه في احدى الدول الأجنبية ،وشاءت الأقدار بعدم اكماله للدراسة حيث توفي وكان عمره ٣١ سنة”.
وتكمل: “قبل وفاة زوجي بأسابيع قليلة صعقت بإصابة ابني بمرض التوحد وتساءلت : كيف سأواجه هذا الابتلاء بمفردي؟ وسارعت في البحث عن مكان مناسب يحتضنه ويتقبله حيث وجدت صعوبة ومعاناة في ذلك”. مشيرة إلى انعدام وندرة المراكز المؤهلة لهذه الحالات في السلطنة.
نشطت أم عمار الآن في ايجاد حلول لمرض التوحد، حيث أنها اختيرت من بين الاباء والأمهات لتمثل السلطنة في محافل مختلفة وتوظف كل ما تكتسبه من خبرة وأساليب علمية جديدة لصالح ما تسعى إليه ألا وهو مساعدة أولئك الذين يعانون من التوحد والتي نذرت نفسها لأجلهم.
تحدثنا بثقة واعتزاز لنشعر بأنها تسعى لتحقيق ما قد يعجز الآخرون عنه، فتقول “أنا راضية بما كتبه الله لي وسأسعى جاهدة إلى تربية أبنائي وأبحث دائما لإيجاد الحلول لتدريب وتأهيل ابني وأبناء جميع الآباء والامهات الذي يواجهون ذات المصاعب في الحياة وهم غير قادرين على ايجاد الحلول ومواصلة الحياة مع أبنائهم المرضى بالتوحد”.
متابعة: علياء الجردانية