ساد الغضب والامتعاض بين عدد من الكتاب والمثقفين في السلطنة منذ الأمس بعد إقدام السلطات الأمنية في البلاد على اعتقال الكاتب والمفكر العماني علي بن سليمان الرواحي ، والذي لا يزال رهن الاحتجاز حتى هذه الساعات. ويعد الرواحي واحدا من أشهر المهتمين بالفلسفة في السلطنة، وله كتاب في نقد الأصوليات بعنوان : الأصولية والعقلانية، كما أنه أحد مؤسسي لجنة الفلسفة العمانية التابعة للجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وله عدد من المقالات والدراسات البحثية والفكرية المنشورة في مطبوعات محلية وعربية.
وأشار الناشط نبهان الحنشي – عبر حسابه على تويتر- إلى أنه يعتقد أن سبب اعتقال الرواحي تغريدة أثارت غضب السلطات في البلاد، حيث كتب فيها: عمان أصبحت شركة عائلية يديرها لصوص والشعب زبائن يجهلون حقوقهم أو لا يعرفون كيف يصلون لها”، وفي تغريدة أخرى أشار إلى أن المجتمع العماني “مجتمع الخوف”.
وتفاعل عدد من الكتاب والمثقفين مع حادثة الاعتقال حيث أعربوا عن استيائهم وامتعاضهم عبر وسم #علي_الرواحي. وكتب خميس قلم على صفحته في تويتر مخاطبا السلطات في البلاد: “لا داعي لفرد العضلات.. إن كان لكم حول فامنعوا الاقطاعيات وسرقة حقوق الفقراء”. وكتب خالد العريمي: “لم يشكل علي الرواحي يوما خطرا أو يعكر صفو المجتمع ولم يتهم في قضية فساد، ولم تحم حوله الشبهات، لقد أحب عمان”.
بينما غرد سلطان السعدي: “علي الرواحي.. لقد أزعجتهم تغريداتك، ولم تزعجهم أطنان جبل الجليد من الفساد!”. وكتب سعيد الهاشمي: “حماية حق التعبير عن الرأي والتفكير هو الضامن الأبرز لسلامة الدول .. الحرية لعلي الرواحي”. وغرد الشاعر إبراهيم سعيد” النقد مُر، والمر علاج الفساد الباطني ومن لا يريد الدواء ويقاوم العلاج يقتله فساده”.
يذكر أن السلطات الأمنية كانت قد استجوبت خلال الفترة الماضية عددا من الناشطين إثر منشورات لهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكانت منظمة هيومن راتيس ووتش الدولية قد أصدرت بيانا انتقدت فيه تراجع مستوى حرية الرأي والتعبير في السلطنة وسلسلة الاعتقالات والاحتجازات للمطالبين بها في البلاد.
متابعة: سمية اليعقوبي