تزداد يوما بعد يوم عدد المجموعات والفرق التطوعية والأهلية في السلطنة، وتشكل هذه الفرق والجماعات نظاما انسانيا فاعلا يخدم شرائح مختلفة في المجتمع ويوسع من العمل المدني في مجالات الحياة المختلفة. ورغم غياب الاحصائيات والبيانات الموثقة لعمل هذه الجماعات والفرق بالسلطنة وغياب الإطار القانوني المنظم لها إلى أن عددا من فرق العمل التطوعي باتت تؤثر بصورة فاعلة في المجتمع. يخوض هذا الحوار الذي أجرته مواطن مع المتطوع محمود الجامودي في تفاصيل مر بها المتطوعون وينفذ سريعا إلى أهم التحديات التي تواجه نشاطاتهم في السلطنة.
الناشط الاجتماعي محمود الجامودي
يتحدث محمود الجامودي عن دوره في عدد من المناشط التطوعية والإنسانية في السلطنة قائلا: بدأت العمل في الحملات الإغاثية لدعم فلسطين، وحملات إغاثة الصومال، كما شاركت في جهود الإغاثة الوطنية الشاملة في الأنواء المناخية الاستثنائية (جونو)، وفي 2010 تم تأطير العمل التطوعي بشكل أكثر تنظيما، عبر البدء في تأسيس فريق “في بيتنا مسعف” كأول مشروع تطوعي يُعنى بتدريب أفراد المجتمع على الاسعافات الأولية بكافة أنواعها، والإنعاش القلبي واستخدام جهاز الرجفان من خلا مدربين دوليين، حيث يحصل المتدرب على شهادة المسعف الدولي. إنني عضو في الجمعية العمانية لسرطان ( فرع الداخلية)، وعضو في جمعية الحياة، وعضو في فريق نزوى الخيري، وعضو في لجنة التنسيق والمتابعة في لقاء المبادرات الشبابي الاول مقرر للنشاط البدني في مشروع نزوى لأنماط الحياة الصحية.
وحول دوافع الانضمام للعمل التطوعي في عمان، يقول: العمل التطوعي هو جزء من رسالتي في هذه الحياة، وجانب مهم من عطاءنا للوطن، وإيماننا بالوفاء له، ويستحق منا الآخرون هذا النبل الإنساني. إن العمل التطوعي يعزز من قدرتك على نسج أواصل وعلاقات مع مختلف شرائح المجتمع، كما أنه يشعرك بأمانة الحمل الملقى على عاتقك أمام الله والوطن، وأن تكون لصيقا بقضايا الناس الملحة، كما أنه يكسبك القدرة والموهبة على الحوار ومهارات التواصل مع أفكار وعقليات مختلفة، لهذا فإن انضمامي للعمل التطوعي هو مكسب وإضافة لي كإنسان.
ويشير الجامودي إلى أن واقع العمل التطوعي في عمان يبشر بالخير، خاصة بعد أحداث الحراك العماني في 2011م؛ حيث اتسعت أركان العطاء وبات العمل في هذه المجالات الإنسانية متجها نحو التخصصية، مما ساهم بصورة كبيرة في التقليل من الضغوط على المؤسسات الحكومية في ما يتعلق بالنشاط والعمل الاجتماعي في البلاد؛ فهناك مثلا فرق للتبرع بالدم، وأخرى لتوعية بالسلامة المرورية، وفرق لدحض الشائعات المتداولة، وفرق متخصصة في الترفيه للأطفال وغيرها.
وعن الصعوبات التي يواجهها المتطوعون في هذا المجال، يقول: أغلب الصعوبات التي نواجهها تكمن في ضعف التنسيق بين أغلب الفرق في ما بينهم وبين المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، وازدواجية بعض الفرق في العمل، و قلة الدعم المادي، وعدم وجود جهة واحدة تكون مظلة لكل الفرق التطوعية، وغياب منهجية علمية عند إقامة أي فعاليات تطوعية.
وعن الإطار المنظم لنشاط الفرق الأهلية والتطوعية بالسلطنة، يشير الجامودي إلى أن الإطار المنظم لأي فريق تطوعي غالبا ما يستطيع العمل بكل حرية مستقطبا الدعم المالي المطلوب؛ لمواصلة نشاطاته، لكن غياب الإطار القانوني المنظم للعمل التطوعي من جانب الجهات الحكومية يؤثر سلبا على استمرارية هذا العطاء، وبقاء الفرق التطوعية التي تعمل وفق منهجية صحيحة قادرة بذلك على مواصلة الجهد والعطاء.
متابعة: هشام الإسماعيلي