اعتبرت “المبادرة العمانية الأهلية لمناصرة فلسطين” واحدة من أنشط المبادرات الأهلية التي تقدم أنشطتها خارج أراضي السلطنة، وتختص المبادرة بتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل منذ عام 2006، حيث يعاني القطاع من صعوبات معيشية تبدأ من الحصار على منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، ومنع الصيد في عمق البحر، ولا تنتهي عند غلق المعابر بين القطاع والاحتلال الإسرائيلي.
وقد أطلق الدكتور راشد الربيعي هذه المبادرة في مايو 2013، بعد الزيارة التي قام لقطاع غرة في شهر فبراير من نفس العام. ويتحدث الربيعي عن ظروف الزيارة قائلا: كنت في زيارة لقطاع غزة كطبيب متطوع، حيث تأثرت بالوضع المعيشي لإخواننا هناك، ووجدت أن الحضور العُماني في مجال التضامن مع غزة قليل ولا يكاد يذكر، فأيقنت أهمية أن يكون لنا كعمانيين مساهمة في هذا المجال تحقيقاً لمعنى الأخوة و التكافل؛ فجاءت فكرة تأسيس فريق أو مؤسسة لتفتح مجالاً للعمانيين لترجمة تكافئهم.
الدكتور راشد الربيعي
الربيعي: وضعنا القانوني حرج وهناك جهات حكومية تطالبنا بالتوقف
وتحدث الربيعي عن الوضع الحرج الذي تعاني منه المبادرة قائلا: تمر المبادرة بوضع قانوني حرج؛ فمطالبتنا بصورة متكررة بالحصول على ترخيص لم تنجح، وهناك جهات حكومية تطالبنا بالتوقف عن النشاط بحجة عدم الحصول على ترخيص رسمي مما جعلنا عرضة للضغوط القانونية بين فترة وأخرى، واضطررنا للتوقف في بعض المراحل”
وفيما يخص بإيجاد تنسيق بين المبادرة والهيئة العمانية للأعمال الخيرية قال: “نطمح لوجود مثل هذا التنسيق بين المبادرة والهيئة . للقضية بعد إنساني وهي إنجاز وطني مهم يضاف لدعم السلطنة لإرادة وحق الشعب الفلسطيني، كما أنها مبادرة شعبية خرجت للواقع وقدمت نجاحاتها الملموسة ولدينا رغبة بأن نلتزم بالقوانين التنظيمية المعمول بها في السلطنة”.
وعن صعوبات العمل وإدارة مثل هذه المبادرة في الخارج، يعتبر الربيعي أن صعوبات المعابر هي الأكثر تعقيدا، وهي التي حددت نوع المساعدات بالتبرعات المادية فحسب، ولذا أعلنت المبادرة عدم استطاعتها تقديم مساعدات عينية للقطاع؛ لكنها تقدم بعض مشاريع المساعدات في القدس.
المبادرة قدمت مليون ونصف مليون ريال للتبرعات وأكثر من 100 مشروع
وحول تجاوب المواطنين مع المبادرة، أشاد الربيعي بالتجاوب الذي تتلقاه المبادرة، قائلا: “هناك تجاوب أهلي واضح بعيد عن تجاوب المؤسسات المنقطع في ما يتعلق بالتبرعات، حيث لم تقدم لنا أي مؤسسة حتى الآن أي تبرعات، ومنذ انطلاق المبادرة حتى الان تجاوز “مجموع ما تم توصيله للقطاع المليون ونصف مليون ريال عماني، ويصل عدد المشاريع التي نفذتها المبادرة إلى أكثر من مئة مشروع وتتنوع بين المشاريع الكبيرة والمشاريع الصغيرة”، حيث “تدعم المبادرة بشكل أساسي الجانب المعيشي للفئة الفقيرة والمعوزة في قطاع غزة في ما يتعلق بتوفير الطعام والشراب و الملبس والمآوى”، ومن تلك المشاريع افتتاح محطتين لتحلية مياه الآبار حيث أن المياه الجوفية في القطاع لا تصلح للاستخدام بدون تحلية، كما تقدم المبادرة مساعدات نقدية للأسر المحتاجة، حيث استفادت 120 أسرة من تلك المساعدات في شهر مارس الماضي، كما تم توزيع مساعدات بقيمة 55 ألف دولار على طلاب الجامعات، واستفاد منها 376 طالبا وطالبة، وغيرها العديد من المشاريع. ويضيف: “لدينا مشاريع اجتماعية و مشاريع داعمة للقطاع الصحي”، حيث قدمت المبادرة مستهلكات طبية لاحد المختبرات الطبية بقيمة 10 الالاف دولار، كما أن المبادرة تنفذ “مشاريع في مجالات أخرى على حسب رغبة المتبرع مثل ترميم المساجد و تشييد سبل الماء ، كما كان للمبادرة دور في التخفيف على أطفال القطاع من خلال دعم مشروع الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال، وعلى صعيد دعم المزارعين وتوفير مصدر رزق لهم وتعزيز وجود احتياطي غذائي في القطاع؛ قامت المبادرة بتمويل مشروع “غراس الخير” بتكلفة 18 ألف دولار واستفاد منها 400 مزارع”.
متابعة: هشام الاسماعيلي