رحل مساء الإثنين الداعية والشيخ خلفان العيسري بعد معاناة طويلة مع مرض عضال. والعيسري هو واحد من أشهر الدعاة العمانيين، والذي اشتهروا بدعوتهم للإسلام في بقاع مختلفة من العالم، إضافة لجهوده الإنسانية والخيرية المختلفة.
ولد العيسري في عام ١٩٦٢م، وشغل في حياته عددا من المناصب المهمة، حيث تقلد عضوية مجلس الدولة، وشغل منصب نائب رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة لعضويته في منظمات ومؤسسات دينية محلية وإقليمية. وبدأ العيسري حياته مهندسا في شركة نفطية كبيرة بالبلاد، قبل أن يستقيل ويتفرغ لقطاع ريادة الأعمال، حيث عمل محاضرا معتمدا في التطوير الوظيفي والمهني، وقدم برامجا تدريبية لعدد من المؤسسات الأهلية والحكومية. وعُرف عن الراحل اهتمامه الكبير بالقضايا العامة، ومشاركته عبر صفحاته على الشبكات الإجتماعية في التعبير عن قضايا علمية، ودينية، وثقافية، واهتمامه بقضايا الشباب.
وفور وفاته، نشر عدد من الإعلاميين والسياسيين ومستخدمي تويتر وفيس بوك وجهات حكومية وأهلية، نعيا للراحل. وتداول مستخدمون على شبكات التواصل الإجتماعي صورا وتغريدات سابقة، كان العيسري قد نشرها على تويتر قرب رحيله، في ما اعتبر بعض المغردين رحيله “فقدانا عظيما للسلطنة”. وغردت الإعلامية عايدة الزدجالية: “إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا شيخ لمحزونون”، وكتب المصور رشاد الوهيبي:”دروس كثيرة نتعلمها من هذه التجربة والتركيبة الانسانية المميزة.رحمه الله، لم يتحدث عن عمله بقدر ما تحدث عمله عنه”.
وتداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه العيسري، وهو يوجه وصيته قبل أيام قليلة من وفاته، حيث شكر الله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار التي أنعم الخالق بها على البلاد، وابتعاد الناس عن الفتن والطائفية، طالبا منهم الاستمرار على هذا النهج والتوجه إلى الله بالدعاء له. وتداول مستخدمون صورا لجنازة الراحل، حيث تجمع مئات المشيعين، في حين أشاد إعلامييون عرب بالدور الإنساني والعلمي له. حيث كتبت مقدمة برامج mbc منى أبو سليمان: “اعتقدت دائما أنه سيكون هناك متسع من الوقت للتعلم منه، إن رحيله فقدان عظيم للأمة”. وكانت منظمات دولية قد اختارت العيسري واحدا من أبرز العقول المنفتحة والقيادية المؤثرة على مستوى الشرق الأوسط.
متابعة: سمية اليعقوبية