ليست حالة فريدة من نوعها، وليست هي الفتاة الوحيدة التي تطمح بنيل مكانة مهمة رياضيا في مجتمع يزدري رياضة المرأة. فاطمة النبهانية واحدة من من أبرز الشخصيات النسائية الرياضية والتي تفوقت في لعبة التنس الأرضي محققة مراكز عالمية مهمة. لكن النبهانية كتجربة مميزة في تاريخ الرياضة العمانية ستبقى مهددة بأن لا نرى تجربة مشابهة لها مرة أخرى، وقد تنتهي مع هذه القصة المهمة مئات القصص الرياضية العمانية النسوية التي لم يشاء لها أن تكتب بعد. تشير أخر احصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى ارتفاع أعداد النساء اللواتي يمارسن الرياضة، حيث بلغت ما نسبته 79% تتراوح من أعمار 18 إلى 50 سنة ، وحازت رياضة المشي المرتبة الأولى.
وكثيرا ما نرى في الأماكن العامة كالحدائق والشواطئ والشوارع شباب يمارسون هواياتهم الرياضية، من كرة سلة، وقدم، ويد، وطائرة.. يلعبون متى ما سنحت لهم الفرصة، بينما تندر تلك الفرص التي تجد فيها الفتاة متسعا لممارسة الرياضة نظرا لقلة الأماكن المتوفرة والمؤهلة لذلك أو لضعف الاهتمام الحكومي والأهلي بهذا القطاع المهم.
نظرة المجتمع
وتقول ريم الحبسية: “المرأة العمانية لها الحق في ممارسة الرياضة والمشاركة في المسابقات الداخلية والخارجية، ولكن في بعض الأحيان نظرة المجتمع تمنع المرأة من ممارسة هوايتها وتحقيق حلمها؛ فالرياضة شيء أساسي لصحة الإنسان، وهناك فتيات قامن بالاشتراك في الاتحاد العماني لألعاب القوى، وحصلن على مراكز عالية رفعت اسم السلطنة، فمن الواجب أن يتم توفير أماكن للتمرن حيث أن النوادي شحيحة للغاية، ونرجو الاهتمام بهذا الأمر ومنح المرأة فرصة لإبراز مواهبها.
وتضيف: “الأفضل أن تكون نوادي مختلطة للاستفادة من خبرات الشباب في هذا الجانب لما لديهم من خبرات كافية، وأتحدث عن نفسي عندما كنت عضوة في الاتحاد العماني لألعاب القوى، حيث استفدت كثيرا من خبرات الشباب وأيضا من خبرات زميلاتي”.
حق لم يضيع
أما وسام المخينية، فتقول: “حق المرأة العمانية من الرياضة موجود، والدليل على ذلك أن المرأة العمانية أصبحت تشارك في أولمبيات كثيرة نرى أخبارها تنشر الصحف والجرائد؛ فالرياضة شيء مهم واساسي للأفراد”.\
لا نستطيع أن نمارس الهوايات التي يمارسها الشباب
سكينة اللواتية تقول: “يوجد لدينا أماكن خاصة للنساء وبكثرة، ولكن لا توجد لدينا ممارسات للهوايات التي يمارسها الشباب مثل “جتسكي، غواصة وركوب الدراجات، وسياقة الجيب على الرمال”؛ فإذا قمنا بممارسة هذه الهوايات في الأماكن العامة فإن المجتمع سوف يقذفنا بكلام مثل ما حدث مع نادي سمائل النسوي، عندما اختارت فتيات سياقة الدراجات الهوائية في الشارع، في ما اعتبر تجربة غير لائقة للمجتمع، ولكن الأفضل لو أن نُعطى حلول، ويتم تخصيص أماكن خاصة للفتيات لممارسة مثل هذه الهوايات”.
وتقول:” عندما نتكلم عن الأماكن الخاصة؛ فإننا نقصد عدم وجود رجال بها حتى وإن كانوا عمالا أجانب، وكذلك وجود بعض الأنواع من الرياضات التي لا يتقبلها المجتمع وهي مختصرة للشباب فقط، كركوب الخيل أو سباق السيارات. برأيي يجب أن يتم تخصيص أماكن خاصة للنساء”.
الأندية غير آمنة
رشا البوسعيدية تضيف قائلة:” إن الرياضة ركن أساسي من أركان الحياة، ولقد التفت بعض الجهات إلى توفير أندية خاصة للنساء ولكنها برأيي غير آمنة، بسبب وجود الكاميرات، فمن الواجب توفير نوادي آمنة مثلما تم توفيرها للشباب لممارسة الرياضة بدلا من الخروج للبحر والشوارع”.
أندية ربحية تتجه للاستغلال المادي
أميمة الخروصية تقول:” إن حق المرأة في الرياضة حق مهدور لمصلحة مشاريع ذات أهمية أقل، فالرياضة هي مستقبل لحياة صحية بعيدة عن أمراض العصر، وهناك أندية، كما أن النوادي الرياضية الخاصة وجدت لتستغل المرأة من الناحية المادية أكثر من كونها نادي للرياضة بنسبة 30%، فأود أن تتوفر نوادي رياضية خاصة بالنساء فقط”.
رياضة المرأة تعاني من التخطيط العشوائي
وأضافت: “نحن نعاني من ألم التخطيط العشوائي والانفراد بالقرارات الارتجالية البعيدة عن واقع السياقات العلمية، والتي يفتقر لها واقعنا؛ فمعظم العلاقات تجري بصورة عكسيه اذا زاد الاهتمام بها سيخفف علينا عبئ زيادة انشاء وتعدد المستشفيات، ولذلك فالحاجة هي من تجعلنا نتعرض للاستغلال أحيانا فنبذر لصالح ممارسة ما هو صحي لنا”.
استطلاع المركز الوطني للاحصاء والمعلومات حول نسب الرياضة في المجتمع
متابعة: علياء الجردانية