بدأت السلطات العمانية منذ صباح أمس استعداداتها لمواجهة التأثيرات المباشرة للإعصار #تشابالا المتمركز في وسط بحر العرب. وأشارت الأرصاد في آخر تحديثاتها إلى أن مركز الإعصار المداري يبعد حاليا 450 كم عن سواحل السلطنة، ويصنف في الدرجة الثانية حيث من المتوقع ان يضرب سواحل محافظة ظفار والجمهورية اليمنية خلال 24 ساعة القادمة، مع احتمال أن يضعف تدريجيا إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى أثناء وصوله لليابسة.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والتابعة للأمم المتحدة قد حذرت من مخاطر الإعصار المدمر، موضحة إلى أنه قد يتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية وضرر في البنية التحتية في الدول غير المستعدة لمثل هذا النوع من الطقس. ومن المتوقع أن يصاحب الإعصار ، زوابع عواصف ورياح عاتية تصل سرعتها إلى 143 كيلومترا في الساعة.
وقالت كلير نوليس، المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة: “لا نتوقع أن يضعف قبل أن يضرب اليابسة، وربما كان على حدود الفئة الأولى، لكن حتى إن حدث ذلك فستصاحبه رياح شديدة في منطقة غير معتادة على أن تشهد مثل ذلك”.
وأضافت: “تمثل الرياح خطراً لكننا نتوقع الأثر الأكبر، جراء هطول الأمطار بالغة الخطورة، وقد اطلعت على بعض التقارير التي تقول إنه قد يعادل هطول أمطار تقدر كميتها بأكثر من عام خلال يومين”.
وقالت نوليس إن “سبب العاصفة هو ارتفاع درجة حرارة مياه البحار والغلاف الجوي”، لكن لم يتضح إن كان سببها ظاهرة النينيو المناخية التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة، وما إذا كانت مثل هذه العواصف ستتكرر مستقبلا. مع ظروف تغير المناخ فإننا نتجه إلى منطقة مجهولة. نتوقع أن نشهد في المستقبل حدوث أشياء لم نرها من قبل”.
وبدأت الأجهزة الحكومية في السلطنة استعداداتها منذ أيام للتعامل مع تشابالا، حيث نفذ سلاح الجو 21 رحلة بالطائرات العمودية وقام بإخلاء ما يزيد عن 455 شخصا بينهم 221 مواطنا من جزر الحلانيات, كما واصل الجيش السلطاني العماني في عملية إعادة الانتشار لوحداته وفرق الإنقاذ والدعم الموجودة في المناطق المتوقع تأثرها بالحالة المدارية، كما تم تعزيز تلك القوات بالأفراد والمعدات، وأتم استعداداته لتقديم الدعم الفني لأنظمة الاتصالات في حالة تأثر قطاع الاتصالات نتيجة الحالة المدارية. وقامت قوات الفرق بإعادة نشر وحداتها لتغطي المناطق المتوقع تأثرها بمحافظة ظفار حيث تمتلك تلك الفرق الخبرة المتراكمة والتجارب المتعددة في معرفة المنطقة وتضاريسها ودروبها المختلفة. وعززت الخدمات الطبية للقوات المسلحة وحداتها في المناطق المتوقع تأثرها سواء بالأطقم الطبية أو سيارات الإسعاف والمعدات وذلك وفق خطة الدعم الطبي الموضوعة ودعم الجهات المدنية الأخرى في المجال الطبي.
وكانت عدد من المجموعات الأهلية من مختلف ولايات السلطنة قد أعلنت تخطيطها لتقديم العون في فترة الإعصار ، حيث انتشرت الدعوات على الشبكات الاجتماعية لجمع التبرعات وتشكيل المجموعات التطوعية البشرية لمواجهة التأثيرات المتوقعة والتي قد تسبب خسائر بشرية ودمارا في المنشآت.
متابعة: هشام الاسماعيلي