لا تزال الحكومة العمانية تؤكد عبر مختلف المنابر موقفها من المشاركة العسكرية والسياسية في العمليات التي تقوم بها قوات التحالف في اليمن مؤكدة على أنه منهج يقتضي العمل به في مختلف القضايا التي ترتبط بمصير الدول المضطربة سياسيا وأمنيا ليس بينها اليمن فحسب بل سوريا التي تسوء أوضاعها اقتصاديا وأمنيا بفعل تغلغل النزاعات والحروب منذ أعوام واتساع دائرة العنف لتشمل معظم المدن السورية فيما يتوسع مستوى تسلح الجماعات الدينية المتطرفة والمسلحة.
السلطان قابوس أكد -في كلمة وجهها وألقتها وزيرة التربية والتعليم في المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو بمناسبة الذكرى السبعين للمنظمة- أن السلطنة تدعو لتغليب لغة الحلول السياسية القائمة على خيارات السلام والحوار التوافقي بين مختلف الأطراف ونبذ التعصب ومواجهة أسبابه كسبل للخروج من الأزمات المتفاقمة التي تمر بها المنطقة موضحا أن الصراعات الحالية التي تشهدها المنطقة ناتجة عن عدم وجود تفاهم حقيقي وقبول للآخر رغم اتساع القوائم المشتركة بين البشر.
وعلى الرغم من عدم وضوح التفاصيل حول الأدوار السياسية التي تقوم بها السلطنة للخروج باليمن وسوريا من مرحلة الاقتتال والعنف وحمام الدم إلا أن تتابع حضور مسؤولين رسميين من جميع الأطراف المتنازعة ليؤكد البحث عن حلول وسطية وسياسية للخروج بهذه البلدان من الأزمة. وكان يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية قد تحدث لوسائل إعلام محلية إلى أن التنسيق جارٍ لتحقيق الأهداف المشتركة بين السلطنة والمملكة العربية السعودية حول ما يجري من نزاع في المنطقة مؤكدا على أهمية الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي في سوريا واليمن. كما قام يوسف بن علوي بزيارة سابقة إلى دمشق أوضح من خلالها أنه استمع إلى وجهات النظر المختلفة والتي تحمل الرأي الرسمي المتمثل في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وكافة الأطراف الرسمية في البلاد إضافة إلى ما يدور الآن في جميع الدول المشتركة وفي مؤتمر فيينا وجميع الجهود التي يجري مناقشتها في مختلف الأصعدة، لكن بن علوي لم يقدم مرة أخرى مزيدا من التفاصيل حول ما اذا كانت هناك ثمة خطة فعلية أو مقترح عماني واضح المعالم تم تقديمه للخروج من الأزمة.
متابعة: سمية اليعقوبية