أسهمت الأزمات المحلية السياسية لدول الخليج العربي في تصاعد الانتهاكات الحقوقية بحق المواطنين، خاصة الذين ينتقدون انتهاك سلطات بلادهم لحقوق مواطنيها بحجة الأمن والأمان. تقرير هذا الشهر يرصد الأحكام القاسية والغريبة نوعا ما ضد الناشط الحقوقي البارز نبيل رجب، واحتجاز الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ باستخدم قانون مكافحة الإرهاب! والحديث عن حكم آخر غريب صدر ضد باحث في الشؤون الدينية والمذهبية، وغيرها من التغطيات الشهرية لأبرز الأحداث الحقوقية التي تقدمها مواطن.
البحرين:
نبيل رجب
حكمت المحكمة الجنائية الصغرى يوم 10 يوليو/تمّوز 2017، بسجن الناشط الحقوقي البارز نبيل رجب بالسجن سنتين مع النفاذ، بتهمة “نشر أخبار كاذبة”. نبيل رجب، رئيس المركز البحريني لحقوق الإنسان وأحد مؤسسي مركز الخليج لحقوق الإنسان، اعتقل مرّات عدة وحوكم بالسجن منذ بداية الاحتجاجات في البحرين في 2011، واعتقل مجددا في يونيو/حزيران 2016 بسبب تغريدات له انتقد فيها الحرب على اليمن وكذلك بعد نشره مقالا في نيويورك تايمز الأميركية عن حالة السجون في البحرين.
وأدانت منظمات حقوقية دولية مثل العفو الدولية “أمنستي” وهيومان رايتس ووتش الحكم ضد رجب، وقال سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، إن “سجن نبيل رجب للتعبير عن رأيه يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وهو أيضا جرس إنذار يشير إلى أن السلطات البحرينية تمادت في إسكات منتقديها”.
ابتسام الصائغ
اعتقلت السلطات البحرينية الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ، في 3 يوليو/تمّوز 2017، بعد أيام من اعتقالها السابق والذي تحدثت عنه ابتسام سابقا واتهمت السلطات البحرينية بتعذيبها والتحرش جنسيا بها. ووجهت السلطات البحرينية لاحقا في 18 يوليو/تمّوز أمرا بتوقيف/احتجاز الصائغ لفترة 6 أشهر لاستكمال مجريات التحقيق حسب قانون مكافحة الإرهاب في البحرين، وهو ما أدانته المنظمات الحقوقية الدولية.
أمنستي اعتبرت توجيه تهم تتعلق بالإرهاب ضد الصائغ صفعة لحقوق الإنسان في البحرين، وقالت سماح حديد، مديرة الحملات بمكتب بيروت الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، إن “ابتسام الصائغ سجينة رأي، وينبغي الإفراج عنها فورا ودون قيد أو شرط؛ “فالجريمة” الوحيدة التي ارتكبتها هي أنها تحلت بالشجاعة في التصدي لسجل الحكومة المروِّع في مجال حقوق الإنسان.
السعودية:
محمد العتيبي
بدأت محاكمة الناشط الحقوقي السعودي، وأحد مؤسسي جمعية الاتحاد الحقوقية، محمد العتيبي يوم 12 يوليو/تمّوز لأول مرة منذ تسليمه للسلطات السعودية من السلطات القطرية في الــ 25 مايو/آيار الماضي. وتم رفع المحاكمة للتشاور والمزيد من التوضيحات، حسب ما أفاد الحساب الشخصي للعتيبي في تويتر.
وكان العتيبي الذي فرّ من السعودية إلى قطر في مارس/آذار الماضي، تم اعتقاله في قطر وتسليمه للسطات السعودية في مايو/آيار، رغم مناشدات عدد من المنظمات الحقوقية الدولية مثل أمنستي وهيومان رايتس ووتش بعدم تسليمه.
حسن فرحان المالكي
أصدرت محكمة سعودية حكما بسجن الكاتب والباحث د.حسن فرحان المالكي 3 أشهر، وغرامة قدرها 50 ألف ريال سعودي، وإغلاق حسابه في تويتر، فيما يُعتقد أنه بسبب الجدل الذي يثيره عادة حول العديد من القضايا الدينية والمذهبية. وكانت “القسط” لحقوق الإنسان قد أدانت الحكم ودعت إلى المزيد من الحوار وحرية التعبير.
قطر:
زايد الغفراني
وافقت حكومة قطر يوم 24 يوليو/تمّوز 2017، على دخول المواطن المسقطة جنسيته، زايد الغفراني (25 عاما)، إلى أراضيها بعد منعه فترة منذ اندلاع الأزمة بين السعودية وقطر. وكان الغفراني الذي كان عالقا على حدود الدولتين لفترة أسبوع، وظلّ على الحدود القطرية لفترة أسبوع حتى تدهورت حالته الصحية وتم نقله على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات القطرية. ولكن بعد فترة، تم نقل الغفراني إلى أحد المعتقلات الحدودية القطرية، حيث ادعت السلطات القطرية أن الغفراني سعودي وليس قطريا، ولكن السلطات السعودية قدمت تقريرا مدعوما ببصمات الغفراني يثبت قطرية الغفراني. وكانت هيومن رايتس ووتش قد أدانت الحادثة، وطالبت حكومة قطر بضرورة السماح للغفراني لدخول البلاد.