نزاع دبلوماسي متواصل بين دول الخليج منذ عدة أشهر، لم يتم حسمه حتى كتابة هذه السطور، يتأرجح بين التهدئة والاشتعال بين الحين والآخر، تتداخل أطرافه في ظل محاولات تتبناها أطراف أخرى لحل الأزمة الخليجية الراهنة، بعد قيام السعودية ومصر و الإمارات والبحرين بحصار قطر. وهي الأزمة التي تأتي في مرحلة حاسمة ودقيقة تمر بها المملكة السعودية على المستويين الداخلي والخارجي، فسياستها الخارجية مشتتة بين حرب تخوضها في اليمن وأزمة خليجية هي أبرز أطرافها، فضلا عن علاقة لم تتضح ملامحها مع إيران يرى دبلوماسيون أنها تميل نحو التهدئة، وغيرها من القضايا الخارجية الأخرى.
كما تمر السعودية بأزمة اقتصادية دفعتها إلى طلب الاستدانة الخارجية بفوائد مرتفعة لسد احتياجات النفقات الداخلية وتكلفة الحرب في اليمن، فيما يعاني المجتمع السعودي من أزمات داخلية منها الفقر والبطالة وغيرها، بينما يتواصل أنين الشكوى من الأوضاع الحقوقية وسط مطالبات بالإفراج عن المعتقلين القابعين في السجون بسبب التعبير عن آرائهم.
ولتقييم أوضاع المملكة داخليا وخارجيا والوقوف على المستجدات، حاورت مجلة “مواطن” الكاتب الصحفي السعودي تركي الشلهوب المناهض للفساد والمنادي بالعدالة والمساواة وحرية التعبير.
– الدول المحاصرة لقطر استنفذت كل أوراقها سياسيا واقتصاديا
– تغيير الأمير تميم فقرة من فقرات الحرب الإعلامية ومحاولة للضغط على الدوحة
– سياسة المملكة “الخارجية” ليست بالمستوى المطلوب
– العلاقات السعودية الإيرانية تتجه للتهدئة وأمريكا لن تسمح بذلك
– الدور الإماراتي في اليمن أقرب لدور المحتل والمستعمر
– الإمارات تتعامل مع أزمات المنطقة وفق رغبات القوى الغربية
– الإمارات مولت الانقلابات وحاكت المؤامرات ضد تحرك الشعوب الحرة
– الإمارات تسعى لقيادة الشرق الأوسط وتخدم المشروع الصهيوني في المنطقة
– أبوظبي أصبحت غرفة عمليات تضم أقذر المجرمين والعملاء لإنجاح مشروعها
– تسريبات العتيبة “فضيحة” للحكومة الإماراتية
– “البطالة” في المملكة بسبب انعدام الرغبة الحكومية في الحل
– عطلة الملك سلمان بالمغرب كلفت أكثر مما أعلنته الصحف الإسرائيلية
– الأزمة السورية حُسمت لصالح الأسد والحديث عن رحيله شيء من الماضي
– الحديث عن مفاوضات سورية “مجرد عبث“
– الأموال السعودية التي منحت للخارج تكفي لاقتلاع المشاكل الداخلية
– المواطن السعودي آخر ما يفكر به المسؤولون
– السيسي يستخدم أموال الخليج لتثبيت حكمه وقمع شعبه وملء جيوب من حوله
– الشورى السعودي “صوري” وتوصياته ليست ملزمة للحكومة
– لا مجال لحرية التعبير أو الانتقاد الصريح بالسعودية
– السجون السعودية مليئة بمعتقلي الرأي ومنهم من تجاوز الثمانين عاما
وإلى نص الحوار:
1- برأيك ما السيناريوهات المتوقعة للأزمة الخليجية وإلى أين تتجه؟
الأزمة الخليجية في بدايتها كانت حُبلى بالسيناريوهات، ولم يكن أيّ منها مستبعدا، بما في ذلك الخيار العسكري رغم صعوبته ومخاطره وتداعياته، لكن الآن وبعد مرور أشهر على الأزمة، أعتقد أن ما كان متاحاً بالأمس، لم يعد متاحا اليوم، فبعد إجهاض فكرة التدخل العسكري إثر وصول قوات تركية إلى الدوحة، استنفدت الدول المحاصرة لقطر كل أوراقها سياسيا واقتصاديا في محاولة إجبار النظام القطري على تقديم تنازلات لكنها لم تنجح، ولم يبقَ أمامها سوى الحرب الإعلامية، خصوصا وأن الدبلوماسية القطرية حققت نجاحا في كسب مواقف دول غربية كثيرة إضافة إلى دول إسلامية وعربية مهمة، عكس الدول المحاصرة لها والتي لم تكسب سوى دول صغيرة لا تأثير لها مطلقا. إذن يمكننا أن نقول بأن الأزمة لا يمكن أن تذهب إلى أبعد مما ذهبت إليه. استمرار المقاطعة السياسية والاقتصادية وكذلك التراشق الإعلامي بين قطر ومحاصريها.
2- كيف ترى مبادرات حل الأزمة الخليجية والمساعي الكويتية وغيرها؟
أطراف كثيرة لها ثقلها عالميا وإقليميا بادرت في التوسط بين أطراف الأزمة، إلا أن أهم المبادرات هي مبادرة واشنطن ومبادرة دولة الكويت التي بذل فيها الشيخ صباح الأحمد الصباح جهودا كبيرة، لكن للأسف لم تحقق أي تقدّم ولم تستطع تحطيم جليد الخلاف، لسببين، الأول هو أن الدول المحاصرة لقطر في بداية الأمر، اعتمدت أسلوب الصدمة وأبدت تشدّدا كبيرا وتعنتاً غير مسبوق وأصرّت على تنفيذ جميع مطالبها التي كان من بينها مطالب مذلّة لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال وكانت تعتقد أن هذا الأسلوب سيجبر قطر على تقديم تنازلات كبيرة.
أما السبب الثاني هو أن نجاح حراك قطر الدبلوماسي وكَسْبِها دولا كبيرة وكثيرة إلى جانبها في وقت قصير، عزّز موقفها أمام خصومها، وبالتالي توقفت عجلات هذه المبادرات أمام تعنّت الدول المحاصرة، وتمسّك قطر بعدم تقديم أية تنازلات.
3- ما تداعيات الحصار المفروض على الدوحة؟
تداعيات الحصار للأسف كانت كبيرة وعلى مختلف الأصعدة، فبالإضافة إلى القطيعة السياسية، فإن الضرر الاقتصادي لحق بالجميع، فقطر تضررت في بداية الأزمة إلا أنها عالجت ذلك سريعا عبر الاستعانة بمورّدين جدد لسوقها، أما الدول المحاصرة لها فقد فقدت شركاتها الكبرى السوق القطري الذي كان يستورد 80% من احتياجاته الغذائية عبر جيرانه الخليجيين، مما كان يشكل مصدر إيرادات مهم لهذه الشركات، أما دبي فقد شوه الحصار صورتها في عالم المال لأنه زاد من صعوبة عملها كمركز إقليمي شامل لعمليات الشركات الدولية في الخليج.
وبرأيي فإن الأصعب من ذلك كله؛ هو إقحام الشعوب في هذه الأزمة وإحداث شرخ كبير بينها رغم أنها لا تملك رأيا مسموعا ولا تأثيرا ملموسا فيما يخص السياسة، الداخلية كانت أم الخارجية ، ورأب هذا الصدع يحتاج إلى وقت طويل جداً، عكس الخلافات بين الحكومات التي تُعالج بوقت قياسي.
4- ما تعليقك على الاجتهادات المتداولة بشأن مخطط سعودي لتغيير الأمير تميم؟
هذا الأمر لا يعدو كونه فقرة من فقرات الحرب الإعلامية ومحاولة الضغط على الدوحة، وحتى لو قامت السعودية بإقناع الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني بإعلان حكومة معارضة قطرية من الرياض وكسبت اعتراف الدول المحاصرة لقطر، فإنها لن يكون لها أي أثر ملموس على الداخل القطري، وسيكون مآلها أتعس من مآل حكومة المعارضة السورية بكثير، لأنها ببساطة ستكون فاقدة للشرعية الدولية فضلا عن تأييد الشعب القطري.
5- كيف ترى تعاطي مفتي السعودية وشيوخها وتعاملهم مع الأزمة الخليجية؟
يؤسفني أن أقول بأن حكومتنا والمشايخ المقرّبين منها، وقعوا فيما كانوا يعيبون على الإخوان المسلمين فعله، وهو إقحام الدين بالسياسة، إذ أن جُلّ الفتاوى التي صدرت سواء من المفتي أو هيئة كبار العلماء لم تكن أكثر من صدى لموقف الحكومة من قطر، كما أن كثيرين أُجبِروا على نشر تغريدات تهاجم سياسات الدوحة، والبعض الآخر فضّلوا الصمت على إقحام أنفسهم في هذه الأزمة بعد شيوع سياسة “إما معي أو ضدي”، وحتى هؤلاء لم يسلَموا من التشبيح والتخوين.
6- ما تقييمك لإدارة المملكة السعودية لسياستها الخارجية؟
بالنظر إلى ما تحقق في الملفات الخارجية، يمكننا القول بأن سياستنا الخارجية ليست بالمستوى المطلوب على الإطلاق، إذ إن أهم الملفات فشلنا فيها فشلا ذريعا، الملف اليمني بعد سنتين على انطلاق عاصفة الحزم وخسائر بمئات المليارات من الدولارات وخسائر بشرية وتشويه لسمعتنا الحقوقية والإنسانية، الآن هناك تسريبات تتحدث عن رغبة الأمير محمد بن سلمان بالخروج من حرب اليمن، وماذا حققنا؟ لا شيء، بل على العكس زادت قوة الحوثيين وعلي عبدالله صالح أضعافا مضاعفة عما كانوا عليها في بداية انطلاق عاصفة الحزم. وكذا الحل بالنسبة للملف اللبناني، والقطري، والإيراني والعراقي وغيرها.
7- ما حقيقة وجود خلايا إيرانية نائمة بالمملكة وما حقيقة ما يحصل في بلدة العوامية؟
وجود خلايا تابعة لإيران أمر لا يستطيع إنكاره أحد، وهذه الخلايا نفذت أعمالا إرهابية طالت العديد من رجال الأمن والمواطنين على حد سواء، والحكومة اليوم قامت بخطوة ترددت كثيرا في تنفيذها، وهي هدم حي المسوّرة بالعوامية والذي يُعد بؤرة لهذه الجماعات، على أن تقوم بإعادة بنائه بشكل حديث، للتخلص من استمرارها كمصدر تهديد للأمن، نظرا لطبيعة المنطقة التي هيأت للجماعات الإرهابية ملاذا آمنا لسنوات طويلة.
7- إلى أين تتجه العلاقات السعودية الإيرانية؟
هناك مؤشرات تدل على أن العلاقات السعودية الإيرانية تتجه إلى التهدئة نسبيا، سيما وأن الحكومة العراقية أكدت أن الحكومة السعودية طلبت منها التوسط لتطبيع العلاقات مع طهران، وكذلك استقبال المملكة لقادة عراقيين محسوبين على إيران والاحتفاء بهم، وإن كنت أشك في نجاح هذه المساعي لاعتبارات كثيرة منها أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تسمح بذلك كونها أكبر المستفيدين من التوتر السعودي الإيراني.
8- ما تقييمك لعاصفة الحزم منذ بدايتها وحتى الآن؟ وإلى أين تتجه؟ وما حقيقة دور الإمارات؟
عاصفة الحزم عندما انطلقت كانت الحكومة تظن أنها لن تستمر طويلا وأنها ستعيد الأمور إلى نصابها في فترة قياسية، لكننا تجاوزنا السنتين وإلى اليوم صواريخ الحوثي وصالح تهدد مدن المملكة، ورجالهم يهددون حدودنا الجنوبية، والشرعية ممثلة بالرئيس هادي إلى الآن مقيم في الرياض، وصالح والحوثي قوتهم تتضاعف.
أما الدور الإماراتي هناك فهو أقرب إلى دور المحتل والمستعمر منه إلى المحرر، فهي مشغولة باحتلال موانئ وجزر اليمن وإنشاء مليشيات وسجون سرية، وتعمل بشكل علني على تقسيم اليمن.
9- ما تقييمك لتعامل الإمارات مع أزمات المنطقة؟
الإمارات تتعامل مع أزمات المنطقة وفق ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية عموما، ففي أي أزمة تندلع بالمنطقة، انظروا أين تقف واشنطن من هذه الأزمة، وستجدون أبوظبي بجانبها، وبالتأكيد تعاملها سلبي بشكل واضح، ورأينا ذلك في كل أزمة امتدت إليها يد محمد بن زايد.
10- كيف ترى تعامل دبي مع ثورات الربيع العربي؟
الإمارات وقفت منذ البداية وبشكل علني ضد تطلعات الشعوب العربية في التحرر من الاستبداد والطغيان السياسي، وحاولت إجهاض كل التجارب الديموقراطية التي نتجت عن ثورات الربيع العربي، فقادت مشروع الثورات المضادة، وموّلت الانقلابات وحاكت خيوط المؤامرات ضد تحرك الشعوب الحرة، بحيث أصبحت أبوظبي غرفة عمليات تضم أقذر المجرمين والعملاء لإنجاح مشروعها المشبوه.
11- برأيك هل تعادي الإمارات الإسلام؟ ولماذا؟
الإمارات تريد إسلاما يهتم بالحيض والنفاس ونواقض الوضوء فقط، أما الإسلام الذي يرفض الطغيان ويحرر الشعوب ويقودها إلى الحكم، فإنها لن تتوانى في محاربته.
12- ما تعليقك على تسريبات البريد الإلكتروني ليوسف العتيبة؟
تسريبات العتيبة كانت بمثابة الفضيحة للحكومة الإماراتية، إذ كشفت عن الوجه الحقيقي للإمارات والذي تخفيه أبراجها الشاهقة، من تآمر على كل ما هو عربي وإسلامي، وشيطنة وتقزيم للسعودية وقطر، وتنسيق وتعاون على مستوى عالٍ مع الاحتلال الصهيوني، وتحريض ضد تركيا وحماس، كل ذلك لماذا؟ الجواب هو سعيها لقيادة الشرق الأوسط الجديد، وخدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة.
13- ما حقيقة تنفيذ قرارات التوطين داخل المملكة لإحلال السعوديين محل الأجانب في سوق العمل؟
مشكلتنا مع البطالة في المملكة العربية السعودية هي انعدام الرغبة الحكومية في حلّها، وليس شيئا آخر، فمن وفّر للأمريكان مليون فرصة وظيفية، يستطيع توفير أكثر من ذلك لشعبه، وبسهولة.
14- هل تثق فيما تنقله الصحف الإسرائيلية من أخبار عن المملكة؟ وكيف ترى إعلان هارتس أن عطلة الملك بالمغرب كلفت 100 مليون دولار؟
فيما يخص الإعلام الإسرائيلي، لنقُل إني أتعامل بحذر مع ما ينشره، أما عن تكاليف عطلة الملك سلمان، فأعتقد أن المبلغ أكثر من 100 مليون دولار، فالوفد الذي ذهب كبير جدا، وتطلّب حجز مئات السيارات الفارهة والفنادق الفخمة والفلل الضخمة، وما يصاحب ذلك من خدمات على أعلى مستوى.
15- برأيك، ما مصير المفاوضات السورية في السعودية؟ وهل تنجح الرياض 2؟
أعتقد أن الأزمة السورية حُسمت لصالح بشار الأسد، والحديث عن رحيله أصبح شيئا من الماضي، بمساعدة الروس والإيرانيين، وبرغبة من إسرائيل وواشنطن طبعا. والواقع يقول إن المعارضة السورية اليوم هي أضعف من أي وقت مضى، وبشار اليوم أقوى من أي وقت مضى، وبالتالي من يملك القوة على الأرض يملك الكلمة الفصل على طاولة المفاوضات، لذلك أي حديث عن مفاوضات؛ مجرد عبث، لأنها حتما ستكون لصالح الأقوى على الأرض.
16- أعلنت وزارة التعاون الدولي المصرية انتظارها تحويل 130 مليون دولار من السعودية لتنمية سيناء ما تعليقك؟ وكيف ترى المساعدات السعودية للنظام المصري الحالي؟
الحديث عن الدعم السعودي الخارجي حديث شائك ومعقّد، لأننا في المملكة أكثر المتضررين من ذلك، فواقعنا مليء بالمشاكل التي تنتظر حلولا جذرية منذ وقت بعيد، وكان يمكن للأموال التي مُنحت للخارج أن تقتلع هذه المشاكل من جذورها، لكن للأسف المواطن السعودي هو آخر ما يفكّر به المسؤولون هنا. والمصيبة أن هذا الدعم بدون عوائد حقيقية للمملكة، بل إن معظم الذين دعمناهم انقلبوا بعد ذلك ضدنا، أو على الأقل خذلونا في أكثر من موقف.
أما فيما يخص دعم النظام المصري، فكل الدلائل تشير إلى أن ما يذهب من الخليج إلى مصر من أموال، يستخدمها السيسي –رئيس النظام المصري الحالي- في تثبيت حكمه وقمع شعبه ولملء جيوب الذين حوله، لذلك أنا وقفت منذ البداية ضد دعم السيسي.
17- ما تقيمك لمجلس الشورى السعودي؟ وهل دوره فعال؟
مجلس الشورى السعودي مجلس صوري، اقتراحاته وتوصياته ليست ملزمة للحكومة، وهو لا يمثل الشعب أمام الحكومة، بل بالعكس يمثل الحكومة أمام الشعب، إذ إن معظم توصياته ضد المواطن، وهذا نابع من أن أعضاءه معيّنون من الحكومة وقرار إعفائهم أو إبقائهم بيدها وحدها، وبالتالي فإنهم سيخدمون الذي عيّنهم ويحرصون على رضاه حتى لو كان ذلك على حساب المواطن.
18- كيف ترى الملف الحقوقي في المملكة؟
الملف الحقوقي في المملكة سيئ جدا، لا مجال لحرية التعبير، لا مجال للانتقاد الصريح، التضييق وتكميم الأفواه مستمر، أحكام قاسية ضد النشطاء، السجون مليئة بمعتقلي الرأي الذين منهم من تجاوز عمره الثمانين عاما، بالإضافة إلى الإخفاء القسري، وإيقاف الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذه الأمور حولتنا إلى كوريا شمالية ثانية للأسف.