تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقطع فيديو لأحد جلسات البرلمان البريطاني مشيرين إلى أن البرلمان ناقش قضية اعتقال مواطنين من قبيلة الشحوح في رؤوس الجبال مسندم. وزعموا تعرض القبيلة إلى سياسة التهميش والاعتقالات وهدم ومصادرة منازلهم من قبل السلطات في عمان. لافتين إلى أن البرلمان أكد متابعته القضية مع الجهات الرسمية بالنظام العماني، حسب قولهم.
ونشر حساب “مسندم- خليج كمزار- صوت الحرية – رؤوس الجبال” على “تويتر” مقطع فيديو لجلسة البرلمان البريطاني وأرفق به تعليق: ” مناقشة قضية الشحوح في البرلمان البريطاني وأخر التطورات مع الحكومه العمانية .. الأحداث التي يمر بها سكان رؤوس الجبال مسندم تستوجب تدخلا دوليا لوقف انتهاكات النظام العماني ضد السكان من اعتقالات وهدم ومصادرة المنازل والممتلكات ، الذي يعتبر انتهاكا للقانون الدولي مع تطور أحداث مضيق هرمز “.
كما نشرت “حبيبة الهنائي” ناشطة عمانية؛ تعمل في منظمة ألمانية لحقوق المرأة والفتيات الفيديو وأرفقته بتعليق: ” مناقشة انتهاكات لحقوق الإنسان في عُمان حول اعتقال بعض المواطنين من قبيلة الشحوح في مجلس العموم البريطاني”.
موجات من الاعتقال التعسفي
وكانت “منظمة العفو الدولية” قالت خلال بيانها الصادر في فبراير 2019 أن السلطات في عمان شنت موجات من الاعتقال التعسفي لعدد من سكان محافظة مسندم. فخلال الفترة من إبريل إلى يوليو 2018 استدعى عشرات من سكان المحافظة للتحقيق معهم بشأن معلومات عن تاريخ المحافظة جرى تداولها إلكترونيا. وأفرج عن كثيرين منهم بعد بضعة أيام. وفي إبريل ومايو 2018 قبض على خمسة رجال وجميعهم من قبيلة ” الشحوح” وأحدهم مواطن من الإمارات العربية المتحدة واحتجزوا بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر. ولم تفسح السلطات عن الأساس القانوني للقبض عليهم واكتفت بذكر أسباب مبهمة تخص ” الأمن القومي” . وبدأت محاكمة الرجال الخمسة في يوليو ولم يسمح للمتهمين بالتحدث مع محاميهم أو بتلقي أو مراجعة أية وثائق تتعلق بالقضية قبل المحاكمة وهو الأمر الذي يعد انتهاكا للمعايير الدولية للعدالة. وخلال الفترة من أغسطس إلى أكتوبر 2018 حكمت محكمة في مدينة مسقط على الخمسة بالسجن المؤبد لإدانتهم بتهم منها ” المساس بسلامة البلاد ووحدتها وأراضيها باستخدام تقنية المعلومات”.
السجن مدى الحياة
وفي 12 مارس 2019 أصدرت المنظمة وثيقة ” تحرك عاجل” رقم: 2019 / 9971/ 20 MDE أفادت خلالها أن : عمان حكمت على ستة متهمين بالسجن مدى الحياة لإدانتهم بـ ” المساس باستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها” بعد محاكمات فادحة الجور. واستندت التهم لتصفحهم المعتاد على الإنترنت فيما يتعلق بمحافظة مسندم في عمان وقبيلة الشحوح التي تقطنها. وفي أعقاب المحاكمة ظهرت مزاعم جدية بتعضرهم للتعذيب بيد أن إحدى محاكم الاستئناف أيدت الأحكام النهائة في ظل إجراءات موجزة. وينتمي المتهمون الستة لقبية الشحوح وأربعة منهم من محافظة مسندم واثنان من الإمارات العربية المتحدة عبر الحددود .. وحكيم عليهم جميعا بالسجن مدى الحياة ( “السجن المطلق ” بمصطلح القانون العماني إثر الأحكام النهائية التس صدرت ما بين 27 أغسطس و5 نوفمبر 2018) .
وتابعت: كان من بين المزاعم التي أُثيرت بحق المتهم محمد عبد الله الشحي أنه حاول التواصل مع منظمات دولية، تضمنت منظمة العفو بشأن الوضع في مسندم. كما أفاد سجناء آخرون بأنهم قد أُكرهوا على الإدلاء ب”اعترافات” باستخدام أساليب للإيذاء، تضمنت إرغامهم على البقاء في أوضاع مجهدة لفترات تراوحت بين ثلاثة وستة أيام متتاليين، وشتى ضروب الاعتداء الحسي ( حرمانهم من النوم وتعريضهم على فترات ممتدة للإضاءة الشديدة، وللظلام الدامس أو الضوضاء الصاخبة) . ويُزعم أن بعض المتهمين واجهوا صعوبة في السير بعد ذلك، كما ورد أنه تعين نقل أحدهم إلى مستشفى تابعة للشرطة لتلقي العلاج.
سجن سمائل
وأردفت: عقب إصدار الأحكام، نُقل المتهمون إلى سجن سمائل الذي يقع وسط الجبال الممتدة إلى غرب مسقط، وتتسم أوضاعه بالرداءة. فلا تُقدم وجبات الطعام المناسبة للنزلاء الذين يعانون من مرض السكري ، ويتلقى كل سجين زيًا متهالكًا في العام الواحد؛ كما أن السجناء المصابين بالأمراض لا يتلقون الأدوية الموصوفة لهم، بل وتُفرض قيود على استخدامهم لمستوصف السجن الذي يحتوي على مخزونات محدودة من الدواء. واحتُجز كلٌ من راشد سعيد الشحي ومحمد عبدالله الشحي ومحمد سليمان الشحي قيد الحبس الانفرادي لعدة أسابيع، ويُحتجزوا الآن بمجمع للزنازين يؤوي 220 سجينًا. كما مُنع السجناء الستة من التواصل مع أسرهم لمدة ثلاثة أسابيع في يناير 2019 .
وأضافت: تقدم جميع المتهمين بطعون ضد الأحكام الصادرة بحقهم، إلا أن المحكمة رفضتهم جميعًا في إطار إجراءات موجزة في 29 يناير 2019 . ولم تُعقد أي جلسات موضوعية بالمحكمة، كما لم يُبلغ أيٌ من المحكوم عليهم بقرار المحكمة؛ واكتشف محاميهم الأمر لاحقًا بعد مرور أسابيع حينما ذهب للاستفسار عما آل إليه وضع القضية؛ ولا يمكن التقدم بالمزيد من الطعون.
اللجنة الوطنية للدفاع عن رؤوس الجبال
وكانت اللجنة الوطنية للدفاع عن رؤوس الجبال أصدرت بيانا حول القبض على 5 من مواطنين رؤوس الجبال – الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية في وقت لاحق- قالت فيه: ” لقد قامت السلطات العمانية بإختطاف عدد من مواطنيين رؤوس الجبال وعددهم خمسة أفراد وعلى مجموعتين : ” راشد سعيد عليوه الشحي و خالد سعيد حمدان الشحي: تم اختطافهم أثناء ذهاهبهم لحضور حفل زفاف في منطقة الروضة بتاريخ 4/6 / 2018 ولم يتم الإفصاح عن سبب اختطافهم او أماكن تواجدهم .
وأضافت: أما المجموعه الثانية “راشد سعيد منصور الشحي وعلي أحمد رجب الشحي” تم خطفهم بتاريخ 9/4/2018 من مقر عملهم في خصب بطريقه غير إنسانيه ومهينه . و” علي محمد علي الشحي” تم خطفه من منزل والده في ليما .
واختتمت اللجنة البيان قائلة: ” نود أن نؤكد هنا بأن جميع المختطفين من ذوي الأخلاق الحميده والمجتمع يشهد لهم بذلك والى الان لم نتوصل الى أماكن احتجازهم او سببه.. ونطالب الحكومة العمانية بالافراج عنهم فورا دون قيد او شرط “.
جدل على “تويتر”
أثار تداول مناقشة البرلمان البريطاني قضية الشحوح حالة من الجدل بين رواد مواقع تويتر . وعلق مغرد قائلا: ” تداول لمسألة مسندم في البرلمان البريطاني يوم أمس والمطالبة إما بالاستقلال أو ضمها للإمارات..والمحرك لها بعض الشحوح ذوي الأصول العمانية بدعم من جيران السوء . والمدخل هو المطالبة بحقوق الإنسان في مسندم. المسألة الآن في البرلمان وسؤال من أحد النواب وسيتم توجيه السؤال للسفير العماني”.
وتابع مغرد: سؤال بسيط، هل شعب رؤوس الجبال وإخوانا الشحوح مطلبهم عدالة من قبل الدولة أم استقلال وقيام دولة خاصة لهم تبرز كيانهم وثقافتهم وتاريخهم عليها، أم استفتاء للإنضمام إلى كيان ودولة آخرى، وفيها يضمنون حياة أفضل وعدالة أكثر واتحاد يوجب قوة لهم ولكيانهم؟! أبغي أفهم فقط.
وأضاف مغرد: “محافظة مسندم جزء لا يتجزأ من الأراضي العمانية والمساعي الخبيثة لسرطان الخليج ستفشل بعزة رب العالمين، كما سيلتفت العالم لهذا السرطان ويتم اجتزاؤه وبتره وسيتفكك ما حوله من عشائر وقبائل وقراصنة”.
وقال مغرد: الظاهر أن المرسوم سلطاني رقم ٢٩ / ٢٠١٨ الخاص بإصدار قانون حظر تملك غير العمانيين للأراضي والعقارات في المناطق الحدودية ، أربك كل مخططاتكم السقيمة والعقيمة.
وأضاف مغرد: قبائل الشحوح هم أقرب للإمارات منهم لعُمان تاريخيا وجغرافيا وعقديا وثقافيا .. بريطانيا أعطت هذا اللسان وسط أرض إماراتية لعُمان قبل مغادرتها الخليج للعلاقة الأقدم لأسرة آل سعيد ببريطانيا وارتباطها باتفاقية حماية من بريطانيا ودائما تهب بريطانيا لحماية هذه الأسرة لتمكين حكمها.
يذكر أن قبائل الشحوح منتشرة في دول ومجتمعات الخليج، وتتمركز في أهم نقطة استراتيجية وهي إمارة رؤوس الجبال أو ما يطلق عليها حاليا مسندم وهي منطقة جغرافية يحدها من الشرق المحيط الهندي ومن الغرب الخليج العربي ومن الشمال مضيق هرمز الاستراتيجي ومن الجنوب دولة الإمارات وتعد البوابة الرئيسية للذراع العربية المائية.