سليمان هيوز، صحفي استقصائي في مجلة العين الخاصة البريطانية (Private Eye Magazine) ينشر مقالا استقصائيا بتاريخ 10 مايو 2019 في جريدة المورنينغ ستار (Morning Star) البريطانية عن السلطان الأبيض الجديد لعمان، النائب البرلماني الذي تقدم للزواج من عشيقه -زواجًا مثليًا- عام 2008 في عمان التي تجرم وتعاقب حريات المثليين. دنكان تربطه علاقة قوية مع سلطان عمان وقد حصل الأول على العديد من الهدايا من قابوس أثناء وجوده في عمان.
في هذا المقال الذي حمل عنوان “ماذا كان يفعل آلان دنكان في عمان؟“؛ يكشف سليمان هيوز الرحلات الغامضة لوزير الخارجية آلان دنكان إلى الدولة الديكتاتورية الخليجية ذات الصيت السيئ سياسيا وحقوقيا. مواطن تنشر جزءا من المقالة الذي يتحدث عن عمان مترجما إلى العربية.
ترجمة: خلفان البدواوي
إن علاقة بريطانيا بالدولة الديكتاتورية الخليجية التي تحكم أرض عمان قوية جدا إلى درجة أنه عندما تمت دعوة أحد وزراء (سكرتيري) الخارجية لرحلة خاصة وسرية بتكلفة ثلاثة آلاف جنيه إسترليني من قبل حاكم سلطنة عمان، طلبت وزارة الخارجية منه استغلال وقت إقامته للتقرب والتودد من السلطان كثيرا.
آلان دنكان يشغل حاليا منصب وزير الخارجية لأوروبا والأمريكيتين، ولكن تاجر النفط السابق -دنكان- يملك روابط قوية في الشرق الأوسط. في عام 2014، كان دنكان مبعوث رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون الخاص إلى عمان. قام دنكان برحلة طويلة إلى عمان من 31 ديسمبر 2018 إلى 6 يناير 2019 مدفوعة التكاليف من قبل سلطنة عمان. وفقا للمدخلات في سجل آلان دنكان الخاص بسجل مصالح النواب البرلمانيين، كانت الرحلة لحضور “حفلة رأس السنة الجديدة وحضور اجتماع استراتيجي مع حكومة سلطنة عمان”. قام دنكان برحلات مماثلة مدفوعة التكاليف من قبل عمان في يناير 2017 و2018، وجميع الرحلات كانت “بصفة غير وزارية”.
طلبتُ وثائق حول رحلات دنكان إلى عمان بموجب حرية المعلومات. أظهرت طلباتي كيف أن وزارة الخارجية لا تعلم شيئا عما دار من مناقشة بين وزيرها ومضيفه خلال هذه الرحلة الباهظة الثمن الممولة من قبل عمان ولمدة أسبوع واحد. سافر وزير حكومي بريطاني 4 آلاف ميل لحضور حفل وندوة وعطلة لمدة أسبوع، وكلها تم دفع تكاليفها من قبل سلطان ديكتاتوري.
خلت وثائق الحكومة البريطانية بمن التقى أو بما قيل، لكن يبدو أن وزارة الخارجية قد شعرت انها مستبعدة عوضا عن انها المعنية. وتظهر الوثائق التي حصلت عليها أن وزارة الخارجية لا تملك جدولا زمنيا أو ملاحظات أو أي معلومات أخرى حول رحلة دنكان. وعلى الرغم من ذلك، وبدلاً من أن تنزعج من هذه الرحلة السرية لمقابلة حكومة أجنبية، وعلى العكس، حثت وزارة الخارجية آلان دنكان على أن يكون خاضعا للسلطان.
كان “مكتب عمان” بوزارة الخارجية في لندن حريصا على تقديم “رسائل مهمة” لدنكان للاستفادة منها خلال فترة وجوده في سلطنة عمان، خاصة إذا التقى مع السلطان. لقد كانوا حريصين جدا على حصوله على “الرسائل المهمة” للسلطان. قاموا بإرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني وطلبوا من موظفي السفارة البريطانية في سلطنة عمان إعطاء دنكان نسخة ورقية عند وصوله.
عمان دولة ملكية ذات حكم مطلق، يحكمها السلطان قابوس البالغ من العمر 78 عاما. تلقى السلطان تعليمه في ساندهيرست وأطاح بوالده من الحكم في انقلاب مدعوم من بريطانيا في عام 1970. في عمان تنعدم الحريات السياسية. قام السلطان بقمع مظاهرات “الربيع العربي” في عام 2011 وما زال يسجن ويقمع المعارضين السياسيين. العمال المهاجرون منتهكة حقوقهم ويتم استغلالهم بشكل سيئ.
تقول الحكومة البريطانية بأن عمان هي “سوق ذات أولوية عالية” لبيع الأسلحة. قدمت الحكومة البريطانية قرضاً بقيمة ملياري جنيه إسترليني لعمان حتى تتمكن من شراء طائرات “التايفون” من شركة بي إيه إي سيستمز البريطانية وترخيص بيع دبابات والعديد من الأسلحة الأخرى. المبيعات سهلة لأن “عمان شريك رئيسي في الدفاع مع المملكة المتحدة”، مع القوات المسلحة العمانية التي دربها الجنود البريطانيون.
لم تكن أي من “الرسائل المهمة” التي أصدرتها وزارة الخارجية لدنكان من أجل نقاشها مع السلطان قابوس تتعلق بحقوق الإنسان. وعوضاً عن ذلك، أرادوا من دنكان أن يخبر السلطان قابوس بأنه “ممتن للغاية لجلالة السلطان” على العمل مع الجيش البريطاني في المناورات العسكرية الضخمة “السيف السريع” في نوفمبر 2018، التي نظمت بشكل مشترك بين القوات البريطانية – العمانية، “لأنها كانت لحظة محورية لرفع مستوى العلاقات البريطانية – العمانية وتعميق التعاون لسنوات قادمة”.
أرادت وزارة الخارجية أن يقول دنكان بأنه “سعيد” بالمناورات العسكرية المشتركة التي من شأنها أن تساعد على تعزيز “اتفاقية الدفاع المشترك” البريطانية – العمانية لتضمن مزيداً من التعاون العسكري بين البلدين والتشجيع للمساعدة في زيادة مبيعات الأسلحة.