استنكرت حركة مقاطعة الاحتلال في سلطنة عمان (BDS Oman)، حضور عمانيين اثنين “مؤتمر البحرين” الذي يبحث الجانب الاقتصادي من الخطة الأمريكية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني “صفقة القرن” الأمريكية. وكانت السلطنة من بين المدعوين لحضور المؤتمر، لكنها لم تؤكد مشاركتها ولم تعلن موقفها رسميا.
وقالت الحركة خلال بيان لها: “تستنكر حركة مقاطعة الاحتلال في سلطنة عمان حضور عمانيين اثيين لمؤتمر البحرين، يتضح ذلك من خلال تواجدهما في المقاعد الخلفية أثناء المؤتمر”.
وأضاف البيان:” سبق المؤتمر تعتيم إعلامي واسع عما إذا كانت السلطنة ستشارك في المؤتمر أم لا، وبغض النظر عن ماهية صفة الشخصين المشاركين سواءً كانا يمثلان مؤسسة حكومية، أم أنهما يمثلان مؤسساتهم الخاصة، أم أنهما تواجدا بصورة فردية، فإن الحركة تندد بمشاركة أي عماني في مؤتمر بيع القضية الفلسطينية، و الذي قاطعته كافة أطياف المجتمع الفلسطيني أصلاً.”
وأشارت مغردة إلى هوية أحد المشاركين قائلة: ” إلي على اليسار هو سعادة السفير العماني لدى مملكة البحرين”. وأضافت مغردة أخرى: ” أنا كعمانية لا أرضى بالتطبيع مع الصهاينة وفلسطين ستعود طاهرة عربية مسلمة”.
وعلق مغرد قائلا: “الحركات السياسية ممنوعة في عمان صاحب الحساب تراك بتروح فيها سجن ١٠ سنوات !!”. وكتب مغرد: “والله النساء على مر التاريخ كن أقوى وأحكم من الرجال لهذا هم يخافون أن تحكمهم ليستمروا في عبثهم وإجرامهم وغباءهم .”
ويواجه مؤتمر البحرين “السلام من أجل الرخاء”، المنعقد في المنامة برعاية جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة غضب حادة وانتقادات عارمة من جانب الفلسطينيين وشعوب الدول العربية. ونددوا بحضور وزراء ومسؤولين من دول عربية خليجية مثل السعودية والأردن والكويت ومصر وغيرهم.
وأعلن الفلسطينيون رفضهم لانعقاد المؤتمر الذي اشتهر إعلاميا باسم “صفقة القرن” في البحرين ودعت الفصائل الفلسطينية لثلاثة أيام من “مسيرات الغضب الشعبية” في مختلف أرجاء الضفة الغربية.وشهدت الأراضي الفلسطينية مسيرات احتجاجية غاضبة.
ومن جانبه قال مصطفى البرغوثي، أمين حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن “صفقة القرن” تستهدف توطين اللاجئين في الأردن، وتهجير سكان الضفة إليه، وربط غزة بمصر عبر سيناء.
وحسب موقع “القدس نت” أضاف البرغوثي، في لقاء تلفزيوني، أن الأمريكيين والإسرائيليين يريدون عملاء فلسطينيين لتنفيذ مشاريعهم ولا يهمهم “فتح” أو “حماس” أو أي قوة وطنية أخرى. ” وأكد أن “لا أحد يملك الحق بالحديث باسم فلسطين وورشة البحرين مقدمة لتصفية القضية”، مطالبا بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لمواجهة “صفقة القرن”.
وعلقت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي على ما ذكرته “رويترز”، بأن خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط، التي يبلغ حجمها 50 مليار دولار تدعو لإقامة صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصاديات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة وبناء ممر بتكلفة خمسة مليارات دولار يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت عشراوي: ” إن “هذه كلها نوايا.. كلها وعود نظرية” وقالت إن الحل السياسي هو فقط الذي سيسوي الصراع. فيما كانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أكثر وضوحا بالقول “فلسطين ليست للبيع”.
في السياق ذاته اعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن “مؤتمر البحرين وهم لا يستحق إلا السخرية” ووصفت ما حدث في البحرين بأنه مجرد مسرحية تفتقد إلى نجومها ونصف ممثليها.
ونشرت “الغارديان” تقريرا “اليوم” قالت فيه: ” إن بعض الفعاليات السياسية تسلط الضوء على قضية ما، ولكن ما حدث في المنامة يقصد منه إخفاؤها.” وتابعت أن حديث إدارة ترامب عما يعرف “بصفقة القرن” في الشرق الأوسط، وإطلاق الجانب الاقتصادي لها بالبحرين كمرحلة أولى، سخيف ومثير للشفقة “رفض الفلسطينيين حضور ورشة البحرين يعني غياب إسرائيل أيضا”.
وذكرت أن إدارة ترامب ربما أخطأت في تقديرها بشأن رغبة دول الخليج في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل مقابل تحملها العبء الأكبر من فاتورة الحوافز”. وأضافت: أن “هيام” ترامب بنتنياهو ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وإغلاق البعثة الفلسطينية بواشنطن، واعتراف واشنطن بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة، كل ذلك سيدمر إمكانية أن تلعب واشنطن دورا نزيها في الوساطة.
وأكدت الصحيفة أن العديد يشك في أن الهدف الحقيقي لجهود كوشنر ليس إقناع الفلسطينيين بقدر ما هو إظهارهم معرقلين للسلام عندما يرفضون هذا العرض غير المقبول، في حين أن الحقائق يعاد تشكيلها على الأرض من قبل اليمين الإسرائيلي وبمباركة أمريكية.