أثارت صورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في عمان بشأن تكريم الكلية التقنية بعبري موظفيها المجيدين حالة من الجدل بسبب ظهور أعداد كبيرة من الموظفين الوافدين مقارنة بزملائهم العمانيين. وطرح مغردون تساؤلات حول التعمين والإحلال واستنكروا توظيف الوافدين في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة البطالة بين المواطنين بالإضافة إلى تعرض العديد للفصل التعسفي من وظائفهم.
وعلقت مغردة قائلة “إن كانوا يريدون الكفاءة.. فهي لا تنقص أبناء عُمان.. لا نعلم حقًا ماذا يريدون.. ولا نعلم لِمَ لا يستجيبون لكل هذه النداءات”. وتساءل مغرد: ” أين التعمين هنا؟ اين الاحلال؟ الا يوجد لدى وزارة القوى العاملة من العمانيين خريجي هذه الكليات من يستطيع شغل وظائف #محاضري_الكليات_التقنية قالها المتوصف: باب النجار مخلع !!”.
وأضاف مغرد: “التعمين على صاحب المؤسسة الصغيرة بمعنى على المواطن البسيط أما كلياتهم و شركاتهم فوق القانون للأسف لا اعلم الفائدة من وجود الأجانب في الوظائف العليا في البلد وكوادر عمانيه شابه باحثه عن عمل الأحق أهل البلد بهذي الوظائف لا اعلم لماذا هذا التعنت من المسؤولين في موضوع الباحثين”.
وسخرت مغردة قائلة: ” مخلين الصف عمانيين بيكون نصهم إداريين عشان يشوفوهم”. فيما قال مغرد: “على فكره ترا الصف الأول كلهم إداريين فقط المحاضرين كلهم أجانب”. وأضاف مغرد “للعلم، لا يوجد في الصف الأول من بين العمانيين عدا محاضر واحد فقط والباقي وافدين”.
وأرجع مغرد انخفاض عدد الموظفين العمانيين وزيادة عدد الأجانب إلى شركات التوظيف قائلا: ” أن الشركة التي تتعاقد معهم شركة المسؤول التاجر (مصلحة فوق مصلحة الوطن) “.
وكان هاشتاق “كلنا محمد الشماخي” تصدر خلال الأيام الماضية الترند على موقع التواصل الاجتماعي” تويتر” في عمان، واستنكر مغردون إنهاء شركة التوظيف التعاقد مع الأستاذ المحاضر بالكلية التقنية محمد الشماخي بعد 12 عاما قضاهم في العمل، مشيرين إلى أنه ضحية جديدة للفصل التعسفي.
وروى المغرد يوسف الزدجالي تفاصيل ما حدث مع المحاضر “محمد الشماخي ” قائلا: إنه ” أحد الكفاءات العمانية من محاضري الكليات التقنية بعد خبرة دامت أكثر من ١٢ عاما ودون سابق إنذار ودون توضيح الأسباب ودون الرجوع للوزارة أو إدارة الكلية التقنية بعبري قامت شركة التوظيف اليوم بإنهاء التعاقد معه”. وتابع في تغريدة ثانية: “بعد نشاطه عبر الوسائل المختلفة للمطالبة بحقوقهم وتخليصهم من شركات التوظيف، وهو الذي بسبب كفاءته وتفانيه شغل مركزا قياديا في مركز اللغات بالكلية فضلا عن عمله الأساسي كمحاضر.”
في السياق ذاته عبر مواطنون عن غضبهم من انتشار البطالة في وقت سابق عبر هاشتاغ “باحثون عن عمل يستغيثون” والذي تم تدشينه نهاية دييسمبر 2018 بعد دعواتٍ أطلقها عُمانيون يبحثون عن وظائف.
وذكر تقرير لصندوق النقد الدولي في أغسطس عام 2018 أن عمان هي الأعلى في نسبة البطالة في المنطقة بين الشباب. كما أظهر إحصاء لوزارة القوى العاملة العُمانية وجود ما يقارب الـ60 ألف عُماني يبحثون عن فرصة عمل من دون فائدة، وغالبيتهم من الخريجين الجدد في الجامعات.
وكان مسؤولون في البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي أشاروا إلى إن عمان تسعى إلى توفير 800 ألف فرصة عمل بحلول العام 2040. وردا على ذلك أطلق المغردون هاشتاغ “٨٠٠ ألف وظيفة في ٢٠٤٠ ” وسخر أحدهم قائلا “ما اعرف نفرح، ولا نبكي ولا ايش، شي محير فعلا نقدر نقول للباحثين هانت باقي 21 سنة فقط وأموركم طيبة”.
يشار إلى أن عُمان من الدول القليلة التي يقترب عدد العمالة الوافدة فيها من نصف عدد سكانها، وكشفت الساعة السكانية للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات في يونيو 2019، انخفاض عدد الوافدين إلى مليون و997 ألفا و763 نسمة ليشكلوا بذلك 43% من إجمالي عدد السكان، في حين ارتفعت نسبة العمانيين إلى 57% لتصل إلى مليونين و650 ألفا و481 نسمة حتى 9 يونيو 2019.