زار يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان “اليوم” إيران، لبحث التطورات الأخيرة في منظقة الخليج وإيجاد حلول مناسبة تسهم في حفظ السلام والاستقرار وحرية الملاحة عبر مضيق هرمز.
ونشرت وزارة الخارجية تغريدة عبر حسابها الرسمي على “تويتر” قالت فيها: “التقى معالي الوزير يوسف بن علوي بمعالي جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في طهران اليوم”.
وأضافت: “جرى بحث العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك والمستجدات في منطقة الخليج والعمل على إيجاد حلول مناسبة تسهم في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة وسلامة حرية الملاحة عبر مضيق هرمز”.
وكانت وزارة الخارجية نشرت بيانا عبر حسابها قبل عدة أيام دعت خلاله السلطنة إيران إلى إطلاق سراح السفينة البريطانية التي احتجزتها الفترة الماضية.
وقالت الخارجية: “السلطنة تتابع باهتمام بالغ حركة الملاحة في مضيق هرمز وتدعو جميع الدول إلى ضبط النفس واحترام خطوط الفصل الملاحية والقانون البحري الدولي وعدم تعريض هذه المنطقة إلى مخاطر تؤثر على حرية الملاحة”.
وأضافت: “السلطنة على اتصال مع جميع الأطراف بهدف ضمان المرور الآمن للسفن التجارية العابرة للمضيق مع احتفاظها بحقها في مياهها الإقليمية، وتتطلع إلى قيام إيران بإطلاق سراح السفينة البريطانية وتدعو الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة المتحدة إلى حل الخلافات بينهما بالطرق الدبلوماسية”.
وتتشارك كل من إيران وسلطنة عُمان، في مضيق هرمز الذي يمر منه نحو 40% من نفط العالم المنقول بحراً، مدخل الخليج العربي ذي الأهمية الإستراتيجية الكبرى، وتتقاسم الدولتان حقولاً مشتركة للنفط، علاوة على وجود مصالح اقتصادية عدة بينها، فضلاً عن كون السلطنة تتخذ مواقف دائمًا مساندة لطهران.
وتعود العلاقات العمانية الإيرانية إلى عهد الشاه في أوائل السبعينيات، قبل تولى السلطان قابوس الحكم، وتحديدًا في عهد والده، حيث قدمت إيران دعماً سياسياً وعسكرياً ضخماً لعمان، لإخماد الانتفاضة في ظفار التي كانت اندلعت إثر معاناة المنطقة من التهميش، وانتشار القمع وارتفاع الضرائب والجهل، واستهدفت مقاومة الاحتلال البريطاني ومهاجمة عربات أمريكية كانت في طريقها للتنقيب عن النفط في عام 1963.
التقارب العماني الإيراني ظل واضحًا خلال العقود الأربع الماضية، فالسلطنة رفضت الوقوف مع العراق على حساب إيران 1980، ودفعت عجلة التفاوض بين أمريكا وإيران بشأن الملف النووي الإيراني2011، كما أنها رفضت الدخول مرارًا وتكرارًا في الصراع “الإيراني – العربي” عمومًا، و”الإيراني – السعودية” تحديدًا.
وكان السلطان قابوس، أول زعيم خليجي يزور إيران في أعقاب انتخاب الرئيس الإيراني، حسن روحاني الأولى عام 2013، والتقى خلال زيارته بالمرشد الإيراني، آية الله على خامنئي، ورد الزيارة نظيره الإيراني في مارس عام 2014 في أول زيارة لدولة من دول التعاون الخليجي كرئيس.