لازالت قضية البطالة تتربع على عرش القضايا التي تؤرق الشباب العُماني، إذ تشير إحصاءات البنك الدولي أن نصفهم تقريبًا بلا عمل ومعظمهم من الخريجين الجدد، كما تشير إحصاءات صندوق الدولي إلى أن سلطنة عمان هي الأعلى في نسبة البطالة بين الشباب في المنطقة.
تحاول الحكومة العمانية حل المشكلة المتفاقمة، إذ أطلقت مبادرة لتوفير 25 ألف وظيفة جديدة في القطاع الخاص، وأوقفت إصدار تأشيرات العمل للوافدين في مهن معينة، وأعلنت عن إجراءات تخفيفية لدعم الفئات السكانية الضعيفة في 2018، إلا أن مشكلة البطالة لا زالت تؤرق 50% تقريبًا من شباب السلطنة، ولا تزال 70% من الإناث خارج سوق العمل.
يواصل الشباب العُماني نشر هاشتاج #باحثون_عن_عمل_يستغيثون للمرة الـ 172 على التوالي على تويتر للمطالبة بتوفير فرص عمل برواتب تتماشي مع ارتفاع الأسعار، حتى أن بعضهم ولأول مرة رفع لافتات الاحتجاج في محافظة ظفار:
بعد هزيمة المنتخب أمس التفت الشباب للقضايا التي تقض مضجعه إذ قال أحد المغردين في تغريدة على تويتر:
“خلونا من المنتخب وخلونا في الأهم وهي قضية المُسرحين من وظائفهم ما هي الحلول الممكنة؟، ثُمّ تليها قضية الباحثين عن عمل أعتقد هذه القضايا مُهمة وتهم كل عماني غيور على أبناء وطنه”
كما يعتقد بعضهم أن الحكومة بيدها الحل لكنها تتبع سياسة إرهاق المواطن إذ قيل في تغريدة:
“أصحاب القرار لديهم ويملكون جميع الحلول ولكن ليس هناك رغبة بإنجاز أي مشروع لمصلحة المواطن ! إنها سياسة إرهاق المواطن من جميع الاتجاهات وقف التوظيف والترقيات وزيادة الضرائب”.
أو أنها لا تقدم تسهيلات كافية لرواد الأعمال فقال المستشار القانوني د.محمد الهاشمي في تغريدة له على تويتر:
“للأسف تعلق الحكومة المشكله على الشركات في القطاع الخاص .. أليس من واجب الحكومة أن تقوم هي بتعمين وظائفها ؟؟ أليس من واجب الحكومة إنشاء شركات ومشاريع إنتاجية لتوفير الوظائف؟؟ ماذا قدمت من تسهيلات لرواد الأعمال ؟”
ويرى مغردون أن توفير فرص العمل للوافدين الآسيوين هو لب المشكلة فغرّد أحدهم قائلًا:
“انعدام الأمن الوظيفي يهدد الأمن القومي من خلال تكديس الباحثين عن عمل وعدم وجود الحلول. ومن جهة أخرى تعمل الدولة على تخفيض نسبة البطالة في الهند لأن بنظرهم هم المواطنين والشعب وافد”
ويرى رجل الأعمال ابراهيم الجهمضي أنه رغم أهمية قضية البطالة إلا أن قضية التسريح أهم إذ قال في تغريدة له:
“قضية #باحثون_عن_عمل_يستغيثون172 مهمة جدا لكن قضية تسريح الشباب أهم لأنها تؤثر على تماسك الأسرة كما أن فقدان الشخص لمصدر رزقه قد يجعله نفسياً يقوم بعملٍ إجرامي لذا لابد أن تهتم الحكومة بمطلب #أوقفوا_تسريح_العمانيين وجعله من أهم اولويات المرحلة والسعي لإيجاد الحلول قبل تفاقم الأمر”
كما لوّح بعض المغردون بأحداث 2011 كحل للخروج من هذه الأزمة فقال أحدهم في تغريدة:
“إذا أرادوا الباحثين عن عمل العمل سيكون لهم مثل ماكان لهم في 2011. وكذلك الترقيات. وسيرحل كل فاسد. هي كذا فقط”
ودعت أخرى للاحتجاج السلمي على غرار أحداث 2011 فقالت:
“التويتر ما جاب فايده وصلنا 172 وماحد بيسمعنا اللي تأدبهم التجمعات السلميه ولا نسوي هاشتاج ارحل وزير القوى العامله ما نابنا منه فايده الصراحه من 2011 ما حد وظفوا عاد وصلنا 2020”
يُذكر أن مشكلة البطالة وتسريح العمالة العمانية هي أكثر ما يؤرق الشعب العُماني في الفترة الماضية رغم ما تشهده السلطنة من نمو نسبي في اقتصادها في السنوات الماضية،كما يعد هاشتاق #باحثون_عن_عمل_يستغيثون أحد الهاشتاجات الأكثر انتشارًا في السلطنة والممتد لعدة شهور ومن خلاله يطالب الشباب المسؤولين بالنظر في قضيتهم، والعمل على إيجاد حلول وفرص عمل لخريجي الجامعات، ويناشدون السلطان قابوس بن سعيد بالتدخل لحل أزمتهم ذاته السلطان قابوس بن سعيد بالتدخل لإنصافهم وحلّ قضيتهم.