يبدو أن أزمة التسريح من العمل هي الأهم في الشارع العماني حاليًا الذي يُعاني أكثر من نصف شبابه من البطالة دون إيجاد أي حل جذري لها. إذ أعلنت القوى العاملة أنه تم تسريح أكثر من 2200 مواطن عماني من 18 شركة معظمها يعمل في مجال البناء.
ظهرت الأزمة بقوة بعد تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، مقطع صوتي لشاب عُماني يشكو فيه من تعرضه للتسريح بين يوم وليلة وتعويضه براتب شهر واحد فقط بعد عمله لـ8 سنوات في الشركة المُسرّح منها، ليختنق بعد ذلك ببكاء مرير يختلط بعبارات تعبر عن رغبته فقط في تقديم معيشة كريمة لذويه إذ قال “بدنا نعيش ونعيش ولادنا وأهالينا”، ليصبح هاشتاج #اوقفوا_تسريح_العمانيين الأعلى تداولًا بعد تدشينه بساعات قليلة.
تباينت ردود الأفعال على الأزمة إذ أرجعها الناشط في المجال الخيري، المتطوع الحسين العامري إلى فساد الدولة والاختلاسات إذ قال في تغريدة له: ” دولة عمر نهضتها 49 عاماً وعدد سكانها لا يتجاوز ٣ مليون ونفطية وبها غاز وسياحية وبها كل التضاريس! ولكن لا توجد بها وظائف لأبنائها!.. الخلل إداري الخلل في الفساد المنتشر والاختلاسات .. حاسبوا كل مقصر استجوبوا كل من تدور حوله شبهه أنقذوا البلد منهم”.
وأرجعها آخرون إلى اهتمام القوى العاملة بالوافدين على حساب العُمانين إذ قالت إحدى المغردات: “ماذا فعلت بنا حوّلت قوة عاملة الى خوف عاملة جعلت وافد ياكل وينام قرير العين وجعلتنا ننام خوف فينا ليل و نهار بالله عليك أنت كفؤ لهذا المنصب! والله أنا اشوفك لا”
كما طالب، خبير الأرصاد والباحث في علوم المناخ والبيئة، عبد الله الخضوري الحكومة العُمانية بالإسراع لحل الأزمة إذ كتب في تغريدة له: “كنا نطالب بتوظيف المواطنين وأصبحنا نطالب #أوقفوا_تسريح_العمانيين نساند إخواننا في استرجاع حقوقهم ونرجو من الحكومة الإسراع في تنفيذ الحلول لهذه القضية والمعضلة الوطنية”.
ووصف الصحفي عزان الحوسني قضية التسريح بأنها “الأخطر” في السلطنة فقال في تغريدة له: “لنفترض أن هناك مناقشات سرية بين وزير القوى العاملة ومجلس الوزراء في قضايا الباحثين والتسريح، هل يعقل أن لا يكون هناك خطأ في هذه الوزارة؟ نحن لانعلم ما يستند عليه الوزير في النقاشات لينتصر! ولكن هذه أخطر قضية تمر عليها السلطنة حالياً وهي(فوهة البركان)”.
ووصف أحد المغردين ما يحدث بأنه خيانة للوطن إذ قال في تغريدة: “أعلم أيها المسؤول أنني كمواطن لا أحتاج إلى طلب عطفك وشفقتك حتى تمن عليّ بوظيفة هي في الأساس من حقي ولا أطلب منك إرجاعي إلى عملي الذي انطردت منه تعسفيًا ليحل مكاني وافد. بل هذا عملك ومكلف به وتقصيرك فيه يعتبر خيانة لمهام عملك وخيانة لوطنك لذلك وفورًا #أوقفوا_تسريح_العمانيين”
كما أكد الباحث الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس يوسف الزدجالي في تغريدة له أن المُسرحين العمانيين حل محلهم وافدين في نفس الشركات التي أعلنت عن توقف عملها: “نفس الشركة التي سرحت العمانيين بدعوى عدم وجود مشاريع وأعمال، يقوم الوافدون الآن بنفس الأعمال التي هي غير موجودة للعمانيين، لكنها متوفرة لغير العمانيين، ونفس المدير الذي سرح العمانيين أحضر هؤلاء مكانهم. حتى وظيفة سائق مركبة تجارية خفيفة”.
اقترح مغرّدون حلولًا للأزمة من وجهة نظرهم فاقترح أحدهم تسريح 5 وافدين مقابل كل مواطن عُماني فقال أحدهم في تغريدة لاقت تفاعلًا واسعًا “وجدتها.. أي شركة تسرح عماني تقوم القوى العاملة بإنهاء بطاقة مقيم لخمسة وافدين من عمالها وتُلزم بترحيلهم وهذا يتوافق مع الإجراء المتعلق بنسبة التعمين حيث يتم تعيين عماني مقابل تصريح بإستقدام خمسة وافدين فمثل ما فالاستقدام عدد يكون في إنهاء الخدمة عدد مماثل”.
واقترح أحد المُعطلين عن العمل الاعتصام قائلًا في تغريدة له: “ماشي حل غير الاعتصام… حرام اللي جالس يصير فالمواطن حررررررام قهر الرجال اقسم بالله.. يسرح مواطن ويبكي بحرقه ونظل بهذا الجبن والخوف … كفانا صمتاً #حان_وقت_الاعتصام“.
كما طالب العديد بإقالة وزير القوى العاملة عبد الله بن ناصر البكري من منصبه إذ قال الكاتب ناصر الجهوري في تغريدة لاقت صدىً واسعًا: “على كل هذه المآسي!! لماذا معاليه باقي!!!”
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من المُسرحين العُمانيين أكدوا تعرضهم لأزمات مالية نتيجة التسريح قد تصل ببعضهم للقضاء ومن ثم السجن، كما أصبحت أزمات التسريح والبحث عن عمل قضايا يتحدث بها المواطنون يوميًا دون وجود حلول حكومية ناجعة تطفيء الغضب المتأجج يومًا بعد يوم.