بدأت الأزمة بتسريح الموظفين العمانيين إما لإحلال العمالة الوافدة محلهم أو لتعسر الشركات بعد أزمة انخفاض أسعار النفط التي استنزفت السلطنة ، يُسرّح الكثيرون دون إعطائهم أي مستحقات أو تعويضات ليواجهوا بين ليلة وضحاها ديونًا ضخمة للبنوك تُضاعف عدة مرات بسبب الفوائد عند تأخير السداد ومواجهة الحبس وعندها يهب المواطنون للمساعدة في سداد الدين عن المُسرّحين مع وعود معطلّة من الحكومة لا تلبث أن تتحطم على أرض الواقع.
انتشر هاشتاج #أوقفوا_تسريح_العمانيين ليصبح الأعلى تداولًا مرة أخرى في محاولة لتوصيل صوت المُسرحيّن للحكومة بعد أن نشر الباحث الاجتماعي يوسف الزدجالي في تغريدة له صورة لرسالة من إحدى السيدات وهي تستغيث به بعد القبض على زوجها وإيداعه السجن لعدم سداد المديونيات للبنك بعد تسريحه من عمله، ليغرد قائلًا: ” أحد المسرحين تم إلقاء القبض عليه اليوم وترك زوجته وابنته وحيدتين لا يملكان حتى المفتاح للخروج ولا طعاما يأكلونه، هذا ما يحدث في قضية#أوقفوا_تسريح_العمانيين”.
انتشرت الرسالة ومعها الهاشتاج لنجد أن هناك أكثر من 18 حالة من المسرّحين يواجهون السجن لعدم السداد للبنوك بسبب التعثر، نشر وثائقهم مؤسس صحيفة الصحوة العمانية، عبد الله العدوي، الذي كتب في تغريدة له عن الحالة الأخيرة: “الحالة رقم ١٨ بعد تواصله معي قررت اقابله شخصيا واتأكد من حالته، أب لتسعة اولاد تم تسريحه من العمل بعد ١٦سنة عمل، زوجته تعاني من الخبيث تم استئصال ورم، تستدعي حالتها العلاج الكيماوي، دخل في حالة اكتئاب ويتعالج الحين في المسرة. محتاجين له 2500 ريال لسد المتأخرات ايجارات واقساط”.
سارع المواطنون في التبرع للسداد عن تلك الحالات المنشورة وإخراجهم من السجن لكونهم العائل الوحيد لأسرهم، الأمر الذي علّق عليه العديد من رواد تويتر، إذ قال الأستاذ الزائر بجامعة جلاسجو، والأكاديمي بجامعة السلطان قابوس، د. سيف المعمري في تغريدة له: “رغم وجود مجالس حكومية كبري مجلس وزراء مجلس دولة ومجلس شوري وعشرات المجالس واللجان المنبثقة منها إلا أن قضية #أوقفوا_تسريح_العمانيين حوّلت كعمل خيري ليقوم المواطنين بحلها رغم أنها نتاج تشريعات وتخطيط هذه المجالس هل ستترك كل القضايا للمواطنين ليقوموا بحلها؟”.
كما قدّم رجل الأعمال والأكاديمي السابق بجامعة السلطان قابوس د.محمد الوردي اقتراحًا عبر تغريدة له قال فيها: “لمساعدة #أوقفوا_تسريح_العمانيين على البنوك إرجاء السداد مؤقتًا وإعادة جدولة ديونهم بدون زيادة الفوائد البنكية، من باب المسؤولية الاجتماعية ولتحسين سمعة البنوك المتوحشة علمًا بأن أرباح البنوك لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية على عكس القطاعات الأخرى حيث بلغت أرباح البنوك 380 مليون 2018″.
واستنكر الصحفي حمد الصواعي غياب دور مجلس الدولة ومجلس الشورى، إذ قال في تغريدة له: “مجلس الدولة نايم بالعسل حتى استكثر انه يستنكر او يعقد جلسه ولا شكليه مجلس الشورى من تلك الصرخات والابواق التي كانت تتعالى عند الترشيح تلاشت فصارت مخلفات رماد من نار المحصله ؛ جمعيات خيرية تقوم بحلحلة طرد العمانين من أعمالهم في بلد العمانيين”.
أشاد البعض بالجهود الفردية في حل أزمة المسرّحين إذ قال أحد المغردين في تغريدة له: “عبد الله العدوي و يوسف الزدجالي قايمين بجهود فردية كانت نتائجها مؤثرة وغيرت اوضاع كثير من المسرحين جزاهم الله خير… تخيل لو يتبنى مبادراتهم رجال أعمال ولا مؤسسات عامة كيف بتكون الننتيجة؟! لو المسرحيين لاعبي كورة لتسابق المتسابقون عليهم”.
وانتقد البعض آليات الحكومة في حل الأزمة إذ قال أحد المواطنين في تغريدة له: “#اوقفوا_تسريح_العمانيين #باحثون_عن_عمل_يستغيثون178 حرااااااام؟؟ عندما أرى هذه الهاشتاجات أتذكر مناقصاتهم الخيالية التي قضت على الأخضر واليابس واليوم يبيعون أصول حكومية سيادية من كهرباء والدور يأتي على النفط والغاز، نسمع عن الاكتئاب القهري ومارسوه علينا ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث”.
وطالب آخرون بتفعيل دور الحكومة والاستماع لشكاوى المواطنين إذ قال أحدهم في تغريدة له: “متى يأتي اليوم الذي يشتكي فيه المواطن عن أوضاعة المزرية ويُسمع صوته ويتم الحل بأسرع ما يمكن؟؟ متى يُسمع انين البيوت الصامته؟؟ متى يأتي اليوم.. عندما يجيء المواطن لمكاتب المسؤولين ويخرج بكل رضا من مكاتبهم؟؟ هل تبقى لديكم امل؟ #أوقفوا_تسريح_العمانيين“.
يُذكر أنه تم تسريح أكثر من 2200 عامل من 18 شركة معظمها يعمل في مجال البناء وفقًا لتصريح وكالة القوى العاملة، وسط صمت من الحكومة على أزمتي التسريح والبطالة التي تتفاقم يوميًا وتهدد الأسر بالشتات بعد سجن من يعيلهم.