أصبحت خلافة السلطان قابوس وشيكة نتيجة خطورة حالته الصحية، لكن يجب أن تتوفر في المرشحين لخلافته الشروط اللازمة التي تنص عليها المادة الخامسة من النظام الأساسي للدولة الصادر عام 1996، وهي أن يكون المرشح مسلمًا، رشيداً، عاقلاً، وابناً شرعياً لأبوين مسلمين عمانيين، وأن ينحدر من ذرية السيد تركي بن سعيد بن سلطان من الذكور، والذي تولى حكم البلاد منذ عام 1871 وحتى عام 1888.
إذ نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها بالأمس أن هناك أنباء عن نقل وصية السلطان الثانية التي تحتوي على اسم خليفته من صلالة إلى مسقط استعدادًا لفتحها بسبب خطورة حالة السلطان قابوس ووجود نزاعات لم تُحل حتى الآن داخل مجلس العائلة.
ينص النظام الأساسي على أنه يجب على مجلس العائلة الحاكمة تحديد الخلفية في غضون ثلاثة أيام من موت السلطان. فإن لم يتفق مجلس العائلة على اختيار سلطان للبلاد، قام مجلس الدفاع بتثبيت الشخص الذي أشار به السلطان في رسائله إلى مجلس العائلة والموضوعة في أماكن مختلفة في البلاد. ويهدف هذا الإجراء إلى تفادي أي صراع داخل العائلة الحاكمة. ويتكون مجلس الدفاع في سلطنة عمان من وزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن الداخلي، ووزير ديوان البلاط السلطاني، و نائب رئيس الوزراء لمجلس الوزراء، ورئيس مجلس الدولة.
لكن بعد تدهور صحة السلطان قابوس منذ 2014 وحتى الآن، إذ غادر السلطنة مرتين على الأقل خلال هذه الفترة للعلاج، تداول العُمانيين ولفترة طويلة أسماء 4 مرشحين لخلافة السلطان من بينهم ثلاثة من أول أبناء عمومة السلطان قابوس وهم:
1. أسعد بن طارق – 65 عامًا- ابن عم السلطان قابوس وهو المرشح الأوفر حظاً بعد تعيينه نائباً لرئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولي في مارس عام 2017. وقد كان الممثل الشخصي للسلطان منذ عام 2002 بعد توليه قيادة سلاح المدرعات الخاص بالسلطان والذي يُقال إنه يرتبط بعلاقة وثيقة بالقبائل العربية في البلاد.
2. وزير التراث والثقافة هيثم بن طارق -65 عامًا- أخ المرشح الأول من والدة أخرى وقد عمل في بعض الأحيان كمبعوث خاص لجلالة السلطان قابوس بن سعيد. وعمل سابقًا في وزارة الخارجية.
3. شهاب بن طارق – 63 عامًا- والذي تقاعد من منصبه كقائد للبحرية عام 2004 ليصبح مستشاراً شخصياً للسلطان في مجال البحث.
4. تيمور بن أسعد بن طارق – 38 عامًا- وهو ابن ابن عم السلطان قابوس متزوج من أميرة ظفارية ويعدّ في مقدّمة المرشّحين من جيل عمره للتربّع على رأس الخلافة، وذلك إن حدثت المرحلة الانتقالية بعد تعدّي كلّا من والده وعمّيه السنّ المحدّد.
يصعب استبدال السلطان قابوس بغض النظر عمن سيكون خليفته بسبب حكمه المطلق ولأن الكثير من العمانيين يعتبرونه بمثابة أبًا لهم وأنهم يدينون له بالفضل في إنهاء الحرب الأهلية وتحويل عمان من دولة فقيرة إلى دولة متوسطة الدخل نسبيًا بغض النظر عن حكمه الديكتاتوري، لكن إن كان الاتجاه هو استبدال النخبة الحاكمة، فإن تيمور الشاب يمكن أن يكون خطوة واضحة بعيدة عن عصر السلطان قابوس، لكن النظرية الأكثر احتمالاً وهي الحفاظ على الاستمرارية، تجعل من أسعد المرشح المفضل بحسب مراقبين.
ووفقًا لتقارير مراكز بحثية، لن يتمكن الحاكم المستقبلي من الحكم بسلطة مطلقة مثل السلطان قابوس، الذي يحيط بحكمه هالة من القداسة تقريباً. كما أن نظام السلطان قابوس في الحكم لن يصمد مع خليفته لفترة طويلة.