تواترت الأخبار عن خطورة حالة السلطان قابوس الصحية، فضلًا عن الكثير من الأخبار حول وجود نزاع في مجلس العائلة المالكة ونقل وصية السلطان من صلالة إلى مسقط وفق ما نشرته الجارديان، حتى أن البعض أشاع “وفاته”، الأمر الذي أثار قلقًا كبيرًا لدى العامة ودُشّنت العديد من الهاشتاجات للمطالبة بالاطمئنان على صحة السلطان قابوس، ورغم هذه الأجواء المشحونة، والتي استمرت لعدة أيام، لم يخرج أي مسؤول حكومي أو رسمي لطمأنة الشعب، وسط تكتم وصمت من جميع كبار المسؤولين بشأن الوضع الصحي للسلطان قابوس، الأمر الذي دعى الكثيرون للتساؤل عما يخفيه المسؤولون ولما لا يُشركونهم في الأمر أو يعلنون ما يحدث بشفافية ووضوح؟
نشر الحساب الرسمي لوزارة الخارجية العُمانية تغريدتان جاء نص التغريدة الأولى كالتالي: “تلقى معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية اتصالا هاتفيًا من معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر الشقيقة للإطمئنان حيث نقل تحيات وتمنيات سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني“. وبعدها بدقائق نشرت التغريدة الثانية التي كان نصها كالتالي: “كما تلقى معالي يوسف بن علوي بن عبد الله اتصالا هاتفيًا من صاحب السمو الأمير فيصل فرحان آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة للإطمئنان حيث نقل تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن سعود“.
أثارت التغريدتان غضبًا هائلًا لدى العُمانيين المتلهفين لسماع أي أخبار عن صحة السلطان منذ عودته من رحلته العلاجية ببلجيكا، ورأي الكثيرون أن كلمة “الاطمئنان” فقط دون نسبتها لصحة السلطان أو التطرق للحديث عنه من الأساس سقطة لا تُغفر للمسئولين عن الحساب إذ رد عليهم الإعلامي العُماني نصر البوسعيدي في تغريدة له قائلًا: “للأطمئنان على تاج رأسكم مولاي وسيدي ووالدي جلالة السلطان #قابوس_بن_سعيد ومن المؤسف جدا أن وزارة الخارجية بحجمها ومكانتها وثقلها تغرد هكذا! حتى طلاب الإبتدائية حينما يتعلق الأمر بوالدنا السلطان لن يرضوا بذلك! كتبتم كل المسميات الوظيفية للجانب القطري ولم تستطيعون كتابة اسم سلطاننا؟”.
وطالب آخر بتغريدة مقتضبة: “طمنونا إحنا بالأول!!!”، اعتراضًا على عدم حديث المسئولين عن صحة السلطان نهائيًا في الأيام القليلة الماضية رغم ما تواتر عن خطورة وضعه الصحي من مصادر غير رسمية.
قارن الناشط مظاهر التاجر بين هاتين التغريدتين وتغريدات سابقة تدور حول نفس الأمر وكان يُذكر فيها اسم السلطان واضحًا بألقابه المتعارف عليها إذ قال في تغريدة له: “كمتابعين لحساب وزارة الخارجية تعلّمنا: أن معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية ينقـل تحيات سيدنا لزعماء الدول صراحة وبإسم جلالته .. في المقابل يتلقّى التحيات والتمنيات الموجهة لسيدنا تصريحًا لا تلميحًا من زعماء تلك الدول عبر وزراء الخارجية دون إبهام !! توّه إلا .. ما من بعيد”.
كما علّق الباحث في أرشيف عُمان المناخي، حارث الفارسي، على تغريدة وزارة الخارجية في تغريدة له قائلًا: “صياغة تغريدتيّ وزارة الخارجية يمكن تفسيرهما بنحْويْن.! 1. إن كان من كتبها ركيكًا في اللغة فقد أبهمنا في شيء 2. وإن كان من كتبها بليغًا في اللغة فقد أفْهمنا شيئًا”.
ورد أحد متابعي حساب وزارة الخارجية على التغريدة قائلًا: “قدرتنا تكتبو اسم المسؤول عن الشؤون الخارجية وماقدرتوا تكتبوا السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه شي يحز في النفس”.
وانتقد أحد الناشطين ذكر الخبر من الأساس في حساب وزارة الخارجية إذ قال في تغريدة له: “دائماً بيانات وزارة الخارجية من أفضل البيانات دقة في المعنى وصياغة لها عمق وكلمات مختارة حسب الظروف. من وجهة نظري الظروف أجبرتهم هذه المرة على شكل هذه التغريدة التي أثارت حفيظة المتابعين! كان بالإمكان عدم نشر الخبر لكي لا يتم تهويل الموضوع ويُترك الباب للشائعات والتفسيرات!”.
كما توشحّت بعض الحسابات باللون الأسود حدادًا بعد أن استنبطوا من التغريدة أن السلطان توفاه الله إذ قال أحد المغردين ردًا على منتقدي تغريدة وزارة الخارجية: “لكل كلمه معنى ولكل اُسلوب مغزى وهذه وزارة الخارجية العمانية التي لا تعرف الأخطاء والثرثرة يا اخي العزيز نصر ويؤسفني إبلاغك انك لم تقرأ الامر كما ينبغي ،، رحم الله الأحياء والأموات”.
يُذكر أن السلطان قابوس غادر السلطنة مرتين على الأقل للعلاج منذ عام 2014 وحتى الآن وآخر رحلاته العلاجية كان من المقرر لها أن تستمر لشهرين في بلجيكا لكنه عاد بعد 5 أيام فقط للسلطنة فيما تواترت الأخبار عن خطورة وضعه الصحي وعن وجود استعدادات لفتح وصيته ومن ثم خلافته وفق ما نشرته الجارديان.