لولو ، عاملة منزلية من نيجيريا، وأم لطفل، تم تهريبها للعمل في عُمان، وكان اليوم الذي ضُربت فيه وعُنفت من قبل صاحبة العمل “يومًا جيدًا” على حد وصفها، لأنه في “اليوم السيء” يجتمع على تعنيفها وضربها المرأة وذكور المنزل. لولو التقطت جزء من مأساتها على كاميرا هاتفها بعد أن خبأته، وظهر فيها جزءًا من “يومها الجيد”، ونشرته إحدى الممثلات الإفريقيات،في تغريدة لها على تويتر، لينتشر كالنار في الهشيم مصحوبًا بهاشتاج #انقذوا_لولو ، لكن المثير للدهشة- بحسب مراقبون- هو رد فعل كثير من العُمانيين على الفيديو.
تعرّض الفيديو في البداية لانتقادات عدة للمطالبة برفع الظلم عن “لولو” وإنقاذها، إذ دُشّن هاشتاج #انقذوا_لولو ، الذي طالب من خلاله المغردون توفير ظروف عمل آدمية للعاملات المنزلية، وعدم إيذائهن، وتخصيص ساعات عمل وأيام راحة لهم مثل أي عمل آخر. ومحاسبة المسؤولين عن أذية لولو . إذ نشر حساب Veracious ( بنت نساء ) المهتم بشأن النساء الإفريقيات في تغريدة له: ” لولو مو أول وحدة ولا آخر وحدة،ياما في عاملات منزليات يتم حرقهن وتعذيبهن وضربهن واغتصابهن والتحرش بهن. تعامل العرب مع العاملات جميعًا والإفريقيات على وجه الخصوص تعامل دنئ ومايحمل أي صفة إنسانية أتمنى نيجيريا والمنظمات الإنسانية يوقفوا معاها ويحاسبوا كل شخص مسؤول عن أذيتها #أنقذوا_لولو”.
وعلّقت إحدى المغردات على الفيديو قائلة في تغريدة لها: “#أنقذوا_لولو المشهد هذا يتكرر في مجموعة كبيرة من البيوت العمانية! لكننا شعب التسامح والتعايش ونعرف وساكتين ونعتبره طبيعي. #حقوق_العاملات_المنزليات #أسقطوا_نظام_الكفالة”.
كما طالبت إحدى المغردات بإعطاء العاملات حقوقهن إذ قالت في تغريدة لها: “الكفيل لازم يفهم أنه الوايفاي، التليفون، ساعات الراحة، عطلة كل شهر على الأقل، تحديد ساعات العمل اليومي، حق من حقوق العاملة، وليست هبات يمنّ فيها عليها، غير أنه التعدي بالضرب والإهانة تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون #انقذوا_لولو“.
من ناحية أخرى كان المثير للدهشة هو مطالبة الكثير من العُمانيين المُعلقين على الفيديو حذفه، ومحاكمة لولو بتهمة التشهير و”كشف ستر” صاحبة المنزل، لأن التصوير كان خلسة، ولأن وجه صاحبة العمل ظهر في الفيديو. إذ قال أحد المعلقين على الفيديو في تغريدة له: “هذه العاملة واضحة المكر.. أولًا تثبيت الكاميرا للتصوير وتعمدت استفزاز المرأة في إعداد القهوة للضيوف حتى تستعطف الناس وتكون في موقف المظلوم حتى ولو مقصرة في العمل”.
وقال آخر في تغريدة له: “والله سالفة هذه نتيجة التليفونات الجوالة بأيدي البشاكير يصورون خصوصية أهل البيت”.
وقال ثالث في تغريدة: ” أول شيء التشهير والتصوير المتعمد بهذه الطريقة بحد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون.. هي عاملة أجنبية لن تدرك أبداً خطورة من يقوم بتصوير أسرار البيوت هكذا !!! ثاني شيء اذا هي فعلاً تريد توصل رسالة للجهات المعنية لديها ألف طريقة غير التشهير في تويتر”.
واعتبر رابع أن الفيديو إساءة “لسمعة البلاد”، ولسمعة “الحرمة المسكينة” التي ضربت لولو إذ قال في تغريدة له: “إلى جميع أبناء السلطنة الرجاء عمل بلاغ على هذا الفيديو لأنه يحمل سمعة البلاد وسمعه الحرمة المسكينة، الحرمة مقصدها أي شيء والحرمة تريدها تشتغل والكل يعرف خبث الشغالات وخاصة من الجالية الإفريقية. وفقكم الله شدو الهمة أبناء الوطن”.
فيما اعتبر أحد المصورين أن لولو “أجرمت بحق نفسها” لتصويرها “أعراض المنزل” إذ قال في تغريدة له: “هي عملت إجرام بحق نفسها بداية الأمر بتصوير أعراض البيت وثبيت الكاميرا لتصوير المشهد أمر غير مرغوب، والدليل هي كانت تريد نشر الفيديو بطريقة (غير أخلاقية) سلم الله انها كانت محتشمه ربة المنزل #انقذوا_لولو”.
الجدير بالذكر أن منظمة حقوق الإنسان نشرت عام 2017 تقريرًا مفصلًا لها مكوّن من 78 صفحة حمل عنوان “‘كنت أعمل كالروبوت’: الانتهاكات بحق عاملات المنازل التنزانيات في عمان والإمارات”، ذُكر فيه شهادات عاملات تنزانيات صودرت جوازات سفرهم بمجرد وصولهن للمنازل التي يعملون بها، وكن يعملن بشكل مفرط لأكثر من 21 ساعة يوميًا، مع عدم وجود أي أيام للراحة، فضلًا عن تعرضهن للتعنيف والضرب والإساءات الجسدية والجنسية وغيرها.
يعد القانون العُماني الخاص بعمال وعاملات المنازل، والصادر عام 2004، ضعيف، ولا ينص على أي عقوبات لمخالفيه، كما أن عُمان هي آخر دولة خليجية لم تدرج حقوقًا عمالية بقوانينها، ووفقًا لإنفوجراف نشرته مواطن فإن نظام الكفالة يعتبر أكبر مسبب للانتهاكات، لأنه يربط العاملة بصاحب العمل ولا تستطيع تغييره دون إذنه، وإن حاولت تركه عُدّ ذلك “هروبًا”.