يبدو أن الختان من القضايا التي يتحرج المجتمع العُماني من الحديث عنها غالبًا، ومع ذلك، ووفقًا لمراقبون، فإن معظم العُمانيات تعرضن له بشكل أو بآخر وهن صغيرات ولا يتحدثن عما حدث علنًا، إذ وجدت دراسة علمية أجريت في مركز صحي بالمنطقة الداخلية من #عمان خلال الفترة مابين شهري أكتوبر إلى ديسمبر 2017 أن 95.5% من النساء اللاتي شملتهن الدراسة كن مختنات بل وقررن ختان اطفالهن. لكن النسويات العُمانيات قررن الحديث عن هذه القضية رغم التضييقات.
كان الانتشار الواسع لـ فيديو مفتي عمان، الشيخ أحمد الخليلي، والذي يذكر فيه أن الختان في حق الأنثى في الإسلام “ليس بفرض لكنه يتم لتحسين العلاقة بين الزوجين” وأن فيه “خير كثير” بشرط أن يتم “بدون إفراط ولا تفريط” سببًا في تدشين نسويات عمانيات لهاشتاج #تعرضت_لجريمة_الختان الذي شاركت فيه بعض العمانيات تجاربهن مع الختان.
تقول شروق في تغريدة لها “#تعرضت_لجريمة_الختان وانا صغيرة .. ما زلت اذكر تفاصيل تلك الجريمة البشعة .. وما زالت فتيات صغار يتعرضن لها رفم تجريمها قانونيا .. تقام في ظروف غير آدمية . بلا تعقيم بلا اي ضوابط تمنع نقل العدوى والأمراض .. الجريمة تكون بحضور الام او الجدة وبتفيذ عجوز هرمة اتمنى لو تبتر اصابعها”.
وقالت إحدى المغردات في تغريدة لها: “تعرضت له انا وكل بنات عائلتي، ممكن ما أتذكر الأحداث بسبب صغر سني لكن كان مؤلم، طفلة تتعرض لشيء يلسع في عضوها التناسلي من غير ما يكون في أي صحة في إخماد الألم غير أعشابهم والأغلب كركم. جريمة بشعة وانتهاك مشرع في المجتمع”.
وعبرت ثالثة عن رأيها ببساطة قائلة في تغريدة لها على الهاشتاج”هي خطأ بس تراها مب محرمة للبنات سنة لكن سنة غير مؤكدة فالأفضل ما تسوون”.
دشنت صاحبة حساب نسويات عُمان الهاشتاج عبر حسابها الشخصي وشبهته بالاغتصاب إذ قالت في تغريدة لها:”#تعرضت_لجريمة_الختان في طفولتي المبكرة، وعلى الرغم من حداثة سني حينها إلا أنني لازلت أتذكر شعوري بالألم والحرقة والقرف واشمئزازئي بسبب انتهاك حرمة جسدي. أن تبتر امرأة ما أعضائي التناسلية -بأداة بترت بها أعضاء فتيات أخريات-، هو الاغتصاب، فكلا الجريمتين تحدثان رغما عن أنف رغبتي”.
وتابعت في تغريدة أخرى: “”ختان الأنثى مثل قطع رأس قضيب الذكر”، على اختلاف الكميات حسب نوع الختان. -الأنسجة التي يتم بترها -أو أجزاء منها-، (البظر والشفرتين) تكون غنية بنهايات الأعصاب الحسية التي تُشعر المرأة بالمتعة الجنسية؛ لذا فالختان يؤثر سلبا على الحس الجنسي للمرأة”.
تباينت الردود على التغريدتين ما بين مؤيد ومعارض، تمامًا كما تباينت على سلسلة التغريدات التي أعلنت فيها إغلاق حساب نسويات عُمان الذي تديره هي وأخريات بسبب ما قالت أنه “ظروف خارجة عن إرادتنا” والتي عزاها البعض إلى التضييقات الأمنية التي طالتهم.
تجدر الإشارة إلى أن المركز العُماني لحقوق الإنسان أبدى قلقه بسبب إغلاق حساب نسويات عُمان حسب تغريدة نشرها حساب المركز على تويتر جاء فيها: “يبدي المركز أسفه لتوقف حساب نسويات عمانيات بسبب التضييقات الأمنية التي طالت من يُدرن الحساب، كما يعرب عن قلقه لسلامة فريق إدارته. التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق ممارسة صحية لأفراد أي مجتمع، ولا بد للسلطة في #عمان تأمين وحماية هذه الحقوق لا تجريمها”.