خرج السلطان هيثم بن طارق على شعبه بخطاب طال انتظاره لأكثر من 40 يومًا، حمل الخطاب، الذي استمر لـ 17 دقيقة- في بدايته ذكرًا لمآثر السلطان الراحل قابوس بن سعيد وتأبينًا له، ثم تحدث بشكل عام عن الرؤية المستقبلية لحكومة عُمان وشبابها بصورة جعلت البعض يحتفي بالخطاب ويأمل أن يكون هو بداية لحل المشاكل التي يعاني منها الكثير من الشباب بينما رآه البعض الآخر “لم يحمل أي جديد ولا يختلف عن خطابات السلطان الراحل قابوس”.
ركز العديد من رواد تويتر على جملتين في الخطاب أكثر من غيرهما وهما: ” إن الشباب هم ثروة الأمم، وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الإستماع لهم، وتلمس إحتياجاتهم وإهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق”، وأيضًا “عازمون على إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة” وهي الجملة التي احتفى بها الكثيرون لاعتقادهم أنها تدل على إقالة عدة وزراء لطالما طالبوا بإقالتهم. إذ قال الباحث في أرشيف عُمان المناخي حارث السيفي في تغريدة له لاقت تفاعلًا واسعًا: “أهم حاجة إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، بعدها بإذن الله بالإدارة السليمة ستنفتح الأبواب، ربنا نسألك التوفيق للسلطان هيثم”.
احتفى البعض بقوله “إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة” إذ “هللوا فرحًا واستشبارًا” على حد تعبيرهم، إذ قالت إحدى المغردات في تغريدة لها على تويتر: “#خطاب_السلطان_هيثم_بن_طارق عندما قال: عازمون على إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة. هللت فرحاً و استبشاراً و كأنما استجابت دعوات و أنين الشعب المظلوم.. اللهم فرحة تبكينا بعد الصبر و راحة لنا من كل أمر”. وتساءل آخرون عما قدمه وزراء الحكومة الحالية لعُمان وللشعب، إذ قال أحد المغردين في تغريدة له: “الوطن لا يبنى الا بسواعد شبابه ! والعظماء لا تغيرهم المناصب … التغيير جزء لا يتجزأ من الحياة ، فالتغيير يعني النمو والتطور والازدهار لمستقبل أفضل .. فماذا قدمتم لرغد معيشة شباب وطننا العزيز ؟!!!!”.
حمل الخطاب تأييد الكثيرين ممن رأوا أن مهمة السلطان في محاربة “الفساد الذي ينخر في البلد من كل الزوايا” مهمة صعبة وأنهم سيبذلون قصارى جهدهم في إعانته عليها، فقال أحد المغردين: “سيدي السُطان هيثم أعلمُ جيداً بأنكَ تعلم ما لا أعلم ولكني أعلم بأن البلد ينخرها الفساد من كُل الزوايا الواسطات، المحسوبيات، إستعمال المنصب لأغرض ومصالح شخصية المعركة القادمة رُبما صعبة ولكن متأكدين بأنكَ تستطيع ولك ذرعان ذي يزن و بلعرب والشعب خلفكَ حصن”.
يبدو أن الخطاب شجع البعض على الحديث بحرية بما تجيش به صدورهم وطالبوا بإعادة جريدة الزمن لعملها من منطلق “حرية التعبير” إذ قال أحد المغردين ردًا على تغريدة ذكرت الخطوط العريضة للخطاب: “أرى أنه من باب حرية التعبير الإفراج عن طاقم جريدة الزمن والعفو عن كل معتقلي الرأي إن وجدوا، وإعادة تصريح العمل لجريدة الزمن لتكون شوكة في حلوق المتسلقين وتساعد في تصحيح المسار وتكون صوت الوطن المحايد”، لاقى الرد تفاعلًا واسعًا أملًا في تحقيق مطلبهم بوجود صحافة حرة تحاسب المسؤولين الذين – وفقًا لأحد المغردين- لا يخشون الإقالة لأنهم “جمعوا ثروات تكفيهم وتكفي أجيال من أحفادهم” إذ قال في تغريدته: “الذين افسدوا طوال السنوات الماضية لا يخشون من فقدان مناصبهم، فقد جمعوا ما يكفيهم ويكفي اجيال من احفادهم طالما انه لا يوجد آلية لارجاع اموال الشعب التي نهبت والاملاك التي وُزعت بدون حق، ومحاسبة كل فاسد سابق فلن يكون هناك شيء يخشونه”.
“خطاب مهزوز لم يحمل أي جديد” هكذا عبر الناشط نبهان الحنشي عن الخطاب في تغريدة له مطالبًا بدستور توافقي ونظام قائم على فصل السلطات، إذ قال: “خطاب مهتز لم يحمل أي جديد، وكأن نص الخطاب تم نسخه من خطابات السلطان المقبور! التغيير يبدأ من شكل سياسي جديد للنظام قائم على فصل السلطات ودمقرطة المؤسسات وصياغة دستور توافقي وتأمين الحريات حمايتها. #عمان“.
تباينت الأراء وتنوعت حول الخطاب فالبعض رأى فيه أملًا والبعض رآه متوقع، لكن ما يتفق عليه غالبية العُمانيين أن ما بعد تنصيب السلطان هيثم ليس كما قبله، لكن الأيام كفيلة بإثبات ذلك من عدمه.