لا تزال حرية التعبير في عُمان تفتقد لأبسط مقوماتها -وفقًا لمراقبين- فبعد أن استبشر الكثير من العُمانيين خيرًا بخطاب السلطان هيثم بن طارق وأملوا أن يكون هناك تغييرًا في وضع حرية التعبير إلا أن الواقع يختلف معه اختلافًا بينًا، إذ صودر وسُحب 56 كتابًا من معرض مسقط الدولي للكتاب كتاب عمانيين وعرب دون تفسير، في مخالفة واضحة لوعد وزير الإعلام قبل 5 سنوات والذي قال فيه: “زمن منع الكتب قد انتهى لا سيما في العصر الرقمي للكتاب”، ودلالة على أن ما وعد به السلطان هيثم في خطابه الذي قال فيه: “إن مما نفخر به أن المواطنين والمقيمين على أرض عمان العزيزة يعيشون بفضل الله في ظل دولة القانون والمؤسسات، دولة تقوم على مبادئ الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، قوامها العدل، كرامة الأفراد وحقوقهم وحرياتهم فيها مصانة، بما في ذلك حرية التعبير التي كفلها النظام الأساسي للدولة” لم يتجاوز مرحلة الوعد للتنفيذ.
أعلنت عدة دور نشر عن مصادرة موظفي المعرض لبعض كتبها، إذ أعلنت دار عرب للنشر والترجمة في تغريدة لها على تويتر عن مصادرة عدة كتب من إصدارتها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2020، إذ قالت: “إصدارات دار عرب المصادرة بـ #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب هذا العام حتى اللحظة: عزلة الرائي لبسام علي، وتبرير السياسة بالدين لسعود الزدجالي، وحرائر الربيع لحبيبة الهنائي، واللايقين لمحمد الفزاري، وخلف شباك الحديد لأحمد العريمي، وفارق توقيت لجمال النوفلي، بقية الإصدارات بجناح دار نثر 3M -12″، كما أعلنت دار سؤال عن عدم توافر بعض الكتب والذي وصفته بـ “أسباب خارجة تمامًا عن إرادتها” في سلسلة تغريدات لها على تويتر جاء فيها: “نظراً لكثرة السؤال عن الكتب الآتية، وتقديرًا لحقوق المؤلفين والقراء؛ تود الدار أن تعتذر للجميع لصعوبة توفيرها في معرض #مسقط_الدولي_للكتاب٢٠٢٠ وذلك لأسباب خارجة تمامًا عن إرادتها، وهذه الكتب هي: ١- “ما من رحلة إلا هي وداع” لسعيد سلطان الهاشمي، ٢- “والشجر إذا هوى” لسعيد سلطان الهاشمي، ٣- “ما تركته الزنزانة للوردة” لسعيد سلطان الهاشمي، ٤-“عبيد العماني حياً” لسعيد سلطان الهاشمي وسليمان المعمري، ٥- رواية “كارما الذئب” لبدرية الشحي، ٦- رواية “شتاء ٩٧” ليوسف الحاج، ٧- رواية “الرولة” ليوسف الحاج، ٨-“نبش الذاكرة” لأحمد الزبيدي، ٩- “الانتماء” لأحمد الزبيدي، ١٠- “من زوايا الفكر” لسعود الزدجالي”.
انتقد الكاتب والصحفي محمد الفزاري مصادرة كتابه “اللايقين” من معرض مسقط الدولي للكتاب 2020، مذكرًا بوعد السلطان هيثم بن طارق بحرية التعبير، ومن قبله وعد وزير الإعلام منذ خمس سنوات بأن “زمن منع الكتب قد انتهى”، إذ قال في تغريدة له على تويتر: ““دار عرب” الناشر لـ #اللايقين تؤكد أن الكتاب من ضمن الكتب المُصادرة من #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب2020. – أين حرية التعبير التي وعد بها #خطاب_السلطان_هيثم_بن_طارق؟!! أين وعد وزير الإعلام قبل 5 سنوات: “زمن منع الكتب قد انتهى لاسيما في العصر الرقمي للكتاب”؟!! بداية مخذلة جدا!”.
كما اعتبر المحامي والكاتب بسّام علي أن مصادرة كتابيه “عزلة الرائي” و”فصام الأديان” تمت من باب “كراهية حرية التعبير” إذ قال في تغريدة له: “بالأمس خطاب السلطان هيثم – حفظه الله – والذي جاء في بعض مضامينه الحديث حول حريّة التعبير ومصادرة الفكر؛ واليوم تُصادر كتبي من معرض الكتاب بمسقط للعام الثالث على التوالي إنّهم يكرهون حريّة التعبير حتى ظنّنا أن وأدها جزء من العبادة”.
استنكر المركز العُماني لحقوق الإنسان في تقرير له، سحب ومصادرة السلطات العمانية لأكثر من 50 كتابًا من معرض مسقط الدولي للكتاب، وأشار التقرير إلى أن منع الكتب يتم على عدة أسس فُصلت في عدة نقاط هي:
- المنع طال أي كتاب ألفه أحد أعمدة الحراك الاحتجاجي في 2011، أو أحد المعارضين للنظام حتى على مدى العقود الماضية وليس بالضرورة بعد أحداث 2011.
- أي كتاب يتضمن محتواه انتقاداً لسياسات الحكومة، أو فيه ذكر لأحداث 2011 حتى وإن كان أدبياً.
- أي كتاب يحتوي على نقد ديني أو مذهبي.
- أي كتاب يتضمن نقداً للحكومة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وقدّم المركز قائمة بالكتب التي طالها المنع وسُحبت من المعرض سواء كانت لكُتّاب عمانيين أم غير عمانيين، وشملت هذه القائمة:
أولًا كتب الكتّاب العمانيين:
1- والشجر إذا هوى لسعيد الهاشمي.
2- ما تركته الزنزانة للوردة، لسعيد الهاشمي.
3- عبيد العماني حيا، لسعيد الهاشمي وسليمان المعمري.
4- ما من رحلة إلا وهي وداع، لسعيد الهاشمي.
5- الربيع العُماني، لسعيد الهاشمي.
6- ياسمين على الغياب، لسعيد الهاشمي.
7- عمان: الإنسان والسلطة، لسعيد الهاشمي.
8- الأوتاد، لسعيد الهاشمي.
9- تعويبة الظل، لسعيد الهاشمي.
10- أحوال القبائل عشية الانقلاب الإنجليزي في صلالة، لأحمد الزبيدي.
11- امرأة من ظفار، لأحمد الزبيدي.
12- انتحار عبيد العُماني، لأحمد الزبيدي.
13- نبش الذاكرة، لأحمد الزبيدي.
14- الانتماء، لأحمد الزبيدي.
15- حوض الشهوات، لمحمد اليحيائي.
16- يوم نفضت خزينة الغبار عن منامتها، لمحمد اليحيائي.
17- طيور بيضاء طيور سوداء، لمحمد اليحيائي.
18- ظل يسقط من مرآة، لنبهان الحنشي.
19- امرأة تضحك في غير أوانها، لنبهان الحنشي.
20- ضوء خافت لذاكرة مهتزة، لنبهان الحنشي.
21- خطاب بين غيابات القبر، لمحمد الفزاري.
22- عمان: تحديات الحاضر ومآلات المستقبل، لمحمد الفزاري.
23- اللايقين، لمحمد الفزاري.
24- شتاء 97، ليوسف الحاج.
25- الرولة، ليوسف الحاج.
26- من زوايا الفكر، لسعود الزدجالي.
27- تبرير الدين بالسياسة، لسعود الزدجالي.
28- خلف شباك الحديد، لأحمد العريمي.
29- لك لا ولاء، لأحمد العريمي.
30- الخليج في زمن الكوليرا، لزاهر المحروقي.
31- حان وقت التصحيح، لزاهر المحروقي.
32- عزلة الرائي لبسام علي.
33- فصام الأديان، لبسّام علي.
34- الذي لا يحب جمال عبد الناصر، لسليمان المعمري.
35- أبعد من زنجبار، محمد الحارثي.
36- عمامة العسكر، لحمود سعود.
37-صرخة واحدة لا تكفي، لحمود الشكيلي.
38- حدّ الشوف، لسالم آل توّبه.
39- فرجار الراعي، لصالح العامري.
40- عودة الثائر، ليعقوب الخنبشي.
41- حرائر الربيع، لحبيبة الهنائي.
42- فارق توقيت، لجمال النوفلي.
43- حيتان شريفة، لمحمد الرحبي.
44- كارما الذئب، لبدرية الشحي.
45- أوار اللهب، لزهران الصارمي (الكتاب عُرض لأيام قبل سحبه).
46- وأخيرًا نطق الحذاء، لماهر الزدجالي.
47- الحملات التنصيرية إلى عُمان والعلاقة المعاصرة بين النصرانية والإسلام، لسليمان الحسيني.
48- موسوعة عُمان: الوثائق السرية، لمحمد عبد الله الحارثي.
ثانيًا: الكُتّاب العرب:
49- لصوص الله، لعبد الرازق الجبران.
50- انقلاب المعبد، لعبد الرازق الجبران.
51- مبغى المبعد، لعبد الرازق الجبران.
52- بنادق النبي، لسالم حميد.
53- سامهاني، لعبد العزيز بركة ساكن.
54- وليمة لأعشاب البحر، لحيدر حيدر.
55- برهان العسل لسلوى النعيمي.
ثالثًا: الكتب المترجمة:
56- النساء، الوقوف على الدوافع الجنسية من الثأر إلى المغامرة، لديفيد باس وسيندي ميتسون.
الجدير بالذكر أنه رغم تغيّر رأس هرم السلطة وامتلاك السلطان هيثم بن طارق زمام الحكم إلا أن عدة مراقبين يرون أن الوضع لازال كما كان في عهد السلطان الراحل قابوس إذ حجبت وصُودرت العديد من الكتب في المعارض السابقة ولا تزال سياسة منع وسحب الكتب كما هي خاصة الكتب التي تذكر الربيع العماني ولو حتى بشكل أدبي.