تكثف جميع حكومات العالم من جهودها في مكافحة فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب في وفاة 2800 شخص أغلبهم في الصين وإصابة أكثر من 80 ألف شخص حول العالم وفقًا لآخر الإحصاءات. انتشرت فاشيات الفيروس في بلاد بعيدة عن الصين، بؤرة المرض، إذ توفي 54 شخص في إيران نتيجة الإصابة بـ كورونا وفقًا للتصريحات الرسمية للحكومة الإيرانية، كما تفاقم الوضع في إيطاليا في الساعات الـ24 الأخيرة إذ ارتفع عدد الإصابات بالفيروس بنسبة 40% ليصل إجمالي الإصابات لـ 1700 حالة وارتفع عدد الوفيات ليصل إلى 34، ورغم أن الكثير من دول العالم تتعامل مع الفيروس كوباء عالمي وتشدد جميع إجراءاتها مع الدول الموبوءة، نظرًا لطول فترة حضانة المرض، التي تتراوح بين 14 و 24 يومًا، إلا أن الرحلات الجوية في عُمان استمرت من وإلى إيطاليا ولم تتوقف إلا بضغط شعبي على تويتر.
نشر أحد المغردين على تويتر لقطة شاشة لرحلة طيران قادمة من إيطاليا إلى مطار صلالة مطالبًا بإيقاف الرحلات في تغريدة أخرى ومستنكرًا صمت الحكومة على الرحلات القادمة من ميلانو إذ قال: “عجيب أمركم يا وزارة السياحة، تنويه بإلغاء المشاركة في ميلانو .. وفي الوقت نفسه سكوت مريب عن الرحلات القادمة من ميلانو . يعني : يا شركات القطاع الخاص لا تشاركي في ميـلانو .. ولكن يا شركة ( س ) في القطاع الخاص إستقبلي السُيّاح القادمين من ميلانـو .. فعّل سُلطاتك معاليك .. بسّك”.
انهالت بعدها التغريدات التي تطالب بوقف الرحلات مع إيطاليا أسوة بإيران خاصة وأن إيطاليا البؤرة الثالثة عالميًا للفيروس إذ قال أحد المغردين في تغريدة له على تويتر: ” كيف ولماذا ؟! إيران المصابين ٥٩٣ وبها مواطنين عالقين فيها ورغم ذلك الرحلات علقت معها منذ أيام. إيطاليا ١١١٢ مصاب ولا يوجد بها مواطنين والرحلات مستمرة من هناك، اليوم طائرتان عليهم ٥٠٠ سائح إلى صلالة. علامات استفهام واستغراب الأهم من المستفيد والمسؤول؟! فقط #أوقفوا_رحلات_ايطاليا“.
وصف الصحفي عزان الحوسني الوضع بـ “المتذبذب” مستنكرًا استمرار الرحلات رغم حملات التوعية التي تقوم بها الحكومة إذ قال في تغريدة له: “الوضع جداً متذبذب توعية في التلفاز وخطبة الجمعة وبيان هنا وهناك، وفي النهاية نجد أخر من يقطع الرحلات مع الجمهورية الإيرانية #السلطنة! و نفس الأمر يتكرر مع ايطاليا! الوضع أكبر من علاقة وسياحة. ماء وصابون للوقاية،والمنافذ الجوية تردد اهلاًبكم!”.
انتقد أحد المغردين صمت الحكومة على هذه الرحلات معتبرًا أن إرادة “سميح ساويرس”، صاحب هذه الرحلات السياحية، فوق المواطن والقانون فقال في تغريدة لاقت تفاعلًا واسعًا:”الظاهر انه ارادة سميح سويرس ونفوذه أقوى وأهم من صحة المواطن وأقوى حتى من القانون، مطالبات من أسابيع للإيقاف هذه الرحلات دون استجابه، الظاهر أنه فتات طاولة سويرس ما خلصت واللي رضى بالفتات راح يضحي بالكثير وأولهم البلد والمواطن. نامي ياحكومة طفينا الليد #أوقفوا_رحلات_ايطاليا”
وبعد أن أصبح هاشتاج #أوقفوا_رحلات_إيطاليا الأكثر تداولًا في عمان لعدة ساعات، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في تغريدة لها على تويتر تعليق الرحلات الإيطالية لمطار صلالة لمدة شهر بعد أن وافقت الـ”الجهات المختصة” على القرار . حمّل بعض المواطنين مسئولية ظهور المرض في ظفار إلى وزير الصحة ووزيري السياحة والطيران المدني لـ “استهتارهم بأرواح الناس” على حد تعبير أحد المواطنين الذي قال في تغريدة له: “ وزير الصحة ورئيس هيئة الطيران المدني ووزير السياحة هم من يتحملون أية إصابات قد تحدث لأي شخص في ظفار لاستهتارهم بأرواح الناس هنا في المحافظة وقرارهم بالسماح لسويرس بوصول الرحلات من إيطاليا أكبر بلد تفشى بها الوباء في أوروبا، الصحة والعافية لا تشترى ولا تقدر بثمن”.
اعتبر البعض أن استجابة الحكومة جاءت نتيجة “الضغط الشعبي” وأن المسؤولين ليسو “أهلًا للثقة” كما جاء في تغريدة أحد المواطنين الذي قال: “لولا ضغط الشعب والله ما كانوا اهتمو فينا أنتم لستم أهل للثقه يا مسؤولين أهم هدية لسلطاننا هي بطانة صالحة تعينه على أمر دينه ودنياه”.
الجدير بالذكر أن وزير الصحة العُماني أعلن عن وجود 2367 شخص ضمن الحجر الصحي، بعد أقل من 24 ساعة من انتشار الهاشاج السابق وهبوط ركاب الطائرتين محل الذكر في مطار صلالة، كما أعلن تأكيد إصابة 6 حالات بفيروس كورونا منهم حالتين تماثلتا للشفاء.