تُعد عُمان – وفقًا لمراقبين- من الدول التي تعد ظاهرة و جريمة التحرش فيها محدودة، لكن في الآونة الأخيرة ظهر هاشتاج #متحرشين_الموج على تويتر ليؤكد انتشار الظاهرة في منطقة الموج بمسقط، لتظهر تساؤلات عدة مثل: على من تقع مسؤولية التحرش؟ على المتحرش؟ أم على الفتاة “وأحيانًا الرجل” المُتحرَش به؟ هل المرأة حقًا حلوى مكشوفة والرجال كالنمل لا يستطيعون السيطرة على غرائزهم؟ أم أن للتربية والوازع الديني والأخلاقي دورًا هامًا في السيطرة على أفعال كلا الطرفين؟ وماهي عقوبة التحرش الجنسي بالنساء في عُمان؟ تساؤلات أجاب عليها رواد تويتر، كل من وجهة نظره، دون وجود ولو قاعدة واحدة لجميع الإجابات.
نُشرت تغريدة لأحد المواطنين بها صورتين إحداهما لحلوى مكشوفة تتجمع عليها الحشرات، وأخرى لحلوى مغطاة قائلًا في تغريدته: “لا تقولي : أرادت الأقدار إنكِ اخترتِ مسارك والحياة إختيار . #متحرشين_الموج“، لاقت التغريدة تفاعلًا واسعًا، وأكد البعض وجهة نظر المغرد بآيات قرآنيه، وأكد آخرون أن التحرش يشمل حتى المنتقبات ولا يفرّق بين “حلوى مغطاة أو مكشوفة” فالأمر يرجع في النهاية لتربية المرء وأخلاقه ووازعه الديني.
أصبح الهاشتاج من بين الهاشتاجات الأعلى تداولًا في السلطنة، ليشارك فيه إبراهيم الصوافي أحد العاملين في لجنة الفتوى الذي قال في تغريدة له: “إذا غابت مهابة الله ومراقبته والحياء منه وتوقيره سنرى #متحرشين_الموج وغير الموج، وسيكون الرجل وحشا يرضى لبنات الناس ما لا يرضاه لبناته وأخواته، وسنرى كذلك من تتعمد شد انتباه الشباب برفع صوتها أو بضحكات عالية أو بالتهاون في لباسها الشرعي. (مالكم لا ترجون لله وقارًا)”.
وافقه البعض وعارضه البعض الآخر في أن المسؤلية تقع على كلا الطرفين، إذ قال أحد المعارضين في تغريدة له على تويتر: “#متحرشين_الموج هذي حلاوه مكشوفه بس النمل طلع متربي. العيب ليس في المرأه بل فيمن لا يستطيع التحكم بغرائزه، وهي صفه يتميز بها الإنسان عن الحيوان، لذلك أي متحرش يعتبر خطر على المجتمع حاله من حال الكلب المسعور يجب وضعه في الحجر الطبي لحين شفاءه”.
اعتبر آخر أن تزين المرأة وعدم التزامها باللباس المحتشم ليسا سببًا للتحرش، وأن نفس المنطق يُمكن تطبيقه على السارق وشارب الخمر، إذ قال في تغريدته: “من يُبرّر التحرُّش لأنَّ الضحيّة مُتبرّجة مثلاً سيُبرّر السرقة لأنَّ الخزنة مفتوحة سيُبرّر الخمر لأنَّهُ مَرَّ بالبار كأنَّهُ يقول بأنَّ دينه و خُلقه لا يحكمانه ! #متحرشين_الموج“، وأضافت أخرى أن “الجريمة تظل جريمة ولا يوجد لها مبرر”، إذ قالت في تغريدة لها: “إذا بررت التحرش بِسبب ملابس النساء أو بِسبب الجهل أو بِعدم القُدرة على الزواج، عليك تبرير القتل أيضًا بسبب استفزاز القتيل، أو تَحليل السرقة إذا كان المسروق فاحش الثراء، لِذلك فَإن الجريمة تَظل جريمة ولا يُمكن أن تُبرر بأي وسيلة كانت #متحرشين_الموج“.
قال أحد الموافقين لأن المسؤولية تقع على كلا الطرفين أن “التحرش ظاهرة فردية” وإن وُجدت فهي “بموافقة الطرفين” إذ قال في تغريدته: “#متحرشين_الموج الموج مكان جميل وراقي جدا،وظاهرة ( التحرش ) لاتقتصر على مكان معين،فهي خطأ (فردي) لايتحمله مكان للتنزه والمتعة وأرى الآن أن هذه الظاهرة بدأت تندثر وإن وُجدت فهي بموافقة من الطرفين ، لأن أغلب الشباب لايتجرأ إلا مع من أظهرت رغبةً واستعدادا لذلك”.
أما عن العلاج فكان “العقاب الرادع” هو أحد ثلاث علاجات ذكرها الكاتب ورئيس جمعية الكتاب سابقًا، خميس العدوي، في تغريدة له إذ قال: “التحرش علاجه ثلاثة: – إيمان يعصم. – خُلق يربي. – قانون يردع. #متحرشين_الموج“.
الجدير بالذكر أنه لا توجد كلمة “تحرش” في قانون الجزاء العماني بالنسبة للمرأة، ولم تستخدم صراحةً إلا في قانون الطفل فقط، لكن استخدمت كلمة إهانة كرامة أو هتك عرض أو فعل فاضح، ونادرًا ما تشهد ساحات المحاكم العُمانية قضايا تحرش جنسي بالمرأة نظرًا لتقاليد الشعب العُماني المحافظة ولشعور المرأة بالخزي والعار إن رفعت قضية ضد من اتهمته بالتحرش.