وجّه المبتكر العماني سلطان العامري عبر مقطع نشره حساب مصنع نور مجان للسيارات نداءً للسلطان هيثم بن طارق مطالباً بدعم المبتكرين العمانيين، والوقوف إلى جانبهم من خلال كافة الوسائل الممكنة لإنجاح مشاريعهم وما يترتب عليها من نتائج فعالة على اقتصاد الوطن بدعم هذه المشاريع حيث قال في بداية النداء: “مولاي صاحب الجلالة، إن ما تفضّلت به جلالتكم بخطابكم السامي، قد أثلج صدورنا، حيث ذكرتم به دعم الابتكار الصناعي في عُمان، ولقد أثبتت الأيام الماضية العصيبة على أهل عمان، صحة ما كنت أناشد به وزراءنا الموقرين ومسؤولينا الأفاضل دون استجابة فاعلة على مدى 11 سنة الماضية بعد أن بدأت مصانع العالم تقفل أبوابها في وجه الطلبات الخارجية”. وقد أثار هذا النداء تفاعلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وموجة من الشكاوى التي تبرز غياب دعم المشاريع الوطنية الناجحة وكثرة العراقيل التي تواجهها من المسؤولين في البلد.
حيث علّق أحد المغردين قائلاً: “عندي ثلاث ملكيات فكرية لحزمة مشاريع تدر عشرات الملايين لو وجدت يد العون وتعويضي ولو للمصاريف التي استثمرتها لأهديتها للوطن ليتصرف بها كيفما يشاء”. وقال آخر: حان الوقت لاستثمار عقول المبدعين والمبتكرين في خدمة البلد من أبناء عمان، نرى بعض دول الخليج تجنس من يبتكر الإبداع والأفكار ليرفع اسمها عالياً إلا لدينا”. وعبّر آخر مشيراً إلى أهمية الأخذ بأيدي المبدعين حيث قال: “من أراد أن يواكب العالم فيما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة فلا بد من الأخذ بيد المبتكرين وتبني أفكارهم وتحويلها لمنتج يستفاد منه والدول تصرف المليارات للبحوث العلمية وأفكار شبابنا وبحوثهم جاهزة، فهل يوجد من يحول وقودهم إلى طاقة”.
وقال المبتكر سلطان العامري في الجزء الثاني من النداء: “مولاي صاحب الجلالة، إن ما تجود به الدول عالمياً من تكنولوجيا، هي ليست إلا فكر أبناءها، الذين وجدوا من يدعمهم، معلوماتياً ومادياً ومعنوياً وسهّل لهم طريق الإبداع فأبدعوا بتلك المنتجات وأناروا البشرية بفكرهم، ونحن لأفكارهم الصناعية مستهلكون”. وجاء هذا النداء إشارة غير صريحة إلى صعوبة نجاح المشاريع الإبداعية في هذا الوطن وكثرة العراقيل، وقد أشار إلى ذلك المبتكر في إحدى البرامج اليوتيوبية أنه لكي يحصل على تراخيص لتشغيل المشروع الخاص به فإنه احتاج إلى 20 ترخيص من 20 وزارة وكلفه ذلك 7 سنوات من عمره مع الكثير من العراقيل الأخرى التثبيطية من مسؤولين في الحكومة والتي أشار إليها في هذه الحلقة من البرنامج.
لكن، هل سيصل هذا النداء إلى السلطان هيثم بن طارق؟، وهل سيكون العهد الجديد عهداً زاخراً بالصناعات العمانية بدعم من الحكومة، أم سيبقى الوضع على ما كان عليه في السابق وكما هو شأن الخطابات الكثيرة التي لا وجود لها في أرض الواقع؟.