طال الحديث في الفترة الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مسألة ترتيب الأولويات وتقديم الأهم على المهم، وتخللت هذا الحديث مطالبات بجعل القطاع الصحي على رأس جميع الأولويات لأنه خط الدفاع الأول عند الأزمات التي تهدد صحة وحياة الإنسان، وكان انتشار هذا الوباء خير مثال يعزز صدق هذه المطالبات ويرسم علامات استفهام كثيرة حول ضعف الاهتمام بالقطاع الصحي، ومن ضمن هذه المشكلات قلة عدد المستشفيات والتي لم تعد كافية، ونقص في المعدات الطبية، ومشكلات في توظيف الأطباء حديثي التخرج ، وفي ظل هذه الازمة، تطفو أزمة جديدة تتعلق بالقطاع الصحي على السطح وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #استقطاع_راتب_الطبيب_العماني.
وفي سلسلة من التغريدات عدّد أحد الأطباء المراحل التي مر بها الطبيب العماني وإلى أي مدى أصبح يعاني بسبب التضييق على وضعه المادي، والإهمال الحكومي لهذا القطاع حيث قال: “قبل صدور اللائحة الطبية كان طبيب الإمتياز يحصل على ما يقارب ١٣٠٠ ريال شهرياً ثم مع صدور اللائحة تحولت إلى ١٠٠٠ ريال شهرياً ثم في عام ٢٠١٦ تحولت إلى ٧٥٠ مع تغيير مسمى الطبيب إلى متدرب وعدم منحه رقم وظيفي وهذا مخالف للمرسوم السلطاني بلا شك”، وأضاف يؤكد اقتطاع رواتب الأطباء من دون إشعار مسبق قائلاً: “اليوم تم إيقاف العلاوة الدورية لهذه الفئة من الأطباء بدون إشعار مسبق أو تبرير على ذلك وهم في خط الدفاع الأول وكون الطبيب مواطن عماني قبل كل شيء فمن حقه الحصول على بيان يوضح فيه ما حدث”، وختم سلسلة تغريداته بتأكيده على دور القطاع الصحي الكبير وما يجب أن يحظى به من الحكومة : “نحن ندرك يقيناً بأن كل ما يحدث أسبابه مشاكل اقتصادية ولكن على الجهات المعنية إعادة ترتيب أوراقها وإعادة النظر من جديد فهؤلاء هم خط الدفاع الأول فلا يجوز هذا التناقض في الإعلام وفي أرض الواقع هم أول المتضررين”.
وواصل المواطنون تأييدهم لمطالبات الأطباء حول اقتطاع رواتبهم، وتساهل الدولة في مسألة توظيف الأطباء الذين تخرجوا في السنوات الأربع الماضية حيث قال مغرّد: “أضم صوتي لصوت إخواني الأطباء من الدفعات الأربع الأخيرة، لم يتم توظيف أغلبهم إلى الآن و الطريق مجهول أمامهم، وهذه السنوات غير محسوبة في الخدمة (لا شيء رسمي يوثق حقهم في الخدمة لأنهم موظفين بعقد مؤقت). يكفي ظلماً لهؤلاء الأبطال فهم من سيحل مكانناً لاحقا”، وقال آخر: “في الوقت الذي يطالب فيه أطباء الامتياز بحق التوظيف الذي كفله النظام والقانون، وكذلك الأطباء المقيمون في مختلف التخصصات الطبية، تم اقتطاع العلاوة من العلاوة!”، وعبّر مغرد آخر حول المعاناة التي يعانيها الطبيب في هذه الفترة الحرجة التي تتطلب وجوده في الصف الأمامي، قائلاً: “إنه لمن المحزن أن يكون أول المتأثرين والمتضررين في هذه الأزمة هم فئة من الأطباء العمانيين الذي يقف بعضهم في خط الدفاع الأول في مواجهة وباء كوفيد١٩ فيكافؤون بـاستقطاع راتب الطبيب العماني دون سابق إنذار وهم الذين كانوا ولا يزالون يبحثون عن أمل لـ توظيف الأطباء العمانيين”.
وتستمر مطالبات العمانيين حول النظر في هذه المسألة الحرجة التي تضر بالأطباء العمانيين بعد الجهود الجبارة التي يبذلونها في سبيل محاربة هذا الوباء فليس من العدل أن تعاني هذه الفئة من العمل لساعات طويلة بعيداً عن الأهل لتأتي الحكومة وتجازيهم باقتطاع رواتبهم ويوضعون بين مسؤوليتهم العظيمة في هذه الأزمة، والتفكير في حقوقهم التي يحرمون منها.