“لم أعد أتحرج من الحديث عن مخيلتي الجنسية” سمية، شابة عربية مطلقة، “الأمر كذلك هو بالنسبة لموضوع اختياري ممارسة الجنس وفق العلاقة التي أراها”، سمية كفتاةٍ مطلقة خاضت تجربة علاقةٍ سامة كان قرارها الوحيد فيها هو أن تجد نفسها مع رجلٍ غريبٍ سيمارس معها الجنس هاتكاً عذريتها في ما يسمى بليلة الدخلة.
بعد خمسة أعوامٍ من الزواج تتحدث مع “مواطن” حول تجربتها للحياة الزوجية واصفةً إياها بالمؤسسة الفاشلة وفق تكوين الأسرة العربية ” لم أعد أتقبل فكرة بناء أسرة مع شخصٍ وأنا لا أملك خبراتٍ سابقة مع أشخاصٍ أخرين” فالأمر ليس لها فقط كأنثى وإنما هو أيضاً للذكر، حيث ترى بعد تجربتها أن العلاقة يجب أن تقوم على خبراتٍ تراكمية من تجارب علاقاتٍ سابقة، وخصوصاً الجانب الجنسي منها مضيفةً ” لن أقبل أن أكون جنساً أخر أدنى من الذكر، للحد الذي يقمعني حتى من البوح برغبتي الجنسية مع شريكي”
يقين، طالبةٌ جامعيةٌ يمينة، ترى أن التسلط الذكوري راجعٌ لوعي المرأة وهماً بدنيوتيها، والتي يساهم المجتمع الذكوري في تشكيلها ضمن وعي المرأة العربية بذاتها، حيث تتحدث عن تجربتها الشخصية في صفحتها على فيسبوك ” سمعت في طفولتي فتوىً لأحد رجال الدين مستشهداً بأحاديث للنبي تقول أن بول الأنثى الرضيعة نجس على عكس بول الرضيع الذكر، الأمر ترك أثره علي وأحسست حينها بظلمٍ كبيرٍ لم أعرف فيه كيف وعلى من اعترض؟” تبادر ليقين أن الأمر يعني أن هنالك اختلافاً تكوينياً يمنح الذكر أفضلية الطهارة بالتكوين على العكس منها كأنثى تؤدي دوراً اجتماعياً ثانوياً، إلى أن سألت إحدى قريباتها التي كانت طبيبة حول اختلاف بول الذكر والأنثى، والتي أكدت لها بدورها أنه لا فرق” عرفت حينها أنها خرافةٌ أخرى لسلب المرأة قيمتها الإنسانية” تختم حديثها عن ذلك بهذا التعبير.
” ليست العاهرة وحدها من تمتلك رغبةً جنسية وفق ما يظن الذكر العربي” تتحدث سمية حول تجربتها “العلاقة الجنسية ليست إشباعاً لرغبة طرف، بل هي حاجة جسدية لطرفي العلاقة والإثنان يستمتعان بها، وهذا ما قد لا أستطيع أن أعيشه مع رجلٍ يرى أن الشرف مرتبطٌ بتحفظي كشريكٍ جنسي عن البوح برغباتي، وأن حديثي عن رغبتي الجنسية يصنفني كعاهرة، و لن أنكر أن حياتي الجنسية كانت سببأ مشاركاً في طلاقي”
تشمئز غاضبةً وهي تصف، سمية، في حديثها هذا ارتباط معاني قيمية في العقلية الجمعية، كالعفة والشرف، بمدى تحفظ المرأة وانعدام رغبتها الجنسية لكي تستطيع نيل هذه الصفات الأخلاقية في وعي مجتمعها العربي الذكوري، على العكس منه كخصلةٍ حسنةٍ تمتدح عند الذكر للتعبير عن صفاتٍ سياديةٍ بنظرهم كالفحولة والرجولة.
دارين حليمة، ناشطة نسوية سورية لاجئة في أوروبا، في مقالاتٍ ومحاضرات لها على مواقع التواصل الإجتماعي، ترى أن قمع الحرية الجنسية للمرأة مرتبطٌ برغبة المجتمع الذكوري في إبقاء المرأة تحت سلطوية الذكر، في سلوكٍ يلغي شخصية المرأة ويسلب ثقتها بنفسها، محتفظاً بها ضمن القالب النمطي لدورها الإجتماعي الذي يضعه المجتمع التقليدي ويستميت في المحافظة عليه.
ظل الدور الجنسي للمرأة في عملية التكاثر يشكل لغزاً بالنسبة للذكر، ولذا فقد ربط بين كينونتها و كينونة الأرض مجتمع ما بعد اكتشاف الزراعة كما يرى انجلز، إلا أن رائدة الحركة النسوية الوجودية ترى بأن ربط الذكر للدور الجنسي للمرأة بدور الأرض في الزراعة عائدٌ لجهل الذكر بطبيعتها ودورها المحوري في العملية الجنسية ودورها في التكاثر بنفس جهله بدور الأرض في عملية الزراعة.
نساءٌ لا يخفن البوح عن رغباتهن، رافضاتٍ لتلك العلاقات التي تشبع غرور الرجل ( الذكوري ) برؤيتها تؤدي فقط دوراً سلبياً في العلاقة الجنسية ، ولا يقبلن أن يكون مهبلهن أداة قياس شرف المجتمع.