في الساعة الخامسة والنصف من يوم الجمعة بتوقيت طهران، تداولت وكالات الأنباء الإيرانية خبر اغتيال مهندس البرنامج النووي الإيراني البروفيسور فخريزاده في منطقة أبسرد خارج العاصمة طهران.
عملية الإغتيال سبقها تفجير سيارةٍ مفخخةٍ في طريق العالم النووي فخريزاده وتبعها اشتباك مسلح بين حراسة فخريزاده والمهاجمين أسفرت عن مقتل ثلاثةٍ من المهاجمين وأفراداً من الحراسة الشخصية وستةً من المارة.
الأمن الإيراني أعلن القبض على أحد المهاجمين حياً، فيما أعلن في وقتٍ متأخر من العملية وزير الداخلية الإيراني اقترابهم من اكتشاف خيوط الجريمة.
الهجوم يأتي في سياق توقع ضربةٍ أمريكية أعلنت عنها وسائل إعلام أمريكية سابقاً برغبة الرئيس الأمريكي توجيه ضربةٍ لإيران قبل خروجه من البيت الأبيض في العشرين من يناير كانون الثاني المقبل.
وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أشار لوجود أيادٍ إسرائيلية خلف الهجوم الذي أسفر عن وفاة رئيس مؤسسة البحوث في وزارة الدفاع الإيرانية بعد ساعاتٍ من نقله للمستشفى عقب الهجوم.
واشنطن لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم كما في سابقته الذي استهدف الجنرال سليماني مطلع العام الحالي، إلا أن الرئيس ترامب أعاد تغريد تغريدةٍ للصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان الذي أورد فيها خبر اغتيال محسن فخري زاده واصفاً إياه بالمطلوب للموساد الإسرائيلي لسنين عديدة.
قال يوسي ميلمان في تغريدته تلك ” وفقاً لتقارير إيرانية، لقد اغتيل محسن فخريزاده في دمافند شرق طهران، حيث كان – يقصد فخريزاده- رئيس البرنامج العسكري السري لإيران، ومطلوباً للموساد على مدى سنين. وفاته تمثل ضربةً نفسيةً ومهنية كبيرة لطهران”
صحيفة وول ستريت أعلنت أن الحصول على معلوماته كان بالتتنصت على رسائله الإلكترونية من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف، وصف العمل بالجبان، متهماً إسرائيل بالوقوف خلفه حيث قال ” هذا العمل الجبان الذي يحمل علاماتٍ واضحة على تورطٍ إسرائيلي يظهر العدوانية اليائسة للفاعلين”
وأضاف ظريف ” مطلوب من الدول الأوروبية وضع حدٍ لسياسة المعايير المزدوجة واستنكار هذه الجريمة التي تعتبر إرهاب دولة”
الجدير ذكره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سبق وأعلن عن إنجازاته هذا الأسبوع مشيراً إلى أنه لن يتحدث أكثر وإنما على الجميع أن ينتظر.
عملية الإغتيال أعقبتها ردود فعلٍ واسعة على المستوى الدبلوماسي والعسكري في إيران، حيث توعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري بانتقامٍ قاسٍ سيكون في انتظار الجماعات الإرهابية وقياداتها المسؤولة عن هذا الإغتيال حسب وصفه، دون توجيه اتهاماتٍ مباشرة.
هذا ويشتبه وجود يدٍ لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في الخارج، حيث سبق وعرضت المنظمة ملعوماتٍ حول دور العالم الإيراني فخريزاده في البرنامج العسكري لوزارة الدفاع.
وعلى صعيد الرد ما تزال التكهنات حول تعاطي طهران مع العملية مبكرةً، إلا أن الكثير من المراقبين يرجحون قيام طهران بعملية ردٍ انتقامية تستهدف مصالح إسرائيل.
العملية اعتبرها البعض خطوةٌ استفزازية عقب هجماتٍ إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لحلفاء طهران في سوريا الأسبوع الماضي دون ردٍ من الجانب الإيراني حتى اللحظة في محاولة لإجهاض أي فرصةٍ أمام الإدارة الأمريكية القادمة للوصول لأرضيةٍ مشتركة مع طهران في ملفات المنطقة إذا ما تورطت في صراعٍ مباشر مع واشنطن.
الأمم المتحدة من جهتها طالبت بتجنب أي إجراءات تؤدي إلى التصعيد في المنطقة، ودعت في بيانٍ لها اليوم التالي للإغتيال لضبط النفس، فيما صرح دبلوماسيٌ إيرانيٌ سابق بعرض مجلس الأمن القومي الإيراني مجموعة خياراتٍ للرد في اجتماعه السبت 28 نوفمبر تشرين الثاني.