في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني أُعلنت النتائج الأولية لـ انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية بفوز المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي جو بايدن على المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب، لكن من قبل إعلان نتائج الانتخابات والرئيس دونالد ترامب يشكك في نتائجها، وبعد إعلانها تتابعت الأحداث بشكل درامي مع رفض ترامب القبول بنتائجها في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، كما دعا أنصاره للاحتشاد في مظاهرة بعنوان “أوقفوا السرقة” للضغط على الكونغرس لعدم إقرار نتائج الانتخابات الرئاسية.
التظاهرة التي تحولت إلى حديث العالم بعد اقتحام أنصار الرئيس لمقر المجلس التشريعي لحكومة الولايات المتحدة “الكابيتول” ونتج عن ذلك تأخر تصديق نواب الكونغرس على نتائج الانتخابات لعدة ساعات، واندلاع مواجهة بين أنصاره والشرطة توفيت على إثرها سيدة وثلاثة أشخاص آخرون في محيط المبنى، لكن الشرطة لم تذكر ما إذا كانت هذه الوفيات مرتبطة بأعمال العنف، على الجانب الآخر انتقل الصراع لمنصات التواصل الاجتماعي، مما دفع موقعي فيسبوك وتويتر لحذف بعض تدوينات ترامب، قبل أن يقوموا بتعطيل حسابه.
كل هذه الأحداث والتداعيات المتسارعة في خلال الأسابيع الماضية وضعت المجتمع الأمريكي والعالم ككل في مأزق وتحدٍّ جديد يواجه منظومة الديمقراطية الأمريكية بكل ما تحمله من بريق وهشاشة، فالمنظومة التي طالما صورها الإعلام الأمريكي والغربي باعتبارها الصورة المثالية لإدارة الحياة السياسية والمجتمعية من خلال الاختيار “الحر” للناخبين، تنطلق من ثلاث فرضيات أساسية؛ وهي:
- وجود ناخب واعٍ وقادر على الاختيار الحر.
- وجود منظومة تحمي هذا الاختيار وتضمن عدم تزوير إرادتهم.
- قبول الطرف الخاسر وناخبيه بقواعد اللعبة.
أزمة عالمية
مع أزمة ترامب وتبعاتها طرحت مجموعة من التساؤلات القديمة والجديدة في آن حول المنظومة الديمقراطية وفلسفتها وآليات عملها، بدءا من حق الانتخاب وأهلية الناخبين مع استدعاء لنماذج فاشية أتت بها صناديق الاقتراع وأسهمت في تدمير أوروبا والعالم بين الحربين العظميين مثل هتلر وموسوليني وغيرهم، وإلى أي مدى يمكن أن تتكرر هذه المآسي من جديد، مرورًا بالمنظومة الاجتماعية والأمنية والقضائية التي من المفترض أن تحمي النظام الديمقراطي من توغل الأفراد أو السلطة والتي نجحت بالفعل في تجاوز أزمة ترامب وإجباره على تسليم السلطة، لكن في سياق من التخبط والارتباك يثير شكوكًا حول مدى قدرتها أن تكرر ذلك مرة أخرى في ظل نمو خطاب شعبوي متطرف في المجتمعات الغربية، وصولًا إلى تعطيل حساب الرئيس ترامب على حسابات موقعي التواصل الاجتماعي الأشهر عالميًا فيسبوك وتويتر، معتبرين أن مواقفه و تدويناته تحرض على العنف وتدعو إلى الانقلاب على الديمقراطية.
في هذا الصدد أعربت معظم حكومات العالم عن رفضها لسياسات ومواقف ترامب وأنصاره، وأبدت كافة الحكومات الديمقراطية قلقها من تحول الخطاب الشعبوي إلى ممارسات فعلية قد تقوّض التجربة الديمقراطية الأقدم في العالم الحديث، بينما فيما يخص قرار منصات التواصل الاجتماعي بتعليق حساب الرئيس ترامب فقد اختلفت ردود الفعل، فبينما لم تعلق معظم الحكومات سواء سلبًا أو إيجابًا، اعترضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكتبت على حسابها على موقع تويتر “المشرعون هم من يملكون إقرار القواعد الخاصة بحرية الرأي والتعبير وليست شركات التكنولوجيا”، وأعرب كليمنت بون وزير الدولة للشؤون الفرنسية عن “صدمته لرؤية شركة تتخذ مثل هذا القرار، ووصفها وزير المالية برونو لومير بأنها إحدى التهديدات للديمقراطية.
ويبدو أن تداعيات هزيمة ترامب لن تقف عند حدود ما حدث، فالحكومة الأمريكية تستعد لسيناريوهات كارثية قد تحدث بالتزامن مع تنصيب جو بادين يوم 20 يناير الحالي، متمثلة في عنف مسلح يقوده أنصار ترامب اليمينيين المتطرفين في محاولة للانقلاب على نتائج الانتخابات وفرض رؤيتهم الشعوبية كبديل عن صندوق الانتخابات المشككين فيه، في محاولة لفهم ما حدث، وتوقع ما يحدث، والتعرف على الواقع الأمريكي عن قرب، تستطلع “مواطن” آراء مجموعة من المثقفين والأكاديميين العرب سواء من المقيمين في الولايات المتحدة، أو المتابعين للشأن الأمريكي الداخلي وتأثيره في العالم الخارجي بوصفها القوة العظمى في العالم بلا منافس حاليا، وبالتالي ما يحدث فيها يؤثر على باقي دول العالم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
انتخابات استثنائية
في ظل ظروف استثنائية تعيشها الولايات المتحدة والعالم من تفشي فيروس كورونا بصورة مفزعة في الداخل الأمريكي بحجم إصابات ووفيات هو الأعلى في العالم بعدد إصابات تجاوزت 23 مليون ووفيات تقترب من 400 ألف، والأعداد مرشحة للزيادة، كذلك في ظل حالة من التخبط والأزمات المتلاحقة التي تواجه الولايات المتحدة داخليًا وخارجيًا، أجريت الانتخابات الأمريكية الأخيرة في ظل حالة من الاحتقان والضغوط القابلة للانفجار في أي وقت.
عن تداعيات هذه الأزمات والتحديات الاستثنائية أو لهيكلية في المنظومة الديمقراطية الأمريكية يرى د. جاسم حسين، الباحث والاقتصادي البحريني، أن الرئيس ترامب ارتكب خطأ تاريخيا برفض وتحدي نتائج الانتخابات في أهم بلد ديمقراطي في العالم؛ ثم توج أخطاء إدارته بتشجيع الاعتداء على أهم مؤسسة ديمقراطية في أمريكا؛ ولكن انتصرت الديمقراطية الأمريكية عبر انعقاد جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية وبالتالي تحدي نزعات الرئيس.
ويضيف: “قيام منصات التواصل الاجتماعي بحجب حسابات ترامب تجاوز جسيم ومقابلة الخطأ بخطأ من المنصات واعتداء على حرية التعبير” موضحًا أنه رغم كل هذه الأحداث إلا أن العالم سوف يكيف نفسه سريعا مع الإدارة الجديدة في أمريكا بالنظر للأهمية النسبية لأمريكا كونها صاحبة أقوى قوة عسكرية واقتصادية وعلمية وثقافية بلا منازع.
في هذا الصدد توضح د. بسمة عبد العزيز، الكاتبة والباحثة في مجال علم النفس الاجتماعي والسياسي، “أن رفض ترامب لنتيجة الانتخابات كان متوقعًا، أداؤه خلال فترة رئاسته لم يكن أبدًا ملتزمًا بالتقاليد المتعارف عليها ولا أبدى من موقعه اهتمامًا بالمبادئ التي قام عليها المجتمع الأمريكي، ولا اكترث للانتقادات التي وجهت إليه على مستويات متعددة، وقد أفصح مرارًا عن عنصريته وهاجم منتقديه خارجًا عن حدود اللياقة، كما تعامل مع القنوات الإعلامية بضراوة وعدوانية غير مسبوقة”.
وتضيف:”الحقيقة أن دونالد ترامب هدم قواعد ليس من السهل استعادتها ببساطة وكأن شيئًا لم يكن، وأظن أن الهزة التي أحدثها في الولايات المتحدة وسائر الدول الأوروبية ستستمر آثارها وتداعياتها في حاضرنا وفي المستقبل أيضًا، لقد أطلق نزعات كامنة من معاقلها ولا أعتقد أن له حاليًا كامل السيطرة عليها. ازدهرت الحركات المتعصبة وصار لها حضور واضح في بلدان كثيرة، وما قام به الرئيس الأمريكي قد أذكاها ودعمها وشجعها على طلب المزيد من المكتسبات.
وتكمل:”على كل حال أصبح ترامب أول رئيس أمريكي يوجه له الاتهام مرتين وتلك سابقة في التاريخ، والدور الذي لعبته المؤسسات الأمريكية للوصول إلى هذه المرحلة يثير الإعجاب بغض النظر عن الخلافات، ولا شك أن المشهد السياسي في هذه اللحظة يدفع المتابع للتفكير العقلاني في قوة المجتمع وقدرته على تبديل الواقع من خلال تحرك منظم وفاعل، لا يقف عند المقارعات الكلامية الجوفاء ولا ينتحل الأعذار”.
الشعبوية الأمريكية
يقول د.أحمد عبد ربه، الباحث الزائر ومدرس العلوم السياسية المقارنة بجامعة دنفر في الولايات المتحدة، “موقف ترامب من رفض نتائج الانتخابات، واستدعاء ناخبيه وأنصاره في محاولة للانقلاب على الديمقراطية ومنع إقرار الكونغرس لفوز منافسه جو بايدن، هو واحد من أبرز ملامح ما نسميه في علم السياسية الفكر الشعبوي، وهو تيار متنامٍ للأسف في السنوات الماضية في كثير من دول العالم من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وآسيا وأفريقيا”.
مشيرا إلى أنه رغم كل محاولات ترامب وأنصاره للانقلاب على الديمقراطية، استطاع جو بايدن أخذ موافقة الكونجرس وتسليم السلطة أصبح مسألة وقت، ويضيف:”تمثلات الفكر الشعبوي ظهرت بوضوح في حالة ترامب من خلال استخدامه لآليات الديمقراطية والانتخابات للوصول للسلطة، وبعد ذلك الانقلاب عليها بحشد أنصاره ومحاولة فرض واقع جديد ليحتكم لصندوق الانتخابات وثم لخطاب فاشي وعنصري”.
ويكمل: “الديموقراطية عمومًا مش نظام مثالي، والديمقراطية الأمريكية خصوصًا نظام يعاني من أزمات كثيرة، وفي الأربع سنوات الماضية ظهر الوجه القبيح لقطاع معتبر من المواطنين والسياسيين الأمريكيين لم يكن العالم يعرف عنه شيئًا، لكن يعرفه جيدًا من عاش في أمريكا؛ فالواقع مختلف تماما عن النسخة الهوليوودية من أمريكا التي نشاهدها في الأفلام، ورغم كل هذه التحديات والأزمات مازال في المجتمع قوى ديمقراطية كبيرة ومؤسسات قادرة تسمح للناس إنها تعبر وتختار بحرية، ويكون عندها حد أدنى من التمثيل والرقابة وإنفاذ القانون”.
ويستطرد: “الديمقراطية رغم كل عيوبها بوضوح مازالت أكثر كرامة وإنسانية ونفعية للشعوب من السلطوية وحكم الرجل الواحد أو الحزب الواحد الذي يخدم مصالح فئات محددة من النخب ويتجاهل حقوق الشعوب وكرامتها ومصالحها، لذلك فمحاولة بعض الأنظمة الديكتاتورية تصوير اقتحام مبنى الكابيتول وغيرها من أزمات كدليل على فشل الديمقراطية شيء يدعو للسخرية، فمن يريد أن يحكم على دولة كاملة عبارة عن قارة فيها (50) ولاية من الضروري أن يحكم على الصورة كاملة وعلى النتيجة النهائية وليس انتزاعًا لقطعة من سياقها واستخدمها في تبرير مواقف وإنجازات شخصية، وهذه واحدة من أكثر شكل المغالطات المنطقية شيوعًا التي تستخدم في محاولة لتضليل الرأي العام”.
وحول رؤيته المستقبلية يشير “عبد ربه” إلى أن النظام الأمريكي لن يعاني على مستوى مؤسساته الديمقراطية وانحيازها ومواقفها، وسياسات جو بادين سوف تعمل على عودة الأمور التي أصابها بعض التدهور إلى سياقها المعتاد من احترام للتقاليد والأعراف والمؤسسات واستقلالها، لكن على المستوى الشعبي فهناك انقسام كبير وأزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية معرضة للانفجار في أي وقت وهذا هو التحدي الكبير الذي سيواجه بايدن وفريقه الرئيسي وحكومته”.
موضحًا أنه رغم كل حدث في الفترة الماضية من اضطرابات إلا أنها لم تخلُ من النتائج الإيجابية من أبرزها أولًا إدراك قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري حجم الأزمة التي يعانين منها بسبب عدم وجود قيادات ووجوه وأفكار جديدة داخل الحزبين، وثانيًا اختبار وانتصار التجربة الديمقراطية الأمريكية ففي النهاية ترامب شاء أو أبي سيقوم بتسليم السلطة يوم 20 يناير للرئيس الجديد جو بادين، وثالثًا كانت هذه الأحداث بمثابة إنذار قوي لمدى خطورة الفكر الشعبوي على الأنظمة الديمقراطية”.
عالم مجهول
يشير الباحث المتخصص في الدراسات الإسلامية، جمال عمر، مؤلف كتاب “أنا نصر أبو زيد” وكتاب “مقدمة في توتر القرآن” والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عشرين عاما إلى أن أمريكا تشهد منذ نهايات السبعينات عملية انتقال من مجتمع واقتصاد يقوم على الصناعة، إلى مجتمع واقتصاد ما بعد الصناعة. وهو عالم مجهول كلنا نحاول أن نستشرفه ونبني تصورات عنه؛ فهناك من يستطيعون أن يواكبوا هذا التغير السريع، ويكونوا في مقدمته. وهناك من يخافون من هذا المجهول ومن هذا التغير السريع، فيحاولون تثبيت العالم الذي يعرفونه ويؤلفونه في مواجهة التغير.
موضحًا أن هذا التغير جعل تجمعات كبيرة من الأمريكيين، مثل الرجل الأبيض ذي التعليم المتوسط، وحصل بها على عمل في مصنع سيارات في الستينات والسبعينات، وكان يقدر أن يعيش حياة كريمة، الآن بعد أن تم نقل المصنع إلى المكسيك في التسعينات، ثم من المكسيك إلى الصين مع الألفية، وعلى هذا الإنسان أن يعيد إنتاج نفسه مرة أخرى، لوظائف وأعمال هي ذاتها تتغير كل عدة سنوات الآن؛ بعبارة أخرى: عليك أن تعيد إنتاج نفسك وتخصصك المهني الآن كل خمس سنين أو أقل.
فدونالد ترامب، قال لهذا الإنسان الغاضب: سبب مشاكلك، هو هذا المهاجر الآتي من أمريكا الجنوبية، لنشر الجريمة وأخذ عملك، وهؤلاء المسلمون الإرهابيون، والأفارقة الـ… وهؤلاء الأوروبيون الذين يستغلون أمريكا ماليا، والصين….الخ. وعلينا أن نضع أمريكا أولا، وسوف أستعيد كل هذه المصانع التي رحلت، وأستعيد لك العالم الذي تعرفه وسوف أبني حائطًا بينك وبينه تدفع تكلفته المكسيك. وأجعل الصين تدفع الثمن. لو أعطتني صوتك ليتزعم بليونير ثورة خوف وقلق فقراء بيض ضد النظام، وساعد على ذلك وجود وسائل التواصل الجديدة مثل تويتر وفيسبوك…إلخ فبدونها ما كان لظاهرة ترامب أن تتكون.
ويضيف: “من ضمن سياسات الحزب الجمهوري الدائمة سياسة قصقصة ريش الحكومة الفيدرالية، ودورها الرقابي في الاقتصاد وفي السياسات الاجتماعية. ويفعل الجمهوريون ذلك عبر تخفيض الضرائب، فلا تكون هناك أموال تنفق منها الحكومة الفيدرالية ويكون تركيز الإنفاق على الجيش والأمن؛ فلما جاء خطر كرونا؛ وهو الخطر الذي احتاج إلى تعاون دولي -التعاون الذي ظل ترامب يقطع أوصاله خلال ثلاث سنوات، واحتاجت كورونا لدور فاعل للحكومة الفيدرالية في تنسيق الجهود داخل الولايات المتحدة- استمر في إلغاء برامجها وقواعد تدخلها في الحياة، فبان عجز أمريكا على قيادة العالم في مواجهة كورونا، وعجز الحكومة الفيدرالية عن الفاعلية في الداخل. فحتى مع الوصول إلى مصل، عجزت الإدارة وعجزت الأجهزة عن تطعيم الأفراد.
ويستطرد: “بعد فوز بايدن في الانتخابات، كنا سنظل شهرين ونصف لا حديث لنا سوى عن كورونا وانتشارها، وعدد الموتى، وعن عجز إدارة ترامب والجمهوريين عن المواجهة. فكانت مسألة تزوير الانتخابات هي الـ”SHOW” والسيرك لكي يكون هناك موضوع آخر على شاشات الأخبار يقتسم الاهتمام مع كورونا ويشغل الرأي العام فترامب طوال الوقت في SHOW/فُرجة. إشكال وسائل التواصل التي هو جزء من العالم الجديد الذي نحاول أن نتصوره، فهل فيسبوك وتويتر هي وسائل إعلامية، تخضع لما تخضع له وسائل الإعلام، أم هي مجرد أنابيب توصيل، زي كابل تليفون شركة التليفونات، وغير مسؤولة عن المحتوى الذي يمر من خلالها؟”
ويكمل متسائلًا: “هل هي فضاء عام تخضع لنصوص الدستور عن حرية الرأي والتعبير أم هي مجرد شركات خاصة لا تخضع لذلك؟ وهل إغلاق حسابات ترامب هي اعتداء على حرية التعبير؟ نص الدستور الأمريكي كانت موجة لتدخل السلطة في مصادرة حرية التعبير في المجال العام، فهل مجلس إدارة تويتر أو فيسبوك هو السلطة الحكومية أو ساحاتها هي فضاء عام وتخاطبها مادة حرية التعبير في الدستور؟ فهذه كلها من أسئلة العالم الجديد الذي نحاول أن نفهمه ونتعامل معه.”