في سلسلة الحديث عن حريات الصحافة والنشر وموقعها في العالم العربي، تستمر “مواطن” بالتزامن مع إصدار العدد الخمسين من مجلة مواطن في نقل رؤى و آراء الكتاب والأدباء في العالم العربي للحديث أكثر حول هذا الموضوع والعوائق التي تواجه الحركة الأدبية والثقافية في البلدان العربية.
الكاتب والروائي الكردي السوري جان دوست، يتحدث لـ”مواطن” حول تجربته في الكتابة والنشر ككاتبٍ كرديٍ في العالم العربي ورؤيته لواقع حريات الصحافة والنشر العربية.
سلطة رجال الدين الذين يراقبون أقوال الناس وأعمالهم ويعتبرون أنفسهم ممثلين للرب وناطقين باسمه.- بعض دور النشر تعاملت معي باحترافية ممتازة منها مشروع كلمة التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة، وكذلك دار الساقي ومسكلياني بدرجة أقل.
- كل أعمالي وكتبي التي صدرت أثناء تواجدي في سوريا قبل العام 2000 صدرت بشكل غير قانوني تفادياً لسلطة الرقيب.
- كان كل ما كان يكتب بالكردية، أو ما كان موضوعه كردياً بأي لغة، ممنوعاً ويتوقع مصادرته في أي لحظة.
- تخضع دور النشر للسلطات ورغبات الشارع لكي تستمر، إذ لولا ذلك فلن تستطيع كمؤسسات ربحية أن تعيش.
من وجهة نظرك، ما أهم الأسباب التي تعيق الكاتب في العالم العربي من التعبير بحرية ومناقشة أفكار جديدة وخارجة عن المألوف في أعماله؟
في الدرجة الأولى الأنظمة المستبدة هي العائق الأول، ثم يأتي المجتمع المحافظ والمنغلق على نفسه الرافض لكل تجديد، سلطة رجال الدين الذين يراقبون أقوال الناس وأعمالهم ويعتبرون أنفسهم ممثلين للرب وناطقين باسمه.
كيف يمكنك وصف تجربتك في النشر في العالم العربي؟
لتجربتي في النشر في العالم العربي أوجه عدة مختلفة؛ هناك وجه مشرق وآخر قاتم. بعض دور النشر تعاملت معي باحترافية ممتازة منها مشروع كلمة التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة، وكذلك دار الساقي ومسكلياني بدرجة أقل. لكن بعضها تعامل بشكل لا يمت إلى النشر بصلة. على العموم أنا سعيد بالنشر في البلاد العربية وأعتبر نفسي محظوظاً أكثر من كثير من الكتاب.
هل سبق وواجهتك صعوبات أو عقبات قانونية ككاتبٍ كردي في نشر أعمالك؟
نعم بالطبع. كل أعمالي وكتبي التي صدرت أثناء وجودي في سوريا قبل العام 2000 صدرت بشكل غير قانوني تفادياً لسلطة الرقيب. كان كل ما كان يكتب بالكردية، أو ما كان موضوعه كردياً بأي لغة، ممنوعاً ويتوقع مصادرته في أي لحظة. شخصياً كنت أطبع كتبي بشكل سري في مطابع دمشق مقابل مبالغ كبيرة وعن طريق السماسرة. وكان لزاماً علينا أن نضع على الكتاب المطبوع في دمشق أنه طبعة بيروت تلافياً للملاحقة والتحقيقات الكثيرة.
ما تقييمك لحريات الصحافة والنشر في العالم العربي؟
صفر.
ما تقييمك لمدى استقلالية ومهنية دور النشر في العالم العربي؟ ولماذا ترضخ بعض المؤسسات لضغوط الحكومات والسلطات ورغبات الشارع؟
نادرة جداً بل شبه معدومة دور النشر التي تنزع إلى الاستقلالية. أما المهنية فدور النشر قطعت شوطاً في هذا المجال لكن السيئ في الموضوع هو عدم الشفافية. ونقطة أخرى يمكن أن أضيفها هي سوء التوزيع؛ دار نشر تطبع 2000 نسخة من رواية وتريد أن تغطي بها حاجة كل الدولة العربية، أي بحدود مئة كتاب لكل دولة. وهذا هو السبب في انتشار الكتاب المزور والمقرصن إلكترونياً، تخضع دور النشر للسلطات ورغبات الشارع لكي تستمر؛ إذ لولا ذلك فلن تستطيع كمؤسسات ربحية أن تعيش.
بالنسبة لحركة الترجمة، تعتبر بطيئةً ورديئة في العالم العربي، من وجهة نظرك ما أهم الأسباب التي تقف في طريق حركة الترجمة؟
غياب الدعم المادي أولاً، وثقافة الاستهلاك ثانياً. بطبيعة الحال هناك مؤسسات رائدة في مجال الترجمة وتدعم المترجمين بشكل يوفر عيشاً كريماً لكن سيطرة المافيات الثقافية على بعض هذه المؤسسات يحول دون وصول المترجمين إلى العمل معها. الكتاب المترجم، خاصة الرواية، هو الأكثر حظاً في القراءة ويتقدم على الكتاب المكتوب بالعربية أساساً على مبدأ الانبهار بكل ما هو قادم من الخارج. وهكذا نجد للأسف روايات عديمة القيمة تترجم وتنتشر لا لشيء إلا لأنها لكتاب أجانب.