يُعَد أنطون تشيخوف إمبراطور القصة القصيرة في العالم، وأفضل من كتب القصة القصيرة على وجه الأرض، على الرغم من قِصَر عمره الأدبي (٢٤ عاماً) من أصل ٤٤ سنة قد عاشها أنطوشا (تدليل أنطون)؛ فقد وُلِد الأديب الروسي أنطون بافلافيتش تشيخوف عام 1860 في تاجانروج وتُوفي عام 1904، وكان طبيباً وقاصاً ومسرحياً كبيراً.
لم يعِش أنطون تشيخوف طفولة سعيدة؛ ولذا ليس من فراغ أن يقول “في طفولتي لم تكُن لدي طفولة”، فقد أجبره أبوه على العمل في الحانوت مع إخوته، وكان يقف في الحانوت البارد لساعاتٍ طوال على قدميه؛ مُحاولاً التغلب على الرغبة في النوم واللهو، وكان أبوه يجبره أحياناً على الغناء في كورال الكنيسة. وانتهت الطفولة البائسة بإفلاس والده الذي هرب إلى موسكو سراً؛ فاراً من الدائنين، ولحق به كافة أفراد العائلة إلا أنطون الذي بقي ليكمل تعليمه الثانوي، وقام بإعطاء الدروس الخصوصية لينفق على تعليمه، وكان يرسل الباقي إلى والده وإخوته في موسكو، وأنهى المدرسة عام 1879، وسافر إلى موسكو للالتحاق بكلية الطب بجامعة موسكو عام 1884، ومارس مهنة الطب فترة ليست بالطويلة وتفرغ بعدها للكتابة الأدبية، وكان ينشرها في الصُحُف الفُكاهية والمجلات الأسبوعية وكان يوقعها باسمه المستعار “أنطوشا تشيخانتي”.
وذاع صيت أنطون تشيخوف منذ قصته الأولى “رسالة إلى جاري العالم” والتي نُشِرَت عام 1880، واستطاع تشيخوف أن يجذب الانتباه على المستوى الأدبي والشعبي، وكان في أوائل قصصه يسخر من حياة الشارع الروسي، وتابعه الكثير من الأدباء والنُقاد؛ وأرسل إليه أحد الكُتاب الشهيرين حينها قائلاً: “لديك موهبة حقيقية، موهبة تضعك في المرتبة الأولى بين الكُتاب في الجيل الجديد”. ولم يُعْرَف تشيخوف بأنه كاتبٌ روسيّ فقط وإنما كاتبٌ عالمي، ولم تكن أعماله صالحة فقط للقراءة ولتوصيف فتراتٍ بعينها في روسيا، وإنما تجاوزت إنتاجاته الأدبية ونماذجه القصصية حدود الجغرافيا والتاريخ؛ أبطال تشيخوف حاضرون في كل زمان، ونماذجه تنتشر في كافة المجتمعات الإنسانية، ومعاناة أبطال تشيخوف وسيكولوجياتهم هي معاناة أي إنسان في أي عصرٍ وفي أي مكان؛ إذ إن أقصوصاته وقطفاته الأدبية صفحات من الحياة والواقع.
هذا الأديب الذي كان الطب زوجته والأدب عشيقته كما كان يُردِد دائماً، ويبدو أن العشيقة كانت تتفاعل معه أكثر من زوجته الشرعية حسبما قالت د. نادية سُلطان –أستاذة الأدب الروسي بجامعة عين شمس- في ورقتها البحثية “صورة الموظف في إبداع أنطون تشيخوف”. وقد امتلك الطب تأثيراً كبيراً في حياة تشيخوف، وقد أحرز القليل من المال من هذه الوظيفة وكان يُعالج الفُقراء مجانًا.
واستطاع أنطون تشيخوف في صفحاتٍ قليلة طرح قضايا اجتماعية ونفسية وفلسفية عديدة بالإضافة إلى تشريحه لطبقات وفئات المجتمع الروسي ككل، ورسم صورة الموظف الروسي والسُلم الوظيفي الذي كان سائدًا في روسيا في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر والذي كان يتكون من أربع عشرة درجة، وفي ظله كان الرؤساء ينتهكون إنسانية البُسطاء والمُهمشين. ولم يُحَمّل تشيخوف لا المجتمع ولا الحُكام المسؤولية فيما آلت إليه أوضاع الموظفين والضُعفاء في روسيا؛ إنما أشار إلى خنوعهم غير المُبَرَر، والمغالاة في خضوعهم وخوفهم المُبالَغ فيه، ومساعدة الأثرياء ورجال الدولة في إذلالهم وانتهاك كرامتهم وتهميشهم.
ولذا نجد أبطال تشيخوف من المسحوقين والضعفاء وذوي المناصب، وعبر تلك الثنائيات –الرئيس والمرؤوس أو المدير والموظف- قد تحدث عن التشوهات النفسية السائدة والأخلاق الفاسدة التي لم تكن إلا نتاجاً لسُلطة سياسية مستبدة ومجتمع ازدواجي مُحبَط، فلم يكن أنطون يُنمِق ولا يُداهِن الأوضاع الاجتماعية السائدة، كان ينقل الصورة كما هي دون إضافات أو زخرفاتٍ أدبية؛ فلم يستُر ضعفاً ولم يُخفِ قوةً. ومن هُنا كان أديب روسيا العظيم ليف تالستوي يرى أن الأشكال الكتابية التي استحدثها تشيخوف وأبطاله الاستثنائيون ليس لهم مثيل في أي مكان.
كان هذا الرجل يسخر ممن يكتبون القصص الخيالية وممن يقبلون على تأليف القصص دون أن تكون لها مثيلاتها في الواقع؛ فكان يرى أن المجتمع والشارع والقرية والحانات مليئة بالنماذج التي من الممكن أن يكتب عنها الأديب عامةً والقاص خاصةً، ومن هنا ليس من قبيل الصدفة أن تجد في قَصَص تشيخوف التاجر وضابط الشرطة والموظف والصعلوك والطبيب والحانوتي والرسام والنحات… إلخ، فأبطال تشيخوف ليسوا نتاجاً لأديبٍ يقبع بفُرُشِه الوثيرة في برجه العاجي، وإنما كانت تُخلَق على يدَي أديب كان يحب أن يُصادِق ويلتقي كل الناس على اختلاف انتماءاتهم وطبقاتهم ومستوى ثقافاتهم ليملك في النهاية الكتالوج الذي ينظر إليه بين الفينة والأخرى ليُشَرّح المجتمع الإنساني على عمومه، والروسي على خصوصيته. ومن هنا كان تشيخوف ينصح الكتاب المقبلين على دخول عالم الأدب ركوب قطارات الدرجة الثالثة ليلتقطوا النماذج المُثلَى التي يجب تجسيدها في أعمالهم الأدبية.
تجده يتحدث عن فساد ضباط الشرطة في قصته “الحرباء”، وصراع الإنسان وأزماته الوجودية في “حكاية مملة” و”الراهب الأسود، وفلسفة السعادة في قصته “الرجل السعيد”، والخلل الطبقي وفساد الخدمات في قصته “منزل ذو طبقة عليا”، ومرض الشهرة في قصته “السرور” -وقد قمت بترجمتها منذ عامين-، وفلسفة العُزلة وقيم الحداثة في رائعته “الرجل المتقوقع”، وعن الطفولة المُهترئة في قصتيه “فانكا” و”توافه الحياة”، وعن صورة الموظف البسيط ومعاناة الضعفاء في عمليه الرائعين “وفاة موظف” و”البدين والنحيف”، وعن قسوة الأزواج واستعباد النساء في “كمان روتشيلد” وخنوع المُهمشين في “أنيوتا” و”المُغفلة”، واغتراب الفرد في مجتمعه في قصته “الشقاء”.
ورغم قلة إنتاجه المسرحي إلا أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم في دراما القرن العشرين، وكانت تُمثِل جزءًا هاماً في تجربة تشيخوف الأدبية. وهُنا يقول د. أحمد علي الهمداني في كتابه الهام “مسرحيات تشيخوف”: “ويبدو أن المسرح هو الجزء الأهم في تجربة تشيخوف الإبداعية، تلك التجربة التي لا تقبل التجزئة. تشيخوف القاص هو تشيخوف الكاتب المسرحي، إذ يكمن المسرح في أقاصيص الكاتب وقصصه، وتكمن القصة والأقصوصة في عمق مسرحياته.”، ويرى الناقد الروسي أ. روسكين أن مسرحيات تشيخوف كانت قصصية، وفي مقامٍ آخر كانت روايات طويلة كُتِبَت بإيجاز. ولم تختلف شخوص مسرحياته عن أبطال قصصه وإنما تطورت الرؤية والموضوعات لتعرض بعمقٍ وبرصانةٍ أدبية أحلك فترات روسيا السياسية والاجتماعية في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر. وحملت مسرحياته “النورس” (1869)، و”الخال فانيا” (1897)، و”الشقيقات الثلاث” (1901)، و”بستان الكرز” (1903)، وكانت الأخيرة أكثرها شهرةً في عالم الأدب.
وأدخل تشيخوف الجديد في مسرحياته؛ حيث اختفت المكيدة من الأحداث، وخلت درامته من التعقيد، واختفى الصراع الخارجي بين الأبطال، وكان الرمز يغلب والمضامين متعددة تتخفى وراء أحاديث الأبطال ومونولوجاتهم. فيبدو أمام المُشاهِد الأبطال يديرون حوارات عادية ويتصرفون بطريقة مألوفة وطبيعية إلا أنه يتوارى وراء النص عالمٌ مُتَسِع من الأفكار والرسائل.
وبرع تشيخوف في فن “الفودفيل” -المسرحية ذات الفصل الواحد- وقد تميزت تلك الأعمال يالحادثة الفردية أو مجموعة حوادث مُرَكَزة وتفاصيل قليلة وشخصيات مُحَدَدة، وكانت الكوميديا فيها ذات معنى ومغزى، وأثارت قضايا اجتماعية عدة، وكان أهم هذه الأعمال “مضار التدخين” (1886) و”أغنية البجع” (1887) و”حفل الزفاف” (1889) و”اليوبيل” (1892). وكان تشيخوف في مسرحياته ذات الفصل الواحد كارهاً لرومانسية التمويه -كما في قصصه- وكان يمقت النغم الخطابي والصوت المرتفع، وكانت البساطة شعاره، والإنسان العادي بطله، وبين هذا وذاك فضح أنطون العادات الرثة والتعسُف والجور، إلا أنه لم يكن في أعماله هذي وغيرها “إصلاحياً” أو “داعية أخلاق” وإنما كان يريد أن يقول للناس -حسبما ذكر أديب روسيا مكسيم جوركي- “أيها السيدات والسادة إنكم تعيشون بطريقة خاطئة”.
وكان تشيخوف يقول إنه يكتب من الذاكرة، ولا يستطيع أن ينقل من الطبيعة مباشرة، وموضوعات قصصه يجب أن تمر بمصفاة عقله حتى لا يبقى إلا ما هو هام، وكانت نصيحته لصديقه الروائي والشاعر إيفان بونين -حصل على نوبل في الأدب عام 1933- أنه عند كتابة القصة القصيرة لابُد أن يقتطع منها البداية والنهاية؛ لأن معشر الأدباء يضعون أكثر أكاذيبهم في هذين المكانين، فعليه أن يكتب أقصر وأن يصل بكتابته إلى أقصر مدى ممكن. وكان تشيخوف كاتب “الوجبات الخفيفة” كما يُحِب أن يُقال عنه. أما عن اختياره لموضوعات قصصه، فقد سأله صديق ذات مرة عن ذلك، فأمسك بمنفضة سجائر وقال له: “سأكتب قصة عنها”، وكانت القصة جاهزة للنشر في صباح اليوم التالي؛ فكان يكتب في أي شيء في أي وقت بمهارة وحذاقة لا يجاريه فيها أحد وفي نفس الوقت كانت تحمل كثيراً من عالم المعاني والأفكار، فقد كتب أنطون 400 قصة قصيرة وعمره لم يتعد السادسة والعشرين.
فلسفة تشيخوف المُعَقَدة في بساطة أفكاره وأنموذجاته القصصية، في شموله لكافة أناسيّ المجتمعات البشرية، في تجسيد أبطاله للاأخلاقي والمُقَدَس، في اختصاره الشديد الذي لا يخل بمضمون القصة ولا بالخط الموضوعي للشخصيات؛ فكان يقول دوماً: “الاختصار أم الموهبة”، عبقرية تشيخوف في مأساة قصصه التي لم تكن تعني -كما هو سائد- وقوع شيء فاجع خارق، بل في عدم وقوع أي شيء وبقاء الأمور كما هي عليها؛ فكان يقول: “الإنسان سيصبح أفضل عندما تظهرون له ما هو عليه”. وهنا يتسم أسلوب تشيخوف بالموضوعية الصارمة، التي قد تبدو نوعاً من البرود تجاه مصائر الأبطال. ولذا قد شاع تعبير “الشخصية التشيخوفية” عندما نُصادِف في الحياة شخصية نُسخة حية من أبطاله -وما أكثرهم في الواقع- في قصصه، وكأن المرجع والمصدر الحيّ لبث الشخصيات الأدبية على أرض الواقع في فهارس وقاموس تشيخوف.
وقد أصبح نثر وفن تشيخوف -لا باختصار قَصَص تشيخوف- خير تعبير عن خبايا النفوس، وأدب تشيخوف أدب التجربة والتمرد، أبطال تشيخوف هم التجسيد الأخلاقي الموضوعي لعورات البشرية، أعمال تشيخوف تصيب الإنسان حيرةً وتردداً وتجعله يقف دائماً يفكر ويتأمل حاله ويكشف عن رسالته في الحياة، نثر تشيخوف قد كشف المجتمع الازدواجي وفضح الإنسان وعرى النفاق والرغبة في القوة والسيطرة وانتهاك حقوق البُسطاء والضُعفاء باسم المبادئ والفضائل؛
فكان أدب أنطون تشيخوف أقصر الطرق لمعرفة العالم والإنسان والحياة، وأبسط الطرق لقراءة تاريخ المجتمع الإنساني. ومن هُنا لم يُبالِغ أحد النقاد في وصفه لعبقرية تشيخوف القصصية ولمقدرته الأدبية عندما قال: “لو اختفت روسيا من على الخريطة فمن الممكن إعادة رسم هذه الروسيا عن طريق قصص تشيخوف المجتمع ولا واقع الحياة”.
وكان أنطوشا مثالاً للمثقف ومُمثل النُخبة الحقيقي؛ فقد كان مستقلَ الفِكر، ولم ينتمّ لأي أحزاب سياسية، وكتب في إحدى رسائله في 4 أكتوبر 1888: “أنا لا ليبرالي ولا مُحافِظ، ولا إصلاحي ولا راهب، ولا أنظر إلى الحياة في لامبالاة، غير أنّ أقْدَسَ ما أقدسه هو الوعي البشري، هو الصحة والعقل والموهبة والإلهام وطلعاً الحُب والحرية”، ومن هُنا نجد أن منهجية تشيخوف، والمقصد وراء قصصه -كأديب ومثقف ومُمَثلٌ للسواد الأعظم من مجتمعه- قرينٌ للرسالة السامية التي يجب أن تُناط بالانتلجنتسيا والقوى الناعمة لأي مجتمع، والتي تحدث عنها الأديب توفيق الحكيم في كتابه “يقظة الفكر” قائلاً: “إن مهمة الكاتب ليست في حمل القارئ على الثقة به، بل في حمله على التفكير معه؛ فما أرخص الأدب لو أنه كان مثل السياسة طريقاً إلى اكتساب الثقة؟! إن الأدب طريق لإيقاظ الرأي، لا أريد من قارئي أن يطمئن إليّ، ولا أريد من كتابي أن يريح القارئ، أريد أن يطوي القارئ كتابي فتبدأ متاعبه، فيسد النقص الذي أحدثت، أريد من قارئي أن يكون مكملاً لي، لا مؤمناً بي، ينهض ليبحث معي ولا يكتفي بأن يتلقى عني، إن مهمتي هي في تحريك الرؤوس، الكاتب مفتاح للذهن، يعين الناس على اكتشاف الحقائق والمعارف بأنفسهم لأنفسهم”.
ولم يكتفِ تشيخوف بمخاطبة الشعب الروسي فقط، وإنما كان يخاطب أيضاً جيل الشباب الكُتاب، وفتح لهم الباب لكتابة القصة القصيرة بعد أن كان يتهكم عليها المحررون والصحفيون -الذين لم يكونوا يقرؤون إلا الروايات- وكانوا يرون القصة القصيرة أصغر من منقار العصفور لا عملاً أدبياً، وكانوا ينادون الكتاب الشباب الذين ساروا على دربه وقلدوه “أيها التشيخوفيات”. وكان مكتبه طوال الوقت غارقاً بقصص المؤلفين المبتدئين، وكان يراجعها ويحررها ويرسلها إلى مختلف دور النشر، وكان يسدي إليهم النصائح في أول طريقهم، وعندما فكر في إنشاء جريدة أدبية خطط أن يكون كُتابها جميعهم من الشباب.
وكان تشيخوف له أصحاب من شتى أنواع الناس، كان بينهم الأدباء والمفكرون والمحررون والنُقاد، وكان له أيضاً أصحاب من نوع آخر: معلمون وريفيون وممرضون وموظفون وطلاب جامعة ومهنيون من كافة الحِرَف، وكان يعاملهم معاملةً واحدة. ولذا كان ينصح الناس -الأدباء خاصةً- بالابتعاد عن يالطا، فعلى حد قوله كانت مكاناً غير مناسبٍ للأديب، لأنهم يعيشون هناك في فراغ، والكاتب لابد وأن يكون على صلة وثيقة بالحياة والناس وبكل طبقات المجتمع، فالكاتب يعيش ويزدهر -كما يقول- بالنكتار الذي يمتصه من الحياة اليومية، فينبغي له أن يرى العقل البشري يعمل من حوله، ينبغي أن يشتبك مع البشر، أما في يالطا يحدث شيء.
وتوفي أنطون بافلافيتش تشيخوف في صيف 1904 في ألمانيا بمرض السُل بصحبة زوجته أولجا كنيبر، فقد استيقظ في جُنح الليل وللمرة الأولى في حياته طلب استدعاء الطبيب، وجاء الطبيب وطلب من زوجته أن تُعطيه بعض الشمبانيا، وجلس أنطون في سريره وبابتسامةٍ شديدةٍ قال للطبيب: ولكنني لم أشرب الشمبانيا منذ وقتٍ طويل، وترك الكأس وقال بالألمانية –على الرغم من أنه لم يتكلم بها من قبل مطلقاً- “إيش شتيربي” [أنا أحتضر] ورقد في هدوءٍ على جانبه الأيسر وسكنت روحه إلى الأبد، ورحل طبيب الأدب وقصاص الإنسانية وكاتب العالَم وأفضل ناثري التاريخ على مر الدهور والأزمان.