في الرابع والعشرين من مايو الجاري، تظاهر الشباب العمانيون الباحثون عن فرصة عمل للتعبير عن سخطهم من البطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية في السلطنة.
الاحتجاجات أعادت للأذهان احتجاجات 2011 ومحاولة النظام احتواء الأزمة بانتهاج سياسات تلفيقية لا تهيئ الوضع لخلق واقع اقتصادي جديد وبيئة اقتصادية تنافسية قابلة لاستيعاب قوة العمل الجديدة الداخلة لسوق العمل سنة بعد أخرى. بل عبر استيعاب المحتجين في وظائف حكومية.
الاحتجاجات على تسريح العمالة وسوء الأوضاع الاقتصادية قوبلت بتعزيزات أمنية كبيرة، فيما تراشق المتظاهرون الحجارة مع قوات الأمن التي ردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
#صحار Stay strong, we are with you💪 pic.twitter.com/1UB2etiTEh
— MAHA (@m7a_wi) May 24, 2021
أقدمت قوات الأمن أيضاً على اعتقال متظاهرين في مدينة صحار وقمع المتظاهرين، متبعةً بذلك ذات الأساليب التي استخدمتها تجاه المتظاهرين في حراك الربيع العام 2011، الأمر الذي أدى لاتساع نظاق التظاهرات لمدن أخرى.
عمليات القمع والحضور الأمني الكبير لم يثن المتظاهرين عن استمرار احتجاجاتهم ليلاً بأعداد أكبر لتستمر الأعداد في التزايد صباح الثلاثاء وتمتد لمدن أخرى في عبري وصلالة والرستاق وصور ونزوى.
🔴 العشرات من الشباب يرفعون لافتات تطالب بتوفير فرص عمل ومكافحة الفساد في #عُمان، بالشارع المحاذي لدوار النهضة في مدينة #صلالة، وفق فيديوهات متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي.
— تركي البلوشي | Turki Albalushi (@Turki_albalushi) May 24, 2021
pic.twitter.com/CqZEa9m1NV
فيما استمر الإعلام العُماني في تجاهل الاحتجاجات لأيام متوالية بدأت وسائل الإعلام العمانية الثلاثاء الخامس والعشرين من مايو بتغطية الاحتجاجات.
بالصور والفيديو.. أبرز مشاهدات "#التجمع_الثالث" للباحثين عن عمل في المحافظات#باحثون_عن_عمل_يستغيثون315 #صحار_الآن #نزوى_تستجيب #صور_تتضامن #عبري_تتضامن https://t.co/t2tJKdxYmM
— جريدة الرؤية / ALROYA.OM (@AlroyaNewspaper) May 25, 2021
الأمر الذي يعبر عن انتباه السلطات أن الوضع يتفاقم ولا يمكن احتواء تلك الأزمة التي تكتسب زخماً شعبياً في كافة ولايات السلطنة عبر القمع وعنف قوات الأمن.
لنجد معاملة قوات الأمن تتغير بين يوم وليلة من حملة اعتقال للمتظاهرين وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وتشكيلات أمنية كبيرة إلى قوات أمن ترعى المتظاهرين السلميين وتوزع عليهم زجاجات المياه.
The policeman’s mission, even if it is difficult, is a pride.#صحار_الآن pic.twitter.com/k7hXgic2ql
— Musabah (@Musabah_alkindi) May 25, 2021
محاولة التهدئة التي بادرت بها السلطة نتيجة تصاعد غضب المتظاهرين من الاعتقالات والمواجهات العنيفة من قبل الشرطة والتي تأخرت رحب بها الشباب المتظاهرون وأظهروا حسن التعاون مع قوات الأمن.
في فيديو نشره أحد الشباب من تحت منزله المتهدم ، يلخص مطالب المتظاهرين، فقط لا يريد سوى وظيفة تحقق له دخلا مناسبا يمكنه من إصلاح سقف منزله
Melts my Heart #صلاله_تتضامن#عمان_تنتفض#صحار_الآنpic.twitter.com/fFFsCGD7xG
— 🇸🇦🇵🇸 (@DOM9900) May 25, 2021
الأزمة الآن وحلها بين يدي السلطان هيثم بن طارق صاحب رؤية عمان 2040. فهل يلجأ لنفس حلول العام 2011 لتوظيف الشباب في وظائف حكومية كحل سريع يؤجل الأزمة ولا يحلها . أم يخطو خطواتٍ جادة في خلق سوق حر تنافسي قادر على استيعاب أعداد الشباب المنظمة لقوى العمل عاماً بعد عام ؟