أقام “مواطن كافيه” ندوة حوارية بعنوان “ما هي مطالب الحركة النسوية في الخليج؟” عبر منصة كلوب هاوس Clubhouse ومساحة تويتر الصوتية Twitter Spaces بتاريخ 26 يوليو 2021 بمشاركة الكاتبة والناشطة السياسية الكويتية فجر الخليفة، والمغردة السعودية هيا الفريح، والمغردة العمانية سهى العبري، أدارت الندوة المحامية البحرينية يارا الأحمدي.
كفاح المرأة الخليجية ليس وليد اليوم، ومن الإجحاف في حقها وكفاحها أن نعتبر بداية ظهور الحركة النسوية المنظمة في منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم هي نقطة البدء في قصة النضال النسوي في الخليج، بل كانت المرأة الخليجية تؤدي دورها المجتمعي الإصلاحي قبل تأسيس الحركات المنظمة.
الدور الاجتماعي والاقتصادي الذي كانت تلعبه المرأة الخليجية قبل ظهور النفط يعد دوراً مهماً إذ إنها كانت شريكاً فعالاً في إدارة شؤون الأسرة الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب دورها في المجتمع الأوسع من دعم الصناعات اليدوية وقيادة التكافل الاجتماعي، أما بعد تشكيل الدول الحديثة فوجدت أن المجتمع أبقاها في الصفوف الخلفية تحت ذريعة العادات والتقاليد أو الدين أو القبيلة والتي تجلت في أشكال مختلفة من التمييز ضد المرأة في القوانين والمنظومة الاجتماعية والاقتصادية، ما دفعها للنضال من أجل تحقيق مواطنتها الكاملة وكرامتها الإنسانية.
ومنذ عقود من الزمن عملت الحركات النسوية على توعية المجتمع ومناصرة قضايا المرأة والمطالبة بتعديل القوانين التمييزية ومحاربة أشكال العنف ضد المرأة والعنف الأسري وحقها في منح الجنسية لأبنائها.
وعليه، هدفت الحلقة إلى تسليط الضوء على جوانب من الحركة النسوية في دول الخليج وتحديداً في عمان والبحرين والسعودية والكويت ومطالبها وأهدافها ومعوقات تقدمها.
جادلت الناشطة السياسية الكويتية فجر الخليفة بأن الحملات النسوية الأنجح في الكويت اليوم هي تلك غير المرتبطة بمؤسسات المجتمع المدني التقليدية والحركات السياسية، حيث استقلاليتها توفر لها الديمومة وإمكانات تحشيد ضاغطة على الجهات الرسمية لإحداث تغييرات حقيقية في واقع النساء عبر تعديل التشريعات، إلا أنها أشارت إلى وجود بعض التحديات التي تصعب عليها البناء على عملها منها غياب دور الحماية للنساء المعنفات، وتساهل الأجهزة الأمنية والجهات الرسمية مع قضايا العنف، إذ تسيطر الأبوية على المنظومة السياسية والقانونية والاجتماعية للبلاد.
ومن جانبها، نوهت المغردة السعودية هيا الفريح أن مفهوم التقاطعية شكل نقطة مركزية في عمل الحراك النسوي في السعودية حيث تميز بكونه عابراً للطبقات والمناطق والطوائف، إلا أن هذه الميزة كانت هاجساً لدى الجهات الرسمية التي حاولت قمع الحركة النسوية واعتقال قياداتها ومنعت تشكيل أي منظمات رسمية تناصر قضايا المرأة والنسوية. وفيما يتعلق بالإصلاحات الأخيرة التي أقدمت عليها الحكومة السعودية لتعديل أوضاع المرأة رأت الفريح أنها كانت دون المستوى المطلوب لأنها لم تعالج بشكل جذري المشاكل التي تعاني منها المرأة في السعودية مثل العنف الأسري والتمييز الاقتصادي.
أما المغردة العمانية سهى العبري فأشارت إلى أن وضع المرأة في المجتمع دائماً ما يكون مرهوناً بمستوى الحريات العامة وطبيعة المنظمة السياسية والاجتماعية في البلد ما يصعب على الحراك النسوي العماني بلورة أفكاره وتطوير نشاطه بشكل مستقل عن التدخلات التي تسعى لتقويضه في ظل الهجوم الإعلامي عليه والشكل الأبوي لمنظومة الدولة، كما طالبت بأن يكون الحراك النسوي العماني أكثر تقاطعية وأكثر راديكالية في تفسيره لواقع المرأة في عمان بما يخدم مصالح المرأة ويشرك مختلف الطبقات والفئات فيه.
واختتمت الحلقة بالتأكيد على أن الحركة النسوية الخليجية حركة أصيلة للمجتمع الخليجي ومطالبها نابعة من رحم تجارب النساء والمهمشين في المجتمع، وعليها العمل على الحفاظ على مكتسبات المرأة واستغلال جميع الوسائل المتاحة لإحداث التغيير المنشود.