"لن أكون سعيدًا إذا أعطاني الله قضيبًا صغيرًا"
ربما تظن أن التصريح السابق قيل في سياق إحدى البرامج الكوميدية، لكن الحقيقة غير ذلك فهذا تصريح رسمي أدلى به الرئيس الفلبيني رودريجو دوترتي خلال خطابه في مدينة بويرتو برنسيسا الفلبينية أمام حشود من الجماهير الغفيرة للتدليل على قوته الجنسية.
التباهي بطول القضيب ليس مقتصرًا على الرئيس الفلبيني فالأمر يشغل عقول الكثير من الذكور في العالم، إلى درجة أن هناك متلازمة تُدعى بمتلازمة القضيب الصغير، فالقلق من صغر حجم القضيب رغم أنه في معظم الأحوال يكون في نطاق المتوسط، يتحول أحيانًا إلى اضطراب نفسي يمنع المريض به أحيانًا من ممارسة الجنس متوهمًا عجزه عن إمتاع الطرف الآخر، ما يجعل الأمر يستحق أخذ خطوات جدية للعلاج.
تعود جذور الهوس بطول القضيب إلى قديم الزمان فهناك أدلة على أن سكان الكهوف في عصور ما قبل التاريخ نسبوا قيمًا مثل القوة والرجولة والخصوبة إلى حجم القضيب، وأحيانًا ما يكون السعي وراء الحصول على قضيب أطول أمرًا مؤلمًا مثلما يفعل الرجال في البرازيل عندما يحفزون الثعابين السامة على عض أعضائهم الذكرية لإطالتها وفقًا لمعتقداتهم الشعبية.
وفي زمن تزداد فيه نسب مشاهدة الإباحية يومًا بعد يوم يرتفع القلق من حجم القضيب، وهو ما أثبتته إحدى الدراسات التي توصلت إلى أن 40% من الرجال أكدوا على أن مشاهدة المواد الإباحية في فترة المراهقة ربما أسهمت في توليد مخاوفهم من قصر أعضائهم الذكرية، بينما في حقيقة الأمر فالمؤكد أن مشاهدة الإباحيات بشكل زائد عن الحد تؤدي للإصابة بضعف الانتصاب، إلى جانب أن الأحجام غير الحقيقية التي تظهر في الأفلام الإباحية تضعف من تقدير الشخص لذاته.
ما الذي يتحكم في طول أو قصر قضيبك؟
تسهم العديد من العوامل المختلفة في حجم القضيب ومتوسط طوله، في مقدمتها الجينات الوراثية التي تحدد بشكل عام مظهر الكائن الحي وسلوكه، إذ يمتلك البشر 23 زوجًا من الكروموسومات وهناك 22 جسيمة ومجموعة واحدة من الكروموسومات الجنسية التي تحدد جنسه البيولوجي وخصائصه الجنسية الثانوية ومنها بالطبع الأعضاء التناسلية، بالتالي يمكن القول إن حجم القضيب يعتمد بشكل كبير على مزيج من جينات الوالدين.
لكن الأمر لا يقتصر على الجنيات فقط فهناك أيضًا هرمونات الأم خلال فترة الحمل، فاضطراب مستويات هرمون التستوستيرون قد يسبب تشوهات في القضيب، أو ربما تظهر إحدى الحالات النادرة مثل تضخم الغدة الكظرية الخلقي الذي يؤثر في هرمون التستوستيرون مما يغير من مظهر الأعضاء التناسلية.
وتلعب البيئة الخارجية للأم دورًا مهمًا في حجم قضيب المولود الذكر فالمبيدات الحشرية والمواد البلاستيكية والكيميائية الأخرى لها تأثير سلبي في حجم القضيب؛ لعملها على تعطيل الغدد الصماء وتأثيرها في الجينات والهرمونات.
يُضاف إلى العوامل السابقة عامل التغذية خلال فترة الحمل، فأحيانًا يؤثر سوء التغذية في عمليتي النمو والتطور للمولود، ومن ذلك التعرض لما يُعرف بالبلوغ المتأخر الذي من أعراضه أن يكون حجم القضيب والخصيتين أصغر من المعتاد.
تظهر بعد الولادة عوامل مختلفة قابلة للتحكم بعض الشيء، فمثلًا الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يكون هناك جزء من قضيبهم مدفونًا تحت طبقة من الدهون ما يجعله يظهر أقصر، لذا ففقدان الوزن في هذه الحالة يؤدي إلى تقليل الدهون حول القضيب ويمنحه مظهرًا أطول، إلى جانب أن شعر العانة الكثيف يؤدي إلى التأثير سلبًا في مظهر القضيب وجعله يبدو أقصر من طوله الحقيقي.
الفتيات يفضلن الأعرض وليس الأطول!
حسنًا ما الفائدة من وراء طول القضيب؟ الإمتاع الجنسي للطرف الآخر أليس كذلك؟ لكن في حقيقة الأمر لا يعتبر عامل الطول مؤثرًا عند النساء مثلما يشيع؛ ففي إحدى الدراسات التي أجريت لقياس مدى تفضيل السيدات للأعضاء الذكورية الأطول وجدوا أنهن غير منزعجات إلى حد كبير من حجم القضيب، و أبدين اهتماما بنقاط أخرى مثل جاذبية الشخصية وارتفاع معدل الذكاء وخفة دم الشريك.
85% من النساء راضيات عن حجم قضيب شريكهن الجنسي،
وفي دراسة استقصائية أخرى شملت أكثر من 50 ألف رجل وامرأة أفادت 85% من النساء أنهن راضيات عن حجم قضيب شريكهن الجنسي، بينما كان 55% فقط من الراجل راضين عن أعضائهم، مما يوصلنا إلى استنتاج مفاده أن مشكلة طول القضيب موجودة في رؤوس الرجال فقط، وبشكل عام هناك 3% من سكان العالم لديهم قضيب طوله أقل من الطبيعي أي ما يتراوح بين 10 و9.5 سم، ورغم ذلك فهذا الطول لا يمنعهم من ممارسة الجنس.
المعلومة المؤكدة التي توصل إليها استطلاع للرأي هدفه المقارنة بين تفضيل طول أو عرض القضيب رجوح كفة العرض، فقد أكدت الفتيات اللواتي شاركن في الاستطلاع أنه العامل الأكثر تأثيرًا لتحقيق رضاهن الجنسي.
وإذا تعمقنا علميًا أكثر سنجد الأخصائيين في عالم الجنس الدكتور جونسون وماسترز يؤكدان لنا أن حجم القضيب الذكري لا يمثل أي تأثير فسيولوجي حقيقي لتحقيق الرضا الجنسي للإناث، وفقًا لدراسة أظهرت أن المهبل يتكيف مع حجم القضيب، ما يعني أن أي حجم للقضيب سيكون مناسبًا ويوفر التحفيز الجنسي الكافي للإناث.
متوسط طول القضيب عالميًا
وفقًا لدراسة منشورة في المجلة البريطانية الدولية لجراحة المسالك البولية فمتوسط طول القضيب عالميًا في حالة عدم الانتصاب يبلغ 9.16 سم، بينما يبلغ متوسط طول القضيب المنتصب 13.10 سم، أما متوسط محيط القضيب غير المنتصب فهو 9.29 سم ومحيط القضيب المنتصب يبلغ 11.65 سم.
وتوجد عدة عوامل تؤثر في طول القضيب وحجمه فمثلًا في الطقس البارد عادة ما يكون القضيب غير المنتصب أصغر من المعتاد لانقباض الأوعية الدموية من أجل الحفاظ على دفء الجسم، بينما يؤدي الطقس الحار إلى زيادة حجم القضيب، إلى جانب أن مستويات الإثارة العالية تسهم بشكل بالغ في قوة الانتصاب نتيجة زيادة إمدادات الدم التي يتلقاها القضيب مما يجعله يبدو أطول.
الرجال الذين يعتقدون بقصر قضيبهم تكون في الغالب لديهم صورة سيئة عن جسمهم أو تدني الاحترام للذات
بشكل عام من وجهة نظر الدكتور مايكل أوليري أستاذ جراحة المسالك البولية في كلية الطب بجامعة هارفارد فالرجال الذين يعتقدون بقصر قضيبهم تكون في الغالب لديهم صورة سيئة عن جسمهم أو تدني احترام للذات، ويعود ذلك للأساطير الشائعة عن حجم القضيب فالكثير من الذكور ليس لديهم فكرة واقعية مبنية على أسس علمية سليمة عن طول وحجم القضيب الطبيعي.
هل تجدي محاولات إطالة القضيب نفعًا؟
تستغل بعض الشركات هذا الهوس حول طول القضيب وحجمه في الترويج لمنتجاتها التي تزعم أنها تعمل على تحسين حجم القضيب، ومن أشهرها مضخات القضيب والكريمات وصولًا إلى العمليات الجراحية.
لكن وفقًا لخبراء الصحة الجنسية فهذه الحلول العلاجية لا تحقق سوى نتائج متواضعة إن وجدت، ومعظمها لا يحقق أي نتيجة مؤثرة لزيادة طول أو حجم القضيب، بل في بعض الأحيان يؤدي استخدام تلك الأدوات إلى مخاطر صحية مثل مضخة القضيب التي تضخ الهواء للخارج لمساعدة القضيب على البقاء منتصبًا، فكثرة استخدامها تؤدي إلى إتلاف أنسجة القضيب وإضعاف الانتصاب.
أما الحبوب والمكملات وغيرها من المستحضرات التي تصرف دون وصفة طبية بدعوى أنها تزيد من حجم القضيب فهي ببساطة وهم كبير، وبما أن مكوناتها تكون مجهولة في كثير من الأحيان فمن الوارد احتواؤها على مواد ضارة بالصحة.
فقد أجرت جامعة ماريلاند الأمريكية تحليلًا لأهم هذه المنتجات، ووجدت فيها آثارًا للرصاص والمبيدات الحشرية وبكتيريا الاشريكية القولونية وبراز الحيوانات، بينما تعد آثار الحل الجراحي باللجوء إلى بعض التقنيات الجراحية لزيادة محيط القضيب كارثية، فمن المضاعفات المنتشرة بعد الخضوع لها تشوه القضيب وظهور الندب عليه والتكتل بالإضافة إلى احتمالية العدوى.
I am truly thankful to the owner of this web site who has shared this fantastic piece of writing at at this place.