حسب منظمة العمل الدولية، في تقريرها “العمل على كوكب أكثر حرارة” إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية (“الإرهاق الحراري”)، فإن الوظائف الجسدية والمعرفية تضعف؛ وإذا ارتفعت فوق 40.6 درجة مئوية (“ضربة الشمس”)، فإن هناك خطر تلف الأعضاء وفقدان الوعي، مع ازدياد احتمالية الوفاة بشكل حاد.
من أجل تلك المخاطر صدرت المعايير الدولية التي تحدد الحد الأقصى لمستويات التعرض للحرارة الموصى بها، وتصف فترات الراحة المنتظمة في أماكن العمل لكل من العمال المتأقلمين وغير المتأقلمين (معيار الإجهاد الحراري ISO 7243 وتطبيقه العالمي، 2003)، مع الإقرار بأن الإجهاد الحراري هو خطر على الصحة.
وأشارت منظمة العمل الدولية خلال التقرير ذاته إلى أن مخاطر السلامة والصحة المهنية المرتبطة بالحرارة تتفاقم في أماكن العمل سيئة التهوية، وتفتقر إلى أنظمة التبريد، علاوة على أن غالبية العمال الذين يعانون من الإجهاد الحراري في البلدان النامية غير مشمولين بالتأمين ضد إصابات العمل، وبالتالي لا يمكنهم التمتع بالرعاية الطبية المطلوبة ومزايا العلاج خلال فترة العجز عن العمل، أو معاش العجز إذا كانت قدرتهم على الكسب غير كافية، ولا يمكن لأسرهم المطالبة بمعاش الورثة في حالة وفاة العائل، حتى على المستوى العالمي، لا يتم تغطية سوى 34٪ من الأفراد في سن العمل في حالة الإصابة في العمل.
يبلغ عدد العمال الأجانب في الخليج 21 مليون عامل، حسب تقديرات الجهات الإحصائية المختلفة لدول الخليج في 2020، للسعودية حصة الأسد منها بنحو 9.7 مليون عامل، تليها الإمارات بنحو 5 مليون عامل، وتتقارب حصة كل من الكويت وقطر بما يزيد عن 2 مليون عامل لكل منهما، ثم سلطنة عمان بقرابة 1.9 مليون عامل، وتعد البحرين الأقل من حيث حصتها من العمالة الوافدة بنحو 594 ألف عامل.
العمل في الخليج
في ظل جو صحراوي يسيطر على دول الخليج؛ حيث تتجاوز درجة الحرارة في أشهر الصيف الـ 35 درجة مئوية أغلب ساعات النهار، تطبق هذه الدول نسختها الخاصة من حظر العمل في أشهر الصيف، حيث يُحظر العمل في الهواء الطلق خلال ساعات معينة من اليوم، تحدد في تواريخ وأوقات ثابتة، بدلًا من الظروف الجوية الفعلية المتغيرة.
أول مطبقي هذا القانون هي البحرين؛ حيث يستمر حظر العمل في منتصف النهار فقط من يوليو/حزيران إلى أغسطس/آب، وفي الكويت يسري الحظر من يونيو/تموز إلى أغسطس/آب، فيما يُطبق في السعودية من 15 يونيو/تموز إلى 15 سبتمبر/أيلول، وفي سلطنة عمان طوال شهر يونيو/تموز، يوليو/حزيران، وأغسطس/آب، وفي قطر من 15 يونيو إلى نهاية أغسطس، وفي الإمارات العربية المتحدة يُطبق الحظر من 15 من يونيو إلى 15 سبتمبر.
عن ذلك يقول الكاتب والمهتم بالشأن العمالي البحريني خليل بوهزاع: “البحرين من أوائل الدول الخليجية التي طبقت حظر العمل في أوقات الظهيرة، وأصبح هذا الحظر شائعًا اليوم في أغلب الدول، وتتراوح المدة بين شهرين كما في البحرين، وثلاثة أشهر كما السعودية وقطر والكويت”.
ويشير بوهزاع في حديثه لـ “مواطن“: “من حيث المبدأ؛ فالقرار يصب في توفير بيئة عمل صحية للعمال في مواقع العمل المكشوفة، ويقلل إلى حد كبير من إصابات ووفيات العمل؛ خصوصًا في المواقع الإنشائية ومواقع العمل ذات الخطورة العالية. وهناك اهتمام رسمي من خلال أجهزة التفتيش في رصد المخالفات. بالمقابل هل هناك التزام تام بهذا القرار؟ بالتأكيد لا؛ خصوصًا في القطاع غير المنظم، وهذا راجع لعدم قدرة أجهزة التفتيش على رصد العمل في تلك القطاعات بصورة كبيرة”.
عن ذلك قالت نائب رئيس جمعية حماية العمال الوافدين في البحرين، هناء بوحجي: “في الوقت الذي تطبق البحرين حظر العمل خلال فترة الظهيرة خلال شهري يوليو وأغسطس؛ حيث تسجل خلالهما أعلى درجة حرارة، يظل الوضع مقلقًا على صحة العمال والخوف من تعرضهم للإصابة بالإجهاد الحراري؛ خصوصًا أولئك العمال في الخارج وتحت أشعة الشمس؛ سواء خلال ساعات اليوم ما قبل منتصف النهار في فترة الحظر نفسها، أو في خلال شهري يونيو وسبتمبر حيث تبقى درجة الحرارة مرتفعة”.
وتواصل خلال حديثها لـ “مواطن“: “يعود هذا القلق إلى أن القرار (رقم (3) لسنة 2013) يحظر العمل ما بين 12 ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا، في حين أن درجة الحرارة تصل أقصاها في منتصف النهار، لكنها تكون مرتفعة إلى درجة غير مريحة للعمل قبل ذلك بما يصل إلى الساعتين؛ أي منذ العاشرة”.
وتضيف بوحجي: “كذلك فإن هناك مقياس لتقييم الإجهاد الحراري المهني يبين أن أشهر الصيف هي شهور خطرة على صحة العاملين في أماكن مكشوفة، وقرار حظر العمل لن يحقق الوقاية الحقيقية، فبالإضافة إلى ما تقدم؛ فإن العمال في فترة وقف العمل يظلون في الخارج ويتجهون إلى ظل الأشجار أو أية أماكن أخرى لا تصلها أشعة الشمس حتى تنقضي فترة الحظر، ليعودوا بعدها إلى العمل، فهم عمليًا يحتمون من الشمس الحارقة، لكنهم يظلون في الطقس الحار ولا يعودون إلى أماكن إقامتهم خلال فترة توقفهم عن العمل.
ويلعب التفتيش على المنشآت التي يعمل فيها العمال في هذه الأجواء دورًا مهما في ضبط العملية، يقول ناصر الحضرمي، المدير العام المساعد للتفتيش بوزارة العمل العمانية: “تحرص وزارة العمل على متابعة منشآت القطاع الخاص على التأكد من مدى التزامها باللائحة التنظيمية لتدابير السلامة والصحة المهنية في المنشآت الخاضعة لقانون العمل، ويعد التفتيش أحد أهم أشكال التدابير الوقائية التي تتخذها الوزارة بهدف توفير بيئة العمل المناسبة للعمال، لدرء أية مخاطر قد يتعرضون لها أثناء تأدية أعمالهم خلال شهور الصيف، وأن انعكاسات القرار إيجابية على زيادة إنتاجية العمال نظرًا لحصولهم على الراحة، وهو ما ينعكس تلقائيًا على مصالح أصحاب العمل الذين اثبتوا خلال السنوات الماضية التزامًا كبيرًا؛ الأمر الذي يؤكد عليهم بأهمية توفير بيئة العمل المناسبة للعاملين لديهم”.
وأشار الحضرمي في حديثه لـ “مواطن“: ” ثمة منشآت بدأت بالفعل في تطبيق القرار قبل الوقت الفعلي لتنفيذه، وذلك من باب التآلف والتراحم والمساهمة في التخفيف عن هؤلاء العمال، حيث إن قرار حظر العمل خلال فترة الظهيرة في الأماكن المكشوفة قرار إنساني قبل أن يكون نظاميًا وله اعتبارات إنسانية كبيرة”.
وعن العقوبات التي يمكن أن تواجه المخالفين أوضح الحضرمي: “تتخذ الوزارة الإجراءات القانونية تجاه المنشآت المخالفة لإنزال العقوبات المقررة، ولن تتساهل في أية مخالفات لأحكام قانون العمل واللوائح والقرارات الوزارية المنفذة له، وذلك وفق المادة (118) مكرر من قانون العمل التي نصت على (مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد ينص عليها في هذا القانون أو قانون آخر، يعاقب صاحب العمل أو من يمثله بغرامة لا تقل عن 100 ريال ُعماني، ولا تزيد على 500 ريال عماني، وبالسجن مدة لا تزيد على شهر أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا خالف أحكام الباب السادس من هذا القانون واللوائح والقرارات الصادرة تنفيذًا له، وتضاعف العقوبة عند تكرار المخالفة).
العمل في ظل التغيرات المناخية
إلى جانب عدم الالتزام بهذا الحظر من الجهات المعنية التي تصل إلى آلاف المخالفات سنويًا؛ فإن درجات الحرارة في دول الخليج أعلى بكثير من 35 درجة مئوية خارج فترات حظر العمل في الصيف. فعلى سبيل المثال سجلت البحرين في 2019، يونيو الأكثر سخونة منذ أكثر من قرن مع درجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية لمدة 20 يومًا، وتسجل الكويت التي يسري فيها الحظر من يونيو إلى أغسطس، درجات حرارة أعلى من 35 درجة مئوية في مايو وسبتمبر.
وفي قطر تشير بيانات الطقس الصادرة عن إدارة الأرصاد الجوية في قطر إلى أن الأفراد الذين يعملون في الهواء الطلق من المحتمل أن يؤدوا عملهم في ظل ظروف إجهاد حراري مهني كبير لمدة أربعة أشهر على الأقل من العام.
عن ذلك يقول بوهزاع: “التغيرات المناخية هي أحد التحديات التي تواجه تطبيق حظر العمل في أوقات الظهيرة، وأغلب الدول تُحدد شهورًا محددة للحظر (يونيو أو يوليو لغاية أغسطس ومنتصف سبتمبر في بعض الدول) ، فيما ترتفع الحرارة إلى مستويات عالية خارج الفترة المحددة قانونًا، بالتالي فالمعالجة يمكن أن تكون تشاركية من خلال زيادة مدة الحظر؛ لنقل من شهر يونيو إلى نهاية أغسطس، وهذا دور الجانب الرسمي، ومن جهة ثانية أن يكون لدى صاحب العمل وعي واهتمام بصحة وسلامة عمالة بإيقاف العمل حتى خارج المدة المحددة في القانون، بما لذلك من أثر إيجابي على صحة العمال وضمان عدم حدوث إصابات عمل أو وفيات بالتالي لا يتوقف العمل، أي إن الجميع مستفيد”.
وتقترح بوحجي أن يعاد النظر في فترة الحظر خلال اليوم، وإعادة برمجة ساعات العمل، ربما البدء مبكرًا؛ إذ يبدأ النهار ابتداء من الرابعة والنصف فجرًا أو العمل مساء، وتقول: “قرار الحظر بصورته الحالية يأخذ في الاعتبار الوضع الصحي للعمال لكنه يهتم أكثر بأصحاب العمل الذين يرون في إعادة العمال لأماكن إقامتهم فترة الظهيرة سيتطلب ترتيبات نقل وبالتالي تكاليف أكبر”.
وترى بوحجي أن “الوضع أكثر سوءً بالنسبة لعمال توصيل الطعام ممن يستخدمون الدراجات النارية والذين يتعرضون لأشعة الشمس الحارقة، وحتى مع ارتدائهم خوذة السلامة؛ فإن درجة الحرارة التي يتعرض لها الرأس تكون مرتفعة. خصوصًا أن فترة الظهيرة هي فترة الذروة في توصيل الأطعمة إلى المكاتب والأسر. هذه الفئة التي تعتبر جديدة نسبيًا على سوق العمالة، وشهدت زيادة مطردة خلال السنوات الأخيرة لا تشملها قوانين حظر العمل في فترة الظهيرة”، وتشدد على أن “الأمر يحتاج لقرار مشترك صارم وحاسم من وزارتي الصحة والعمل، لتطبيق المعايير الصحية والإنسانية الدولية خلال شهور الصيف، ويلزم أصحاب العمل ليضعوا في اعتبارهم أن برامج الوقاية هي مصاريف إضافية عليهم أخذها في الاعتبار خلال هذه الشهور”.
وفي الجانب الرسمي قال المدير العام المساعد للتفتيش بوزارة العمل العمانية، ناصر الحضرمي: “اهتمام وزارة العمل بسلامة وصحة القوى العاملة من المخاطر والحوادث نابع من حرص السلطنة على منح العاملين حقوقهم المادية والمعنوية والتعامل معهم بطريقة إنسانية وحضارية، والتزام السلطنة بمبادئ ومعايير العمل الدولية في هذا الشأن؛ فنحن مع التطوير في التشريعات للارتقاء بواقع السلامة والصحة المهنية في السلطنة لتواكب الدول المتقدمة في هذا المجال”.
ويرى الباحث في منظمة حقوق المهاجرين علي محمد أن: ” العمال المهاجرين ذوي الدخل المنخفض، وخاصة أولئك الذين يعملون في الخارج، هم الأكثر تضررًا من الإجهاد الحراري. ويستند حظر العمل الصيفي في دول الخليج إلى تواريخ وأوقات عشوائية في الصيف، وليس درجات حرارة العمل الفعلية. سيؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تفاقم المخاطر المرتبطة بالحرارة لهؤلاء العمال، حتى في الأوقات التي لا يطبق فيها الحظر الصيفي”.
وأشار إلى أهمية ملاحظة أن الإجهاد الحراري ليس سوى واحد من بين عدد من المخاطر البيئية التي يتعرض لها العمال المهاجرون في الخليج مع التغير المناخي. ويضيف في حديثه لـ “مواطن”: “المعروف أن جودة الهواء في المنطقة تعتبر من الأسوأ في العالم؛ إذ يتجاوز تركيز العناصر PM2.5 وPM10 السنوي بشكل كبير معايير جودة الهواء التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي يجعل العمال المهاجرين أكثر عرضة للموت أو الإصابة بالأمراض بالعمل في بيئة ذات هواء سيء الجودة”.
ودعا الباحث علي محمد حكومات دول الخليج لقياس معدلات الحرارة والتلوث بشكل دوري ورفع عدد المفتشين للتأكد من تطبيق الأنظمة بشكل صحيح، “من أجل التأكد من توفير الحماية اللازمة للعمال من مخاطر الحرارة العالية على الصحة” حسب تعبيره.
ويؤكد: “كما أن أوقات الحظر الصيفي يجب ألا تحدد وفق الأيام والشهور في التقويم، وإنما يجب أن تحدد بحسب درجات الحرارة والتلوث في الواقع. كما يجب تمكين العمال المهاجرين ليكونوا قادرين على الإبلاغ عن الانتهاكات وتحديد ظروف عملهم”.
رغم أن دول الخليج طورت من قوانينها خلال العشرين عامًا الماضية، إلا أنه يجب تطوير هذه القوانين والإجراءات لحماية وحفظ حياة العمال الأجانب الذين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة لتعمير هذه الدول في خضم سباق عمراني وبنية تحتية بين بعضها البعض.
This is a great application, thanks to them my channel finally started to live, I recommend
Actually really nice, great group of individuals.
Very great and helpful site! Would recommend to anyone for Followers help.
The service offered is very satisfactory and it is 100% good for everyone
very efficient and was easy process, thank you for the services
I’m very grateful to have found this site. very useful and helpful with my career.
They helped me when no one else would get the services i needed
Awesome. Very clear. They are an awesome website. Will visit and use again!
Service is helpful in growing followers. Big Ups to the Developers!
This is awesome my veiws went throught the roof thank you IG Take!!!!
It works and it’s fast, I recommend
I tried many promotion tools across different platforms ,but my experience with IG Take is honestly the best👌
The individuals who work for IG Take are very professional.,easy to speak too and very cooperative.
A wonderful service which caters to the masses.
Great site, I just did my first order and they provided the 1,000 followers just like they said they would!
Perfekt service – thank you for this ! It is very good , every time again.
It is a great service with good value, I recommend
Thank you for the free sample! I appreciate it greatly, I hope you’re doing well!
This site has helped me so much in more ways than one, and I am so appreciative of the hard working group managing all of it.
Awesome. Very clear. They are an awesome website. Will visit and use again!
Service is helpful in growing followers. Big Ups to the Developers!
It is a great service with good value, I recommend
Perfekt service – thank you for this ! It is very good , every time again.
Very great and helpful site! Would recommend to anyone for Followers help.
it has the best customer service possible great team there very friendly
They helped me when no one else would get the services i needed
Very nice! I like the experience.
I’m very grateful to have found this site. very useful and helpful with my career.
The individuals who work for IG Take are very professional.,easy to speak too and very cooperative.
Top, really recommend it! i received all the foloowwrs in a matter of minutes and also got some extra one 🙂
This service was fantastic! Best purchase yet! I haven’t experienced any dropped followers at all, through the 2 months I’ve had them. Also, the followers are real people, they are not bots. Helped out a lot would definitely recommend for anyone share with your friends and family!!!
Great site, I just did my first order and they provided the 1,000 followers just like they said they would!
great, excellent service i’ll refer people back here. Definitely I great experience.
I purchased USA $25 package and was on time and thoroughly completed to satisfaction.