عقد «مواطن كافيه» ندوة نقاشية عنوان “بدون الكويت: كيف تحول الحرمان من الجنسية إلى كارثة إنسانية“ بالتعاون مع منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد أدار الندوة جواد فيروز رئيس منظمة “سلام”، لمناقشة الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها مواطنو “البدون” الذين مازالوا يتسولون حقهم في الجنسية وفي العيش بوطن قد اكتنفهم لعشرات الأعوام، وقد وصل عددهم التقريبي إلى أكثر من 220 ألف، وأشار مقدم الفعالية إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة حول الرقم الحقيقي.
وبدأت الندوة بمداخلة أحمد السويط الباحث المختص في قضية البدون، وقد أكد أن مجتمع البدون في الكويت يعاني مشكلتين رئيسيتين: أولهما الحرمان من الجنسية بدءً من عام 1961، والمشكلة الأخرى هو تعرضهم الدوري لانتهاكات جسيمة لحقوقهم الإنسانية؛ وهي انتهاكات ممنهجة. وقد ذكر أحمد السويط أنه تم اعتقال أربعة من أفراد البدون مؤخرًا لمطالبتهم بإنهاء المآسي والانتهاكات القائمة بحق البدون وتعميق معاناتهم دون إنفاذ القانون واحتوائهم.
وتلت كلمة أحمد السويط مداخلة زهراء البرازي المحامية الحقوقية ومنسقة شبكة “هويتي”، وذكرت أن الكويت صدقت على عدد من الاتفاقات الدولية التي تقضي على التهميز أو تهميش فئات بعينها، كما يحدث مع البدون، ورأت أن هناك المزيد من الوعي والعمل الحقوقي في دولة الكويت من جانب مواطني البدون الذين يناضلون من أجل حقوقهم في انعدام الجنسية، وشددت على أهمية دعم من هم خارج الكويت لهؤلاء النشطاء والحقوقيين الحاملين لأفكار هذه القضية داخل الكويت.
وذكر توماس ماك جي، الباحث ومنسق شبكة “هويتي”، أن وضع البدون في الكويت هو وضع خاص، وأن انعدام الجنسية بالنسبة لأي مواطن عمومًا يعني أنه يجد صعوبة في الحصول على حقوقه، وأن الجنسية هي حق لكل مواطن سلب هذا الحق هو انتهاك لإنسانية صاحبه.
وتحدث توماس ماك جي عن تأثير انتهاك حقوق الجنسية بالنسبة للبدون الذي امتد إلى حرمان أطفال البدون من التعليم؛ فبسبب الأوضاع المتردية لأسر البدون يضطر الآباء لتسريح أبنائهم كباعة متجولين للمساعدة في حاجات المعيشة أو المشاركة في تحمل أعباء دراسة طفل من الأسرة.