عقد «مواطن كافيه» ندوة حوارية تحت عنوان “صناعة التأثير: هل يقوم الإنفلونسر بتزييف الواقع؟” وذلك انطلاقًا من اقتناع مواطن بتنويع أجندتها الثقافية لتتجاوز ما هو سياسيّ وعام، لتنطلق إلى مناقشة القضايا الثقافية الطارئة ذات التأثير الأكبر، كموضوع “المؤثر” وقدرته على التأثير على اختيارات الرأي العام.
بدأت حلقة النقاش باستعراض محمد أنشاصي خبير التسويق الرقمي لأنواع المؤثرين وأنواع التسويق باستخدام المؤثرين، وكذلك أنواع الإعلانات المستخدمة في ترويج السلع والمنتجات وقدرتها على التأثير على اختيارات الرأي العام بصورة أكبر من طرق التسويق التقليدية أو الاعتماد على الترويج عبر وسائل الإعلام والتليفزيون.
واختلف الأستاذ سالم مشكور مع طرق التسويق الحديثة التي عملت -حسب تعبيره- على تغييب الوعي العام بصورة كبيرة، وجعل المواطن يقتني ويشتري أشياء لا قيمة ولا احتياج لها بالنسبة له، وعلّق مشكور بأن المزاج العام في منصات التواصل يميل إلى “السطحية”، خصوصًا حينما يتعلق التسويق الإلكتروني حاليًا بجني الأمور بصورة سريعة، ومن هنا يتم تخريب الذوق والنظرة إلى الأمور ونشر الإحباط في المجتمع.
ورأى مشكور أن عمليات الإغراء التي تعد نتاجًا لآليات التسويق الإلكتروني تصبح عبئًا على المنازل وتُفرض على الأزواج عنوة، وتدخل ضمن إطار ميزانية الأسرة متجاوزًة الأساسيات، وذلك نتيجة الخداع الذي يمارس على العوام من قبل المسوقين عبر المؤثرين، وهو يعد تزييفًا للواقع واقتحامًا للأسرة ودفع المجتمع نحو مزيد من الاستهلاك.
ورأى الكاتب والمدون أحمد العساف، أنه لابد من توافر خاصيتين في مجتمع المتلقين للمحتوى: أولهما الوعيّ، وثانيهما الإيجابية، ومن هُنا حينما يتم تجربة المنتجات واستهلاك السلع التي تم الترويج لها عبر المؤثرين؛ فإن الجمهور عليه أن يعلن عن رأيه بصورة حاسمة وفاعلة، لأن هذا الدور هو السبيل أمام الوقوف بالمرصاد تجاه حملات التغييب وترويج المنتجات والسلع السيئة.
وذكر عبد الرحمن المعراج الخبير في التسويق الإلكتروني أنه في السابق كان يحصل الناس على معلوماتهم من مصادر موثوقة وحقيقية؛ كالصحف والإعلام أو الباحثين، أما الآن فقد تنوعت المُخرجات والمصادر، والزيف الحادث الآن فيما يخص تزييف الواقع هو بسبب أنه لا يمكن التحكم في أجندات منصات التواصل ولا قدراتها على التأثير على المجموع.