تنطلق اليوم النسخة الـ22 من كأس العالم في العاصمة القطرية “الدوحة“، والتي ستستمر حتى 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل، والتي تشهد تواجد 4 منتخبات عربية هي: “قطر، السعودية، المغرب، تونس”، تسجل جميعها المشاركة السادسة بالمونديال، ما عدا المنتخب صاحب الأرض الذي يظهر في البطولة لأول مرة في تاريخه.
قطر البلد المضيف
البداية من البلد المضيف، الذي يسجل منتخبها المشاركة الأولى في كأس العالم، ويقع بالمجموعة الأولى رفقة الإكوادور والسنغال وهولندا، وستكون المباراة الافتتاحية للمونديال بين قطر والإكوادور على استاد البيت في مدينة الخور القطرية.
وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للمنتخبات، الصادر في تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، نجد أن هولندا تقع في المركز الثامن عالميًا، والسنغال الثامن عشر، والإكوادور الـ44، بينما قطر الـ50، ما قد يصعب مهمة صاحب الأرض الذي يأمل في تقديم نتائج إيجابية في دور المجموعات، والعبور إلى الدور التالي “ثمن النهائي”، ليسجل حضورًا مشرفًا في المشاركة الأولى له؛ خاصة أنها تقام على أرضه ووسط جمهوره.
من ناحية أخرى، نجد أن منتخب السنغال الذي يسجل الحضور الثالث له في المونديال، يريد أن يواصل المسير وتحقيق الإنجازات، بعد أن حصد بطولة أمم أفريقيا على حساب مصر في شباط/فبراير الماضي، لأول مرة في تاريخه، وكذلك محو آثار الخروج من دور المجموعات في النسخة الأخيرة من كأس العالم 2018، التي أقيمت في روسيا، واستعادة إنجاز مونديال 2022 بكوريا الجنوبية واليابان، عندما وصل إلى ربع النهائي، قبل أن يودع المسابقة عقب هزيمته من تركيا بهدف نظيف.
وعلى صعيد منتخب هولندا، نجد أنه يدخل النسخة الحالية بآمال كبيرة؛ إذ إنه لم يتأهل إلى الماضية في روسيا، وخلال مشاركاته السابقة بالمونديال، التي وصلت إلى 11 مرة، وصل “الطواحين” إلى النهائي في 3 مناسبات، لكنه لم يستطع تحقيق اللقب مطلقًا، ما يدفعه إلى السعي قدمًا في سبيل تحقيقه.
وربما تكون المواجهة الأسهل نسبيًا بالنسبة لقطر هي التي تجمعه بنظيره الإكوادوري، في افتتاح البطولة؛ إذ إن المنتخب الأخير يسجل حضوره الرابع في المونديال، وأقصى نتيجة حققها كانت الوصول إلى ثمن النهائي، في نسخة عام 2006، التي أقيمت في ألمانيا، ومنذ هذا الحين وابتعد عن كأس العالم، قبل أن يعود مجددًا في النسخة الحالية، لكنه في الوقت ذاته يتفوق في التصنيف على “العنابي“، وسيكون لديه دافعًا لوضع قدم في الدور المقبل.
السعودية تأمل في استعادة إنجاز 94
وبالانتقال إلى الحديث عن المنتخب السعودي، نجد أنه يقع في المجموعة الثالثة، رفقة الأرجنتين وبولندا والمكسيك، وسيلتقي في المباراة الأولى براقصي التانجو في تمام الواحدة ظهرًا بتوقيت المملكة يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
ووفقا لتصنيف “فيفا” للمنتخبات، يحتل الأرجنتين المركز الثالث عالميًا، والمكسيك يأتي ثالث عشر، وبولندا الـ26، بينما السعودية الـ51، ما يجعل موقف “الأخضر” معقدًا؛ خاصة أن منتخب راقصي التانجو يسعى لتحقيق الإنجازات، بعد أن حصد بطولة كوبا أمريكا عام 2021، بعد غياب 28 عامًا، ومن ناحية أخرى يسعى القائد ليونيل ميسي إلى ترك بصمة للتاريخ في المونديال الحالي، الذي غالبا سيكون الأخير له.
وسيعاني دفاع المنتخب السعودي من قوة هجومية ضاربة، أمام الأرجنتين في المباراة الافتتاحية، بقيادة النجم ليونيل ميسي، الذي يقدم مستويات رائعة رفقة فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي، منذ مطلع الموسم الجاري، بجانب الغزارة التهديفية للبولندي روبرت ليفاندوفسكي، هداف الدوري الإسباني بالنسخة الحالية، مع فريقه برشلونة.
ولم يسبق للمنتخب السعودي أن قابل أي من منتخبات مجموعته في نسخ سابقة بكأس العالم، ولم يحقق الفوز على أي منها في أي مواجهة رسمية أو ودية.
وعموما يشارك “الأخضر” في المونديال للمرة السادسة في تاريخه، بعد نسخ: 1994، 1998، 2002، 2006 ،2018 ، وكان الظهور الأول له في كأس العالم 94 بأمريكا الأفضل في تاريخه؛ إذ تمكن حينها من بلوغ ثمن النهائي، بعد أن خسر في دور المجموعات أمام هولندا، وفاز على المغرب وبلجيكا، قبل أن يودع البطولة في الدور التالي على يد السويد، الذي تغلب عليه بثلاثية مقابل هدف.
وسجل المنتخب السعودي حضوره في النسخ الثلاث التالية، لكنه لم يستطع تكرار إنجازه السابق؛ إذ ودع البطولة من دور المجموعات في جميعها، ومنى بهزيمة ثقيلة على يد ألمانيا في المباراة الافتتاحية بمونديال 2002، الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان، بثمانية أهداف دون رد.
غاب “الأخضر” عن النسختين التاليتين، وعاد مجددًا في مونديال عام 2018 بروسيا، لكنه خرج من دور المجموعات أيضًا، بعد خسارته في المباراة الأولى أمام المنتخب صاحب الأرض بخماسية نظيفة، والأرجواي بهدف نظيف في المباراة التالية، ورغم فوزه على مصر في الجولة الثالثة بثنائية مقابل هدف، إلا أن ذلك لم يكفه للتأهل إلى ثمن النهائي، وودع البطولة.
المغرب.. أول بلد عربي وأفريقي يصل إلى ثمن النهائي
وعلى غرار السعودية، يشارك المنتخب المغربي في النسخة الحالية من كأس العالم، للمرة السادسة في تاريخه، والثانية على التوالي، بعد تأهله إلى مونديال 2018 بروسيا.
ويقع المغرب في المجموعة السادسة برفقة كرواتيا وبلجيكا وكندا، ومن المقرر أن يلعب المباراة الأولى له أمام المنتخب الكرواتي الملقب بـ”الناريون”، في الواحدة ظهرًا بتوقيت الدوحة يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
ويحتل “بلجيكا” المركز الثاني عالميًا في تصنيف “فيفا” للمنتخبات، بينما كرواتيا وصيف النسخة الماضية من المونديال، فجاء ترتيبه الثاني عشر، والمغرب الـ22، بينما كندا الـ41.
ويدخل المنتخب الكرواتي المونديال وعينه على تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعد 5 مشاركات سابقة، حصل في آخرها “مونديال روسيا 2018″، على المركز الثاني بعد هزيمته أمام فرنسا في المباراة النهائية برباعية مقابل هدفين، كما أن بلجيكا يعد مرشحًا للفوز باللقب الذي لم يحصده مطلقًا طوال مشاركاته السابقة بالمونديال التي بلغ عددها 13 مرة، وكان أفضل مركز حققه الثالث في النسخة الماضية من كأس العالم.
هذه الأسباب قد تصعب من مهمة المنتخب المغربي، لكن الحظ قد يبستم له في مباراته أمام كندا، خاصة أن الأخير لم يصل إلى كأس العالم إلا مرة واحدة في تاريخه، خلال النسخة الـ13 من المونديال، التي استضافتها المكسيك عام 1986، وخرج حينها من دور المجموعات بدون أي نقاط، واختفى من حينها ولم يعد إلا في المونديال الحالي، بجانب أن “أسود الأطلس” يتفوق عليه في التصنيف.
وخلال مشاركاته الخمس السابقة في المونديال، نسخ (1970، 1986، 1994، 1998، 2018)، لم يواجه “أسود الأطلس” كرواتيا وكندا، لكنه قابل نظيره البلجيكي في دور المجموعات بنهائيات كأس العالم أمريكا 1994، في لقاء شهد فوز الأخير بهدف دون رد.
في المشاركة الأولى للمنتخب المغربي بمونديال 1970 في المكسيك، ودع البطولة من دور المجموعات بعد هزيمتين أمام ألمانيا وبيرو، وتعادل مع بلغاريا، وبعدها غاب في 3 نسخ متتالية، قبل أن يعود في كأس العالم 1986 بالمكسيك، وحينها استطاع أن يحقق إنجازًا دون باسمه في تاريخ البطولة؛ إذ تمكن من العبور إلى دور ثمن النهائي، كأول بلد أفريقي وعربي يصل إلى ذلك، بعد التعادل سلبيا مع بولندا وإنجلترا، والفوز على البرتغال بثلاثية مقابل هدف.
لكن في الدور الثاني اصطدم منتخب المغرب بنظيره الألماني، وصيف تلك النسخة فيما بعد، وتفوق عليه الأخير بهدف دون رد، جاء في الدقيقة 85 من عمر اللقاء، عن طريق ضربة حرة سددها ماتيوس، وودع “أسود الأطلس” البطولة.
غاب المغرب عن نسخة 1990، التي أقيمت في إيطاليا، وعاد مجددًا في التالية 1994 بالولايات المتحدة الأميركية، لكنها حملت أسوأ مشاركة له؛ إذ خسر جميع مباريات دور المجموعات أمام بلجيكا والسعودية وهولندا، ليودع المونديال بدون رصيد من النقاط.
تأهل المغرب أيضا في النسخة التالية 1998 التي أقيمت في فرنسا، وحينها تعادل مع النرويج وخسر من البرازيل وفاز على اسكتلندا في دور المجموعات، وكان على أعتاب التأهل لثمن النهائي، لكن المباراة التي جمعت البرازيل والنرويج أدت إلى خروجه، عندما شهدت الدقيقتين 83 و89 من عمرها تسجيل الأخير هدفين في مرمى “السيلساو”، الذي كان متقدمًا بهدف.
وبهذه النتيجة نجح النرويج في خطف بطاقة التأهل الثانية، وعبر إلى دور الـ16 بجانب البرازيل، في لقاء وصفته وسائل الإعلام آنذاك بـ”مؤامرة” حيكت ضد المغرب، ليغيب بعدها “أسود الأطلس” عن المشاركة في المونديال لمدة 20 عاما، قبل أن يتأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، لكنه خرج من دور المجموعات أيضا بنقطة واحدة، بعد خسارته أمام إيران والبرتغال وتعادله مع إسبانيا.
تونس يحقق أول انتصار عربي وأفريقي بكأس العالم
لم يختلف الأمر كثير بالنسبة لمنتخب تونس، الذي يسجل المشاركة السادسة له أيضا، بعد ظهوره في نسخ 1978″، 1998، 2002، 2006، 2018“.
يقع تونس في المجموعة الرابعة، رفقة الدنمارك وأستراليا وفرنسا، ومن المقرر إقامة المباراة الأولى له أمام الدنمارك في الرابعة مساءً بتوقيت الدوحة، يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
ولم يواجه منتخب تونس أي من رفقائه بالمجموعة في أي نسخة سابقة من المونديال، ووفقا لتصنيف “فيفا” للمنتخبات، يأتي فرنسا الرابع عالميا، والدنمارك عاشرًا، و”أسود الأطلس” الـ30، بينما أستراليا الـ38.
وبالنظر إلى مجموعة تونس، نجد أن المنتخب الفرنسي يسعى للحفاظ على اللقب الذي حققه في النسخة الماضية على حساب كرواتيا في المباراة النهائية، ليكون الثاني على التوالي، والثالث في مسيرته، وكذلك مواصلة الإنجازات، بعدما توج ببطولة دوري الأمم الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه، في تشرين الأول/أكتوبر عام 2021.
لكن في الوقت ذاته، يعاني فرنسا من النتائج المخيبة للآمال في الفترة الأخيرة؛ إذ ودع بطولة دوري الأمم الأوروبية بدون أي انتصارات في حزيران/يونيو الماضي، كما أنه سقط خلال آخر مبارياته الرسمية قبل كأس العالم أمام الدنمارك في دوري أمم أوروبا، بثنائية دون رد، في أيلول/سبتمبر 2022، وإلى جانب ذلك يعاني من غياب عدة لاعبين أساسيين بالنسبة له بسبب الإصابة، أبرزهم نجولو كانتي، نجم خط وسط تشيلسي الإنجليزي، وبول بوجبا، لاعب يوفنتوس الإيطالي، وشكوك حول مصير عثمان ديمبيلي، نجم برشلونة الإسباني، بسبب كثرة إصاباته، وتراجع مستوى كريم بنزيما، المتوج بالكرة الذهبية مؤخرًا، منذ انطلاق الموسم الحالي، ما قد يسهل من مهمة تونس أمام “الديوك”.
وبالنسبة لمنتخب الدنمارك، فإنه يشارك في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، بعد أن تأهل للنسخة الماضية روسيا 2018 أيضًا، لكن أقصى نتيجة حققها كانت وصوله إلى ربع النهائي عام 1998، بعد خسارته أمام البرازيل في هذا الدور، وقد تكون مواجهته الأصعب بالنسبة لـ”نسور قرطاج”.
أمام منتخب أستراليا فإنه يسجل مشاركته السادسة في مونديال قطر 2022، لكنه لم يصل في النسخ الخمس الماضية التي ظهر بها إلى أكثر من ثمن النهائي، نسخة عام 2006، عندما خسر آنذاك على يد إيطاليا، وبذلك قد تكون هناك فرصة أمام تونس لتخطي أستراليا والتعادل على أقل تقدير مع فرنسا، ما ربما يرجح كفته للوصول إلى الدور التالي لأول مرة في تاريخه.
جاءت مشاركة تونس الأولى بالمونديال في نسخة عام 1978 بالأرجنتين، وحملت له ذكرى سعيدة؛ إذ استطاع حينها أن يحقق الفوز في اللقاء الأول بدور المجموعات على حساب المكسيك بثلاثية مقابل هدف، ليصبح أول انتصار عربي وأفريقي في البطولة، لكنه رغم ذلك تلقى الهزيمة في المباراة التالية على يد بولندا، وتعادل مع ألمانيا في اللقاء الثالث، ليودع البطولة من هذا الدور، وغاب بعدها لمدة 20 عامًا.
عاد “نسور قرطاج” في نسخة عام 1998 التي أقيمت في فرنسا، لكنه خرج من دور المجموعات أيضًا، بعد أن خسر أمام إنجلترا وكولومبيا، وتعادل مع رومانيا، واستطاع المنتخب التونسي أن يحجز مقعدًا في النسخة التالية مباشرة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، لكن تكرر الأمر ذاته كذلك؛ إذ خسر أمام روسيا واليابان وتعادل مع بلجيكا ليودع البطولة.
وتواجد تونس في نسخة 2006 التي أقيمت في ألمانيا، لكن لم يحقق جديدًا؛ إذ إنه تعادل في المباراة الأولى أمام السعودية بهدفين لكل منهما، وخسر في اللقاءين التاليين أمام إسبانيا وأوكرانيا.
ولم يختلف وضع تونس في النسخة الأخيرة 2018 بروسيا؛ إذ ودع البطولة أيضًا من دور المجموعات، بعد الخسارة أمام إنجلترا وبلجيكا، والفوز على بنما.
يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، حذر الاتحاد التونسي للعبة الشعبية، من أن مشاركة “نسور قرطاج” في نهائيات كأس العالم المقبلة بقطر ربما تتعرض للتهديد، إذا تبين وجود أي تدخل حكومي في إدارة شؤون الاتحاد المحلي، خاصة أنه يشترط أن تكون جميع الاتحادات الأعضاء على منأى من أي تدخل سياسي.