الفلاتر لا توضع على الصور لتحسينها فقط؛ بل تستخدم لتحسين التاريخ والماضي، في زمن انتشر به سماسرة العقول، وأناس يسلمون عقولهم بعقود بيع نهائية بلا مراجعة نقدية لأي من الموروثات بالسمع. ربما من الواجب على كل “إنسان” في زمن انتشر الزيف، أن يكون باحثًا عن الحقيقة وعقله وتفكيره منفتحًا على جميع الآراء دون أن يخاف من الرأي الآخر المخالف له، محاولًا نصب الأسلاك الشائكة حول من يختلف معه.
التقت مواطن بالدكتور خالد منتصر، وهو أحد هؤلاء الباحثين عن الحقيقة، لم يسلم عقله؛ بل حرره داعيًا الجميع لتحرير عقولهم، من خلال منشورات عبر السوشيال ميديا، ومقالات عبر الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية، ولقاءات تلفزيونية، كان “منتصر” فيها ضيفًا يدافع عن قيم التنوير والتفكير الحر، أو مذيعًا يطرح ما يثير العقول للتفكير، بالإضافة إلى أكثر من 15كتابًا؛ منها “وهم الإعجاز العلمي” و”هذه أصنامكم وهذا فأسي”. وكان معه هذا الحوار حول حياته وأفكاره ومؤلفاته.
- لا أستطيع أن أدعو إلى المواطنة وأنا أحمل قاموسًا به كلمات مثل: الجزية، والولاء والبراء، والغزوة.
- العلم والدين ليسا متنافسين، ليسا خصمين، ولكن لكل منهما مجاله، العلم نسبي والدين مطلق.
- تدريس الثقافة الجنسية من الممكن أن يكون في أي عمر وأي سن حتى للأطفال، ولكن ما الطريقة؟
- نحن أكثر مجتمعات العالم اهتمامًا بالجنس “كمًا”، ولكننا أقل مجتمعات العالم في الاهتمام به “كيفًا”.
- الإرهابي أو المتطرف عمومًا يكره ثلاثة أشياء: العلم، المرأة، والفن.
الدين نافذة روحية نحتاجها، والعلم طاقة تغيير على هذه الأرض، ليس مجاله مناقشة السماء، ولكن مجال العلم هو تغيير ما هو على الأرض إلى الأفضل.
1- تعمل طبيبًا جلديًا وكاتبًا، لك عدة مقالات وكتب، وتصنف كمفكر تنويري، من خالد منتصر من بين كل هؤلاء؟
أنا كل هؤلاء، أنا الطبيب والكاتب والمتصدي لقضايا التنوير، وأعتقد أن كل هذه الملامح أو الوجوه هي متكاملة مع بعضها؛ فأنا أمارس الطب من وجهة نظر احترام العلم، وأضفى هذا على كتاباتي لمحة ونظرة علمية في تناولي لكل الأمور حتى التراث.
وكتاباتي في معظمها تلتزم بهذه الروح العلمية الصارمة الحيادية، والعلم أو حتى الأدب علمني أنه لا شيء أصدق من التجربة، وأن معيار الحقيقة والصدق ليس ما حدث في الماضي، وليس بشخصية المتحدث، وليس بكبر سنه وليس بالأغلبية أيضًا.
فمن الممكن أن تقتنع الأغلبية بشيء ولا يكون حقيقيًا أو صادقًا؛ فالعالم كله كان مجمعًا على أن الأرض مسطحة واتضح غير ذلك، وأشياء كثيرة، الطب ينعكس على الكتابة والكتابة تنعكس على الطب، ومجال التنوير هو مجال السؤال الجسور المتمرد، وهذا أيضًا تعلمته من الطب ومن الكتابة.
2- ما التنوير من وجهة نظرك، ولماذا يتخوف البعض من الأفكار التنويرية وكأنها تبشير بدين جديد؟
التنوير لخصه الفيلسوف كانط في جملة قصيرة: “كن جريئًا في استخدام عقلك”، هذه هي العبارة التي تلخص أفضل تلخيص قضية التنوير؛ الجرأة في استخدام العقل، رفض الوصاية على العقل، لا خطوط حمراء، كل شيء موضوع على طاولة التشريح، وقابل للفحص والتحليل بدون فزاعة التكفير أو تكسير الثوابت أو الخروج عن القيم، ومثل هذه الفزاعات التي تعطل التنوير.
3- هل هناك تعارض بين الأفكار التراثية وفكرة المواطنة في الدولة الحديثة، وما هو هذا التعارض إن وجد؟
للأسف هناك تعارض ما بين الأفكار التراثية والمواطنة، فإذا عدنا الأفكار التراثية، وكثير منها موجود في كتب الفقه التي تدرس، هناك خصومة مع المواطنة في بعض الأشياء، وإذا أدخل الدين في السياسة؛ فبطبيعته سيصبح إقصائيًا، لأنه يتعامل مع صاحب المعتقد الآخر على أنه الأفضل والأصح أو الأكثر صحة.
لذلك لا أستطيع أن أدعو إلى المواطنة وأنا أحمل قاموسًا به كلمات مثل: الجزية، والولاء والبراء، والغزوة، والتضييق على صاحب الدين الآخر في الطريق، أو عدم مصافحته، أو عدم الاحتفال بأعياده، أو تكفيره إلى آخر هذا القاموس. هذا القاموس ليس مناسبًا ولا يتمشى مع الدولة المدنية التي تعلي من قيمة المواطنة.
الأفكار الدينية ليست مبتورة الصلة بالسياق التاريخي والزماني والمكاني، للمجتمع الذي نشأت فيه تلك الأفكار، ومنها الأفكار عن المرأة، ولابد أن تتغير تلك النظرة التي كانت تناسب المجتمع البدوي آنذاك.
4- “الخلط بين الدين والعلم من خلال تضخيم حدوتة الإعجاز العلمي المخدرة تغري رجل الدين بالتدخل في شؤون العلم وتعطيل تقدمه وشل إنجازاته”.. اقتباس من كتاب وهم الإعجاز العلمي. كيف ترى علاقة العلم بالدين أو رجاله؟ وما رأيك بخصوص مسألة الإعجاز العلمي؟
العلم والدين ليسا متنافسين، ليسا خصمين، ولكن لكل منهما مجاله، العلم نسبي والدين مطلق، ومحاولة خلط هذا بذاك مثل الذي يريد أن يزن بالكيلو متر أو يقيس بالكيلو جرام، أو كمن يريد أي يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف بريشة فنان. الحقيقة هي أن العلم له مجاله والدين له مجاله.
ومحاولة تكبيل العلم بالأفكار الدينية يؤخر العلم ويعطله، ومحاولة تفسير وإخضاع الأفكار الدينية للمعمل هي مستحيلة؛ فالدين نافذة روحية نحتاجها، والعلم طاقة تغيير على هذه الأرض، ليس مجاله مناقشة السماء، ولكن مجال العلم هو تغيير ما هو على الأرض إلى الأفضل.
5- “سماسرة الشقق المفروشة يقبضون ما يمسى خلو رجل، أما سماسرة الدين فيقبضون ما يسمى خلو عقل”، من كتابك “هل هذه حقًا بديهيات دينية؟”، منذ متى تحول رجل الدين إلى سمسار عقول؟ وما الذي ساعده في ذلك؟
هم الذين يريدون كبح الأسئلة، وفرملة علامات الاستفهام، أصحاب مدرسة “لا تجادل يا أخ علي”، هذا النوع من السماسرة هو أخطر ما يعوق أي مجتمع، هو يشله ويصيبه بالكساح، لأنه سيصبح مجتمعًا غير قادر على التفكير النقدي، غير قادر على طرح الأسئلة، دائمًا ينظر إلى الماضي بكل التقديس، وأنا أعتقد أن هؤلاء السماسرة الذين يغتالون السؤال في أدمغتنا، هم أخطر القتلة في التاريخ.
6- كيف ترى “المتطفل” الذي يعين نفسه وصيًا على الدين، ويهاجم كل من يحاول التفكير بحرية خارج الصندوق، هل هذا ينبع من خوفه على تغيير أفكاره، أم أنه مجرد شو يستخدمه ليظهر للناس أنه أكثر إيمانًا؟
بالفعل هو يخاف جدًا، مذعور ومرعوب من أن هناك فردًا آخر يستطيع أن يفكر بحرية ويحلق خارج السرب ويعدو خارج القطيع، وهذا يسبب له رعبًا، وعلامات الاستفهام تسبب له فزعًا، وهذا الخوف ينقلب إلى هستيريا شتائم وعنف ضد الآخر الذي يستفزه بأسئلة منطقية.
7- منذ الصغر يخوفوننا من عذاب الله والجحيم بدلًا من التحدث عن رحمته ومغفرته. هل كانت طفولة خالد منتصر مختلفة عن ذلك؟ وما كانت رؤيتك عن الله وتصورك له في طفولتك؟
صورة الله التي كانت ولازالت موجودة هي، “صورة الأب أو الرب الذي يطبطب علينا ويحتضننا، بأبوة وحنان” هذا هو تصوري البسيط جدًا والمختصر عن الله.
8- يصف فرج فودة التيارات المتشددة بأنها تدعو لثقافة نكد، تعادي الفن والحياة، فلو كان الإرهابي حظى بالحب في حياته واستشعر الجمال في الفن والموسيقى، كان ليقدم على هذا الفعل؟ ولماذا من وجهة نظرك؟
الإرهابي أو المتطرف عمومًا يكره ثلاثة أشياء: العلم، المرأة، والفن. لأن الفن يسحب بساط الزاد الروحي الذي من المفروض أن يمنحه الدين للناس، الفن يشارك الدين في هذه المساحة، لذلك؛ فالمتطرفون دائمًا مرعوبون من الفن خوفًا من سحب البساط من تحت أقدام تجار أو سماسرة الدين، بالرغم من أنه لا وجود للتنافس بين الاثنين.
من الممكن أن يعطي الدين زادًا روحيًا والفن أيضًا يعطي زادًا روحيًا، مسألة استشعار الجمال والفن والموسيقى بالطبع تهذب وتشذب الروح وتمنع الإنسان من التطرف؛ فلا يمكن لفنان يرسم لوحة أو نحات ينحت تمثالًا أو موسيقار يعزف الكمان أن يضحي بكل هذا ويلقيه في سلة المهملات ويستخدم السكين لذبح آخر، وهو يصرخ “الله أكبر” مستلذًا بهذا القتل ومنتشيًا به.
9- قلت في كتابك “الجنس تواصل لا تناسل”.. “لايوجد رجل مريض جنسيًا أو امرأة مريضة جنسيًا؛ بل توجد علاقة هى المريضة وهى المدانة”، هل يمكن أن توضح لنا مقصدك بالعلاقة المريضة، وأسبابها وآثارها؟
الجنس ديالوج لا مونولوج، إنه حوار ومن الممكن أن يكون الرجل صحيحًا عضويًا، والمرأة صحيحة عضويًا من الناحية البيولوجية والفسيولوجية، ولكن الحوار بينهما أخرس، لذلك تفشل العلاقة. المرأة بوابتها الجنسية هي الأذن، والرجل بوابته الجنسية هي العين، وهناك اختلافات كثيرة، لابد أن يراعي كل منهما الآخر ويقرأ خريطته الجنسية؛ فالخريطة الجنسية لكليهما مختلفة تمام الاختلاف.
10- كتابك “الجنس تواصل لا تناسل”، على الرغم من مدح الكثيرين واستفادتهم منه، كان هناك فئة تعارضك بسبب الخوض في تابوه الجنس بجراءة ومنهج علمي، لماذا تعتبر فئة من مجتمعتنا العربية الأطروحات الجنسية مجرد أطروحات لإثارة الجدل، ولا تقابل بالنقاش بل الهجوم عليها، وعلى من يطرحها؟
نحن أكثر مجتمعات العالم اهتمامًا بالجنس من الناحية الكمية “كمًا”، ولكننا أقل مجتمعات العالم في الاهتمام به “كيفًا”، لأننا حصرنا الجنس في مفهوم الصياد والفريسة، في مفهوم الدقيقتين أو الثلاث دقائق التي تنتهي بالأورجازم، هذا هو كل ما غرس في أذهاننا عن الجنس، الغرب يسمونه Making love أي صناعة الحب.
ولكننا نحن المجتمعات العربية والشرقية نفتقد هذا العنصر في ممارستنا الجنسية، وهو “الحب”، ولذلك نحن نخاف أن نناقشه ونفزع ويتملكنا الرعب حين تطرح مناقشته بشكل علمي، لأنها ستفضحنا وتعرينا لنكتشف أننا مجتمعات جافة جدًا عاطفيًا، وتخلو من الحب الحقيقي رغم كم الأشعار التي نكتبها عن الحب.
مدرّسة الألعاب عندما تقول للطفلة، لا تلعبي جمباز لأنك ستفقدين غشاء البكارة، معلومة خاطئة مثل هذه تشوه الثقافة الجنسية لأجيال.
11- هل تحتاج المجتمعات العربية للتثقيف الجنسي، وفي أي مرحلة يجب تدريس الجانب الجنسي كأي مادة علمية أخرى؟
تدريس الثقافة الجنسية من الممكن أن يكون في أي عمر وأي سن حتى للأطفال، ولكن ما الطريقة؟ وما المدخل وطريقة التناول؟ في المدارس ليس ما ندعو إليه أن يكون هناك كتاب يدرس باسم كتاب الثقافة الجنسية على الإطلاق، ولكن الثقافة الجنسية من الممكن لمدرسي اللغة العربية من خلال قصائد الشعر الرومانسية أن يمنحوا ثقافة جنسية، مدرس العلوم من الممكن أن يمنح ثقافة جنسية، الأخصائيون الاجتماعيون ومدرسو التاريخ من الممكن أن يمنحوا ثقافة جنسية.
فمدرّسة الألعاب عندما تقول للطفلة لا تلعبي جمباز لأنك ستفقدين غشاء البكارة فهي معلومة جنسية خاطئة تشوه الثقافة الجنسية، فصل البنات عن الأولاد في مرحلة الحضانة هو تشويه للثقافة الجنسية، نحن بالطبع نحتاج للثقافة الجنسية.
12- قلت في منشور لك: “في ذات يوم هاج ثور على فَراشة؛ فبدلًا من إخصاء الثور أو ترويضه، قام الناس بتغطية جناحي الفراشة لكي يهدأ الثور احترامًا لفحولته!”. فما الطريقة المثلى لترويض المتحرش من وجهك نظرك، ولماذا؟
ليست هناك طريقة مثلى أو نموذجية لترويض المتحرش، ولكن هناك محاولات لهذا الترويض، أعتقد أنها ستكون ناجحة لأنها نجحت في بلاد أخرى، احترمت الثقافة، احترمت الفن، واحترمت الإنسانية، أهم شيء أن نربي وجدان هذا المتحرش بالفن وبالعلم وبالثقافة، ونوصل إليه إحساس أن المرأة ليست لحمًا للافتراس، لكنها إنسان لها عقل ووعي.
المرأة ليست مجرد فريسة أو موضع صيد، ولكنها تملك وعيًا وعقلًا وروحًا يستطيع أن يتحاور معك، لابد أن يقتنع أن البنت عندما ترتدي زيًا جميلًا وتحافظ على رشاقتها هي ترضي نفسها أولًا وتستجيب لفطرتها العادية، ولا يكون غرضها على الإطلاق كما هو في ذهنه أن تثيره أو تسبب له هياجَا جنسيَأ.
ولهذا فغريزة الاستحسان عند الرجل والمرأة هي غريزة مثل الأكل والشرب، الاستحسان الاجتماعي ككلمات المدح وكلمات المجاملة بالنسبة للمرأة في المجتمعات الراقية والمتحضرة هي واجب أو فريضة اجتماعية.
13- عودة للتنوير المتعلق بالنسوية، أفكار من قبيل “واضربوهن، ناقصات عقل ودين، المرأة تفسد الصلاة، أكثر أهل النار نساء، شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، مثنى وثلاث ورباع.. مواضيع تم طرحها في كتابك “هل هذه بديهيات دينية؟”، هل هذه الأفكار كانت موجودة قديمًا ولم تعد تلك الأفكار تناسب عصرنا أم أنها ناتجة عن سوء تأويل النص الديني؟
الأفكار الدينية ليست مبتورة الصلة بالسياق التاريخي والزماني والمكاني، للمجتمع الذي نشأت فيه تلك الأفكار، ومنها الأفكار عن المرأة، ولابد أن تتغير تلك النظرة التي كانت تناسب المجتمع البدوي آنذاك؛ فهذا ليس من صميم العقيدة ولكنه، من ممارسات هذا المجتمع في ذلك الوقت، مثل الاهتمام بالناقة والجمل والحصان والخيمة وشح المياه والتجارة بالتبادل، ومفاهيم أخرى كثيرة كانت مرتبطة بهذا المجتمع.
فكل ما ذكرتِه من أمثلة من الطبيعي جدًا أن يوجد في تلك المجتمعات، وكانت هذه طبيعته في وقتها؛ فمسائل مثل الزي والتعامل مع المرأة مسائل مرتبطة بهذا السياق الذي نتحدث عنه، وكما ناقشنا أمورًا كثيرة وغيرناها؛ مثل رأي رجال الدين في البنوك، رأي رجال الدين في تنفيذ الحدود، توزيع الغنائم والجواري والسبايا وإلى آخره؛ فلماذا لا نناقش بحرية تغيير نظرتنا الذكورية للمرأة؟
14- “منذ رحلت تركتني طفلًا عجوزَا”؛ هكذا وصفت أثر رحيل “وفاة” والدتك في السادسة والعشرين من عمرها، كيف استقبلت هذا الحدث في طفولتك؟ وهل تمثل ذكرياتها معك جزءَ من تقديرك الحالي ودعمك للمرأة؟ حدثنا عن دور الوالدة في تكوين أفكارك الداعمة للنساء؟
اليُتم المبكر جعلني صديقًا للكتاب بشكل كبير، لأنه كان جليسي وأنيسي الوحيد، وطبعًا كان حادثًا مزلزلًا بالنسبة لي؛ خاصة أنني كنت قد قضيت آخر عامين معها بعد خروجها من جراحة صمام في القلب ترك شللًا في اليد والقدم، وفي الكلام أيضًا.
فكنت أنا الوحيد الذي يستطيع أن يترجم كلامها للآخرين، كانت فترة في منتهى الصعوبة، ولم تظل معي لتؤثر في أفكاري، لأنها ماتت وأنا مازلت طفلًا صغيرًا، ولكن وجدت مكتبة عامرة، وبالرغم من أنها لم تكمل تعليمها العالي وانتهى تعليمها في مرحلة الثانوية، إلا إنها كانت تقرأ لكتاب كبار في هذا الوقت؛ مثل إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وآخرين.