في مجتمع اعتاد أهوال الحرب، يعاني فيه النساء صنوف من العذاب بين وقائع السجن والتشريد والاعتداءات المستمرة، من العجيب أن تنتفض منابره ويثور قادته من الساسة ورجال الدين على أغنية لا تتجاوز مدتها ثلاثة دقائق، يُتهم صناعها بأنهم مروجون للفاحشة، وداعمون للفسق والفجور ومحرضون النساء على الانحلال.
"الجماعات الإسلامية تمارس نوعًا من الإرهاب، ضد الفنون كمدخل للترويج لخطابها المتشدد، ومهاجمة المجتمع تحت شعارات وهمية بالدفاع عن الدين والعقيدة"
منذ الساعات الأولى لطرحها مطلع سبتمبر/أيلول، فجرت أغنية يمنية تحمل عنوان (مش غلط)، أنتجها مجموعة من الشباب في محافظة تعز الجنوبية -التي يصفها مؤرخون للمفارقة بأنها عاصمة الثقافة التاريخية لليمن- جدلًا واسعًا بين معارض ومؤيد.
وجاء في كلمات الأغنية التي غناها الفنان اليمني مروان شمسان، وكتب كلماتها الشاعر منتصر منصور: (مش غلط نشرب سوا شاهي ونتمشى شوية/ مش غلط، نخفى ونجلس وحدنا حتى العشية).
ولم تكتف قيادات دينية بارزة من جماعة الإخوان بحشد وتحريض المجتمع ضد صناع العمل؛ بل ذهبوا إلى تكفيرهم على المنابر في محافظة تعز، التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل.
وتعلق سهير السمان الكاتبة والأديبة، ومدير عام إدارة النشر بالهيئة العامة للكتاب، لـمواطن: “إن الأغاني اليمنية قد حفلت بالغزل والحب، بل وهناك أغانٍ كثيرة تتغزل بمفاتن المرأة، وأغان تعلو فيها نبرة الحسية، ولم تجد هذه الأغاني هجومًا مثل الذي أثير ضد أغنية “مش غلط”.
يصف الكاتب الصحافي اليمني المختص بالشأن السياسي وضاح الجليل، الأغنية بأنها “عادية جدًا”، وليس بها من الإبداع أو التجديد ما يستحق كل هذا القدر من الجدل المثار منذ طرحها قبل أسابيع.
ويقول الجليل لمواطن “إن هناك حملة موجهة ضد الأغنية، انطلقت منذ الساعات الأولى لطرحها، يقودها إمام مسجد كان منتميًا في وقت سابق لحزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، يدعى عبد الله أحمد العديني، وهو معروف بالتطرف الشديد في أفكاره، عادة ما يستغل مختلف المواقف ويحاول أن يظهر معبرًا عن أفكار تسيء للمجتمع اليمني.
كذلك يتفق معه الكاتب والمفكر اليمني حسين الوادعي، الذي يرى أن التحريم والخطاب الديني ضد الفن هو موضوع قديم وجديد، وأن الجماعات الإسلامية تمارس نوعًا من الإرهاب ضد الفنون كمدخل للترويج لخطابها المتشدد، ومهاجمة المجتمع تحت شعارات وهمية بالدفاع عن الدين والعقيدة، لذلك تعد الأغنية الرومانسية مناسبة جدًا لقيادات التطرف لشحن المجتمع وإثارة مشاعر الكراهية.
لم يتوقف التحريض ضد صناع العمل على تكفيرهم أو اتهامهم بإشاعة الفاحشة؛ بل تلقوا تهديدات بالقتل من مجهولين، وأعلن مدير المؤسسة المنتجة للأغنية (ميون)، سام البحيري، أنه تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية.
ويضيف لمواطن: “إن الأغنية عادية جدًا، وكان هناك أغانٍ يمنية أكثر جرأة وتحررًا منها، لكن هذا الجدل اليوم يرتبط إلى حد كبير بالصراع السياسي الراهن في البلاد؛ خاصة أن الجماعة الدينية تبحث عن أي فرصة لإثارة المجتمع، وتأسيس سيطرتها الدينية والسياسية عليه في ضوء صراع المصالح”.
كما ترى آمال دبعي، رئيس مركز مناهضة العنف ضد المرأة، أن الأغنية ليس بها أي لفظ خارج لا يتوافق مع قيم المجتمع، ولا تدعو إلى الفواحش كما يزعم هؤلاء المشايخ المتطرفون؛ بالعكس هم يحاولون أن تظل المرأة في عصور الظلام، ولا يتشكل لديها أي ثقافة أو وعي، وهم يعتبرون تعليم المرأة وتنويرها خطرًا حقيقيًا على مشروعهم الظلامي، وفق حديثها لمواطن.
تحريض تهديدات بالقتل
لم يتوقف التحريض ضد صناع العمل على تكفيرهم أو اتهامهم بإشاعة الفاحشة؛ بل تلقوا تهديدات بالقتل من مجهولين، بحسب تصريحات صحافية لمدير المؤسسة المنتجة للأغنية (ميون)، سام البحيري، الذي أكد أنه تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية، مما دفعه لتقديم بلاغ إلى نقابة الصحفيين حول التهديدات التي تلقاها من مجهولين.
وأعلنت العديد من المنظمات والهيئات التضامن مع “البحيري“ وفريق العمل؛ حيث أصدر فرع نقابة الصحافيين في تعز، بيانًا يعرب عن تضامنه مع البحيري وطاقم العمل التابع له، داعيًا الصحافيين والإعلاميين في المدينة إلى التضامن والوقوف بحزم ضد أي محاولات لتكريس حالة الإرهاب الفكري داخل تعز، أو استخدام الخطاب الديني غطاءً لتقييد الحريات.
أيضًا أعلنت منظمة “صحفيات بلا قيود” تضامنها الكامل مع الصحفي سام البحيري، وفريق عمل أغنية “مش غلط”، وحذرت في بيان من عملية استخدام الخطاب الديني كغطاء لتقييد الحريات.
كما طالبت الجهات المعنية والأمنية بمحافظة تعز بتوفير الحماية الكاملة للصحفي سام البحيري وطاقم عمله، وتوفير بيئة مناسبة للعمل الإبداعي والثقافي يتلاءم مع مكانة “تعز” المدنية كحاضرة للفن والثقافة والفكر.
ودعت منظمة “صحفيات بلا قيود” المجتمع المدني والحقوقي لإدانة هذه الواقعة، والتضامن مع الصحفي سام البحيري وفريق عمله.
الهجوم الممنهج إضافة للتهديدات ضد صناع العمل دفع بعضهم للتراجع والاعتذار خشية التصفية الجسدية، من بينهم المصمم أيمن سمير العبسي، الذي اعتذر عبر صفحته على فيس بوك، عن المشاركة في العمل “أنا كمصمم في هذه الأغنية أدركت الخطأ الموجود فيها متأخرًا، أقدم اعتذاري لله ولنفسي وللمجتمع، وأنا بريء من العمل ككل، وأنه لا يمثلنا ولا يمثل رؤيتي الأخلاقية والفنية”.
دعوى قضائية والتهمة مخالفة الشريعة
وبعد أسبوع واحد من طرح الأغنية التي حققت تفاعلات كبيرة بسبب حالة الجدل المثارة حولها، قدم فريق قانوني في محافظ تعز شكوى ضد طاقم العمل، بزعم مخالفتها لتعاليم الشريعة الإسلامية.
وبحسب الشكوى، التي تقدم بها كل من؛ المحامي أمجد الغالبي، مختار الطويل، عبدالرحمن الطويل؛ فإن أغنية “مش غلط” تدعو إلى كسر الثوابت الشرعية، وتتنافى مع القيم المجتمعية المتمسك بها، وطالب الفريق القانوني، النيابة العامة بالتحقيق مع طاقم الأغنية، ومحاسبتهم وفق الشرع والقانون.
وعبر صفحته على منصة (إكس) يعلق المدير التنفيذي لمؤسسة “مواطنة لحقوق الإنسان” رشيد الفقيه قائلًا: “تستمر شرذمة من المتطرفين لا تمثل “تعز”، أو حتى جزء منها، يتولى كِبرها عجوز منفلت وطائش، في جريمة استهداف وترويع فريق أغنية “مش غلط”، أحدث تقليعات تدشين محاكم التفتيش، برفع دعوى حِسبة، ضد فريق الأغنية، استمرارًا في معركتهم، الهادفة لتحويل تعز ولاية محاكية لنموذج قندهار”.
ومن جهتها، اعتبرت وزارة الثقافة هجوم الإخوان على أغنية “مش غلط” استهدافًا ممنهجًا للأعمال الثقافية؛ سواء الأغاني أو المسرح أو الشعر والأدب والفنون.
"احتج على كلمات أغنية طالما كان كثير من الأغاني يحمل نفس المعنى، والسؤال: من يحاكم الخطيب على استخدامه ألفاظ غير أخلاقية في منبر مقدّس؟"
وقال مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة تعز، عبد الخالق سيف في تصريحات صحافية إن رجال الدين المتشددين في تعز، لديهم مشكلة كبيرة مع الحياة، ويترجمون ذلك من خلال شعورهم المَرضي، لأنهم يريدون أن يسيطروا سيطرة تامة على عقول ووعي وثقافة الناس؛ خصوصًا البسطاء.
وأشار إلى أن الأفكار التحريضية للمتطرفين لم تر ما في الأغنية من جمال وعفوية وبراءة ونقاء، فقط أفكارهم تذهب إلى الإيحاء القبيح الذي يسكن عقولهم، حيث يتحركون كحراس للفضيلة، وهم بعيدون كل البعد عن ذلك. مضيفًا أن المتطرفين يلجؤون إلى التحريض والعنف الذي قد ينجم عنه ارتكاب جرائم والشواهد كثيرة.
وصاية دينية
بحسب حسين الوداعي يبدو أنه كان هناك اتفاق بين جماعات دينية وسياسية متناحرة على الحكم في الهجوم على الأغنية؛ فالإخوان المسلمون من ناحية، والحوثيون من ناحية أخرى اجتمعا للمرة الأولى على مهاجمة الأغنية، واتهام صناعها بهدم أخلاق المجتمع.
وتعيش نساء اليمن مأساة إنسانية غير مسبوقة، بينما تعاني من الاضطهاد والتهميش والقتل أو الاعتداء الجسدي والجنسي أحيانًا؛ فالحرب في اليمن وعلى اليمن جعلت من المرأة ضحية عنف أسري أسوأ من العادة؛ ارتفاع في نسب زواج القاصرات، وتزايد جرائم اغتصاب الأطفال من فتيات وفتيان، وتوسع لآفة التحرش والعنف الجنسي، وازدياد الاعتقالات السياسية.
فالحوثيون يعرقلون منذ 2017 حصول النساء على الرعاية الصحية، لا سيما الصحة الإنجابية، كما أنهم يفرضون أكثر وأكثر، قيودًا على ملابس النساء؛ إذ فرضوا مؤخرًا على محلات الملابس النسائية عدم بيع غير العباءات السوداء الطويلة، ومنعوا النساء من التواجد في العديد من الأماكن العامة؛ مثل المطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى أماكن العمل، في 2021، بحسب المنظمة الحقوقية اليمنية مواطَنة.
كما حكمت السلطات الحوثية على أربع نساء، منهن الممثلة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي، بالحبس من سنة إلى خمس سنوات بتهمة ارتكاب فعل مخل بالآداب.
وتضيف الحقوقية اليمنية آمال دبعي، “يحاول مشايخ التطرف في اليمن فرض وصاية على المجتمع، وليس المرأة فقط، تحت شعارات دينية زائفة ومغلوطة، كما يحاولون تجريد المرأة من أي حقوق أو كرامة، وتصبح مجرد تابع لهم، ولا تستطيع أن تتحرر من قبضتهم على المجتمع وأفكارهم الظلامية”.
وترى “دبعي” أن المرأة تمثل دائمًا العدو الأول للتنظيمات العقائدية المتطرفة، لأنها نواة الأسرة والمجتمع، وإذا تمت عملية توعيتها وتنويرها على المنحى الصحيح، سيفقد هؤلاء المتطرفين قدرتهم على تجنيد الأتباع من الأطفال والشباب، لأن الأم ستحصنهم بالعلم والتدين الصحيح، بمواجهة تلك الأفكار، لذلك يحارب هؤلاء من أجل عدم تمكين المرأة اجتماعيًا أو ثقافيًا.
وتضيف بإنه من المحزن جدًا أن يتحول المجتمع اليمني تحت قبضة هؤلاء، ويخضع لأفكارهم ومعتقداتهم لمجرد أنهم يملكون المنابر ويحدثون الناس بشعارات يلصقونها بالدين، وهي بعيدة تمامًا عنه، ولابد أن يكون هناك ثورة مجتمعية ضد أفكارهم.
ويعلق وضاح الجليل “إن المرأة اليمنية تعاني أوضاعًا كارثية جراء الحرب، لا يتلفت إليها شيوخ التطرف، ولا ينتفضون لأجلها، وربما يشاركون فيها بالتحريض والدعم”.
كذلك يرى الجليل أن “العديني” يحاول تكوين سلطة دينية ورقابية على المجتمع من خلال مواقفه المتشددة المستمرة، كما يبحث أيضًا عن مساحة للظهور كلما انحسرت عنه الأضواء، ومن المؤسف أن لديه الكثير من الأتباع يحاولون بشكل مستمر نشر مواقفه وتثبيتها بأذهان المجتمع، ومحاربة كل من يختلف مع آرائه المتشددة.
عادة لا ينتفض”العديني” ورفاقه لأية قضية ذات أهمية أو مغزى لدى المجتمع اليمني، ولا يذكر لهم أي موقف غاضب أو معارض للمآسي الإنسانية التي يتعرض لها المجتمع اليمني بسبب أهوال الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، وفق حديث الجليل.
اعتاد “العديني” ومن معه الخوض بأعراض اليمنيات وتلفيق التهم الجاهزة لهن بالخروج عن الشرف والدين، في أي موقف يتعلق بالحريات الشخصية، مثلًا خروج النساء للعمل أو ذهابهن للمطاعم أو الكافيهات رفقة أزواجهن، وغيرها من الأمور التي يدخلها ضمن الكفر البين.
من الواضح أن الاتفاق اليمني المتعثر منذ أكثر من عقد، حدث بالفعل ضد عمل فني لا تتجاوز مدته دقائق ثلاثًا، لأنه من وجهة نظرهم، أخطر على المجتمع وأخلاق نسائه من الحرب والاعتداءات.
ووصل التطرف بالعديني إلى مهاجمة جامعة “تعز”، واتهمها بإيواء أماكن لممارسة الرذيلة ونشر الفواحش، ومن المؤسف أنه يبدو هناك خوف مجتمعي ورسمي من سلطة “العديني” الذهنية التي باتت تتشكل لدى المجتمع اليمني، لدرجة أن جامعة “تعز” لم تجرؤ على الرد على هذه الاتهامات، ولم تتخذ أي موقف منه، حتى إنها لم ترفع حتى دعوة قضائية ضده كما كان متوقعًا.
وترى الأديبة سهير السمان أنه من المعروف أنه لا صوت يعلو لمهاجمة الفن والثقافة في هذه الفترة، والمعروف عنه بآرائه المتطرفة سوى صوت الشيخ عبدالله العديني، الموجود في محافظة تعز، والمعروف عنه مهاجمة أي تجمعات فنية تضم الشباب، وله العديد من هذه السوابق. ويبدو أن العديني ليس له علاقة بالأدب والفن والثقافة، لأنه لا يراها إلا من خلال منظومة الأخلاق التي يحصرها في إثارة الفتنة بين الشباب والفتيات.
الهاجس الجنسي
في حين يتهم القيادي المتطرف أحمد العديني صناع العمل بالفجور ونشر الفاحشة، جاءت ردود أتباعه على العمل مليئة بالألفاظ الخادشة والعبارات التي لا تخلو من تلميحات جنسية صريحة، وقد هاجم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بعض الرافضين للأغنية العديني بسبب استخدام ألفاظ خادشة للحياء على منبر المسجد.
مثلًا كتبت المخرجة نسرين الصبيحي عبر (إكس): “احتجّ على كلمات أغنية طالما كان كثير من الأغاني يحمل نفس المعنى، والسؤال: من يحاكم الخطيب على استخدامه ألفاظ غير أخلاقية في منبر مقدّس؟
وتابعت: “كذا اتهامه للصرح الشامخ جامعة تعز اتهامًا يستدعي محاكمته وليس محاكمة الجامعة والفرقة الموسيقية، وما معنى أن يخاطب الجيش؟ هل له سلطة عليه؟”
وبحسب حسين الوداعي، هناك دائمًا تضخيم للبعد الجنسي في خطابات تلك الجماعات منذ فترة طويلة، بمعنى أن هذه الجماعات لا يستفزها الفقر ولا الاستبداد ولا الجهل، لكن يستفزها بشدة مشهد في فيلم أو عبارة في أغنية أو بيت في قصيدة، لهذا لو حللنا الخطاب الديني سنجد أن 90% منه يتمحور حول الجنس، ومحاولة تحويل أي إبداع إلى فكرة جنسية.
ويضيف، كذلك هناك خلل في ترتيب الأولويات لدى الإسلاميين، منذ بداية الصعود ومطلع الصحوة الإسلامية قبل نحو 40 عامًا، مثلًا هناك تصعيد لقضايا هامشية وشخصية جدًا، مثل الملبس والمظهر وعلاقات الحب والعمل، وفي المقابل إهمال لقضايا حساسة وعامة ومؤثرة، لكن عمومًا؛ فالخطاب الديني لا يرى نفسه مهتمًا بقضايا حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو غيرها.
وبالمقابل تقول سهير السمان: “إن رد فعل بعض الإسلاميين المعتدلين كان جيدًا، فقد وضحوا في مواقفهم أنه ليس من حق رجل الدين محاكمة الفن والثقافة، لأن لا علاقة لهم بهذا المجال ولا يفهمونه، وقد استنكر بعضهم تحريض العديني ضد الفنان الذي أدى الأغنية؛ فليس من حق أحد محاكمة الشعر والفن.
وترى الأديبة اليمنية أنه لاضير من هذا الجدل الذي يحدث في البيئة اليمنية، وهو دليل على حيوية هذا المجتمع وتفاعله في مثل هذه القضايا؛ بل وما يحدث اليوم جعل الكثير من الشباب يواجه هذا التطرف والجمود.
وتعتبر السمان أن المرأة هي أكثر مقاومة لما يحدث من محاولات لتغييبها ومهاجمتها بحجة الأخلاق والدين، وهن من يتقدمن صفوف المقاومة والمبادرات الإنسانية في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد.
ختامًا، يتعلق الأمر كله بهواجس الجنس لدى المشايخ المتطرفين، ولا يمكن التعاطي معه باعتباره أمرًا عابرًا، لكنه ظاهرة مستمرة وقابلة للتكرار في أي وقت، ولا يستبعد أن ينفذ هؤلاء تهديداتهم، لإرهاب المبدعين والمفكرين؛ ليس في اليمن وحده، ولكن في شتى بقاع الأرض.
ومن الواضح جدًا أن الاتفاق اليمني المتعثر منذ أكثر من عقد قد حدث بالفعل ضد عمل فني لا تتجاوز مدته دقائق ثلاثًا، لأنه من وجهة نظرهم، أخطر على المجتمع وأخلاق نسائه من الحرب والقتل والاعتداءات التي لا تتوقف.