نهاية العام 1999 تعرض عبدالرازق، مصري مقيم في السعودية (60 عامًا)، للإصابة بالإيدز، إثر زواجه من امرأة سودانية مصابة، وبعد مرور شهرين من الزواج، تراجعت صحة زوجته بشكل كبير وارتفعت درجة حرارتها، ولم يمر أكثر من أسبوع حتى توفيت، ويعزو الزوج سبب الوفاة إلى عدم توافر العلاج في المملكة آنذاك.
اضطر عبدالرازق للعودة إلى بلده مصر، وعمره 35 عامًا، بعد أن انتهت رحلة عمله في المملكة، نظرًا لحالته الصحية، وفي البداية لم تكن تظهر عليه أية أعراض للمرض، إلا أنه بعد وقت قصير بدأ يشعر بارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي وفطريات الفم والإسهال المتواصل؛ ما سبب في نقصان وزنه من 80 كيلو جرام إلى 40 كيلو جرام.
وبدأ مشقة البحث عن علاج، والتي استغرقت 6 أشهر مع مشقة نفسية واجهها بسبب الوصم بين أهل قريته.
وبحسب المادة الثانية عشر، من المرسوم الملكي، الصادر برقم 190 لسنة 2018؛ فإن القانون السعودي يقضي بترحيل أي مقيم بالسعودية، فور اكتشاف إصابته بفيروس الإيدز، إلى بلده، أو أي بلد يختاره.
وختم عبدالرازق حديثه لمواطن قائلًا: “جماعة الصحوة وشيوخها في السعودية، خلوا الناس تعتقد أن أي حد مصاب بالإيدز هو مثلي ومارس علاقة غير شرعية، وهو ما لم يختلف عن الانطباع في مصر عن مرضى الإيدز”.
وأوضح تقرير لمنظمة الصحة العالمية، نشر بداية الألفية، -حقبة قريبة من إصابة عبد الرازق-، أن هناك نحو 26% من حالات الإصابة بالإيدز في الرياض، سببها نقل الدم الملوث أو أو مشتقاته الملوثة بالفيروس، بينما النسبة الأكبر من الإصابات، حدثت بسبب ممارسة الجنس بين الذكور والإناث.
وأشار إلى، أن النسبة الأكبر من المصابين النساء، سببها ممارسة الجنس مدفوع الأجر؛ وهو ما تسبب في إصابة بعد الزوجات أيضًا.
تخوف حمد، من وصمة العار الاجتماعية التي تلحق بكل مصاب، جعلته يخفي تمامًا إصابته بالإيدز.
كما يعد تعاطي المخدرات أحد الطرق المتسببة في انتقال عدوى فيروس الإيدز، وقد ارتفعت نسبة الإصابة بالفيروس إلى معدلات متزايدة بين مدمني المخدرات في دول إقليم الشرق الأوسط، عن طريق التشارك بالحقن بين متعاطي المخدرات، الذي ينتج عنه انتقال العدوى بنسبة 40 إلى 60% من فئة المدمنين.
ويحكي معاذ، مواطن سعودي، 29 عامًا، وأحد المتعايشين مع مرض الإيدز، أنه تعرض منذ أربع سنوات للإصابة، بسبب إدمان المخدرات عن طريق الحقن، وبالرغم من أنه يحافظ على تلقي العلاج باستمرار، إلا أنه عاد لتعاطي المخدرات من جديد، لشعوره المستمر بالعزلة النفسية والاجتماعية، وعدم تقبل مرضه من المحيطين به وابتعاد الناس عنه، إضافة إلى فشل محاولاته المتعددة في إيجاد فتاة تقبل الزواج منه. “أشعر أن الحياة توقفت، وأنني أنتظر الموت، لا زوجة لا أطفال لا حياة”.
ويرى الدكتور عمرو جوهر، طبيب الأمراض المنقولة جنسيًا، إن الإحصاءات في الدول العربية بخصوص عدد مصابي الإيدز، ليست دقيقة، لأن الكثير من الحالات المصابة تذهب لتلقي العلاج خارج الدول العربية.
فيما يشير إلى زيادة انتشار الفيروس في الدول العربية مقارنة بالدول الغربية التي شهدت أول ظهور له، وذلك يعود إلى بطء اكتشاف المرض وعدم أخذ الحذر وانتشار المخدرات، ويؤكد أن السبب وراء عدم وجود علاج للشفاء التام من الإيدز، يعود إلى تحور الفيروس وتجدده.
ويضيف لمواطن: “الطب غير قادر على التحكم في الفيروس، وهذا هو السبب وراء عدم اكتشاف لقاح له حتى الآن، وإذا تم اكتشاف لقاح سوف يتم التطعيم به بدءًا من سن الطفولة”.
وصمة عار
وصرحت المديرة الإقليمية لآسيا الوسطى في المركز الدولي لبرامج مكافحة الإيدز، آنّا ديريابينا، أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية –الإيدز-، يعانون من وصمة عار وتمييز مجتمعي صارخ في العديد من الجهات.
وذكرت على سبيل المثال؛ أجهزة إنفاذ القانون والعاملين في قطاع الرعاية الصحية، وغيرهم الكثيرين من الأفراد داخل المجتمعات المحلية، ويشكل هذا الرفض عائقًا أمام مكافحة الفيروس على حد تعبيرها.
كما لفتت إلى عائق ثقافي يتعلق بالأعراف المجتمعية، والمعيار الجنساني تجاه هذا الفيروس، باعتبار أن الإصابة مرتبطة دائمًا بالمثلية الجنسية، وأن الكثيرين يظنون أن المصاب مارس الجنس مع رجل آخر فنتجت عنه هذه الإصابة.
ويحكي شهاب، 42 عامًا، ناشط باسم مستعار؛ في الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية، وأحد المتعايشين مع الإيدز في المملكة: “أنا يوم اكتشفت الإصابة، كنت خاطب، وفسخنا الخطوبة، لأن أهل البنت رفضوا يزوجوني، واتفقت معهم على ألا يخبروا عائلتي، سبب رفض استكمال الزواج الحقيقي”.
وتعرض للإصابة عندما سافر اليمن عام 2014، من أجل تركيب طاقم أسنان بعدما فقد أسنانه في حادث سير لانخفاض تكلفة التركيب، والتي كانت تبلغ آنذاك 900 ريال سعودي، مقارنة بالسعودية التي تبلغ تكلفة العملية فيها نحو 20 ألف ريال، ولم يكتشف إصابته بالإيدز إلا في عام 2019.
ويضيف لمواطن: “جاني طفح جلدي، رحت للطبيب وعرفت أني مصاب، لكن ما خبرت أحد من أسرتي، أمي امرأة مسنة، وأنا أصغر عيالها وأخاف يحصل لها شيء، ولا حتى أخواتي ولا حد يعرف أنني مصاب غير الطبيب”.
يعاني شهاب، لرغبته في الزواج، وتعارض القانون السعودي مع هذه الرغبة؛ إذ يضع القانون السعودي شروطًا تعجيزية -حد قوله-، حال كان أحد الطرفين الراغبين في الزواج مصابًا بالفيروس.
يعيش مرضى الإيدز في المملكة معاناة بسبب الوصم الاجتماعي، كما يشعر البعض بصعوبة فرص الزواج، وأن سمح القانون به نظريًا، والبعض الآخر يستبعد من عمله حتى لو على خلاف القانون.
ففي حالة كان الراغبون في الزواج طرفين متعايشين سعوديين الجنسية، يستلزم التنسيق والإشراف الطبي بمعرفة الطرفين، لإتمام الزواج دون مطالبات بإجراءات أخرى، بينما في حالة رغب طرف متعايش بالزواج من آخر غير مصاب بالإيدز، تشكل لجنة طبية تابعة لوزارة الصحة تتولى عملية التقييم الطبي والنفسي للطرفين، ثم يحال أمرهما إلى لجنة شرعية تبت في أمر الزيجة.
بخلاف اعتقاد شهاب عن أن شروط الزواج للمتعايشين تعجيزية، حال كان الطرف الآخر غير مصاب، يرى أن الحل في تيسير الزواج من متعايشات أجنبيات -من دول عربية- حد قوله، لأن عدد المتعايشين السعوديين أكبر من المتعايشات السعوديات.
ويستطرد: “صديق لي من المتعايشين تزوج بامرأة مصرية متعايشة، لم يُسمح للزوج بعمل إقامة دائمة لزوجته، تدخل للمملكة عن طريق زيارة تمتد لتسعة أشهر، ثم تعود إلى مصر لمدة ثلاثة أشهر وترجع السعودية من جديد في زيارة أخرى وهكذا”، وهو ما يحتاج إلى مراجعة من وجهة نظره.
أما حمد، سعودي متعايش، اكتشف إصابته بالفيروس عام 2019، عندما تعرض لحادث استدعى دخوله العناية المركزة، وأثناء إجراء تحاليل طبية، اكتشف إصابته بالفيروس، ويضيف: “مو كنت مصدق إني فيني المرض مفكر أنه غلط التحليل، ولا كنت أستخدم أدوية، ولما أهلي عرفوا صدموا بالأمر، لكن مع مرور الوقت نسوا الموضوع”.
تخوف حمد، من وصمة العار الاجتماعية التي تلحق بكل مصاب، جعلته يخفي تمامًا إصابته بالإيدز ويشغل نفسه بالتجارة والتسويق الإلكتروني وبيع المنتجات الرقمية، ويؤكد: “لكن مثل الجميع أبحث عن زوجة، وأخاف من موقف أسرتها إذا عرفوا أني مصاب يرفضون الزواج، وهذا ما يحدث بالفعل”.
وبموجب المرسوم الملكي، الذي شمل التصديق على حقوق المصابين بالإيدز، من المواطنين السعوديين في المملكة؛ فإن المادة الثامنة من القانون رقم 190 الصادر بتاريخ 1439/4/15هـ، تمنع فصل المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية من عمله بسبب مرضه، ولا يجوز منع المصاب من التمتع بالحقوق المقرة له بموجب الأنظمة، أو منعه من حق متابعة تعليمه، إلا إذا ثبت تعمده نقل العدوى إلى غيره.
وهو ما لم يحدث مع عبدالعزيز، 31 عامًا، الذي تعرض للإصابة منذ ثلاثة سنوات، وعند معرفة الجهة التي يعمل بها خبر الإصابة تم فصله، ما دفعه إلى رفع دعوة قضائية ضد الشركة، وحصل على تعويض قدره 10 آلاف ريال سعودي لمخالفتهم القانون وفصله التعسفي.
وعلى الجانب الآخر فإنه لم يخبر أسرته عن الإصابة، ويضيف لمواطن: “أسرتي ما عندها وعي كامل بالموضوع، وما راح يكون فيه تقبل، ويمكن يفكرون أني مارست الجنس الحرام، وأنا نفسي أعرف كيف حصلت الإصابة، لكن أنا أعي أنه ما فيه داعي أني أتكلم عن إصابتي مع أحد”.
ويضيف طبيب الأمراض المنقولة جنسيًا: “لا يوجد وعي كامل بفيروس الإيدز على المستوى الاجتماعي؛ خاصة داخل المجتمعات العربية ذات المرجعية الدينية، التي تأخذ انطباعًا مسبقًا عن الفيروس، بأن سبب انتشاره الوحيد هو ممارسة الجنس غير الشرعي، بينما الإدمان مثلاً هو أحد أسباب انتقال العدوى وانتشارها نظرًا انتشار المخدرات”.
ويكمل: “تاريخ ظهور الإيدز منذ الحالات الأولى للإصابة في أمريكا سنة 1981، وغياب علاج فعال وقتها، والسلوكيات التي ارتبطت به منذ ذلك الحين، جعلته موضوعًا شائكًا ومخيف للناس وللمرضى، مقارنة مع باقي الأمراض المنقولة جنسيًا”.
أثر الرفض الاجتماعي على مريض الإيدز
“الوصمة الاجتماعية مدمرة للمريض وأسرته؛ حيث غالبًا ما تساهم في عزلة وشعور عميق بالنبذ والعار، وهذا ما يجعلنا نوصي بعدم الإفصاح عن حالة المريض للأقارب والأصدقاء؛ فالناس يعتقدون أن الإصابة مرتبطة بالسلوك الجنسي فقط، وهذا في الواقع غير صحيح؛ فقد ينتقل المرض إلى الأشخاص بعدة طرق، كاستخدام الأدوات الملوثة في العيادات وصالونات الحلاقة للرجال وغيره”. بهذه الكلمات بدأت باحثة علم النفس والاجتماع، اعتدال عطيوي، حديثها لمواطن.
لافتة إلى اتباع الكثير من المراكز الطبية لعلاج مرضى الإيدز في السعودية، السرية التامة، حتى إن ملفات المرضى يتم تعريفها، برمز معين، حتى لا يستطيع أحد كشف حالة المريض الصحية، مؤكدة على أن المريض وأسرته يمرون بصعوبات نفسية وتحديات صعبة.
ختامًا؛ يعيش مرضى الإيدز في المملكة معاناة بسبب الوصم الاجتماعي، والخوف من معرفة أسرهم وأصدقائهم وزملاء العمل، كما يشعر البعض بصعوبة فرص الزواج، وأن سمح القانون به نظريًا، والبعض الآخر يستبعد من عمله حتى لو على خلاف القانون، إلا أن معاناة الوافدين تبقى مضاعفة، بين وصم اجتماعي يبدأ في المملكة، ويلاحقهم إلى بلادهم بعد أن يتم ترحيلهم وفق القانون السعودي.
Excellent website, loaded with helpful information; I’m forwarding it to a few acquaintances and also sharing it on Delicious. Clearly, your efforts are rewarded.
Of course, I like your website, but several of your pieces need to have their spelling checked. Several of them contain multiple spelling mistakes, which makes it challenging for me to be honest. Still, I will most certainly return.
My cousin told me about this website, but I’m not sure whether he created this post because no one else understands my issues as well as he does. Thank you; you are very fantastic.
لابد ان يتغير الوعي الصحي لدينا كعرب :
اولآ : الالتزام بتعليم الاديان و ان نضع الله أماما دائما و أبدا .
ثانيا : أن يكون لدينا وعي طبي أن مريض الايدز لا ينقل بينا المرض بالتلامس او ان أجلس مكانه ( أما علاقة جنسية او نقل دم ) فهم في أوروبا يتعملون مع البشر عادي و لكن المريض عنده وعي و أدرك بمرضة ولا يرغب في أن يكون المجتمع مثلة ..
أنا عيشت فترة طويلة في الخليج و في أوروبا
بعض الشباب في السعودية .. للاسف لا تعي ولا تهتم بالمرض .. و هناك بعض الفتيات من جنسيات أخري تصتاد الشباب للرزيلة و السباب هناك كان مقفول علية ولكن كان يقع بسهولة في فخ الصاقطات
كمان مش كل مرضي الايدز ( علاقة جنسية ) في بعضهم نقل دم فاسد .. او مدمن مخدرات تعاطي بنفس السرنجة ..
الله يحفظنا جميعا و يحفظ أولادنا و أهلينا من كل شر ،،🌺