في أجواء مشحونة بالحرب والقصف المستمر على غزة، ذهب ليوثق ما حدث تحت رماد القصف، ليجد جثث عائلته بين الحطام، ومعها؛ حمل على عاتقه تصوير وتوثيق ما يحدث دون مونتاج، إنه معتز عزايزة، صاحب أشهر ابتسامة على السوشيال ميديا، ومعه الكثير من الوجوه الفلسطينية الشابة التي كانت تنتظر حمل شهادات تخرجها بدلاً من الجثث، غير أن القدر جعلهم في مواجهة مع مؤسسات الإعلام المختلفة، التي تتعمد إخفاء الحقيقة، وربما عرضتها بعد عمل تعديلات تناسب قواعد العرض التليفزيونية، لذلك اضطروا للعمل كـ”صحفي مواطن” من أجل نشر واقعهم للعالم.
وقد ظهر مصطلح “صحافة المواطن” في كوريا الجنوبية عام 2000، حينما أعلن رجل الأعمال “ Oh Yeon-ho” أن كل مواطن هو مراسل، وذلك لعدم شعورهم بالرضا عن الصحافة التقليدية؛ فقام بإنشاء جريدة يومية على الإنترنت بعنوان “OhmyNews”، برفقة ثلاثة من زملائه، وقد اعتمد الموقع على المتطوعين لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف تعيين محترفين وطباعة صحيفة، وفي خطابه بمناسبة الذكرى السابعة للموقع، أشار”Oh”، إلى أن الموقع الإخباري بدأ ب 727 مراسل من المواطنين في دولة واحدة، وبحلول عام 2007 زاد إلى 50000 مساهم من 100 دولة، وعلى الرغم من المخاوف المستمرة بشأن ما إذا كان الصحفيون المواطنون محل ثقة مثل المهنيين المدربين، إلا أنهم قدموا تقارير نصية ومرئية باستخدام الأدوات التكنولوجية المختلفة؛ خاصة في مناطق الكوارث والدول التي تعاني من الاضطرابات السياسية التي تسيطر فيها الحكومات على وسائل الإعلام، وذلك وفق ما ذكره موقع “britannica“.
"صحافة المواطن" في عيون الصحافيين العرب
تشير صفاء عبد الحميد، متخصصة في ملف الوعي الإعلامي لـ”مواطن“: إلى أن “صحافة المواطن ظهرت منذ عشر سنوات، وحينها كنا نلقي باللوم على الصحفيين والإعلاميين بأنهم لم يقدموا للمواطن ما يريده؛ فبدأ يبحث بنفسه، بالإضافة إلى قلة عدد الصحفيين وعدم وجود كوادر مدربة، ومع انتشار وتطور كاميرات الموبايل، لم يعد الجمهور بحاجة إلى انتظار نشر الخبر؛ فقد تغير الأمر بظهور مواطن يحمل “موبايل” ويمتلك حسابًا على منصات التواصل الاجتماعي، موضحة أنهما أدوات المواطن الصحفي التي تمكنه من تصوير الأحداث في محيطه وما هو محل اهتمامه؛ فهو لا يبحث عن الخبر أو الواقعة، وذلك عكس الصحفي الذي يحصل على راتب مقابل عمله”.
ومع احتدام القتال بالسودان تم إجلاء المراسلين والصحفيين الأجانب خوفًا على حياتهم؛ في ظل تحذيرات نقابة الصحفيين من تعرضهم للخطر، وذلك بعد رصدها خطابات تحريضية متداولة على الإنترنت من مسؤولين عسكريين ومواطنين، ومعها أصبحت الخرطوم منطقة معتمة.
وخلال حديثه لـ”مواطن” أشار حيدر عبد الكريم، صحفي سوداني مستقل، إلى أن “صحافة المواطن كان لها دور كبير في توثيق أحداث الحرب الأخيرة؛ فهي أحد أنواع الصحافة التي يشترك فيها كل الأفراد ليكونوا مصادر للمادة الصحفية المنشورة على الإنترنت، وقد ظهرت بالتزامن مع ثورة ديسمبر 2018، وكانت نقطة تحول في عرض الأحداث؛ خاصة مع حالات التعتيم المتعمدة من طرفي النزاع، وهو الأمر الذي ساعد في تسليط الضوء على الصحفيين المواطنين، ولم يقتصر دورها على نقل أخبار الحرب والأحداث المصاحبة لها فقط؛ بل عرضت معاناة المواطنين وساهمت في حمايتهم من خلال نشر رسائل الإنذارات المبكرة في المناطق المتوقع حدوث اشتباكات فيها، كما ساعدت على توصيل الأخبار للصحفيين من المناطق التي أطلق عليها “مغلقة”، وذلك بسبب قطع الاتصالات عنها لأكثر من شهرين، ورغم أنها لم تكن تقارير صحفية مكتوبة بشكل احترافي، إلا أنها كانت مفيدة للصحفيين المبعدين عن أرض المعركة وإخبارهم بما يحدث على الأرض”.
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد الأحداث بعد يوم السابع من أكتوبر، لعب الإعلام -خاصة العالمي- دورا رئيسًا في المعركة؛ حيث عمل على توجيه الرأي العام وتبنى رواية واحدة
John Doe Tweet
وفي سوريا، أحد أخطر الأماكن بالعالم لعمل الصحفيين، كما أطلقت عليها لجنة حماية الصحفيين بنيويورك، وذلك بحسب ما ذكره موقع “BBC“، تؤكد ميس قات، صحفية استقصائية أن “سوريا لها وضعًا خاصًا جدًا مع صحافة المواطن؛ فالنظام قمعي وقاسٍ فيما يتعلق بالتعبير عن الرأي والحريات الصحفية، ولكن مع بداية الثورة وحتى قبل تحولها لحرب، كانت كلمة على فيسبوك سببًا كافيًا لاعتقالك، بالإضافة إلى تعرض عدد كبير من الصحفيين للاعتقال والاختفاء، والآخر تم الإفراج عنه بحكايات تقشعر لها الأبدان، بسبب التعرض لأشد أنواع التعذيب، كما اضطر عدد كبير للانتقال من المناطق المسيطر عليها النظام لمناطق المعارضة، والعكس أيضًا، لذلك تعد سوريا كلها منطقة غير آمنة بالنسبة للصحفيين”.
وعن الصحفيين الأوروبيين، تشير “قات” خلال حديثها لـ”مواطن“، إلى رغبة عدد كبير منهم في الذهاب لسوريا، من أجل تغطية الحرب، وقد تم التواصل معهم عدة مرات، غير أنه في وقت مبكر بدأت عمليات الإرهاب واعتقال عدد من جنسيات مختلفة؛ بل تم قتل بعضهم في مدن سورية عديدة، وهو الأمر الذي جعل غرف الأخبار في أوروبا تمنع صحافييها من الذهاب لسوريا.
وتابعت: “بمرور الوقت واستمرار الضغط، اضطر عدد كبير للهروب خارج سوريا من أجل ممارسة عمله؛ فهناك أكثر من نصف عدد السكان قد تعرضوا للنزوح والتهجير، ونتيجة لذلك أصبحت الساحة خالية من الصحفيين المحترفين إلا ما قل، وفي نفس الوقت هناك مواطنون صحفيون على الأرض يصورون وينشرون على الفيسبوك، وبذلك تحولوا إلى مراسلين، ومعها بدأت المؤسسات المحلية تعتمد عليهم وتطلب منهم القيام ببعض الأعمال حتى أصبحوا مصدرًا أساسيًا لغرف الأخبار التي تطورت فيما بعد خارج البلاد، واتسمت بأنها مؤسسات مستقلة، وتطور عملها في بلدان اللجوء حتى أصبحت مصدر نقل للأخبار من داخل سوريا إلى الجمهور، وهي الوحيدة التي يمكنها التحرك بجزء مقبول من الحريات”.
وعن العمل الصحفي فوق أخطر مكان بالعالم، تنقل حنين السيد كـ “صحفية مواطن” بسوريا تجربتها: “بدأت عملي الصحفي مع قيام الثورة، حينما كنت أدرس الفيزياء بإحدى جامعات حلب، وكان أول مشهد قمت بتوثيقه هو المظاهرات داخل الجامعة، وذلك بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشباب، من اعتقال وضرب، وهنا حاولت مع زملائي أصحاب القضية والثورة توثيق ما يحدث”.
وتابعت فتاة ريف إدلب الجنوبي المهجرة في حديثها لـ”مواطن“، أن “الإعلام الرسمي للنظام كان سببًا لعملها بصحافة المواطن؛ فقد سعى لنشر الأخبار المضللة وتزييف الرأي العام؛ ففي وقت اشتعال الغضب لدى الجماهير وانتشار المظاهرات المنددة بالقتل والقمع، كانت مراسلة التلفزيون الرسمي تعلن عن خروج الشعب لشكر الله على الأمطار، كما أن بعض القرى الصغيرة لم يكن بها صحفيون؛ فكان الموبايل هو الحل الوحيد لتوثيق ما يحدث من جرائم وقتل للشباب كل ليلة، مؤكدة على أن “صحافة المواطن” عمل بها عدد كبير من فئات المجتمع؛ حيث كانت المنفذ الوحيد للتعبير عن المعاناة، بداية من القتل والغلاء وحتى التهجير واللجوء”.
الأجندات الإعلامية
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد الأحداث بعد يوم السابع من أكتوبر، لعب الإعلام -خاصة العالمي- دورا رئيسًا في المعركة؛ حيث عمل على توجيه الرأي العام وتبنى رواية واحدة، وقد ظهر ذلك في قيام “BBC” بإيقاف 6 صحفيين وإحالتهم للتحقيق بتهمة التحيز ضد إسرائيل؛ فيما نشرت “CNN” شائعة ذبح حماس للأطفال، وهو الأمر الذي أشار له الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ ما دفع البيت الأبيض لإصدار بيان يوضح أن تلك المعلومات غير دقيقة.
ولفتت صفاء عبد الحميد، إلى أن القناة الواحدة تحمل حقيقتين؛ فالنسخة العربية تعرض ما يتوافق مع رواية العرب، أما الناطقة بالإنجليزية تنشر ما يتوافق ويتعاطف معهم، مشيرة إلى ضرورة العمل على وعي المواطن؛ حيث يجب عليه التحقق من المعلومات المعروضة له؛ سواء كانت من صحفي أو غيره.
فيما يرى “حيدر”، أن القصور الإعلامي كان أحد أسباب متابعة الجمهور للمواطن الصحفي؛ فمع قيام الثورة، كان الإعلام السوداني تحت القيود والاشتراطات الأمنية التي تسبق النشر، ولم يكن هناك مساحة للأفراد تمكنهم من نشر الحقائق؛ خاصة المتعلقة بالثورة بشكل واضح، لذلك ظهرت منصات ومواقع يقوم بإدارتها صحفيون أو مواطنون بأسماء وهمية، مشيرًا إلى أنه خلال الثورة سعى الأفراد إلى نقل الأحداث عبر خاصية اللايف بموقع فيسبوك، وقد ساعد ذلك على الترابط بين مناطق الأحداث في كل أقاليم السودان.
ويؤكد الصحفي السوداني المستقل، على أن التحيز الإعلامي لم يكن السبب الوحيد لانتشار صحافة المواطن، بقدر ما هو التطور الطبيعي للتكنولوجيا وتسارع الأحداث، والذي جعل المواطن يبادر في توثيقها بنفسه، ويعد ذلك السبب الأساسي لانتشار صحافة المواطن.
صحافة المواطن والأخبار الكاذبة
مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة نشر المعلومات، يرى البعض أن “صحافة المواطن” سبب في انتشار الأخبار الكاذبة، فيما لفت “حيدر” إلى أنها: “تعتمد على العفوية ونقل الأحداث دون مونتاج، ولم تكن سببًا في نشر الأخبار المضللة، بقدر ما هو “البروباغندا” أو صحافة الحرب التي يمارسها كل طرف؛ فكلاهما يحاول عرض وجهة نظره والظهور بأنه صاحب الخير، غير أنها ساعدت على نقل الانتهاكات التي يرتكبها طرفا النزاع؛ خاصة المناطق التي أبعدوها عن أعين العالم، وقد ساعد ذلك على جعل الحرب السودانية مكشوفة، وكل جرائمهم منشورة وموثقة على الفضاء الإلكتروني، وعلى الإعلام الرسمي التحقق من المعلومات والصور والفيديوهات”.
وأشارت صفاء عبد الحميد، إلى أن “مهنة الصحافة في تراجع، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، اشترك “المواطن الصحفي” في نشر الأخبار الكاذبة، وأصبح أحد أدوات انتشارها، غير أنه لا يمكن محاسبته؛ ففي بداية الأمر كنا نشجعه على إنتاج محتوى إعلامي، وقد اتخذت القنوات الدولية خطوات كثيرة، من خلال عمل برامج مثل “مراقبون”، و”شاهد” على BBC، تساعد على تدريب الأفراد لإنتاج محتوى صحفي بأدوات بسيطة، مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية، والآن لا يمكننا مراقبة الأمر أو توجهيه؛ فمع ظهور صحافة المواطن انتشر أيضًا مصطلح البلوجر-Blogger، ومعه لم يعد الجمهور قادرًا على معرفة الفرق، وهو الأمر الذي جعل الفضاء الإلكتروني مليئًا بكم هائل من المحتوى غير الدقيق، وقد انجرف معه الإعلام الرسمي الذي ينقل الحدث عن “صحفي المواطن” بدون تحقق؛ فلم يعد هناك قواعد بل عشوائية كبيرة”.
تطور مهنة صحافة الموبايل
تؤكد “ميس” على أن صحافة المواطن السورية مختلفة عن البلدان الأخرى، بسبب تحولها لمؤسسة، وذلك من خلال دمج المواطنين الصحفيين في المؤسسات الإعلامية؛ سواء السورية أو الدولية، بالإضافة إلى حصول عدد كبير منهم على جوائز دولية، وقد عرضت أفلامهم في مهرجانات عالمية، حتى إن بعضها حصل على الأوسكار، ومعها احتلت الصفحات الأولى للعديد من الجرائد العالمية، مثل نيويورك تايمز وغيرها، والتي كثيرًا ما نشرت صور الحرب والضحايا المدنيين، الصادرة عن مركز حلب الإعلامي، وكلها تم تصويرها بواسطة “صحفي المواطن” داخل سوريا.
وأضافت: “في غرف الأخبار يحاول الصحفيون السوريون عمل تدريبات مكثفة من أجل مساعدة الصحفيين المواطنين على تطوير مهاراتهم، ليصبح لها طابع أكاديمي، يساعدهم على تحسين قدراتهم المهنية، ومع الوقت أصبحوا العمود الفقري لكل المعلومات التي تخرج من سوريا؛ خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، أما الخاضعة له فيصعب خروج المعلومات منها؛ فالصحفيون يعملون بأسماء وهمية وغير قادرين على الحركة، وعدد قليل جدًا يعمل بحرية طالما أنه ينشر موضوعات لا علاقة لها بالسلطة ولا تغضبها”.
صحافة المواطن السورية مختلفة عن البلدان الأخرى، بسبب تحولها لمؤسسة، وذلك من خلال دمج المواطنين الصحفيين في المؤسسات الإعلامية؛ سواء السورية أو الدولية
ميس قات Tweet
وعن تطويرها بالسودان أيضًا يوضح “حيدر”، محاولات نقابة الصحفيين بعمل تدريبات لإرشاد المقيدين بالنقابة والمواطنين، من خلال التعرف على أدوات السلامة، بالإضافة إلى التوعية بحقوقهم وطرق تأمين أنفسهم في مناطق النزاعات.
وقد ساعدت البرامج والمنح المختلفة المواطنين الصحفيين على تطوير أعمالهم، وهو الأمر الذي جعل “حنين”، أحد المصادر الأساسية لأخبار ريف إدلب الجنوبي، بعدما خضعت للعديد من الدورات التدريبية؛ منها على سبيل المثال منحة لدراسة الصحافة بالجامعة الأمريكية بيروت، كما تدرس حاليًا الإعلام بجامعة النهضة شمال حلب، وقد ساعدها ذلك على العمل لدى عدة منصات إعلامية مثل أورينت، وتلفزيون سوريا، وشبكة الصحفيات السوريات وغيرها، كما تعمل حاليًا على إنتاج تحقيقات استقصائية مع عدة منصات.
"المواطن الصحفي" في مواجهة الأنظمة
ربما يعتقد البعض أن المواطن الصحفي بعيد عن تتبع السلطات؛ فيما يؤكد “حيدر”، على أن المواطن الذي يقوم بدور الصحفي في مناطق النزاع يتعرض للخطر أيضًا، ويكون ذلك واضحًا في المناطق المقطوع عنها الاتصالات، كما يتم استهدافهم كناشطين على السوشيال ميديا أكثر من أنهم صحافيون، وهنا تكمن خطورة عملهم؛ خاصة أنهم غير خاضعين لأي قطاع مهني يساعد على إيصال أصواتهم ويطالب بحمايتهم.
كما لفتت “حنين” إلى أنها غير بعيدة عن أعين النظام الذي يمكنه اعتقالها أو قتلها في أي وقت، مؤكدة على ضرورة وجود قوانين ومعايير تحمي الصحفيين في حال التعرض للتهديد بالمناطق المحيطة بالنظام السوري؛ خاصة المعرضة للتسليم في أي لحظة أو خضوعها لسلطات الأمر الواقع، مطالبة بعمل بطاقة صحفية تمكنهم من اجتياز الحدود لتركيا، ذلك المعبر الذي يحتاج إلى آلاف الدولارات لتمر من خلاله كتاجر، وفي حال تمكنت من الحصول على المال وامتلاك البطاقة ستخرج بدون أطفالك وأسرتك.
وأضافت أنها تتعرض هي وزوجها للتهديد، وقد عملوا على مراسلة الجهات المعنية بحقوق الإنسان، ومؤسسة “مراسلون بلا حدود”، غير أنه لم يتمكن أحد من مساعدتهم؛ فدائمًا الحماية مشروطة بأن تكون في تركيا لتتمكن من الحصول على اللجوء إلى أوروبا.
لم يعد هناك جهة إعلامية يمكنها احتكار أو إخفاء المعلومات؛ فوسائل التواصل الاجتماعي جعلت المواطن الصحفي له أسبقية نشر الخبر، وسط مخاوف البعض من ضياع المهنية تحت عنوان "صحافة المواطن"
John Doe Tweet
فيما تؤكد “ميس” على ضرورة الحديث عن مؤسسة صحافة المواطن، التي لم تسع لتسليط الضوء على دعم حقوقهم؛ بل تم استغلالهم من قبل المؤسسات السورية والدولية، والعمل معهم طوال هذه السنوات بدون عقود منصفة؛ خاصة أن المناطق التي يعملون بها تخضع لسيطرة قوى الأمر الواقع، وفي حال تعرضهم للإصابة أو الاختطاف، يبقى الخيار دائمًا لدى مدراء المؤسسات بمتابعة القضية والحصول على مساعدات أو تركهم، لذلك فإن أعداء “صحفي المواطن” ليس فقط القوى الظلامية المختلفة في أنحاء سوريا؛ بل عدم تواجدهم تحت أي مظلة قانونية بالعالم.
وفي الوقت الحالي لم يعد هناك جهة إعلامية يمكنها احتكار أو إخفاء المعلومات؛ فوسائل التواصل الاجتماعي جعلت المواطن الصحفي له أسبقية نشر الخبر، وسط مخاوف البعض من ضياع المهنية تحت عنوان “صحافة المواطن”، وهنا توضح صفاء عبد الحميد، أن ما يحدث أمر طبيعي؛ فدائمًا ما يسبقنا شهود العيان، وهم أحد الأدوات التي يعتمد عليها الصحفيون في معرفة معلومات عن الحدث وتطوراته، ومع التغير التكنولوجي، أصبح الشهود يحملون كاميرات تمكنهم من عرض الحدث لايف، غير أن المواطن سيظل ناقلاً للخبر فقط دون الأخذ في الاعتبار فكرة الموضوعية، كما أنه لن يستطيع الاقتراب من منطقة التحقق، وهنا يقع الدور الأكبر على الصحفيين؛ فهم يعملون وفق القواعد وميثاق الشرف الإعلامي، وعليهم بذل الجهد، وتلبية رغبات الجمهور والاستقصاء وراء الأخبار التي تهمه؛ فالمهنة لن تندثر، ولم تعد الأزمة من ينقل الخبر؛ بل من يلبي رغبة الجمهور، مشيرة إلى عدم شعورها بالخوف من نقل المواطن للأحداث أكثر من قيام الصحفي بنشرها دون العمل عليها، موضحة أن مهنة الصحافة لا يمكن احتكارها؛ فأمام المواطن الصحفي فرص عديدة للدراسة والتطوير.
وعن محاولات ضبط المهنة والسيطرة عليها تقول: “لن تتمكن نقابة الصحفيين من التحكم في كل ما ينشر؛ فالجميع يحمل الهواتف المحمولة وينشر ما يريد؛ حتى الأطفال، مشيرة إلى أن أحد خصائص الإعلام الحديث هو التفاعل اللحظي، ومع صحافة المواطن يكون الجمهور هو الرقيب، وقد ساعدت أدوات البحث عن الصورة والفيديو من التحقق، ومعها أصبحت المحاسبة علنية؛ حيث يمكن لأي شخص تعرض للإساءة تقديم بلاغ للشرطة أو بنقابة الصحفيين بتهمة نشر الكذب، وتشويه السمعة والتشهير دون وجود مستندات، ومن ثم يتم القبض عليه.
I luckily stumbled upon this brilliant site earlier this week, they provide great info for members. The site owner excels at informing the community. I’m impressed and hope they continue their magnificent service.
Very interesting details you have mentioned, thank you for posting.Expand blog