لا ينفك الطبيب موسى الكحلوت، في بذل كافة المحاولات لتعقيم وتطهير الإصابة، التي تعرض لها أحد الجرحى، الذين يكتظ بهم مستشفى كمال عدوان، الواقع ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بسبب نقص المستلزمات الطبية واستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويجهز الكحلوت الذي يعمل أخصائي جراحة عامة بالمستشفى، محلولًا بدائيًا يتكون من الماء وخل الطعام والكلور، ويستخدم الأخير لتعقيم الأواني والأرضيات وتطهيرها من الجراثيم.
وصرحت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة، بأن أكثر من نصف مستشفيات قطاع غزة باتت خارج الخدمة، بسبب القصف الاسرائيلي ونفاذ الوقود. وأفادت الوزيرة خلال مؤتمر صحفي في الثامن من نوفمبر الماضي، إلى أن ١٨ مستشفى خرج عن الخدمة من أصل ٣٥ مستشفى.
يقول ياسر حسونة، ممرض في المستشفى الإندونيسي"آلام المصابين كبيرة للغاية، ويزداد هذا الألم مع الأشخاص الذين تعرضت جراحهم للتعفن، ويحتاجون بشكل متكرر للتطهير بمواد بدائية غير مُعدة للاستخدام الآدمي".
فقد أودت الحرب على القطاع بحياة 27,708 ألف شخص، ٧٥٪ منهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال اآلاف مفقودين تحت الأنقاض أو مصيرهم مجهول.
فيما بلغ عدد ضحايا الكوادر الطبية 340 قتيل بين طبيب أو عامل في قطاع الصحة، وأصيب 900 بجروح، فيما اعتقل 100 كادر، بالإضافة إلى خروج عشرات المستشفىات والمراكز الصحية عن الخدمة، وتدمير عشرات سيارات الإسعاف.
خطوات بدائية لعلاج الجرحى
يقول الكحلوت خلال حديثه لمواطن: “في ظل تزايد أعداد الإصابات التي تتوافد للمستشفى بشكل يفوق قدرتها الاستيعابية، ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المستلزمات الطبية، تم اتخاذ هذه الخطوات البدائية بشكل استثنائي لعلاج الجرحى، وتجنب تفاقم أوضاعهم الصحية”.
ويؤكد على أن “بقاء الجرحى لعدة أسابيع دون رعاية طبية بفعل الإصابات المتتالية، وعدم مقدرة الطواقم الطبية على متابعتها بشكل دوري، أدى ذلك إلى تعرض جراحهم لالتهابات حادة، وكذلك إصابتهم بجراثيم خطيرة”.
وصدم الطبيب الفلسطيني بما حدث لجروح عدد من المصابين التي خرجت منها الديدان، وكانت في حالة متقدمة من التعفن يصعب علاجها أو السيطرة عليها، حتى بالمضادات الحيوية والمطهرات الطبية، في حال توفرت خلال الأيام العادية”.
بتر الأعضاء المتعفنة
“الأوضاع الصحية السيئة للجرحى، والتي نادرًا ما عهدها الأطباء بغزة بهذا الحجم على مدار الحروب المتتالية التي شهدها القطاع ، دفع بالكثير من الطواقم الطبية المختصة لاتخاذ قرارات صعبة وهي بتر أعضائهم المتعفنة، وذلك لإنقاذ حياتهم، وتجنب تفاقم أوضاعهم الصحية بشكل قد يفقد الأطباء التعامل معها مستقبلاً”. وفق الكحلوت.
يحكي الشاب الثلاثيني ربحي الشافعي: "وبعد استنفاذ كافة المحاولات العلاجية من قبل الأطباء لمتابعة إصابتي باستخدام التطهير والتعقيم البدائي، قرروا أخيرًا بتر قدمي، بعد وصولها لمرحلة متأخرة من التعفن يستحيل علاجها".
ويلفت إلى أن “غالبية مستشفيات قطاع غزة تعاني أوضاعًا كارثية، نتيجة الحرب المستمرة والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، حتى باتت تلك المستشفيات عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية، بعد تعرض غالبيتها للقصف والاقتحام المباشر من قبل الجيش الاسرائيلي، وكذلك الاعتداء على المرضى والطواقم الطبية، واعتقال عدد منهم”.
ويوجد في محافظة شمال قطاع غزة وحدها ستة مستشفيات رئيسية كانت من أولى المستشفيات التي واجهت تهديدات بالإخلاء الفوري، وتحديدًا مع بدء العملية البرية على القطاع في ٢٧ من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الخل والماء لتطهير الجروح
ولا يعد التعقيم والتطهير بالخل والكلور الطريقة الوحيدة التي اتبعها الطبيب الكحلوت؛ حيث يجهز الممرض ياسر حسونة، والذي يعمل في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة وبمعايير محددة محلولاً من الماء والخل لتطهير جروح المصابين بالمستشفى.
يضيف حسونة لمواطن: “تطهير جروح المصابين هي عملية يستوجب إجراؤها مرة واحدة يوميًا، مع إضافة المضادات الحيوية المناسبة للمصاب لتعجيل الشفاء، لكن ذلك من الصعب إجراؤه حاليًا، مع اكتظاظ المستشفى بالمصابين، وفي ظل الظروف المعقدة التي يشهدها القطاع الصحي بغزة خلال الفترة الراهنة”.
ويلفت إلى أن “آلام المصابين كبيرة للغاية، ويزداد هذا الألم مع الأشخاص الذين تعرضت جراحهم للتعفن، ويحتاجون بشكل متكرر للتطهير بمواد بدائية غير مُعدة للاستخدام الآدمي”.
العمل بظروف حرجة
ويفيد؛ حسونة: “لا نزال نعمل في القطاع الطبي في ظروف حرجة؛ حيث يتم حاليًا وبعد نفاذ المستلزمات الطبية إجراء عمليات التطهير والتعقيم للمصابين بجروح بالغة دون تخدير أو حتى مسكنات للآلام”.
ويكمل أن “الكارثة الكبرى هو لجوء الممرضين لاستخدام أقمشة الملابس لتغطية الجروح بعد تطهيرها، وذلك كبديل عن الضمادات الطبية غير المتوفرة على الإطلاق داخل المستشفى؛ الأمر الذي ساهم بتعرض جروح عدد كبير من المصابين لالتهابات بكتيرية حادة”.
وطالب منظمة الصحة العالمية باتخاذ موقف جدي وحازم، لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي المتهالك، ودعم مستشفيات قطاع غزة بكافة الأدوية والمستلزمات الطبية، وأن تتخلى المنظمة عن حالة الصمت المريب أمام ما يحدث من جرائم في غزة، وما تتعرض له المستشفيات والكوادر الطبية من اعتداءات مستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي”.
التهابات بكتيرية حادة
ويعاني الشاب الثلاثيني ربحي الشافعي من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، من آثار إصابته البليغة في قدمه، والتي تعرض لها قبل نحو شهر، بعد قصف الاحتلال منزله بالمخيم، إصابة الشافعي الخطيرة كانت تستوجب متابعة طبية مستمرة لاستكمال علاجه لكي يتماثل للشفاء بشكل عاجل دون مضاعفات، إلا أن ذلك لم يعد ممكنًا في غزة.
ويستطرد الشافعي، أن إصابته لم تتلق الرعاية الطبية الكافية داخل المستشفى الإندونيسي الواقع شمال قطاع غزة، نظرًا لضخامة أعداد الإصابات التي ترد إلى المستشفى كل لحظة، وهو ما أدى لتعرض جرحه لالتهابات بكتيرية حادة، وبات الخيار الأخير للأطباء هو بتر قدمه لسوء وضعه الصحي.
يكمل قائلاً: “كان الخيار الأول أمام الطواقم الطبية هو تعقيم جرحى بواسطة الماء والكلور مرتين يوميًا، لعدم توفر المطهرات الطبية؛ حيث لم يكن يخلو الأمر من الألم الشديد الذي كنت أشعر به كل مرة، وكان صراخي يملأ كافة أرجاء المستشفى”.
ويتابع: “وبعد استنفاذ كافة المحاولات العلاجية من قبل الأطباء لمتابعة إصابتي باستخدام التطهير والتعقيم البدائي، قرروا أخيرًا بتر قدمي، بعد وصولها لمرحلة متأخرة من التعفن يستحيل علاجها”.
أوضاع صحية سيئة
هذه المعاناة والمآسي ليست ببعيدة عن حالة الفلسطيني لؤي المنسي (٤٣ عامًا) من سكان مدينة غزة، والذي تعرض للإصابة بشظايا قذيفة إسرائيلية في ظهره.
يحكي المنسى لمواطن، إن إصابته كانت صعبة وبحاجة إلى المكوث بالمستشفى لحين استكمال شفائه بشكل تام، إلا أن الضغط الشديد على الطواقم الطبية، وتزايد أعداد الجرحى دفع الأطباء للاكتفاء ببقائه بمنزله، مع الحضور مرتين يوميًا لتعقيم وتطهير جرحه، وذلك لإيجاد متسع للإصابات الأكثر خطورة وسوءً.
يوضح: “فوجئ الأطباء بعد أسبوعين من الإصابة بعدم وجود أي تقدم إيجابي لوضعي الصحي، بعد أن بدأت تظهر علامات، تبين وجود صديد وتقرحات بالإصابة؛ حيث عرف الأطباء لاحقًا بأن ما جرى لى هو التهاب بكتيري حاد نتيجة للتلوث وانعدام المضادات الحيوية والمواد المعقمة الطبية، وحيال ذلك اضطر الأطباء لاستخدام خل الطعام والماء، وحتى الصابون العادي لتطهير وتعقيم الجرح”.
وظل المنسي أربعة أيام يواظب على المتابعة الطبية لإصابته، إلا أن أموره ازدادت سوءً يومًا بعد يوم، دون تقدم يذكر”، ويأمل المنسى أن “يتمكن من الحصول على العلاج خارج قطاع غزة بشكل عاجل، في ظل نقص المستلزمات الطبية بغزة، والتي تهدده والآلاف من المرضى والمصابين، بتفاقم أوضاعهم الصحية”.
لا تبدو الحياة في غزة تحت القصف والعدوان، أكثر من صور متعددة للمعاناة، التي يعيشها أهل القطاع، كانوا شباب، كبار في السن، أطفال، الجميع يعيش في ظروف لا آدمية، حتى المصاب منهم، وبسبب نقص المسلتزمات الطبية، التي تساهم في علاجه، يلجأ الأطباء والعاملين في قطاع الصحة إلى أساليب بدائية للتدواي، أو اتخاذ قرارت صعبة ببتر بعض الأعضاء حفاظًا على باقي الجسد.
Of course, I like your website, but several of your pieces need to have their spelling checked. Several of them contain multiple spelling mistakes, which makes it challenging for me to be honest. Still, I will most certainly return.
I enthusiastically began reading this awesome website a couple days ago, they have really good content for their followers. The site owner has a talent for captivating readers. I’m delighted and hope they maintain their excellent efforts.
Your article helped me a lot, is there any more related content? Thanks!