في مايو/أيار الماضي، قال المدير العام لوزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير إنّ البلاد على وشك أن تصبح “قوة عظمى” في مجال الذكاء الاصطناعي، ووفقًا لبيان صادر عن حلف شمال الأطلسي، كان الأدميرال الهولندي روبرت باور يزور إسرائيل للبحث عن قدرات عسكرية مبتكرة من خلال الذكاء الاصطناعي قبل أسبوع تقريبًا من شنّ حركة حماس أكبر هجوم مفاجئ على إسرائيل، منذ حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
استخدامات الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة
دخل الذكاء الاصطناعي إلى ساحة المعركة في غزة بشكل واضح؛ فلم يعدْ يخفى على أحد الإمكانيات الهائلة التي تتيحها هذه التقنيات بمستويات أعلى بكثير من الإدراك البشري، يبيّن رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، الجنرال السابق، د. هشام جابر خلال حديثه لـ”مواطن” أن الذكاء الاصطناعي بات يحلّ اليوم محل الإنسان، بسبب قدرته على التعامل مع مجالات الحياة المختلفة، بتطور أكثر ودقة وسرعة. ولذلك فإن المجال العسكري هو مجال أساسي دخل إليه الذكاء الاصطناعي منذ وقت طويل، بهدف تطوير صناعة الآلة الحربيةً؛ سواء كانت طائرة أو صاروخًا أو رادارًا، وما تظهره المعارك العسكرية اليوم من منافسة في استخدام المسيّرات وتعزيز عملها ودقته، يدّل على مستقبلٍ يعتمد على إنتاج مسيرات بأحجام صغيرة تكاد تشبه الطيور، وتُوجّه لتنفيذ عمليات اغتيال دقيقة.
ولا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحربية فقط على صناعة السلاح، يشرح الرئيس التنفيذي لمجموعة OSH للتكنولوجيا وصناعات الذكاء الإصطناعي شحاته السيد لـ”مواطن” أن استخدامات الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة واسعة جدًا، وتتضمن عدة جوانب مهمة يمكن تلخيصها كالآتي:
الاستخبارات والمراقبة: من خلال تحليل الصور الفضائية للحصول على معلومات دقيقة حول تحركات الجنود وتواجدهم، بالإضافة إلى مراقبة الساحة العسكرية بشكل مستمر لتحديد المخاطر المحتملة، وبعدها تحليل البيانات من مصادر متعددة مثل الرادارات والكاميرات للحصول على رؤية شاملة للوضع. وفي نفس السياق، يستدرك د. هشام جابر أنّ عمل الذكاء الاصطناعي في مجال الاستخبارات سيحجّم من دور العملاء والجواسيس، بسبب قدرته الفائقة على جمع المعلومات وتحليلها وتقاطعها مع معلومات أخرى، وفرزها واستثمارها في الوقت المناسب.
من ناحية التحكم: يستطيع الذكاء الاصطناعي تشغيل الأسلحة بدقة وفعالية، ومساعدة القادة العسكريين في اتخاذ قرارات سريعة، والعمل على تنسيق العمليات العسكرية بين الوحدات المختلفة. أما بالنسبة للعمليات العسكرية الهجومية: فمن جانب يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير واستخدام أسلحة ذكية لتحقيق دقة وتدمير فعّال للأهداف، ومن جانب آخر يسمح بتنفيذ هجمات إلكترونية لتعطيل قدرات العدو وأنظمته العسكرية.
تستمر إسرائيل بجمع البيانات عن تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، وتعرف أسماء الأفراد وعائلاتهم وأعمالهم وانتماءاتهم، وتستغل هذه البيانات في توجيه برامجها العسكرية التي ترتكز على الأيديولوجية الإسرائيلية وغاياتها من الحرب
ولا تتوقف مهام العمليات العسكرية بدون الدعم اللوجستي: على سبيل المثال تحسين إدارة سلاسل التوريد لضمان توفير الإمدادات في الوقت المناسب، واستخدام التحليل الذكي لتقليل فترات التعطل وزيادة جاهزية الجنود. ويأتي التدريب في المرتبة الأولى للاهتمامات العسكرية؛ حيث يتيح الذكاء الاصطناعي المحاكاة الافتراضية لتدريب الجنود على مختلف السيناريوهات القتالية، وتصميم برامج تدريب محترفة ومخصصة لتحسين مهاراتهم وزيادة جاهزيتهم.
استعمال الكيان الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي في غزة
هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل تقنية الذكاء الاصطناعي، وفقًا لصحيفة الغارديان؛ فقد تحدث مسؤولون إسرائيليون أنه تم تحديد خمسة عشر ألف هدف خلال الحرب الحالية على غزة من خلال برنامج ، وهو ما يزيد عن ضعف عدد الأهداف التي تم قصفها في حرب 2014، والتي استمرت واحدًا وخمسين يومًا. وقال الضابط السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوشفاي Aviv Kochavi إنّ أفرادًا في جهاز الاستخبارات كانوا يستطيعون استهداف 50 موقعًا في غزة كل عام، بينما حاليًا يقوم برنامج غوسبيل بتحديد 100 هدف في اليوم الواحد، إلى جانب قدرته على تقديم توصيات حول الوقت المناسب للاستهداف.
ويشرح تقرير معهد Lieber لدراسات القوانين المتعلقة بالحرب كيفية استخدام جيش الاحتلال لتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ مثل برنامج “الخيميائي- Alchemist ” الذي يوفر لقادة الوحدات تنبيهات في الوقت الفعلي للتهديدات المحتملة على الأرض، يتم إرسالها مباشرة إلى أجهزتهم المحمولة باليد. أما برنامج “الإنجيل – The Gospel” فيقوم بتحليل الأهداف وتحديدها على مستوى القيادة (مثل اللواء والفرقة)، ويقوم بإعطاء القادة العسكريين توصيات محددة للاستهداف، والتي يمكنهم التحقق منها قبل اتخاذ القرار، بالإضافة إلى برنامج “عمق الحكمة- Depth of Wisdom” الذي يعمد إلى تحليل بيانات ضخمة ليرسم خريطة لشبكة الأنفاق في غزة من خلال صورة كاملة للشبكة فوق الأرض وتحتها مع التفاصيل المهمة؛ مثل عمق الأنفاق وسمكها وطبيعة الطرق”.
مدى نجاح الذكاء الاصطناعي في تحقيق الأهداف المرجوة
تستمر إسرائيل بجمع البيانات عن تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، وتعرف أسماء الأفراد وعائلاتهم وأعمالهم وانتماءاتهم، وتستغل هذه البيانات في توجيه برامجها العسكرية التي ترتكز على الأيديولوجية الإسرائيلية وغاياتها من الحرب، وهذا ما يُعرف بالتحيز المكتسب؛ أي أنّ أنظمة الذكاء الاصطناعي ترث تحيزات الأشخاص الذين أنشأوها بشكل تلقائي، وتعمل بشكل آلي على تحليل البيانات وفقًا لهذه التحيّزات، إضافة إلى أنّ هذه البيانات قد تنطوي على افتراضات غير صحيحة بناء على المعلومات المقدمة من الأجهزة الاستخباراتية (العملاء والجواسيس)، والتي قد تخضع لهامش كبير من التضليل والخطأ، وبالتأكيد فإنها تؤثر على مُخرجات هذه البرامج.
يحدّد الرئيس التنفيذي لمجموعة OSH للتكنولوجيا وصناعات الذكاء الاصطناعي شحاته السيد، العوامل التي قد تساهم في حرف الذكاء الاصطناعي عن مساره الصحيح، وأبرزها جودة البيانات والأمن الإلكتروني، والأخطاء الفنية. وبطبيعة الأمر فإن خوارزميات التعلم الآلي تعمل من خلال البحث عن أنماط في أكوام ضخمة من البيانات، وتقوم بتقديم توصيات بناء على الاحتمالات المطابقة للأنماط؛ فإنها لا تستطيع التمييز بشكل دقيق بين المدني والمقاتل؛ فعلى سبيل المثال إذا كان لدى شخص ما يكفي من أوجه التشابه مع الأشخاص الآخرين الذين تم تصنيفهم على أنهم مقاتلون أعداء؛ فقد يتم وصفهم أيضًا بأنهم مقاتلون، ويصبحون أهدافًا متاحًة للاستهداف.
وزد على ذلك أنّ جيش الاحتلال صمّم هذه البرامج لتكون خاضعة لأهدافهم من الحرب، ولذلك هم يعرفون جيدًا أنها ستشمل المدنيين، وهذا ما كشفته صحيفة الغارديان من أنّه “عندما يتم السماح بشنّ غارة على منازل خاصة لأفراد تم تحديدهم على أنهم نشطاء في حماس أو الجهاد الإسلامي؛ فإن المشرفين على برامج الذكاء الاصطناعي يكون لديهم علم مسبق بشأن عدد المدنيين المتوقع مقتلهم”، وبناء عليه؛ من سيتحمل مسؤولية التداعيات الكارثية على المدنيين في غزة؟ وما العوامل التي تعيق قدرة الذكاء الاصطناعي على بلوغ أهدافه بشكل صحيح؟
وفي هذا السياق، تطرح بيناكا باجياريني، وهي أستاذة محاضرة في الجامعة الوطنية الأسترالية في تقرير نشرته في the conversation، سؤالًا عمّا إذا كان الاستخدام المتزايد الذكاء الاصطناعي سيزيد من تجريد الخصوم من إنسانيتهم، بحيث يصبح البشر أقل وضوحًا في ساحة المعركة، ويستهدفون من بعيد؟ بالتالي عندما تتمكن الدول من القتل كما تشاء؛ هل ستبقى أي اعتبارات أخلاقية يجب الالتزام بها خلال الحرب؟ ووفقا للباحثة وانطلاقًا مما يحصل في غزة؛ فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب يزيد من التعقيدات العسكرية التي تؤدي إلى تفاقم الضرر بدلاً من منعه، لأن الجيوش تواكب التغيّرات في الميدان بتدابير مضادة لتقويضها، مما يخلق حلقة من العسكرة المتصاعدة.
انتهاك القانون الإنساني الدولي بسبب الذكاء الاصطناعي
على الرغم من أنّ الحرب على غزة أظهرت بشكل صارخ انتهاك إسرائيل للقوانين الراعية لمبادئ الحروب ولحماية المدنيين. وبينما انتظر العالم قرارًا من محكمة العدل الدولية يقضي بالتعليق الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بعد الدعوى التي قدمتها دولة جنوب أفريقيا عن قيام إسرائيل بإبادة جماعية لسكان غزة، خرجت قرارات تلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار، ولكنها لا تملك الوسائل التنفيذية لتطبيقها، وبالتالي ستبقى هذه القرارات حبرًا على ورق كما يقول الغزاويون في تعليقهم على نتائج هذه الدعوى. وهذا ما يؤكّده تقرير معهد Lieber بأنّ استخدام الذكاء الاصطناعي -كما ظهر في غزة- وضع القوانين الدولية التي تقيّد ممارسة العنف خلال الحروب وحماية المدنيين، أمام إشكالية كبرى ليس من السهل التعامل معها مستقبلًا.
وفي هذا الصدّد أكّد لنا د. هشام جابر أنّ التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي أسرع بكثير من قدرة المُشرّعين على مواكبته، وبالتالي حتى الآن لا يوجد قوانين تحول أو تحدّ من الانتهاكات التي قد يسببها الذكاء الاصطناعي بالنسبة لحقوق المدنيين خلال المعارك.
يظهر النفاق السياسي من خلال عقد الولايات المتحدة في فبراير- شباط 2023 قمةً في هولندا، وكانت الأولى من نوعها في فتح النقاش حول التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي، ونتج عنها إعلان سياسي يتألف من مجموعة مبادئ توجيهية تحدد الاستخدامات العسكرية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز التزامها بالقانون الإنساني الدولي، وتحسين حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، بما في ذلك اتخاذ “خطوات استباقية لتقليل التحيز غير المقصود في قدرات الذكاء الاصطناعي العسكرية” .
وحتى الآن فقد أيّدت هذا الإعلان 51 دولة، لكن إسرائيل التي حضرت القمّة لم توقع على البيان، على الرغم من أنّ توصياته غير ملزمة للدول الأطراف فيه.
عواقب تقنيات الذكاء الاصطناعي على المدنيين
يتحمل المدنيون دائمًا تكاليف الحروب؛ خاصةً في المناطق المكتظة بالسكان؛ حيث تصبح الأهداف العسكرية مرتبطة بحياة أو موت أعداد لا حصر لها من السكان، وقد ارتفع مستوى هذه التكاليف خلال الحرب على غزة، نظرًا لما أتاحه استخدام الذكاء الاصطناعي من القدرة على إخفاء الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد السكان، والتلاعب في الأهداف والنتائج.
مارك أوين جونز، أستاذ مشارك في دراسات الشرق الأوسط في جامعة حمد بن خليفة، ومتخصص في المراقبة الرقمية، يعتقد أن ادعاءات الجيش الاسرائيلي بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم لتحقيق ضربات دقيقة تهدف إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، هي في الحقيقة محاولة لخداع الجمهور الغربي بأنهم ملتزمون بالقانون الدولي من خلال هذه التقنيات.
هناك سياسة رسمية ممنهجة لاستهداف المنازل السكنية الخاصة بنشطاء حماس أو الجهاديين، وهذا ما يجزم بأنّ الجيش الإسرائيلي يقوم عمدًا بإسقاط قنبلة تزن طنًا أو أكثر على مبنى سكني من أجل اغتيال شخص واحد، مما يؤدي إلى قتل عائلة ذلك الشخص وجيرانه في هذه العملية
هذه المزاعم الاسرائيلية تنقضها التقارير التي تكشفها وسائل الإعلام العبرية؛ فوفقًا لصحيفة هآرتس فإن “الدمار الواسع استهدف المنازل والمباني التجارية والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، والمرافق الطبية والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ومراكز التسوق والمتاجر، ومصانع المواد الغذائية ومراكز الإغاثة، بالإضافة إلى أن الطرق والمواقع الأثرية والمقابر قد تضررت أيضًا من عمليات الجيش الإسرائيلي”.
خلق انتصار وهمي من خلال تدمير كل شيء
بناء على تقرير المراسل الاستقصائي إيفال أبراهام لمجلة 972 تحت عنوان “حسابات القصف الإسرائيلي المتعمد على غزة.. تصنيع الاغتيالات الجماعية”، الذي يستند فيه إلى مقابلات مع سبعة ضباط استخبارات إسرائيليين شاركوا في الحروب ضد غزة؛ سواء الآن أو في الاعوام 2014، 2021 و2022، هؤلاء الضباط يجزمون بأن استخدام الذكاء الاصطناعي في تزايد مضطرد في العمليات العسكرية؛ ففي عام 2019 تم افتتاح قسم جديد في جيش الاحتلال يسمى قسم الأهداف، وكانت مهمته تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبرامج الآلية لتسريع عملية إنشاء الأهداف للضربات العسكرية، وحسب الضباط فإن تقييم نتائج الاستهدافات لم يكن من خلال جودتها؛ بل من خلال كميتها، والغاية من الأعداد الهائلة من الأهداف على غزة هي إحداث صدمة لدى المجتمعات التابعة لحماس في غزة، وخلق صورة الانتصار لدى الجمهور الإسرائيلي.
خلال الحرب في عام 2014، قام جيش الاحتلال بتحديد المباني السكنية الشاهقة التي تتكون من ثمانية طوابق و12 طابقًا و14 طابقًا كأهدافٍ عسكرية، وحسب زعمهم فإنّ في كل مبنى من هذه المباني أهدافًا عسكرية تستحق قصف المبنى بأكمله، ولكن وفقًا للصحافي الاسرائيلي إيفال أبراهام فإنّ قصف الأبراج السكنية بينما كانت العائلات بداخلها، وقصف المستشفيات والمدارس وغيرها من المجمعات المدنية يهدف للضغط على المجتمع المدني الفلسطيني في غزة.
تدلّ هذه التصريحات على أن استهداف الأبراج السكنية والمباني الحكومية والجامعات والبنوك ومراكز الأونروا ليست أخطاء على الإطلاق؛ بل سلوكًا متعمدًا بشكل صارخ يهدف إلى نشر الرعب بين سكان غزة.
يستنكر الصحافي الإسرائيلي إيفال أبراهام الفكرة القائلة بأن “الجيش يفعل كل ما في وسعه للحفاظ على سلامة المدنيين في غزة، أو أنه يستخدم التكنولوجيا الخاصة به لعدم إيذاء المدنيين في غزة، مؤكّدًا أنّ هناك سياسة رسمية ممنهجة لاستهداف المنازل السكنية الخاصة بنشطاء حماس أو الجهاديين، وهذا ما يجزم بأنّ الجيش الإسرائيلي يقوم عمدًا بإسقاط قنبلة تزن طنًا أو أكثر على مبنى سكني من أجل اغتيال شخص واحد، مما يؤدي إلى قتل عائلة ذلك الشخص وجيرانه في هذه العملية”.
غزة ساحة اختبار للتقنيات الخوارزمية العسكرية
أوضح معهد Lieber لدراسات القوانين المتعلقة بالحرب من خلال ندوة تحت عنوان ”إسرائيل – حماس 2024 – خوارزميات الحرب: الذكاء الاصطناعي العسكري والحرب في غزة” أنّ استخدام التكنولوجيات الناشئة في حرب غزة يستحق اهتمامًا خاصًا، على الرغم من أن الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 كانت دائمًا “أرض اختبار” لتقنيات وأسلحة جديدة، لذلك أصبحت الدراسات المرتبطة بهذه التكنولوجيات ضرورية لضمان عدم استمرار تلك التكنولوجيات بانتهاك القانون الدولي الإنساني، في ظل عملية صمت دولي عن كل ما حدث ويحدث في غزة، ويضيف المعهد أنّ المثير للقلق هو أنّ هذه التكنولوجيات سيتم تصديرها وانتقالها من منطقة إلى أخرى في العالم.
تبقى الأبواب موصدة أمام قدرات الذكاء الاصطناعي، وما خرج منها حتى الآن يظهر العواقب الكارثية على المستوى الإنساني، على الرغم من أنّ الآمال التي عُلّقت على قدرة هذه التقنيات في الوصول إلى الأهداف العسكرية فقط قد خابت، وهذا ما يطرح إشكالية أساسية حول كيفية محاسبة إسرائيل حول ما تفعله في غزة، وهل ستغيّر الحرب المستمرة من قوانين النظام الدولي الذي يدّعي سعيه الحثيث لحماية حقوق الإنسان؟ وهل ما يحتاجه من إصلاحات سيبقى رهن مصالح القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدّة الأمريكية؟
يبقى ان نعرف ماذا استفاد العرب من تقنيات الذكاء الاصطناعي في التمنية والتطوير والدفاع عن شعوبهم المظلومة والفقيرة والمعدمة
Nice blog here Also your site loads up very fast What host are you using Can I get your affiliate link to your host I wish my site loaded up as quickly as yours lol