عقد «مواطن كافيه» ندوة حوارية مع البروفسيور جلبير الأشقر، المفكر السياسي اللبناني والأستاذ بمعهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، الذي جاء بعنوان “حول اليسار والعولمة وازدواجية الغرب”، وتم النقاش فيه حول عدة محاور؛ أهمها استشراف وتقييم المشهد العربي والعالمي الحالي في ضوء الحرب على غزة، والصراع الروسي الأوكراني، وما أفرزه ذلك من أزمة اقتصادية عالمية ووضع إنساني مأساويّ، وتشريد العديد من العائلات، وأزمات اليسار الحالية، وتراجع موجات الربيع العربي، وغياب التكتلات التقدمية عن المشهد السياسي العربي، وصعود اليمين المتطرف والفاشي في أوروبا.
هاجم د. جلبير الأشقر في بداية كلمته صمت العالم تجاه المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وتهجير سكان غزة من أراضيهم، والصمت الأمريكي الأوروبي تجاه تلك المجازر، في حين أن المعسكر الأوروأمريكي يقوم بإدانة النظام الروسي يوميًا بحق جرائمهم تجاه الشعب الأوكراني.
"حرب #غزة هي أبشع الحروب الحديثة، وسيكون لها أثر كبير على الضمير العربي، وإيقاظ سيرورة الثورات العربية مرة أخرى"
— مواطن (@MuwatinNet) May 2, 2024
بروفيسور جلبير الأشقر | @gilbertachcar pic.twitter.com/0ZN6JJS1XR
ومن هذا المنطلق أكد على أن سياسة الكيل بمكيالين التي تتسم بها سياسة أوروبا وأمريكا تجاه الحرب على غزة وحرب روسيا وأوكرانيا، هي قديمة ولا تتعلق فقط بالصراعين الدائرين حاليًا، وأكد أيضًا على أن النظام الروسي نفسه نظام فاشي وقمعي، وهو نظام لا يحظى بالشرعية أو القبول الشعبي.
هل ازدواجية الغرب، وسياسة الكيل بمكيالين وليدة اللحظة، ونتاج فقط لحرب غزة؟ سؤال يجيب عليه البروفيسور جلبير الأشقر | @gilbertachcar pic.twitter.com/rBUSKpyNSX
— مواطن (@MuwatinNet) May 1, 2024
وأفرد حديثًا موسعًا حول أزمات اليسار العربي حاليًا، وتضييعه للفرص التي أتيحت له إبان ثورات وموجات الربيع العربي بعد ٢٠١١ و ٢٠١٩، بدلًا من أن يقوم بملء الفراغ الذي أنتجته ثورات الشعوب العربية وأثرها على أنظمتها الاستبدادية وحكامها، وذهب بدلًا من ذلك بالتحالف مع القوى اليمينية بكافة أشكالها وصورها. وأعاد هنا د. جلبير الأشقر جملته الشهيرة التي يصف بها الحالة اليسارية الراهنة؛ أنه على اليسار أن يكون يساريًا، لنشهد على الأقل طليعة تنظيمية تقدُمية ويسارية يمكنها إحداث تغيير فاعل خارج ثنائية الدين والجيش.
واستطلع المشهد الأوروبي وصعود القوى اليمينية في فرنسا وألمانيا وإسبانيا، وتوقعه بصعودها في فرنسا بقيادة ماري لوبان، وحالة الاستقطاب الشديد ضد المهاجرين والمسلمين، ونعتهم بأنهم سبب المشكلات والأزمات، في حين أن الأنظمة هي التي تنتج الأزمات الاقتصادية والبيئية والكوارث التي تهدد العالم.
بروفيسور جلبير الأشقر | @gilbertachcar يتحدث عن خصائص الدولة الصهيونية منذ نشأتها إلى الآن. pic.twitter.com/aZgKYdheH4
— مواطن (@MuwatinNet) April 29, 2024
واختتم الأشقر كلماته بالحديث عن فكرة سيرورة الثورة العربية الشاملة طويلة الأمد، والتي يمكن أن يحركها الشباب العربي، وكذلك تحدث عن سلاح النفط والتضافر العربي إبان حرب أكتوبر 1973 ضد الكيان الصهيوني، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى اغتيال الملك فيصل بالسعودية، وقدم د. جلبير استشرافًا للنتائج التي يمكن أن تفضي إليها التطورات الحادثة الآن في الملف الفلسطيني، على أنه لا جديد سيلوح في الأفق القادم وكذلك البعيد، طالما أن أطراف الصراع والكيانات المعنية بحله، ما زالت تفكر بنفس الطريقة تحكمها المصالح والأجندات البراجماتية الخفية.