مع وصول ابن سلمان للحكم وإماطة اللثام عن رؤية التنمية 2030، قامت تلك الرؤية على أهداف جديدة تتبنى خطابًا قوميًا سعوديًا خامًا، استهدفت تلك القومية الجديدة ثورة على التقاليد السعودية في عام 2022، أعلنت المملكة العربية السعودية اعتمادها يوم 22 من فبراير 2022، عيدًا وطنيًا جديدًا، الذي أطلق عليه اسم “يوم التأسيس”، مع رمزية تلك الاحتفالات، إلا أنها تبرهن على توجه النظام السعودي الجديد إلى التوجه صوب سياسة عامة أكثر قومية، بعد سنوات من اقتران الحكومات السعودية بالمبادئ الإسلامية.
البعد التاريخي للقومية السعودية
حتى مع التقاليد الدينية في المملكة، إلا أن القادة السعوديين قادوا سابقًا محاولات عدّة للاحتفال بالمناسبات الوطنية؛ ففي عام 1950، خطط الملك عبد العزيز للاحتفال بالذكرى الخمسين لسيطرته على الرياض، ولكن تم إلغاء الحدث بسبب اعتراضات من كبار علماء الدين.
وفي يناير 1999، أعلن القادة السعوديون عن خططهم للاحتفال بذكرى الملك عبد العزيز، تكريمًا لدور “الأب المؤسس”، إلا أن الحدث اقتصر على المقالات الصحفية والمنشورات الصادرة عن مؤسسات الدولة، في غياب المشاركة النشطة على المستوى الشعبي، لكن مع اتهامات السعودية بدعم تنظيم القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تحرك الملك عبد الله إلى بعض من القومية، باعتماده يوم 23 من سبتمبر من كل عام اسم “اليوم الوطني”، بمناسبة توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1932.
لم تقف محاولات القادة السعوديين على تحديد أعياد قومية، لكن كانت بعض الجهود لتمرير بعض الأفكار القومية للمجتمع السعودي، مع شيوع حالة الصراع بين سعود وفيصل على الحكم، شكّل الملك سعود حكومة جديدة، أغلبها من الشباب ذوي النزعة القومية، لكنها انتهت سريعًا، بعد أن أُجبر الملك سعود على التنازل عن الحكم، عزل الملك فيصل معظم الوزراء ذوي النزعة القومية، وأبقى على بعضهم، لكن في وزارات خدمية غير سياسية، كوزير النفط عبد الله الطريقي، لكن الملك فيصل اتبع هوية وطنية جديدة، هدفها استمالة القبائل المتناثرة، من خلال ربط فتوحات الأسرة الحاكمة لبقية المملكة بمفهوم توحيد المملكة، ووضع الأسرة الحاكمة محور الوطنية الجديدة، ومع ذلك؛ فإن الهويات القبلية والثقافية المتجذرة في المجتمع أعاقت الفكرة الوطنية المتمركزة حول الأسرة الحاكمة.
كما حاول الحكام التالون طرح النبتة القومية بواسطة إحياء موروثات ثقافية اشتهرت بها شبه الجزيرة العربية، بعد سنوات من تولي الملك فهد الحكم، ظهر للعامة فكرة إقامة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، ويهدف هذا الحدث السنوي الذي يستمر أسبوعين بالقرب من الرياض إلى الاحتفال بالنسيج الثقافي السعودي، والارتقاء بالفلكلور النجدي موطن أسرة آل سعود، وقام الملك عبد الله بإعادة تأهيل الموقع الأثري النبطي في مدائن صالح.
قامت السعودية في شكلها الحالي على المبادئ الإسلامية، مع رفض تام للأفكار القومية، في خطاب من عشر نقاط، أوضح الملك فيصل أن المملكة العربية السعودية لا تحتج إلى أي أفكار مستوردة لأن لديها فعلًا الإسلام كأسلوب حياة
وللوصول إلى ربط تاريخي يوضح تنامي القومية في السعودية تصاعديًا بين الحكام المتعاقبين، قامت “مواطن” بالتواصل مع الباحثة والأستاذة في معهد العلوم السياسية في ليل “فاتحة هاني”، المتخصصة في الشأن الخليجي وصاحبة الورقة البحثية HOW MBS IS RETHINKING SAUDI NATIONALISM ، للإجابة عن السؤال المهم، حول نجاح بن سلمان فيما عجز عنه أسلافه، لتقول: “إن محمد بن سلمان يروج لسرد وطني متجدد استمرارًا لأسلافه، ومع ذلك، في عهد السابقين، كانت النية الأساسية هي تعزيز مركزية آل سعود كمرجعية وطنية. بالنسبة لولي العهد الشاب؛ فإن السرد الوطني الجديد يجب أن يخدم طموحه في بناء دولة سعودية حديثة تخالف النظام التقليدي؛ فقد استعاد ولي العهد محمد السرد القومي الذي بدأه أسلافه، لكنه ذهب إلى أبعد من ذلك في إعادة تأهيل مواقع ما قبل الإسلام (العلا ومدائن صالح ومواقع الألفية القديمة الأخرى في حائل، المنطقة الشمالية أو الأحساء، المنطقة الشرقية) كجزء من التاريخ الطويل لسرد الأمة السعودية.
يجسد شبابه وطاقته تصميمه على تحويل بلاده إلى “المملكة العربية السعودية الجديدة”، بوضع المصلحة الوطنية أولًا كما هو موضح في رؤية 2030، مما منحه القدرة على تجسيد وتحقيق تحولات عميقة في المجتمع السعودي، لم يتمكن أحد من قبله من القيام بها في مثل هذه المدّة القصيرة.”
التحول من الوهابية إلى القومية
قامت السعودية في شكلها الحالي على المبادئ الإسلامية، مع رفض تام للأفكار القومية، في خطاب من عشر نقاط، أوضح الملك فيصل أن المملكة العربية السعودية لا تحتج إلى أي أفكار مستوردة لأن لديها فعلًا الإسلام كأسلوب حياة، وكان هناك توافق بين الملوك المتعاقبين على تلك المفاهيم؛ فشبه الجزيرة العربية لم يكن لها نظام حكم مركزي حتى قدوم آل سعود، وكان مفهوم الولاء لرقعة محددة من الأرض غريبًا على الطابع القبلي لعدد من السكان السعوديين في القرن العشرين، الذين كان تصورهم للتضامن نابع من روابط القرابة، لذا كان مهمًا في الدولة الناشئة استحضار شرعيتها من مصدر يجد توافقًا وولاءً عند سكان المملكة الناشئة؛ فكان مذهب محمد بن عبد الوهاب هو المرجع الذي قامت عليه السعودية.
وفي خطاب ألقاه الملك عبد العزيز في الحجاز المدمجة حديثًا عام 1929، رفض مسمى “الوهابيين”، قائلا: “إنهم يسموننا وهابيين، وهذا خطأ فادح، لم نأت بجديد، محمد بن عبد الوهاب لم يفعل شيئًا جديدًا، عقيدتنا هي عقيدة الأجيال الأولى من المسلمين المبنية على الكتاب والسنة”.
كما كان دور الوهابيين مهمًا في حقبة الستينيات، حين اشتدت النزعة القومية العروبية في الدول المجاورة، حينها شجع الملك فيصل العلماء الوهابيين على العمل مع الإسلاميين ذوي الدوافع السياسية في الدول المجاورة، لرفض السياسات الثورية لعبد الناصر، وصياغة رؤية جديدة للإسلام للشباب السعودي، كما سمح للعلماء الوهابيين بإصلاح المؤسسات التعليمية السعودية بمناهجهم الإسلامية المحافظة.
بعد استلام محمد بن سلمان تلابيب الحكم، اختفى المنهج الديني الذي صاغه الملك فيصل، وحل محله تعليم “سعودي أولًا”، وهو التعليم الذي يزيل محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الوهابية من الكتب المدرسية ويؤكد على الوطنية السعودية، كما أعلنت المملكة العربية السعودية أنها لن تقوم بتمويل المساجد والمؤسسات التعليمية الوهابية في بلدان أخرى.
وشهدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، التي كانت مكلفة ذات يوم بمهمة الحفاظ على الأخلاق العامة، تقليص صلاحياتها.
ليقول عن ذلك الباحث السعودي في جامعة جورج واشنطن، سلطان العامر: “إن السعودية ليست الأولى في تغيير توجهاتها السياسية، ومع ذلك؛ فمن بين كل البدائل المحتملة؛ فإن البديل الذي تم اختياره ليحل محل الوهابية، هو وضع القومية السعودية من موقعها المنبوذ إلى المقدمة”.
وتعود الباحثة “فاتحة هاني” لوصف تحرك السعودية من المبادئ الإسلامية إلى الفكر القومي: “إن التوجيهات التي أقرها محمد بن سلمان لتشجيع الفعاليات الفنية العامة، هي أيضًا علامات واضحة على إرادته السياسية للخروج من الميثاق الوهابي الذي كان ينظم السياسة والمجتمع، أصبح تعزيز الثقافة والترفيه وإبعاد الشرطة الدينية عن مسؤوليتها في تنظيم الرقابة الاجتماعية العامة عاملًا رئيسًا لتمكين ولي العهد؛ فالمؤسسات الجديدة المخصصة لتنظيم الرياضة والترفيه أو الثقافة والتراث تحت إشراف وزارة جديدة للثقافة من نفس جيله، كما كان يوم 22 من فبراير يومًا للتأسيس، الذي يوافق عام 1727 بداية للدولة السعودية الأولى بدلًا من عام 1745، هو القرار الأكثر إيضاحًا لإحياء الرواية الوطنية، لما له علامة على توحيد الدولة سياسيًا وليس دينيًا كما كان عام 1745”.
ملامح قومية بن سلمان الجديدة
ترتكز القومية السعودية الجديدة على الأب المؤسس للدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز، من طريق مشاركة حسابات تويتر القومية بانتظام محتوى يعرض أوجه التشابه بين الجَدّ وحفيده بن سلمان، ما يشير إلى افتتاح حقبة جديدة، مقترنة بالاستمرارية مع الماضي؛ كما صرح بن سلمان أن دولته هي امتداد لدولة جده الثالثة.
ويحاول بن سلمان غرس الشعور بالفخر عند السعوديين، بواسطة زيارة المواقع الخلابة في المملكة، حيث يعد التركيز على جغرافية البلاد موضوعًا مفضلًا في القومية السعودية الجديدة، مع إطلاق ولي العهد “رؤية العلا” في حفل كبير لوضع حجر الأساس لها انطلاقًا من مشروعات عملاقة؛ منها محمية طبيعية ومنتجع صممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، ولم يقتصر المشروع على توليد الأموال فحسب؛ بل قام أيضًا بتوجيه السكان إلى الإيمان بقدراتهم، بهدف تعزيز الشعور بالفخر والولاء للدولة.
وبحلول عام 2017، وصل الخطاب القومي إلى أوج مستوى له، مع دفعه بشكل منهجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت -خاصة تويتر- ساحة لتشجيع النعرات القومية، بواسطة الاستخدام المتزايد للعلم السعودي إلى جانب صور ولي العهد، وتصدير دعوات لاتخاذ إجراءات مثل محاكمة أي شخص تعدّه مسيئًا إلى قيادة المملكة العربية السعودية وثقافتها وقيمها.
كما ناصبت تلك المفاهيم القومية العداء مع الغرب، يتضح ذلك من الخلاف الدبلوماسي مع ألمانيا الذي بدأ عام 2017، عندما وصف وزير الخارجية الألماني آنذاك، زيجمار غابرييل، سياسات المملكة العربية السعودية الإقليمية بأنها “مغامرة”. وردت الرياض بتجميد الشركات الألمانية العاملة في المملكة وسحب سفيرها من برلين، حتى أعلن هيكو ماس، خليفة غابرييل، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن ألمانيا تأسف لسوء التفاهم بين البلدين؛ حيث عدّ القوميون عبر الإنترنت هذا دليلًا على قدرة المملكة العربية السعودية على تهذيب ألمانيا، وإظهار عدم تسامح المملكة العربية السعودية مع انتقادات سياساتها الإقليمية.
وركز بن سلمان في توجيه خطابه القومي الجديد للشباب لتوليد دعم حقيقي على المستوى الشعبي بين الشباب السعوديين، لما كان الشباب هم أولويته؛ فإنه يعدهم بفرص عمل أكبر، وصناعة تراث وطني مزدهرة وترفيه ثقافي جديد مقابل الولاء للسعودية.
تقول في ذلك الباحثة فاتحة هاني: “إن بن سلمان يقدم نفسه على أنه الشخصية -من بين جميع أفراد العائلة المالكة- الأقدر على تغيير البلاد من خلال جذب الشباب، عكس الحكام السابقين، لم يكن الشباب يمثلون جمهورًا مهمًا في حد ذاته؛ بل كانوا فئة بسيطة ليس لها هوية خارج نطاق الأسرة.
لذا أتى الخطاب “القومي المفرط” بثماره جزئيًا، وأثبت أنه أداة مفيدة للغاية لتعزيز سلطة بن سلمان على رأس الدولة. ومن خلال تقديم مثل هذه الرواية القومية، قدم عقدًا اجتماعيًا جديدًا يعتمد على احتضان قيم الفخر الوطني والولاء للدولة، التي من المفترض أن تحدد خصائص المواطن الصالح كما وردت في رؤية 2030.
يتردد صدى هذه الرواية بشكل جيد لدى الشباب، لذا فقد فهم الأمير محمد بن سلمان تمامًا أن الوصول إلى وسائل الاتصال الجديدة كان السبيل لتمييز نفسه عن بقية عائلته، واستغل هذه الفرصة ليقدم نفسه داخل العائلة المالكة باعتباره الرجل الأكثر قدرة على تجسيد تطلعات الشباب السعودي.
لماذا القومية الآن؟
في أعقاب ثورات الربيع العربي، وصعود حركة الإخوان المسلمين للحكم في بلدان مختلفة، اتجه النظام في السعودية نحو سياسة أكثر قومية لمحاولة حماية المملكة من تسرب أفكار ثورية؛ ففي الثقافة القومية، ستكون الاتهامات من قبل الإسلاميين الأتراك والمصريين تدخلات أجنبية غير مرحب بها في الشؤون الداخلية، بدلًا من كونها نصيحة من مسلم لمسلم.
بجانب أن القومية الجديدة تسمح بالحد من تحديات المعارضة الداخلية القائمة على الآراء الدينية، مما يضعف بشكل ملائم الضوابط على سلطتهم عندما يتبنون سلوكًا غير مسبوق؛ مثل التفكير في إقامة علاقات لم يكن من الممكن تصورها في السابق مع إسرائيل، وكبت المعارضة الدينية للتغييرات الاجتماعية الدخيلة على المجتمع السعودي، بتبني أحداث فنية، والسماح للاختلاط بين الجنسين.
وصفت الباحثة السعودية إيمان الحسين نمو الفكر القومي السعودي بحصان طروادة، الذي يمكن أن يضر النظام أكثر من أن ينفعه، حيث إن النظام السعودي يأمل أن يؤدي تضخم القومية إلى تقليل الضوابط المفروضة على السلطة الملكية؛ فإن الفكر القومي نفسه يمكن أن يحل محل تلك الضوابط؛ بل ويطغى على سلطة النظام.
وبالنسبة لأهداف السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، تعد القومية أداة لرغبة الرياض في إعادة تشكيل الشرق الأوسط لمصلحتها، وجاء ذلك متوافقًا مع أهداف السعودية من حرب اليمن والقطيعة الخليجية مع قطر، مع استخدام السلطات السعودية خطابًا قوميًا لتصنيف أي شخص يعارض توجه الدولة في تلك المواقف يصبح خائنًا للأمة، بجانب التساهل في بناء علاقات ولقاءات جمعت بين ولي العهد السعودي مع طوائف مسيحية، ما يسهم في زيادة التقارب السعودي الغربي، في إطار سعي المملكة لجذب استثمارات أجنبية لمرحلة ما بعد النفط.
ومع خروج المملكة عن العقد الاجتماعي القديم تأكيدًا على دخولها حقبة جديدة، يجب على المواطنين المساهمة في مصلحة البلاد والخروج للعمل في وظائف القطاع الخاص، وإجبار الشركات على وضع نسبة من العاملين الوطنيين، وتحديد غرامات تتراوح بين 3600 و6000 ريال عن كل موظف ناقص، ويستعمل مكتب العمل تلك المبالغ في تدريب العمالة السعودية، مقابل ذلك مطلوب من الشباب السعودي قبول أعباء اقتصادية جديدة؛ مثل فرض ضريبة القيمة المضافة، وزيادة أسعار السلع الأساسية والخدمات التي كانت تتلقى الإعانات في السابق، ويشكل هذا السرد القومي قطيعة مع الماضي وظهور “المملكة العربية السعودية الجديدة” لتبرير التدابير الجديدة.
القومية السعودية، حصان طروادة
الباحثة السعودية في معهد دول الخليج العربي في واشنطن ” إيمان الحسين” في ورقتها البحثية (Saudi First: How hyper-nationalism is transforming Saudi Arabia) وصفت نمو الفكر القومي السعودي بحصان طروادة، الذي يمكن أن يضر النظام أكثر من أن ينفعه، حيث إن النظام السعودي يأمل أن يؤدي تضخم القومية إلى تقليل الضوابط المفروضة على السلطة الملكية؛ فإن الفكر القومي نفسه يمكن أن يحل محل تلك الضوابط؛ بل ويطغى على سلطة النظام.
إن الدفعة الجديدة نحو القومية السعودية قد تتحدى النظام الملكي بالطريقة التي أراد حكامها في القرن العشرين تجنبها، مع دفع السعوديين تجاه الولاء للمصالح الوطنية يمكن أن يؤدي إلى مطالبة المواطنين بدور أكبر في تحديد تلك المصالح الوطنية؛ ما يترك الأسرة الحاكمة أمام ضوابط جديدة أكثر تعقيدًا لسلطتها، بواسطة مواطنين يتمتعون بآراء متنوعة يمكن أن تعارض توجهات حكومتهم؛ فقد يؤيد عامة الناس اتخاذ إجراءات أكبر ضد البلدان التي يُنظر إليها على أنها تهين الكبرياء الوطني، حتى ولو كان ذلك يعني المخاطرة بتحالفات المملكة التقليدية.
فضلًا عن ذلك، إذا تم استنباط القومية الجديدة بواسطة التقاليد النجدية حيث تقع الرياض؛ فإن الهويات المحلية الأخرى قد تشهد انبعاثًا من جديد، وتعارض فرض الدولة للرموز النجدية، لا سيما في المناطق التي تنتشر بها الطائفة الشيعية.
في نهاية المطاف، لن يؤدي ظهور القومية السعودية إلى إنتاج مجتمع يتمتع فيه النظام الملكي بسلطة وامتيازات غير خاضعة للرقابة؛ بل مجتمع يتمتع بمجموعة جديدة كاملة من الأولويات والمصالح.