ما زالت الأكاديمية الألمانية تنظر للحرب على غزة نظرة يحيطها الكثير من الحذر والتخوف؛ سواء أساتذة أو طلابًا، هناك خوف وحذر من مُلصقات التهم الجاهزة التي يخشى الأكاديمي الألماني أن تُلصق به. هذه التُهم تشمل “معاداة السامية”، “كراهية اليهود” و”الفاشية الإسلامية”. وكذلك فإن ما حدث لليهود في ألمانيا في الماضي حاضرٌ بقوة وله دوره في التخوف والترقب عندما يأتي الأمر لانتقاد إسرائيل بشكل عام، ولانتقاد إسرائيل في حربها على غزة بشكل خاص.
ردود فعل عنيفة تجاه الحراك الطلابي
أصبحت حرية التعبير في الأكاديمية الألمانية في خطر؛ خصوصًا بعد ردود الفعل على الحراك الطلابي والاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع الفلسطينيين في غزة؛ فقد قامت الشرطة الألمانية يوم الثلاثاء 7 من مايو الماضي بإخلاء مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين في باحة جامعة برلين الحرة؛ حيث دعا المُحتجون إلى وقف العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وكان نحو 100 شخص قد أقاموا نحو 24 خيمة في الحرم الجامعي، وجاء ذلك بدعوة مما يسمى “ائتلاف طلاب برلين”. وانضم طلاب من مختلف جامعات برلين إلى الاحتجاج حاملين الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات تدعم الفلسطينيين وتدين إسرائيل وألمانيا، كما طالبت المجموعة الطلابية بإسقاط التهم الجنائية ضد الطلاب وغيرهم ممن أظهروا تضامنًا مع الفلسطينيين في الجامعات، كما طالبت الجامعات بمعارضة الإصلاحات المخطط لها في مجلس الشيوخ في برلين، والتي من شأنها تمكين طرد الطلاب لأسباب سياسية. كما حثوا على منع الشرطة من دخول الحرم الجامعي وإعادة الأكاديميين والموظفين في الجامعات الألمانية ومعاهد البحوث، الذين تم طردهم أو تجميد تمويلهم بسبب موقفهم السياسي. وقالت جامعة برلين الحرة إن المتظاهرين حاولوا دخول قاعات الجامعة وقاعات المحاضرات بهدف احتلالها، وإن الجامعة تقدمت بشكاوى جنائية وأوقفت المحاضرات في عدة مباني. وتقدمت الجامعة بشكاوى جنائية وأوقفت المحاضرات في عدة مباني، وفقًا لوكالة رويترز.
تشهد ألمانيا تقلصًا سريعًا للحريات الديمقراطية منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، ويشمل ذلك فرض حظر عام على المظاهرات التي تهدف إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين
وحول هذه الأجواء، يقول الناشط اليهودي وباحث الدكتوراة في جامعة برلين الحرة، والذي سبق أن احتجزته الشرطة الألمانية عند مشاركته في فعاليات داعمة لفلسطين أودي رازUdi Raz لـ”مواطن”: “تشهد ألمانيا تقلصًا سريعًا للحريات الديمقراطية منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، ويشمل ذلك فرض حظر عام على المظاهرات التي تهدف إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين، واحتجاز الأفراد لارتدائهم الكوفية في الأماكن العامة، ومداهمة المنازل والمساحات المخصصة للناشطين السياسيين الذي يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة”.
ويضيف: “لقد خلقت النخبة السياسية في ألمانيا جوًا من الرعب ضد أي شخص يجرؤ على التأكيد علنًا على ضرورة تطبيق القانون الدولي أيضًا في حالة الفلسطينيين، وقد شق جو الرعب هذا طريقه بسرعة كبيرة إلى حرم الجامعات هنا في ألمانيا”. ويتابع راز: “ومع ذلك، وعلى الرغم من محاولات إسكات الأصوات التي تدين الإبادة الجماعية المستمرة؛ فإن الحراك في ألمانيا ينمو بشكل أكبر وأقوى يومًا بعد يوم؛ فالمزيد والمزيد من الطلاب والأساتذة والإداريين يتحدثون لأنهم يعرفون مدى تواطؤ الحكومة الألمانية في الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، وكلما زاد هذا الحراك قوبل باضطهاد من الدولة”. ومن جهة أخرى “تقوم النخبة السياسية في ألمانيا بمطاردة الأفراد الذين لا يؤيدون دعم ألمانيا للإبادة الجماعية في غزة، وتحدث هذه المطاردة على جميع المستويات الأكاديمية، وهذا ما يعني أن الحرية الأكاديمية في ألمانيا لم تعد موجودة الآن”، ذلك وفقًا لما صرح به أودي راز لـ “مواطن”. وقال: “ولكننا كأكاديميين فإننا نبذل قصارى جهدنا على الرغم من ذلك لاستعادة حقوقنا، ليس بفضل ألمانيا ولكن رغمًا عنها”.
رؤساء جامعات مُتهمون بمعاداة السامية، وطلاب عرب إقامتهم في خطر
قد تجلب المواقف المؤيدة لحقوق الفلسطينيين التهمة بمعاداة السامية وكراهية اليهود؛ فمثلاً كرد فعل على عنف الشرطة الألمانية تجاه الحراك الطلابي في جامعة برلين الحرة، وقّعت مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة برلين على خطاب مفتوح يدعو إلى دعم حق طلاب جامعة برلين في التعبير عن الرأي دون التعرض لأي عنف من الشرطة. وهذا الخطاب قد اعتبرته صحيفة Bild الألمانية خطابًا معاديًا للسامية ولليهود.
تقول أولريكة فرايتاج Ulrike Freitag، أستاذة الدراسات الإسلامية ومديرة مركز لايبنز لدراسة الشرق الحديث (Leibniz-Zentrum Moderner Orient) لـ”مواطن”: “هناك حساسية تجاه معاداة السامية منذ بضع سنوات وحتى الآن، وربما يرتبط ذلك بصعود اليمين المتطرف”. وتضيف: “ورغم كونها -أي معاداة السامية- جزءً لا يتجزأ من أيدولوجية الجناح اليميني الجديد والقديم، إلا أن الجماعات اليمينية استطاعت تحويل الانتباه عن أتباعها ليصبح التركيز على المهاجرين، وهو الموضوع الذي يشغل الألمان منذ سنة 2014/2015”. وأوضحت أنهم نجحوا في خلق ارتباط بين الميول المعادية للمسلمين وكذلك الميول المعادية للمهاجرين لدى عامة الناس وبين معاداة السامية الإسلامية (أو ما يُشار إليه بشكل أكثر فظاظة بـ “الفاشية الإسلامية”)؛ فقد وضع التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة تعريفًا لمعاداة السامية، واستُكمِل هذا التعريف بتوضيح أنَّ معاداة إسرائيل بالتحديد هي معاداة للسامية، وقد أنتج هذا جوًا مسمومًا لأنه يتعلق بانتقاد إسرائيل، كما بينت أولريكه فرايتاج. وأوضحت أيضًا أنه “رغم أن الأحداث السابقة لم تكن بسبب الصراع الحالي، إلا أنَّ هذا الصراع فجَّر الاتهامات بمعاداة السامية كلما انتُقدت إسرائيل أو حكومتها أو سياستها”. وتُشدِّد “فرايتاج” على أنَّ هذا الخطاب يُعقِّد النقاشات العقلانية”. وتضيف أيضًا: “ولا شك أنَّ توجيه الاتهام بمعاداة السامية لرؤساء الجامعات الذين حاولوا ببساطة التحاور مع المتظاهرين، هو أمر لا يُشجِّع المواقف الجريئة من قِبل الطلاب أو من قِبل الأساتذة”.
وتتعجب “فرايتاج” من أنَّ هناك عددًا من الطلاب العرب الذين يدرسون في ألمانيا ينخرطون مع الطلاب الأكثر نشاطًا في الحراكات الجامعية المتعلقة بأحداث غزة، وهو ما قد يُعرِّض وضع إقامتهم في ألمانيا للخطر.
الأكاديميا الألمانية مُجزَّأة
تقول أولريكة فرايتاج Ulrike Freitag أستاذة الدراسات الإسلامية ومديرة مركز لايبنز لدراسة الشرق الحديث (Leibniz-Zentrum Moderner Orient) لـ “مواطن”: “أعتقد أنه من الصعب الحديث عن الأكاديمية الألمانية، وذلك نظرًا لطبيعتها المجزَّأة من حيث توزيعها الجغرافي، ومن حيث الموضوعات والتخصصات الدراسية”. وتؤكد: “دراسات الشرق الأوسط، والدراسات اليهودية، والتاريخ أو السياسة هي مجالات مستقلة، ولا يوجد بينها سوى اتصال ضئيل؛ فالتواصل مثلًا بين الطالب الذي يدرس هذه المجالات بشكل عام والطالب المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط قليل جدًا. هذا بخلاف الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا حيث يُدرس تاريخ الشرق الأوسط في الأقسام الكبيرة مثل التاريخ أو العلوم السياسية، بينما هذا نادرًا ما يحدث في ألمانيا؛ فلا يتعرض الطلاب في هذه الأقسام الكبيرة لقضايا المنطقة ومن بينها قضية فلسطين”.
وتتابع: “وهذا أمر مهم جدًا عندما يتعلق الأمر بأولئك المعنيين بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وبالتالي الأحداث الأخيرة في غزة”.
توضح “فرايتاج”: “أنا لا أقول إن هذا الاهتمام الأكاديمي محدود تمامًا، لكننا ربما نجده أكثر عند المهتمين بالشؤون الإقليمية من الطلاب والأساتذة على حد سواء”. وتضيف: “وهنا ستجد آراءً متنوعة لأسباب؛ منها التنشئة الاجتماعية المؤيدة لإسرائيل في ألمانيا (وذلك لما فعلته ألمانيا في السابق)، وكذلك بسبب الاختلافات العامة في المواقف السياسية”.
وتلفت أولريكة فرايتاج النظر إلى اختلاف المجالات الأكاديمية، وإلى وجود اهتمامات مختلفة فيما يتعلق بالأمور السياسية، ويوجد كذلك الحركة المتعلقة بالمناخ، والنضال ضد اليمين المتطرف في ألمانيا، والاهتمام بالحرب في أوكرانيا، وكذلك الانشغال بأمور حياتية مثل مشكلات الإسكان والحصول على فرص عمل. وحتى في وجود هذه القيود المختلفة، كان هناك حراك طُلابي في عددٍ من الجامعات، وكانت هناك اعتصامات ولقاءات نقاشية بين الأساتذة والطلاب، ومظاهرات واقتحامات وغير ذلك.
قيادة جامعية مترددة والأساتذة خائفون
تخشى القيادات الجامعية والأساتذة الاتهام بمعاداة اليهود، لذلك فإنهم يتخذون الإجراءات اللازمة التي تجعلهم بمنأى عن هذه التهم. يوضح أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ماربورج عاصم حفني أن موقف الأساتذة في الجامعات الألمانية بصفة عامة مؤيد للجانب الإسرائيلي؛ فكونهم يعملون في الجامعات فهم ممثلون للدولة الألمانية بشكل أو بآخر؛ فصحيح هناك استقلال علمي والجامعة مستقلة علميًا، ولكن هناك حساسية تاريخية معروفة ضد كل ما هو ناقد للجانب الإسرائيلي؛ فهناك عقدة الذنب في المجتمع الألماني، متوارثة منذ أحداث الهولوكوست وما فعله الألمان النازيون باليهود. هذا الأمر مبالغ فيه طبعًا بقوة، ولكنه أولًا مترسخ بصفة كبيرة في العقلية الألمانية من جانب، بالإضافة إلى أنه مدرج في القانون ويعاقب عليه القانون وبسرعة؛ فمن الممكن أن يتعرض أي أستاذ للفصل لو أدلى بأي تصريحات يمكن أن تُفَسَّر على أنها معادية للسامية كما يقولون”. ويوضح: “وطبعًا مصطلح “معاداة السامية” هو مصطلح سياسي بامتياز وليس له تعريف دقيق، وهو كذلك مصطلح مطاط يمكن أن يستخدم بشكل أو بآخر ضد أي أكاديمي؛ لذلك هناك حرص شديد من كثير من الجانب الأكاديمي من جانب الأساتذة حتى لو أبدوا موقفًا متعاطفًا مع الجانب الفلسطيني داخل جلسات ضيقة مع عرب أو غيرهم، لكنهم في العلن أمام الطلاب أو غير ذلك يصابون بنوع من المخاوف الشديدة”.
هناك جانبان يفسران الموقف الأكاديمي الألماني: الجانب الأول هو الإرث التاريخي النازي الذي يُكبِّل العقلية الألمانية، ويُقيد اليد الألمانية في التصرف، والجانب الآخر هو التبعية السياسية المطلقة لأمريكا
ويصف “حفني” تطور الموقف الألماني: “ولكن مع الوقت ومع ظهور الهمجية الإسرائيلية في حربها ضد “حماس”، ولا تفرق بين مدني وعسكري، واجتياح كامل يصل إلى الإبادة الجماعية (وهنا في ألمانيا لا يفضلون استخدام مصطلح الإبادة الجماعية، ويبررون رفض هذا المصطلح بأمور مضحكة، مثل أنه حتى يكون هناك إبادة جماعية فإن ذلك يجب أن يحدث في دولة معترف بها، وفلسطين دولة غير معترف بها) ويتابع: “أصبح الطلاب الذين يتظاهرون الآن، وهم على قلتهم أصبح لهم صوت مسموع داخل الجامعة، ولكن الإعلام لا ينشر هذا كثيرًا، لذلك فهو غير معروف، على عكس الحالة الأمريكية”. ويتساءل عاصم حفني: “إذا كانت الجامعة قد أدانت ما فعلته “حماس”، وهي مُحقة إذا كان ما فعلته “حماس” بنفس الصورة التي عُرضت؛ فلماذا لا تُدين الجامعة الآن الجانب الإسرائيلي وما يفعله واضح من عمليات اغتيال جماعية منظمة دون رادع ودون أي تجاوب مع الضغوط الدولية، أو النداءات الدولية للتوقف عن هذه الهمجية في القتال؟ ويؤكد: “إما أن تتخذ الجامعة موقفًا سياسيًا مع جميع الأطراف، أو تنأى بنفسها عن الجانب السياسي وتقول نحن مؤسسة تعليمية محايدة ولا نتدخل في السياسة”.
ويفسر “حفني” الموقف الأكاديمي الألماني: “في رأيي الشخصي هناك جانبان يفسران الموقف الأكاديمي الألماني: الجانب الأول هو الإرث التاريخي النازي الذي يُكبِّل العقلية الألمانية، ويُقيد اليد الألمانية في التصرف، والجانب الآخر هو التبعية السياسية المطلقة لأمريكا، حتى إن الألمان أحيانًا يصبحون أمريكان أكثر من الألمان؛ فربما يكون هناك حرية تعبير عن الرأي ولو محدودة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في أمريكا، ولكن هذا غير موجود في ألمانيا؛ فرغم أنهم يتبعون أمريكا، إلا أنهم يبالغون أيضًا في دعم إسرائيل؛ إذ يخافون من النقد الأمريكي لهم، وهذا أيضًا له جانب تاريخي؛ فبعد أحداث الحرب العالمية الثانية وانهيار دولة ألمانيا؛ لم تقم أمريكا بإعمار ألمانيا بعد الحرب ضمن مشروع مارشال اقتصاديًا فقط، ولكن أمريكا هي التي وضعت خطة التعليم، وهي التي وضعت المواد والمنهجية بهدف تشكيل عقلية ألمانية؛ فحتى المدارس الفلسفية، مثل مدرسة فرانكفورت أصلها يهودي أمريكي. هذا كله غيَّرَ البنية الفكرية للألمان في اتجاه السياسة الأمريكية؛ فالتبعية لأمريكا ليست فقط بسبب الاقتصاد، ولكن بسبب الفكر التعليمي أيضًا”.
وعن مستقبل الموقف الألماني يقول “حفني”: “أتصور أن الأجيال الحديثة معظمها واعٍ بسوء السياسة الألمانية وضرر التبعية المطلقة لأمريكا، أو ربما بازدواجية المعايير فيما يتعلق بحقوق الإنسان، والمناداة بها داخل الإطار الأوروبي والتنكر لها خارج هذا الإطار. هذه الأجيال ربما سيكون لها موقف في المستقبل عندما تتولى هي السلطة في البلاد، أقصد هنا السلطة بشكلها الكامل، ليس فقط السلطة السياسية؛ بل إدارة الشأن العام في البلاد. بعد خمس عشرة أو عشرين سنة من الآن سيكون هؤلاء الطلاب هم من يتولون الشأن في ألمانيا؛ سواء داخل الإدارات الحكومية أو في الجانب السياسي. وبالتالي سيكون هناك تغيير في العقلية الغربية بصفة عامة في السنوات القادمة؛ لأن الأمور لا يمكن أن تستمر هكذا؛ فهناك تنكر للقيم الغربية التي ينادون بها، والتي أسستها الفلسفة الغربية من المساواة وحقوق الإنسان، وحقه في الحياة وحق تقرير المصير والديمقراطية بصفة عامة كمبادئ وليست كآليات؛ فكل هذا ربما أصبح مفاهيم جوفاء؛ فالمستقبل سيشهد تغييرًا كبيرًا في البنية العقلية الأوروبية”.
حرية التعبير في خطر
أثارت ردود الفعل الألمانية على الاحتجاجات الطلابية وعلى موقف بعض الأساتذة الداعمين لحرية التعبير الطلابية قلقًا ومخاوف حول مستقبل حرية التعبير في ألمانيا، ولهذا ترى أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة برلين الحرة أولريكة فرايتاج أن الوضع في الجامعات وفي خارجها وصل إلى نقطة أصبحت عندها حرية التعبير في خطر، وذلك بسبب المناخ السياسي المُسمَّم والذي أصبح أكثر عدوانية بسبب الاستقطابات التي بدأت مع جائحة كورونا، وكذلك بسبب الخوف من اليمين المتطرف. وفي سياق متصل؛ فإن هناك رابطًا بين الحرب في غزة والمصطلحات التي تثير ارتباطات إضافية بدراسات ما بعد الاستعمار (مثل “الإبادة الجماعية” أو “الاستعمار الاستيطاني” – بغض النظر عن المداولات في المحاكم الدولية وما إلى ذلك)، واستُخدم هذا الربط من قِبل منتقدي دراسات ما بعد الاستعمار لانتقاد تلك الدراسات، واعتبروا هذا الربط وانتقاد إسرائيل بشكل عام هراءً معاديًا للسامية، وفقًا لما أوضحته فرايتاج. وتضيف: “مثل هذه التعميمات لا تتوافق مع أية محاولات للحوار العقلاني، وكذلك لا تساعد على القراءة الصحيحة والاستماع لما يحاول الناس مناقشته”.
ويتفق إلى حد ما أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ماربورج عاصم حفني مع ما ذكرته أولريكه فرايتاج في أن: “القيادات الجامعية الألمانية متحسسة جدًا، وهناك تردد رهيب في فكرة التعبير عن الرأي ولو بشكل محايد، حتى يصف الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي (وهما بالتحديد غزة و”حماس” من جانب، والجيش الإسرائيلي من جانب آخر) بشكل من التوازن؛ فلابد أن يعبر الشخص في البداية عن رفضه لسياسة “حماس” ورفض فكرة “حماس” ورفض وجود “حماس”، والتأكيد على حق إسرائيل في الحياة والدفاع عن إسرائيل.. إلخ، ثم يقول لك إن هناك إفراطًا في استخدام القوة مثلًا، كما أوضح عاصم حفني. ويضيف: “هناك نقطة أحب أن أشير إليها وهي التي زادت فكرة التظاهر في الجامعات الألمانية – زيادة نسبية طبعًا لا تقارن بأمريكا نهائيًا-، ولكن النقطة هي أن جميع الجامعات الألمانية عبَّرت عن رأيها المتعاطف مع إسرائيل بشكل رسمي عبر صفحاتها الإلكترونية، ووصفت “حماس” بأنها منظمة إرهابية، وأنها اعتدت على حق إسرائيل في الحياة، ورفضت الجامعات فكرة الكراهية والعداء بين الطلاب الفلسطينيين والإسرائيليين أو العكس”. ويعلِّق حفني: “فالجامعة مؤسسة تعليمية لا ينبغي أن يكون لها دور سياسي”. ويحكي عما حدث في جامعة ماربورج: “أرسل رئيس جامعة ماربورج إيميل لكل الطلاب فيه نوع من التعاطف الواضح مع الجانب الإسرائيلي”. ويتابع: “ربما يُفهم أن ما قامت به “حماس” وكما صُوِّر في البداية على أنه عملية همجية، فيها قتل للأطفال والنساء واغتصاب للبنات واختطاف أطفال، ولو كانت الصورة هكذا فهي غاضبة ومغضبة طبعًا، ونحن كعرب مسلمين نرفضها لو كانت حدثت بمثل هذا الشكل. كان رد الجامعة صريحًا وواضحًا ومؤيدًا للجانب الإسرائيلي”.
وأضافت فرايتاج: “لم أُعلِّق على ما يعنيه كل هذا بالنسبة لسمعة ألمانيا في الشرق الأوسط”، وهي بالطبع في وضع كارثي، وكيف أن هذه المواقف تصيب حتى المُعارضين الإسرائيليين بالإحباط”.
لكن الأمور تختلف في ميونيخ
شهدت مدينة ميونيخ احتجاجات واعتصامات مؤيدة لإسرائيل، ولكن أيضًا كان هناك بعض الحراك المؤيد للجانب الفلسطيني، وفي هذا الصدد تقول باحثة الدكتوراه المتخصصة في الأنثروبولوجيا “موجة أكبينار” Müge Akpinar والتي تعيش في مدينة ميونيخ الألمانية لـ “مواطن”: “من خلال ما أراه هنا في ميونيخ، أستطيع القول بأن هناك حراكًا طلابيًا هنا في ألمانيا مؤيدًا لفلسطين، رغم الرقابة المفروضة على الأكاديمية الألمانية”. وتضيف: “يوجد اعتصام طلابي هنا في ميونيخ في جامعة لودفيج ماكسميليانز بميونخ Ludwig-Maximilians-Universität München، ولكن هناك أيضًا وقفة مؤيدة لإسرائيل موجودة عبر نفس الشارع الرئيس من حرم نفس الجامعة”. وتضيف أكبينار “ومن الجهات التي تُنَظِّم المظاهرات المؤيدة لإسرائيل في ميونيخ منظمة الشباب الألمانية الإسرائيلية Deustche Israelische Gesellschaft”. وتتعجب أكبينار: ” أنا في الواقع مندهشة من أنهم سمحوا بإقامة مخيم للمتظاهرين المؤيدين لفلسطين لفترة طويلة في حرم جامعة لودفيج في ميونيخ، بينما في برلين كان هناك تدخل عنيف من الشرطة”. وتوضح: “أعتقد أن الجماعات المؤيدة لإسرائيل تحاول بكل الطرق إظهار الدفاع عن نفسها، لكننا رأينا عددًا أكبر من الأشخاص في ميونيخ مع المؤيدين للفلسطينيين مقارنة بالمؤيدين لإسرائيل”. وتتابع: “أعتقد أن الناس بدؤوا يفهمون حقيقة ما يحدث في غزة، ولكن أعتقد أن الأغلبية ما زالت مؤيدة لإسرائيل أو محايدة”. وتلفت موجة أكبينار النظر إلى مشكلة أنهم يطلبون من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الألمانية بالتوقيع على أنهم لن يكونوا نشطاء سياسيين، وتتوقع أن الأمر سيزداد سوءً مع الأحداث الحالية.
Excellent blog here Also your website loads up very fast What web host are you using Can I get your affiliate link to your host I wish my web site loaded up as quickly as yours lol
Wonderful web site Lots of useful info here Im sending it to a few friends ans additionally sharing in delicious And obviously thanks to your effort
Hi my family member I want to say that this post is awesome nice written and come with approximately all significant infos I would like to peer extra posts like this
I have been browsing online more than three hours today yet I never found any interesting article like yours It is pretty worth enough for me In my view if all website owners and bloggers made good content as you did the internet will be a lot more useful than ever before
Simply wish to say your article is as amazing The clearness in your post is just nice and i could assume youre an expert on this subject Well with your permission let me to grab your feed to keep updated with forthcoming post Thanks a million and please carry on the gratifying work
My brother suggested I might like this blog He was totally right This post actually made my day You can not imagine simply how much time I had spent for this info Thanks
helloI like your writing very so much proportion we keep up a correspondence extra approximately your post on AOL I need an expert in this space to unravel my problem May be that is you Taking a look forward to see you
I do trust all the ideas youve presented in your post They are really convincing and will definitely work Nonetheless the posts are too short for newbies May just you please lengthen them a bit from next time Thank you for the post
Thank you for the good writeup It in fact was a amusement account it Look advanced to far added agreeable from you However how could we communicate
Nice blog here Also your site loads up fast What host are you using Can I get your affiliate link to your host I wish my web site loaded up as quickly as yours lol
Excellent blog here Also your website loads up very fast What web host are you using Can I get your affiliate link to your host I wish my web site loaded up as quickly as yours lol
I was just as enthralled by your work as I was by yours! The visual display is polished, and the text content is of high quality. However, you appear to be concerned about presenting something the audience may believe is questionable. I believe that you will be able to correct this difficulty immediately.
My brother suggested I might like this blog He was totally right This post actually made my day You can not imagine simply how much time I had spent for this info Thanks
Normally I do not read article on blogs however I would like to say that this writeup very forced me to try and do so Your writing style has been amazed me Thanks quite great post
you are in reality a just right webmaster The site loading velocity is incredible It seems that you are doing any unique trick In addition The contents are masterwork you have performed a wonderful task on this topic
you are in reality a just right webmaster The site loading velocity is incredible It seems that you are doing any unique trick In addition The contents are masterwork you have performed a wonderful task on this topic
Thank you for the auspicious writeup It in fact was a amusement account it Look advanced to far added agreeable from you However how can we communicate
Techno rozen I appreciate you sharing this blog post. Thanks Again. Cool.